الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريطانيا وسياسة الخداع والحرب.. من لورنس العرب الى توني بلير!!!

طلعت الصفدي

2011 / 10 / 30
القضية الفلسطينية


بريطانيا وسياسة الخداع والحرب
من لورنس العرب إلى توني بلير

بريطانيا التي كانت عظمى، ولا تغيب عن مستعمراتها الشمس، لم تتعلم درس الشعوب، وثوراتها التي لن تغفر ولن تنسى احتلالها للأراضي العربية، ونهبها لخيرات الشعوب، وسعيها المستمر لخلق الصراعات الداخلية الأثنية والقبلية والمذهبية لضمان استمرار مصالحها، ونفوذها برغم الانتهاء الظاهري لاحتلال تلك البلدان، وتنصيب من تريد من زلمها على هذه الأراضي، وتحويلها إلى طابو وميراث عائلي، ودورها الامبريالي المشبوه في خلق القضية الفلسطينية، ودعمها غير المحدود للعصابات الصهيونية، وتسهيل حملات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإسنادها المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي . وعلى طول التاريخ، حاول ساستها القدامى خداع العرب، والتلون كالحرباء أمثال توماس ادوارد لورنس المدعو " لورنس العرب "، وسار على دربه حديثي الولادة التابعين والملحقين للسياسة الامبريالية الأمريكية أمثال "توني بلير" الذي يلعب دور عراب السياسة الأمريكية – الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط وبالموقع الاستراتيجي.
لورنس العرب، ضابط الارتباط بين القيادة العسكرية البريطانية، والثورة العربية الكبرى ضد الأتراك، ومنسق العمليات العسكرية، حاول أن يقوم بدوره ألتجسسي، مدعيا مساعدته القوات العربية بقيادة الشريف حسين خلال الثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية عام 1916، مستغلا العرب للتخلص من الاحتلال التركي لأراضيهم، ونزوعهم إلى الحرية، بسبب تعمق كراهية العرب لحكمها نتيجة الظلم والقهر، والتمييز ضدهم، وكان يتفاخر باللباس العربي وبالعقال، ويمتطي الخيل والجمال، ويتقن اللغة العربية حتى يستميل العرب ويلعب على عواطفهم، ويظهر أنه نصير العرب في صراعهم مع الأتراك، ولهذا فقد تمت تسميته ملكا غير متوج للعرب، وزعيما لقبائل البدو. لورنس هذا خدع العرب، وكان يقدم مصلحة بلاده على كل المصالح، فسارع بتأييده لوعد بلفور عام 1917 وها هو لورنس العرب يقول في أحد تقاريره " لو تمكنا من تحريض العرب على انتزاع حقوقهم من تركيا، فجأة وبالعنف لقضينا على خطر الإسلام إلى الأبد، ودفعنا المسلمين إلى إعلان الحرب على أنفسهم فنمزقهم من داخلهم وفي عقر دارهم"، هذا الذي تعهد للعرب بمنحهم الحرية، وتفاخر بتضليلهم وخداعهم، واستخدام وسيلة الكذب فيقول " الربح مع الإخلال بالعهد أفضل من الخسارة"، كما يؤكد في كتابه أعمدة الحكمة السبعة،" ويتابع "أما الشرف فقد فقدته يوم أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعودهم، لقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي إن مساعدتهم ضرورية لانتصارنا" ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، وهزيمة تركيا، وانتصار بريطانيا بمساعدة العرب في الحرب، فقد عمدت لتقسيم الأراضي العربية مع فرنسا، طبقا لاتفاقية سايكس بيكو السرية التآمرية التي كشفتها ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917.

بدأ القانوني والمحامي توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، بالبحث عن دور سياسي جديد له في العالم بعد استقالته عام 2007، فعينته الولايات المتحدة الأمريكية مبعوثا دوليا للجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط، لأنه الأكثر ولاء لسياستها العدوانية والامبريالية . يدعي أنه يقرأ القرآن يوميا لتوسيع آفاق إيمانه، شارك السياسة الأمريكية بحصار العراق، بحجة التفتيش على أسلحة الدمار الشامل، وأرسل توني بلير عام 1998 حاملة الطائرات البريطانية لتشارك في الغارات على العراق مع أمريكا، برغم انكشاف زيف ادعاءاتهما وأكاذيبهما، ونظرا لدعمه غير المشروط للإدارة الأمريكية، ولسياستها في الشرق الأوسط، وإخلاصه الشديد لبوش لغزو العراق وتبعيته له، فقد ظهرت صورته الكاريكاتورية على غلاف كتاب يمثل بوش ممسكا بإذن كلب له وجه توني بلير.
برز موقفه بشكل يتناقض مع موقف أعضاء البرلمان في حزب العمال البريطاني، وغالبية الشعب البريطاني في رفضه العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث انتقدوا علنا إفراط إسرائيل في استخدام القوة، ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن بلير رفض هذه الانتقادات، وتبنى الموقف الأمريكي الذي يمنح إسرائيل حقا مطلقا في أن تلجا إلى الأسلوب الذي ترى انه الأفضل . الصحافية مورين دود في صحيفة " نيويورك تايمز"، إن بلير كان يدور ويتملق مثل زوجة أسيئت معاملتها، وكان مؤلف الكتاب الذي حمل عنوان" يو، بلير "وانه إذا كان بلير جرو بوش فعلا فلا بد أن يشكل ذلك قضية لدى " الجمعية الملكية لمنع القسوة مع الحيوانات".

ومنذ توليه منصبه كمبعوث للرباعية، فقد كان منحازا بشكل تام للموقف الإسرائيلي، يروج لبرامجهم ومشاريعهم، وتحول لموظف صغير لدى حكومة نيتنياهو، وليس مبعوثا محايدا للرباعية، ولقد أنفضح انحيازه لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، عندما بدأ يحرض دول الاتحاد الأوربي ضد طلب الاعتراف بفلسطين كدولة 194في الأمم المتحدة، وحاول صياغة بيان اللجنة الرباعية الأخير، بصورة تتبنى المطالب الإسرائيلية فقط على حساب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وقدم مقترحات لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل لتفادي التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة ومجلس الأمن، بشكل يتجاهل قرارات الشرعية الدولية كمرجعية للمفاوضات، وبضرورة وقف الاستيطان، والطلب من الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل. مما أغضب الفلسطينيين والعرب، وأنصار السلام في العالم، فطالب العديد منهم بمقاطعته بعد أن فقد مصداقيته وأثبت عدم حياديته وانحيازه الكامل اتجاه إسرائيل، كما شكك البعض في نواياه، وعدم الثقة به نظرا لعلاقته الحميمة مع زعماء إسرائيل، ودفاعه المستمر عن سياستها في المنطقة والعالم.
ولقد وصف الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام ألصالحي بلير بأنه موظف صغير لدى الحكومة الإسرائيلية، وليس مبعوثا محايدا للرباعية، وطالب بمقاطعته واعتباره شخصية غير مرغوب فيها في الأراضي الفلسطينية، وبضرورة تنفيذ حملة جريئة لطرده وعزله من منصبه، وإنهاء مهامه في المنطقة، وعدم الخضوع للضغوط الأمريكية، وحذر من خداع توني بلير.

وفي سياق آخر فقد كشفت صحيفة " يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن علاقة غرام بين توني بلير وسيدة أعمال إسرائيلية تمتلك شركة شتراوس الإسرائيلية، وهي واحدة من أكثر السيدات ثراء في إسرائيل، وتلاحقه مجموعة من الفضائح السياسية العالمية، فعلاقاته المالية مع ألقذافي قبل رحيله بأسابيع، وممارسته السمسرة المالية في إسرائيل، ولديه مناصب عديدة في الاستشارات المالية لشركات عالمية كبرى، وكما يقال فقد تسلم مبلغ 27 مليون جنيه إسترليني هدية من أمير الكويت، بحجة تقديمه استشارات لتدمير العراق، ومبالغ أخرى من أمراء وشركات في أبو ظبي للحصول على عقود نفط في العراق.
وتعرض لهجوم غير مسبوق من وسائل الإعلام البريطانية، ووجهت له تهمة انتهاك مهامه ومنصبه كشخص محايد، واتهمته بأنه شارك في صفقات كبرى في الشرق الأوسط أدخلت إلى جيبه مالا كثيرا في فترة نشاطه في الرباعية، الساحر الذي يحول ألاعيبه ومراوغته إلى مال، وحسب الصحافة البريطانية، فهو ينفذ صفقات خاصة واسعة النطاق عالميا، تتم من خلال شركة الاستشارات التي أقامها بلير قبل عدة سنوات على اسمه، وهى تقدم خدمات الاستشارة لسلسلة من الزبائن ذوي الاسم العالمي، بما فيهم بنك الاستثمارات جي.بي. مورغن، ويبدو أن بلير يستغل وظيفته الحالية كي يجني مالا تجاريا، وحسب صحيفة الديلي ميل فان بلير، وقع اتفاقا مع رئيس كازاخستان الدولة الغنية بالنفط والغاز، بقيمة 8 مليون جنيه إسترليني، وحسب تحقيق القناة الرابعة البريطانية فقد أشارت إلى المبادرات الاقتصادية لبلير في مناطق السلطة الفلسطينية وفي قطاع غزة، حيث منحت لشركات تعتبر من زبائنه مثل بنك الاستثمارات جي.بي.مورغن الذي يدفع راتبا خاصا لبلير لنجاحه في إقناع السلطات الإسرائيلية السماح لمورد الخدمات الخلوية " الوطنية"العمل في المناطق كشركة خلوية إضافية، مع العلم فان صاحبتها شركة QTEL القطرية الكبرى، كما دعم إقامة حقل غاز طبيعي في غزة بقيمة 6 مليار جنيه إسترليني، ومارس كل ثقله لإقناع المحافل في إسرائيل بالسماح لشركة بريتش غاز بتطوير الحقل. فهل بعد هذا يتردد بعض المتنفذين السياسيين الفلسطينيين في مقاطعة توني بلير، لانحيازه المطلق للسياسة الأمريكية والإسرائيلية، والترويج لها عبر موقعه كمندوب للرباعية؟؟؟ ولهذا فلا بد من اتخاذ موقف حاسم ضده، باعتباره شخصية غير مرغوب بها في الأراضي الفلسطينية، وعلى شعبنا الفلسطيني أن لا يتردد بقذفه بالطوب وبالبيض الفاسد.
ومع أول الغيث، وحسب صحيفة التليجراف البريطانية، فقد ذكرت إن كبار المفاوضين الفلسطينيين قد رفضوا مصافحة توني بلير خلال اجتماع رفيع المستوى مع الوسطاء الدوليين أخيرا.

طلعت الصفدي غزة – فلسطين
الأحد 30/10/2011
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا