الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة والانفصال وحلم الدولة المستقلة

كوسلا ابشن

2011 / 10 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الوحدة ظاهرة طبيعية واجتماعية وليست نتيجة فكرة او ارادة فردية , بل تعبير طبيعي عن الانتماء لشعب واحد وامة واحدة تشكلت عبر التاريخ بفعل وحدة قبائل جمعتها وحدة الجغرافية ووحدة اللغة ووحدة الحياة الاقتصادية والنفسية , على اساس الثقافة المشتركة .
مطلب وحدة الجغرافية ووحدة الشعب قائم على الخصائص السابقة الذكر , مع بروز الدور الاساسي للمصالح الاقتصادية والاجتماعية للفئات الكادحة في اسس وميكانيزمات الوحدة .
لظروف تاريخية وسياسية واجتماعية وبسبب الهجرات القديمة او جماعات استطانية من بقايا الغزوات الاستعمارية , تشكلت دولة وحدة الاثنيات المختلفة القائمة على التعدد , جدلية الوحدة في التعدد والتعدد في الوحدة .
في مرحلة تاريخية محددة ونتيجة لاحتدام الصراع الاجتماعي والسياسي وتبني الجهة السلطوية لسياسة التمييز العرقي والديني واشتداد الصراع على اساس عرقي وتعرض جزء من الشعب للاضطهاد السوسيو- اقتصادي والسياسي والثقافي , وتسود سياسة اللاتساوي في دولة اللامواطنة , في دولة البعد الواحد , يؤدي لا محالة الى تبني الطرف المظلوم و المضظهد ( فتح الهاء ) لفكرة الانفصال كبديل لمجتمع التمييز العرقي واللامساوات بين مواطن الدولة الواحدة .
اين موقع الصحراويين او ما يسمى بقضية الصحراء الغربية من خصائص الامة المميزة او من الاقلية المضطهدة ( فتح الهاء ) , بالرجوع الى الشرعية التاريخية وباعتراف الغازي العربي الذي كان يسمي شمال افريقيا بارض البربر, وتاريخ الحضاري الامازيغي يرجع الى ماقبل بداية الزراعة وتربية المواشي , يرجع الى مرحلة القنص وقطف الثمار, ومع سيرورة التاريخ ستتشكل مماليك امازيغية مستقلة الواحدة عن الاخرى ورغم محاولات توحيدها وخصوصا في عهد ملك مسينيسا وفي عهد ملك يوبا الثاني الا ان الوحدة فشلت بالخصوص بسبب التدخل الاستعماري , الا ان عوامل التقارب بين الاخوة في الثقافة والحضارة والتاريخ والجغرافية ادت الى توحيد شمال افريقيا في عهد الدولة المربطية المثونية الصنهاجية الامازيغية المنحدرة من منطقة ما يسمى بالصحراء الغربية , وبقيت المنطقة جزء من الكل الموحد ليس بعامل البيعة السلطانية القسرية , وانما بقوة الانتماء الجغرافي والتاريخي والثقافي والحضاري , وما تعرفه منطقة الصحراء من مؤامرة فصلها عن جغرافيتها هواتمام لمشروع استعماري قديم لمنع بروز قوة اقتصادية موحدة على ضفة جنوب المتوسط ,و ترجع فصوله الاولى الى حرق قرطاج ومنع دولة نوميديا وقوة ملكها ماسينيسا بالاستفادة من القوة الاقتصادية لمدينة لقرطاج , وينتهي المشروع الاستعماري في القرن العشرين بتجزئة شمال افريقيا في كنتونات معزولة ومتفرقة وخلق كيانات وهويات مصطنعة قابلة للاخضاع والتدجين والتبعية ولعبت فيه سياسة المسخ الهوياتي الدوز البارز .
الشعب من وجهة نظر السوسيو - بوليتيك ظاهرة تاريخية , تشكلت بفعل وحدة قبائل جمعتها الثقافة والحضارة والتاريخ واللغة المشتركة ووحدة الجغرافية , فهل هذه الخصائص ميزت الصحراويين عن القبائل الصنهاجية ؟ او عن باقي ساكنة المناطق الشمالية للماروك ؟ , لنفترض ما يدعيه اصحاب الجمهورية العربية السادسة من اصول حسانية (فرد اعرابي استقر في المنطقة ) , فان نصف سكان شمال افريقيا يدعي انه من اصول بني هلال ( قبيلة اعرابية غزت ليبيا وتونس ) , اذا ما يميز الفرد الحساني الاعرابي عن قبيلة بنو هلال الاعرابية , هل هو العرق اواللغة او الثقافة او ... .
قبل 1975 لم نسمع ولم يذكر في خطابات وادبيات الحركة القومية والماركسية العربية ولا العالمية لذكر حق تقرير المصير ّ للشعب الصحراوي ّ , لانه ببساطة لم يكن هناك وجود لشعب صحراوي , بقدر ما كان هناك لجزء من الوطن مازال تحت السيطرة الاستعمارية الاسبانية وبتواطئ الكولونيالية الجديدة .
مبدأ الانفصال وحق الشعوب في تقرير المصير اسيئ فهمه من طرف الحركة الماركسية العالمية والمجتمع المدني الدولي لغياب دراسات معمقة حول المنطقة وحيثيات المشكلة واكتفت بنقل وسماع ما تروج له ابواق الطرف الثاني في الصراع , جنرالات الجزائراصحاب المصالح الاقتصادية في المنطقة , اوما تبثه الحركة البعثية والماركسية العربية من اوهام لزيادة عدد الدول العربية في الامم المتحدة وزيادة امكنة الطبقة العاملة بفعل التجزئة في تناقض مع المبدأ الماركسي ّ ياعمال العالم اتحدوا ّ .
الماركسية - اللينينية اعترفت وامنة بحق تقريرمصيرالشعوب ليس على مبدأ القتال المشترك ضد العدو المشترك , والا كان من حق القاعدة في ّ المغرب الاسلامي ّ المطالبة بتقرير المصيرلاتباعها , وان تطالب جماعة اجرامية منظمة حقها في تقرير مصير منطقتها , المفهوم الماركسي لحق تقريرمصيرالشعوب والامم مرتبط بمفهوم الشعب والامة ونضاله ضد الكولونيالية وبناء الدولة المستقلة .
كل ذرائع البوليزاريو للمطالبة بالانفصال لا تنسجم مع المعطيات الموضوعية , لا كاقلية مضطهدة (فتح الهاء ) ولا كأمة ذو خصائص مميزة عن الجوار الجغرافي .
القضية القومية في شمال افريقيا وبالخصوص الماروك ليست قرار سياسي او طموح فرد او جماعة , بقدر ما هي صراع لمنع الذوبان والانصهار في الوهم, صراع من اجل البقاء والاستمرارية في علاقة جدلية بين الماضي والحاضر , أمة بخصائصها المميزة وجزء لا يتجزء من أمم حوض المتوسط و جزء من أمم العالم , تتفاعل مع ثقافات وحضارات كل الشعوب , تتأثر وتأثير من وفي الشعوب الاخرى , ان تعيش وتحيا بمشاكلها الداخلية وصراعاتها الاجتماعية والسياسية مثلها مثل جميع المجتمعات الطبقية .
قضية الانفصال غير واردة في الفكر الامازيغي من جهة لوجود الصفات الجمعية في المكون المحلي ومن جهة ثانية غياب السلطة السياسة للمكون الامازيغي وارتباطه بوحدة كونفيدرالية مع دول اخرى .
قضية تقرير المصيرفي المنطقة تفهم في اطارها الجمعي , تقرير مصير أمة شمال افريقيا ان امكن الامر بنفس طريقة تقرير مصير شعب جنوب افريقيا , رغم ان الدلائل الموضوعية لا تشير الى ذلك , ان التاريخ الاجرامي للاقلية الكولونيالية البيضاء في جنوب القارة هو نسخة لتاريخ الاسود لمجرمي النظام الكولونيالي في شمال القارة ...
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن