الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخلوعون.. ومحنة ابن صالح

خالد صبيح

2011 / 10 / 30
كتابات ساخرة



ينعت المصريون والتونسيون، بلامبالاة، لكن بإصرار، حاكميّهم المخلوعين بمفردة مجردة هي: المخلوع. وهي مفردة تفيد في استعمالهم، كما في اللغة، التبرؤ مع الازدراء. ولا تخلوا أيضا من (طلاوة) الإذلال...لكن الحكام العرب قد أضاعوا على أنفسهم نعت (الرئيس السابق) الذي كان يمكن أن يبقي لهم بعض ماء الوجه لو أنهم ترفعوا قليلا عن رذائل الحكم وحكموا ورحلوا بطريقة أخرى. ( فيها بعض الذوق يعني).

قبل هذين المخلوعين نُعت صدام حسين، بالإضافة إلى المخلوع، وبمجاز خشن بـ ( جرذ الحفرة)، إلا أن بعض من يداري خيبته من البعثيين يصر على انه رئيسا سابقا. (وهي عندهم ذائقة لغوية حسبما أظن).

لكن يبدو إن (علي عبدالله صالح)، هناك في أقصى الجنوب العربي، يعيش محنة هذا الهاجس المرعب ـ التزنر بنعت المخلوع ـ لذا فهو يصر، تجنبا لهذا النعت الخادش لذوقه، وليضفي على عملية (خلعه) بعض الأناقة، رغم اقتناعه بزوال عهده، على أن تتم عملية إسقاطه بدوي خافت، أو ( بطريقة دستورية) كما يصفها هو. ولا تظنوا إن الحكام المستبدين، لاسيما العرب منهم، لايفكرون بهذه الأشياء التي تبدو وكأنها محض شكلية، ولا تحيلوا أيضا أسباب تعنتهم واستهتارهم دائما إلى خلفيات سياسية واقتصادية وغيرها. فهؤلاء، كضباط تافهين، يجمعون في شخصياتهم، وأنظمة حكمهم أيضا، الحمق والغرور والقوة، ـ وهي صفات كارثية ان اجتمعت عند كائن واحد ـ، لذا فهم يكترثون، وبحساسية مفرطة، لمظهرهم اكثر مما يكترثون لمصائر ملايين البشر.

لكن ابن صالح، وهو يجاهد في تجنب لقب المخلوع، تورط ذات يوم صيفي قائظ بنعت آخر طاله وهو حاكما رسميا للبلاد حينما توعده (صادق الأحمر) بان يخرجه من اليمن حافيا... ووعد الأحمر دين!!.

وهذا التوعد عقّد المسالة اليمنية اكثر، لان مخلوع مع بعض الأموال، كما فعل ابن علي، هي أهون من مخلوع حافي.

ومنذ صيحة الأحمر تلك، ورغم توعد ابن صالح لقومه بالويل والثبور إن لم يعودوا إلى (رشدهم)، اخذ اليمنيون يهتفون في الشوارع، بانتشاء وثقة ( بنخرجك حافي... ياعلي!!).

وتوالت النوائب على دكتاتور اليمن، فأطلق القاعديون، صنائعه ودريئته، في يوم صيفي قائظ آخر، صاروخا على قصره احرقوا به وجهه وكل جسده. وأضاف الناس بعد همود حريق القصر، لهموم ابن صالح هما جديدا؛ بنعته يتندر وتشفي: بالمحروق..

لكن ابن صالح مازال مصرا على أن يبقى رئيسا، وانه لن يتنازل عن السلطة إلا (بالشرعية الدستورية)، وهي طبعا ليست ذات (الشرعية الدستورية) التي أتت به إلى الحكم بانقلاب عسكري خلفه عصر دموي ضد خصومه وغرمائه.

وابن صالح، بالإضافة إلى صفاته السمجة الوفيرة، عرف أيضا بعناده. وعناده هذا قد أوصله، حتى الآن، إلى ثلاثة نعوت واحدها اقسي من الآخر، وربما سينال، إن واصل العناد والتعنت، نعتا آخر، جديدا ومبتكرا، لم يخطر في بال احد حتى اللحظة.

لكن علينا هنا، إن أردنا أن نقع على بعض من سر تعنت ابن صالح وتشبثه بالسلطة، أن نتجرد من بعض أهوائنا وننصف الرجل قليلا، لان ثلاثة نعوت حادة وقاسية هي كثيرة حين تتراكم فوق هامة شخص واحد. والرجل محق في هواجسه واستماتته، فالمخلوع وحدها كفيلة بان تنزل بالحاكم المستبد إلى( المقامات العليا) من الحضيض
( الذي يستحقه بطبيعة الحال) فكيف إذا اجتمعت في مكان واحد، ولحظة واحدة، ولرجل واحد، ثلاثة اثاف قاتلات..

مخلوع ومحروق؛ وفوقها... حافي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من حاول اغتيال بن صالح
سعد السعيدي ( 2011 / 10 / 31 - 00:07 )
حول محاولة اغتيال بن صالح , هي لم تكن بالصاروخ , إنما بعبوة ناسفة زرعت قرب الحائط داخل المسجد. والدليل على ذلك هو الفتحة الصغيرة التي صارت في الحائط جراء الانفجار. ولو كانت الفتحة لصاروخ لكانت اكبر.
وقد يبدو الفرق بين اسباب الانفجار ظاهريآ بغير ذي اهمية... لان الاهميه توضح المستفيد وكذلك من زرع العبوة. فهم قطعآ ليس القاعديون , انما تدبير العملية جرى من داخل الحلقة المقربة

تحياتنا


2 - الاخ سعد
خالد صبيح ( 2011 / 10 / 31 - 15:07 )
الاخ سعد
بعد التحية
بس الصاروخ احلى يتراوالي.. اكشخ.


3 - الضربة الصاروخية ((ارقى)) ؟
سعد السعيدي ( 2011 / 10 / 31 - 23:23 )
فصدك شنو يعني الضربة الصاروخية ((ارقى)) ؟؟؟ ...يعني توجد حرقة ارقى من اخرى ؟؟

اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال