الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الانسان العراقي وديمقراطية التحالف الوطني!

سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)

2011 / 10 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حقوق الإنسان ركيزة أساسية، وقاعدة عظمى تستند عليها الحياة البشرية، ودعامة كبرى ترتكز عليها المقومات الإنسانية في بناء المجتمع ، وحقوق الانسان مشتقة من الاسلام بل من روحه , فحقوق الإنسان وحريته الأساسية تمكننا أن نطور ونستعمل على نحو كامل خصالنا الإنسانية وقدراتنا العقلية ومواهبنا لأنها جوهر ولب كرامة الإنسان ، ولا فرق في ذلك بين المرأة والرجل ، فكلاهما سواء أمام القانون وأمام الله ومن ضمن الحقوق الأساسية الحق في الحياة، أي حق الإنسان في حياته، الأمان الشخصي حق الإنسان في حريته الشخصية، حفظ الكرامة ، المحاكمة العادلة ، سواء كمدعي أو مدعى عليه ،وكانت منظمة الأمم المتحدة التي تعمل للمحافظة على الأمن والسلام الدوليين قد سنت معظم القوانين الدولية التي تقر حقوق الإنسان وتكفل صيانتها ، وأكدت المسيحية كرامة الإنسان والمساواة بين الجميع بوصفهم عيال الله. أما الشريعة الإسلامية فقد أولت حقوق الإنسان جلّ اهتمامها بدءاً من القرآن الكريم حتى كتابات الفقهاء المتأخرين. فيقول الله تعالى ( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) وقال الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحـسن تقويم) لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة. ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم. ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح. ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها ومن ضمنها دولة العراق ، فإن إعلان حقوق الإنسان هو الطرف الآخر في معادلة التساوي بين المواطنين والحفاظ على كرامتهم والدفاع عن حقوق الأقليات التي لن تشارك في الحكم ، والديمقراطية ليست غاية في ذاتها بل هي"وسيلة" أفضل من غيرها لتسيير دفة الحكم والعيش بسلام ضمن حدود معقولة. الغاية هي في حياة وكرامة الإنسان وحرياته. والحرية غاية في ذاتها نابعة من وجود الإنسان كانسان. الحرية هي ركيزة كل سياسة وكل نظام إنساني. على الديمقراطية أن تتيح للحريات، مثل حرية العقيدة وحرية الفكر، أجواء واسعة للتعايش مع حرية الآخرين بأقل ما يمكن ، الا في العراق فالامر والوضع يختلف تماما رغم وجود المنظمات ذات العلاقة خصوصا بعد أحتلاله بأسم ( الديمقراطية والعيش الرغيد) وتسلم الاحزاب السياسية الدينية التي تدعي الاسلام دفة الحكم فيه لكن افعالها ما يناقض الاسلام جملة وتفصيلا فحكومة حزب الدعوة مارست شتى الانتهاكات والاعراف والقيم ليس لما يخالف حقوق الانسان واعلانه العالمي بل التنوع التمتعي في الممارسات القسرية من قتل وتهجير وتهميش واقصاء واعتقالات عشوائية ليس للقضاء العراقي وقفة فيه سوى التوقيع على مذكرات القبض الجاهزة بتهم كيدية كما يجري الان تحت غطاء كاذب ( وجود انقلاب على العملية السياسية) والمواطن العراقي يسئل هنا اي انقلاب هذا وماهي الياته ؟ وما موقف المشاركين في العملية السياسية من الكتل الاخرى من هذا الانقلاب ؟ والسؤال الاخر أين لغة العقل وهدوء الحكمة الذي يدل على صفة القيادة ، ان هذا الاعتقال الكمي العشوائي يعد انتهاكا لحقوق الانسان العراقي بل مخالفة دستورية استنادا لما جاء بالباب الثاني من الدستور العراقي الجديد الذي كتب بتميز في مقدمتهم شخصيات التحالف الوطني الحاكم و كل مواطن عراقي صالح سوي هو ضد الاعمال الارهابية ولايقبل بأي عمل يضر بسلامة امنه الوطني ونحن مع دعاة سلامة العراق وامنه ، لكن الذي يجري الان تحت ( ديمقراطية التحالف الوطني) هو خرق لحقوق الانسان العراقي وهدر كرامته لا اريد ان اعرض في مقالي هذا عن اخلاق وصفات اهل البيت التي يتشدق بها البعض الحاكم ! لكن نقول للانسان قيمة وللعمر احترامه ، كفى حقد وظن في التعامل؟ ويكفي ما نشاهد ونسمع يوميا من اقوال لقادة حزب الدعوة والتحالف الوطني تؤكد وبأصرار على سوء النية في التعامل بكل الملفات العالقة ومع الاسف هناك قاسم مشترك يجمع كل قادة وشخصيات التحالف الوطني في معالجة الملف العراقي برمته هو ( الحقد والضرر الجماعي) السؤال الى متى ؟ والى اين ؟ هل الكراسي ومباهج الحياة وفسادها انستكم الله ! الا تكفي تجربتكم الاولى ؟ مهما تبرر من هذه الممارسات اللا انسانية ستنعكس سلبا وما يزرع يحصد ، لذا ندعو الى النصيحة والمشورة الامينة في التداول والدقة في الصواب والعقل والحكمة في القرار و كفى اضطهادا وظلما واتقوا الله واجعلوا العفو والتسامح والمحبة لبناء العراق وفق مبدأ الحرية والسلام بمشاركة الجميع وان نجعل حقوق الإنسان العراقي هي التي تساهم في بلورة القرار السياسي وتقرير المصير









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل
محمد الياسري ( 2011 / 11 / 2 - 12:12 )
لا حل الا بسحب الثقة من حكومة المالكي وعدم ترشيح كل من حرض وشارك باحتلال العراق ويده ملوثة بالدم العراقي التي هي وجوه العملية السياسية الحالية

اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون