الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية المؤامره والانقلاب

حمودي جمال الدين

2011 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


نظرية المؤامرة والانقلاب
لم تكن أحزابنا الحاكمة ألان في منئ عن الذهنيه التآمرية التي تختمر في عقلية الأحزاب التسلطية التي توالت على حكم العراق في الحقب المتاخره من عمره السياسي , حيث كانت هي نفسها من حامت حولها الشبهات في التأمر لإسقاط حكم حزب البعث أيام معارضتها للنظام السابق وهي ابعد ما تكون عن ذلك طبعا . واليوم تتقمص نفس دور غريمها المقبور لتبادله الأدوار وتتهمه بالتآمر والانقضاض على سلطتها فتزج بالعشرات من البعثين المغمورين الذين لاحول لهم ولا قوه في محافظاتهم مصاحبة ذلك بضجيج وصخب إعلامي وبتصريحات متباينة ومتناقضة وركيكة مهلهله تدفع المتلقي العراقي للهزأ والسخرية من مطلقيها فهي مرة تدعي إن سوريا وراء تسريب المعلومات وهي مصدر القوائم والأسماء للبعثين المتآمرين , ومرة تدعي إن اجتماعا عقد في عمان برعاية سعوديه وبإيعاز من معمر ألقذافي الذي زودهم بخمسين مليون دولار لقلب نظام الحكم بالعراق بعد الانسحاب الأمريكي .والأخرى كانت تدعي انها وضعت هؤلاء تحت المراقبة من قبل خمسة شهور وألان حان موعد الاقتطاف والاقتصاص منهم بعد إن ثبت بالا دله القاطعة ضلوعهم في التخطيط لقلب نظام الحكم الجديد وإفشال العملية السياسية . لكن الأكثر هزالا وضحكا هو تصريح احد الحزبين المتنفذين ان امريكا من كان يخطط للانقلاب على الحكم وقربت البعثين وزودتهم بالمال وعهدت لهم بالمساعدة لمحاصرة المنطقة الخضراء والانقضاض على رموز قاطنيها , فتصوروا مدى ألفجاجه والغباء الذي وصلنا إليه أمريكا بكل جبروتها وهيلمانها وقوتها والتي قطعت ألاف الكيلومترات عبرت خلالها المحيطات والقارات بقضها وقضيضها وبخسائر ماديه فاقت الخيال والتصور وقدمت الكثير من أبنائها ومرتزقتها ضحايا وقرابين من اجل تخليص العراق وتحريره من ربقة نظام جائر أهوج ومن دكتاتور لم تعرف البشرية مثيلا له في قساوته وهمجيته ورعونته ومن أزلامه وأركان حكمه التي لن تتطهر ابدانهم و أياديهم حتى لو اغتسلوا بكل بحور العالم من أدرانهم ودماء أبناء شعبهم . نعم هذه أمريكا ألان تتعاون مع هذه الشلل البائسة الهاربة لتعيدها للواجه من جديد وكأنها غير قادرة لوحدها إن تغير هذا النظام لو أرادت وتقلب صفحته كما قلبت صفحة اعتى من سبقوه.

إلا يعطي هذا التصور تفسيرا من إن أمريكا قد يئست وغسلت يدها من نظام استماتت من اجل صنعه وإظهاره
للوجود لكن أحزابه وحكامه لم يكن في مستوى المسؤولية أو المقبوليه من قبل شعبهم ولم يقنع ولو بالحد الأدنى مرضاة صانعيه حيث تركز همهم وانشغالهم لإشباع نهمهم وإطماعهم
ونزواتهم الشخصية والفئوية وتناسو في غمرة البهرجه والثروة والجاه قضية وطن كان رمما واشلا ء محطمه وشعب مقهور محروم متهالك فحق على هذا النظام التغير.
هذه التصريحات الهزيله تعطي للبعث حجما وزخما وقوة وقد تعيده للواجه من جديد بعد ان فض الشعب نفسه من رعبه وعذابات جحيمه , وهي بالتالي تعكس مدى الضعف والهوان في حكومتنا العتيده من أنها ليس بمقدورها مواجهة الأزمات حتى وان كانت بمستوى حزب انهارت كل قواه في الداخل والخارج وحاصرته الاقدارا وصحوات الشعوب في ربيعها العربي وهي تنقض على معاقل الجبروت والتسلط المفرط , ولم يعد للانقلابات العسكريه والمؤامرات من اثر او وجود فقد عفى عليها الزمن .
وإذا ما تبادر إلى ذهن حكومتنا وأحزابنا من إن البعثين فعلا يخططون للاطاحه بها فلماذا تباغتهم من الذيل ومن اناس وان كانو ولازالو بعثين وانا لا ابرئ ساحة الحزب من إعادة تنظيمه ومخططاته .
لكن السؤال العريض الذي يطرح نفسه وبقوه لماذا تترك الحكومه الرؤس الكبيره والتي تمتلك القوه والتأثير
بفعل مواقعها التي استحوذت عليها بعلم ومساعدة أحزاب ومتنفذي الحكومه والسلطه وفي وضح النهار وبالعلن ولم يأتو الى هذه المراكز والمناصب القياديه متسللين في جنح الظلام , هؤلاء الان يتبؤن مناصب ومواقع حساسه في جميع مفاصل الدوله وعروقها , فمنهم وزراء واعضاء برلمان ومسؤولون كبار .
لكن الانكى والامر من كل ذلك نجدهم قادة فرق والويه وضباط كبار في الوزارات الامنيه واجهزتها الاستخبار والمخابراتيه. واذا ما علمنا ان حزب البعث من الاحزاب التي تنتهج في تنظيماتها الاسلوب الخيطي في التواصل والارتباط فهل يعقل انهم معزولون عن متناول الحزب وتشعباته ؟؟؟
اوليس بمقدوره الارتباط بهم والتواصل معهم وبذلك يعيد ازلامه ورجاله الى حضيرته ؟؟؟
فرجال حزب الأمس يتمتعون ألان في مواقع ومراكز بيدها صنع القرار والتلاعب بمقدرات الشعب
فمواقعهم الفاعله و المؤثره تمنحهم كل مستلزمات ومقومات التامر والانقلاب.
ثم الا يشكلون هؤلاء خطرا كبيرا على العمليه السياسيه واركانها ؟؟.
وانهم حاقدون على الواقع السياسي الحالي الذي هزمهم وهزم قائدهم المغدور .
ولازالت البعثيه متاصله في عروقهم ترضعهم من قيحها وادرانها .فالأجدر والأحرى من غيرهم من البعثين في المراقبة و التحري والاعتقال فهم الممسكون بخيوط أللعبه وإدارتها.
حمودي جمال الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10 سنوات من الحرب.. أطفال اليمن، أجيال مهددة بالضياع!


.. ماكرون يقامر بانتخابات مبكرة... هل يتكرر سيناريو ديغول أم شي




.. فرنسا: متى حُلّت الجمعية الوطنية في تاريخ الجمهورية الخامسة


.. مجلس الحرب الإسرائيلي.. دوره ومهماته | #الظهيرة




.. هزة داخلية إسرائيلية.. وحراك أميركي لتحقيق الهدنة | #الظهيرة