الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبوة و العقلانية Prophecies and Rationality

وليد مهدي

2011 / 10 / 31
سيرة ذاتية


لصديقي الكنعاني السوري علاء ابو الفضل مع تقديري العميق

(1)

كان الوقت مساءً وكانت احدى ليالي الصيف شديدة الحلكة من العام 1999 ، حينَ كنتُ اناجي " الله " باكياً شاكياً له اتساع ذهني وضيق آفاق هذه الدنيا الضحلة ..
كنت اشعر وكأن هذا العالمُ لا يكفيني ..
لطالما رفضت في داخلي هذا التنامي المضطرد في الإدراك وانا يومها لم ازل بعدُ في الثالثة والعشرين من عمري ، كنت اشعر حينها بانني ربما تجاوزتُ الاربعين أو إن عمري " العقلي " تضاعف ..
كنتُ ادرك من حكمة وجودنا في هذه الدنيا بحوادثها وجواريها ما لا يدركه الشيوخ ، او هكذا كنت احسب ، و فضلاً عن هذا كله ، اشعرُ " بالخالق " واتوق له شغفاً كرابعة العدوية .. !

كان عذاباً يشج الروح ويهز الوجدان ، كانت له بداية .. ولم اكن اتصور بان ستكونُ له نهايةً ابداً ..
لم اكن اعرف بان نهاية التصوف والممارسات السلوكية العرفانية ستنتهي بي لهذا الحال .. فــ " لو كنت اعلم ان البحر عميقٌ ما ابحرت .."
لو كنت ادرك هذا المآل لما تجرأت وتخطيت إلى حيث " مقصلة " السعادة والشعور بضياعها الابدي ، حيث تذوب الانا " محترقة " بكلية الوجود ..
ايقنت حينها ان لا سعادة ما دام الروح في الجسد ، السعادة هي التحرر من الجسد ..
ولشدة الالم رفعتُ راسي للسماء شاكياً سائلاً في تلك الليلة :
لماذا تفعلُ هذا بي يا الله ...؟!
وإذا بصوتٍ يهزُ اركان السماوات ، كأنني اسمعه في أصل أذنيّ ، صوتٌ يعطي من يسمعه إنطباعاً وكان الوجود بكليته تزلزل ، كأن يوم القيامة حل حين وصلتني كلمات تتردد صدى للآية القرآنية " إني جاعلك للناسِ إماماً " ..
فتصورت لوهلة .. بانني اتوهم .. لكن تكرر الصوت لثلاث مرات ..

(2)

نمتُ تلك الليلة وقد غمرتني " سعادة " لا توصف ، لم افكر كثيراً قبل النوم ..
كنتُ مقتنعاً إن الله ، ربُ السماوات العلى كلمني حينها واعطاني منزلة الخليل " ابراهيم " ..( وهو انطباع يمكن ان يمر به اي سالك للعرفان وهو يمر بمراحل مختلفة من مراتب الايمان ، وربما كانت تلك المنزلة بالنسبة لي في ذلك الوقت لا تخطر على البال !! )
لكن ، وفي المنام .. حدث ما غير لي حياتي كلها ..
كأنني طفتُ حول الارض محلقاً بارتفاعٍ منخفض ..
قمتُ بلف محيط الكوكب لدورة كاملة كما لو انني مركبةُ فضاء سريعة ، حتى إنني اتذكر رائحة " الباسفيكي " في مدار السرطان قبل ان افلت من هذا المدار نحو الاعالي فقابلتُ العزيز الحكيم ..
ما يميز الجلاء الروحاني عن التصور الخيالي للحلم العادي هو " هامشية " التجسد للماديات ، وهنا " الله " يكون هامشي التجسد ..
فقد رأيته وسمعته ، لكن في نفس الوقت .. لم اره .. ولم اسمعه !!
كنت في ذلك المشهد الدرامي العجيب على غير طبيعتي التي نمتُ عليها من الطمأنينة والسعادة ، كأنني شخصٌ آخر نافذ البصيرة .. " كلي القدرة " .. معترضٌ على الله في ان ينصبه وذريته من بعده إماماً على سجية ما جرى لإبراهيم ..!
كان وجه اعتراضي على الله .. ممثلاً بسؤالي التالي له :
لماذا تريد ان تكرر المأساة ..؟
فأجابني على الفور :
انتم تريدونها هكذا ..!
كان يقصدنا .. نحن .. العرب ( وهو انطباع نافذ وعابر لصيغة الحوار يؤلفه الحدس ) ، باننا نحن من يقدس الانتماء القومي و الانساب ، وكأنه يسن القوانين لنا وفق ما نريدها نحن بمجموعنا الكلي " التحصيلي " وليس كما يريدها هو شخصياً ...
اعتبرت جوابه ذاك مفحماً ( وهو الافحام والاقناع العابر ايضاً والمسند حدسياً ) فشعرتُ بيأس كبير حين ادركتُ إن الله كما يقول عن نفسه هو بلسان النبي محمد في القرآن :
إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس كانوا انفسهم يظلمون ..
ثم عدتُ وسألته ساخراً :
اذا كنت تقصد بانني انا " ابراهيم " جديد في دورة التاريخ ، فأي مكانٍ ستختاره وطناً لذريتي من بعدي ..كما اخترت فلسطين لبني اسرائيل وابراهيم الاول ؟؟
اجابني على الفور بكل ثقة وبلا تردد :
انها " اسبانيا " يا وليد ... حتى إن الاقدار اعطتك في تلك البلاد علامة في مدينة لا تزال تحمل اسم : بلد الوليد .. ، بلفور البديل جاهز ، واسبانيا كانت في يوم من الايام يسكنها العرب ... السيناريو محبك لتشييد وطنٍ عربي اسلامي في اوربا تحكمه “ امتك “ ولو بعد قرنٍ من اليوم فاطمئن !
صمتُ برهة .. و أجبته بشفاهٍ مرتعشةٍ باردة :
بئست الوصاية هذه وبئس الوعد ..
وبئست النبوة حين تكون امتهاناً لإنسانية الغير ..
بئس الوعد يا ربي حين تتكرر مأساة اغتصاب فلسطين باسم الرب والوعد الالهي المقدس
بئس الوطن يا خالق السماوات العلى هذا الذي تشيده لنا جماجمُ غيرنا ودماؤهم ..!!
فرد علي مقاطعاً :
هذا الكلامُ لا يوجه لي ، هذه سنة الذين خلوا من قبلك فلن تجد لها تبديلاً ولن تجد لها تحويلاً .. بسهولة .. قوانين الاقدار مختلفة بجملتها العامة عن تفاصيل القوانين الاخلاقية على الارض ..
رددت عليه طالباً رداً سريعاً :
قل لي كيف تتغير هذه " السنة " القدرية ..!؟
فأجابني :
لو تغير العرب وتخلوا عن تقديس اسلافهم ، فإن اسرائيل مثل هذه ( وقد اشار بعصا بيده إلى خريطة رملية للعالم ) ستزول بلمح البصر .. وقد محاها من الخريطة تماماً ...
قلتُ له :
اين يذهب الشعب الاسرائيلي اذن ؟
قال :
يصبحون مثلكم ، ويذوبون بينكم ، لا يقدسون اسلافهم فلا يبقى اي معنىً لدولتهم التي هي دولة الاسلاف ..
كان الحل موضوعياً جداً ، لكنني وقتها اخبرته :
ما دخلي انا في القضية ؟
فأجاب :
هذا العالم ، وبدخول هذه الالفية ، يكاد ان يكون قريةً صغيرة ..
وما من قريةٍ إلا ولها منذرون... انت نذيرُ هذه القرية ..
تبسمتُ حينها وسألته :
انت تعلم جيداً بانني " نبي " غير مستعد .. بل ولا يقبل هذه المهمة .. فلماذا ترسلني اذن ؟
( وهو استطراد مبني ايضاً على قناعات بطنية حدسية )
اجابني جوابه الهادئ الواثق :
لأنك اردت بلوغ هذا وإن كان عقلك " العلمي " يرفضه ..
منذ طفولتك وانت تحلم بان تكون مثل محمد وموسى ، ها انت ذا .. تناط بك المهمة فترفض ، هذا شأنك ، وانا فعلت واجبي تجاهك كـــ " معلم " ..

(3)

مرت بعد تلك الرؤيا سنوات قبل ان تعاودني " الاشواق " والرغبة في العيش باجواء الملكوت ..
الرغبة القوية ربما تحدث في الدماغ ، بنية الوعي والعقل ، نسجاً درامياً يسعى لتحقيق التوازن النفسي كما يرى علم النفس التحليلي ..
كنت مقتنعاً بعد ان مرت السنين ، إن الرؤى و الانكشافات التي كانت تراودني ما هي إلا هلاوس مركزة ومنظمة مصدرها الوعي الباطن الذي غصت في اعماقه التي يصعب بلوغها عادة إلا بالممارسات " الخاصة " التي درجت المدارس السرية الصوفية القديمة على استخدامها لتحقيق الاتصال مع الآلهة القديمة ..
كان السنة هذه المرة هي 2007 .. وفي شهر نيسان ابريل تحديداً... وفي اليوم السابع عشر ، ولا ادري إن كنتُ نائماً ام بكامل صحوي ، ربما غفوت ذلك النهار لكنني وفي الرؤيا كنت اعرف بانني احلم والمشاهد التي تترى كنت اعرف بانها مجرد مسرح عرض ثلاثي الابعاد ..
يبدأ المشهد برؤية على الارض ..
الحدود العراقية الايرانية ، وآلاف الطائرات المقاتلة الامريكية كأنها اسراب من الجراد الذي لا يحصى تتجمع في تحليقها الدوراني مولدة " اعصاراً " عظيماً فوق الارض يتجه من ارض العراق نحو ايران ..
في المقابل ملايين النسور " السوداء " تفعل شيئاً مماثلاً ، اعصارٌ آخر يسعى لمواجهة اعصار الطائرات العظيم ..
كادت كتل الاعاصير ان تلتقيا ، لكن فجأة ، اعصارٌ بحريٌ عملاق .. يهبط من السماء ليغمر الارض كلها حتى رفعني الماء إلى طابق المنزل الثاني حيث كنت اشاهد ما يجري..!
انتهى المشهد المغبر المخيف ، واشرقت الشمس ، وجف الماء .. فاذا بالأرض الرطبة جميلةٌ خضراء ..!
فسرت الرؤيا وقتها ان الضربة الامريكية المرتقبة لايران في 2007 لن تتم بفعل كوارث طبيعية تضرب العالم او الولايات المتحدة الامريكية ..
الذي حصل هو الازمة المالية العالمية في 2008 ولا تزال مستمرة ممتدة إلى يومنا هذا في 2011 ، فهل كانت تلك الازمة هي المانع الحقيقي لحصول تلك الحرب ؟
ام ان الرؤيا اصلاً كانت تتحدث عن حدث مستقبلي للمواجهة بين ايران واميركا لم يحدث بعد ..؟
لستُ ادري ..

(4)

المشهد الذي يليه كان كونياً ، لم يكن واقعياً .. حيث الالوان مضاعفة الوضوح وكذلك الاصوات والاحاسيس ، حالة من العودة إلى بهجة واحساس الطفولة ولكن بذهنية متفتحة واعية ومتسعة بشكل غير مسبوق ..
كانت هناك موسيقى تعزف بالحانٍ وصوتٍ يداعب زغب الروح فيما يقبع في شبه عتمة رجلين عملاقين يمتد مجلسهما بين الارض والسماء ..على طاولة مستديرة وضع عليها دست ٌ لأحجار الشطرنج ..!
كانا يلعبان بصمتٍ وهدوء .. لكن الموسيقى الشبيهة بمعزوفة " نينوى " كانت تحكي عن آلام الشعوب والامم التي يحركانها كبيادق على مربعات الابيض والاسود .. الخير والشر ..!!
كان احدهما يرتدي كفناً ابيضاً وعمامة بيضاء ، والآخر يتشح بملابس " انيقة " سوداء وقبعة سوداء ..
الغريب إن صاحب الملابس السوداء كان اشقر الشعر ، ابيض البشرة ويبدو مألوفاً عندي ..
وكذلك ذو الملابس البيضاء ، كان آسيوي الملامح ، اصفر البشرة ويبدو مألوفاً هو الآخر ..!
كان ابيض الرداء الآسيوي جنكيز خان ، والثاني هو جورج واشنطن بملابسه السوداء ..!
فهمت من خلال المشهد وترميز ما يرتديانه إلى الخير باللون الابيض والممثل لشعوب آسيا ، والشر باللون الاسود الماثل بالولايات المتحدة .. لكنني استطردتُ سائلاً باستغرابٍ مرةً اخرى :
أيعقل إن " جنكيز خان " السفاح يصبح رمزاً للخير ..؟
ثم ما لي ارى جنكيز خان برداءه الابيض يلعب بالأحجار السوداء ؟
فيما جورج واشنطن المتشح بالسواد يلعب بالأحجار البيضاء ؟
ما هذه التناقضات ؟
توقفا عن اللعب برهة ، ثم التفتا نحوي وهما يحدقان في عيوني ..
لم اكن اشعر بشيء وقتها سوى اختراق نظراتهما لأعماقي الدفينة ، كانت عيونهما تحكي الف قصة تماماً مثل تلك الموسيقى الكونية الحزينة ..
لقد فهمت إن جنكيز خان كان مجرد صورة رمزية بربرية دموية يختفي خلفها " جبرائيل " .. صاحب الكعبة .. البيت الاسود .. هو تمثلٌ كامل للامم المقهورة في العالم ..
وجورج واشنطن الانيق بمظهره ، المحترم الكيس في هيئته كان تجسيداً واقعياً للشيطان ..صاحب البيت الابيض ..
الخان العظيم أو جبرائيل كان يلعب بالبيادق السوداء ، امم العالم الثالث المقهورة المضطهده .. " الجاهلة " ..
( والطريف انني استنتجت فيما بعد ان خير ما يمثل جبرائيل ( روح القدس ) في القرن العشرين هو الاتحاد السوفييتي ( قلعة الالحاد ) ، وفي القرن الحادي والعشرين هما روسيا والصين ، الامبراطوريات البراجماتية الحديثة .. )
اما جورج واشنطن .. الذي كان " بعينٍ واحدة فقط " فكان يلعب بالبيض المتحضرين ..
ويمتطي صهوة " العقلانية " مناراً ومنهجاً لإدارة المعركة ...!
( فئة الواحد دولار التي تحمل صورة واشنطن هذا تحمل في ظهرها العين المفردة في اعلى هرم الماسونية )

(5)

كان المشهد كافياً ليحكي لي قصة " جبريل " وقيادته للبربرية في جانب ، و جيش الشيطان المستنير في الجانب الآخر ورفعه لراية العقلانية في هذا العالم ..
كانت مسرحية " مقززة " تشمُ فيها رائحة الدماء ( عبر الحدس العميق ايضاً ) وتبعث على الياس والاسى وتثير الاستفهامات اكثر من الاجوبة التي اجابت عنها ابتداءاً ..
نظرتُ إلى السماء بيأس كبير وعيوني تحكي لله عن حيرتي والدوامة التي وقعتُ فيها ..
فما كان منه إلا ان يشج الاكوان بضحكة .. ولم اكن اصدق قبلها بانه من الممكن ان يضحك ..!
فقلت له :
اتضحك علي وانت رب العالمين ..؟
فأجابني بسؤال هذه المرة :
لطالما كنت تسألني ، وانا الآن أسألك :
هل كان " البرابرة الجرمان " يصدقوا بانهم يوماً سيسقطون " روما " العظيمة ؟
اجبته :
اعتقد بان روما كانت منشغلة في حروب ممتدة بعيدة ، ولم يدر بخلدها إن البرابرة القريبين من عاصمتها سيضطرون يوماً لاحتلال روما لأنها ستكون ملجئهم الوحيد ..!
فرد علي :
من يحكم عالم اليوم المتحضر سوى اسلاف اولئك البرابرة ..؟
لماذا لم تشفع عقلانية القانون ونظامها لروما ..؟؟
ليس " النظام " و " العقلانية " دائماً هما من سينتصر ، واعلم باني ما نصبت عرشاً كي احكم " العقلاء " ، وما ارسلتُ نبياً يوماً كي اهدي مبصرين ...
وكما قال بن مريم : ما بعثت لأدعو ابراراً بل خطاة للتوبة ..
الانبياء هم رعاة الاغنام الذين يحسنون قيادة القطيع ، وما بعث نبيٌ قط إلا كان راعي غنم ..!
البربرية الجرمانية و الانجلوسكسونية هي التي تحكم عالم اليوم باسم العلم والعقلانية ..
وبرابرة اليوم ، سيصبحوا عقلاء العالم غداً ..
هذه اللعبة التي تراها بين جبريل و عزازيل تسمونها " الشطرنج " ونسميها هنا قوانين زرادشت ..
قوانين زرادشت ؟ قاطعته باستغراب ٍ فأكمل :
نعم ، هذه قوانين زرادشت التي تحكي قصة الصراع بين إله النور وإله الظلمة على مربعات الزمن المظلمة والمضيئة ، إله الظلمة هو المبادر باللعب دوماً بالبيادق البيضاء وما تمثله من قوة وسلطة العقل والحضارة ..
فيما إله النور الذي دأب منذ الازل ان لا يبادر هو في القتل ..
{ لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ، ما انا بباسطٍ يدي إليك لأقتلك }
هو يدافع عن نفسه فقط .. لا يسمح له عزازيل ان يتنفس ويرهقه دائماً .. ولكن ..
التاريخ اشواط ، والحرب بين البربرية والحضارة سجال ، يومٌ لهؤلاء ويومٌ لهؤلاء ..
هي في النهاية .. ورغم دمويتها بالنسبة لكم بني الإنسان ، إلا انها مجرد " لعبة " هنا في حضرة الآلهة الكبار ..
صدقني ، عندما تنتهي اللعبة في كل دورة عظمى من دورات التاريخ يتصافح جبرائيل و عزازيل ، وانتم وحدكم من يبقى يحمل الاحقاد لا الحب على مر العصور ..
فاسمع ايها الغض الصغير نصيحتي قبل ان تعود إلى فراشك :
ان العقلانية لا تناسب الانبياء ، وحين مضيت بها منذ نعومة اظفارك وستمضي بها حتى آخر عمرك ، فاعلم بانك لن تجني منها شيئاً لتخليص هذه الامة العظيمة من الخضوع لباقي الامم الاخرى ..
هذه الامة ليست بحاجةٍ للعقلانية اليوم .. هي بحاجة ان تتحرر وتفك قيودها اولاً وقبل كل شيء ..
هي تحتاج ان تكسر خوفها وتشحذ مخالبها وتكشر عن انيابها .. وتعاود " الافتراس " من جديد لا اكثر لتعبر حوض المتوسط إلى جنان اوربا .. فتفعل ما قصرت عن فعله في المرة الاولى ..
اتمنى ان تراجع قرارك في ترك " المهمة " التي اوكلت إليك من قبلنا نحن .. انا خالق الكون العظيم وبقية اعضاء المجمع من ملائكتي المعظمين ..
مهمتك اصبحت محددة وواضحة ، وهي ان تنصر البربرية وترفع شعار الخان العظيم :
أنـــــا غضبُ الله !
فإن ابيت ، فما عساني ان اخبرك إلا بما قلناه سابقاً لسلفك جلجامش :
استمع للموسيقى، وابن حياتك بالعقلانية، ودلل المرأة التي في حجرك ودع شؤون الكبار للكبار..
التاريخ ، و حتى تتمكن من الإمساك بدفته ، فانت بحاجة إلى ما بعد ما بعد العقلانية !
مع ذلك ..
و رغم رفضك الشديد اليوم، ستعود إلي..
قاطعته مستطرداً :
لماذا اعود لك وأكاد انسى حبك العظيم ، وما عدت لأشعر بك كما كنت قبل سنين ، العقلانية والمعرفة ملات كل لحظة في حياتي ..؟
فرد :
لأنك مهما عشت بهذه " العقلانية " فلن تعرف معنى السعادة إلا معي ايها النبي ، يا راعي الغنم ..لقد خلقتك لأجل هذا ..

(6)

استيقظت .. ولا ازالُ غير مقتنع بغير معشوقتي الابدية ، العقلانية ( rationality ) ..
بل ، وانا اليوم على قناعة مطلقة بان قوانين زارا التي تكشفت في تلك الرؤى إنما تحكي قصة الصراع بين " البربرية " وما تمثله من اصوليات وايديولوجيات متطرفة و " الوحشية " وما تتمثل به من نظام راسمالي عالمي يتستر بالعلم والتنوير ..
العقلانية " الحقيقية " ليست طرفاً في النزاع اصلاً ، لكنها تدخل المسرح الانساني حين يبلغ حالته الاضعف بعد ان يشعر الناس بالانهاك والتعب من الحروب والتوترات .. فتاتي كحلٍ أخير بعد ان يعجز الرصاص والقنابل عن تحديد النهاية ، تاتي العقلانية لتحدد النهاية ..
عندما تنتهي اللعبة , بنهاية الحرب العالمية الثالثة ، التي اعتقد بانها ستكون في عالم ما بعد اميركا ، تكون البربرية " المنتصرة " و المنهكة في نفس الوقت قد سجدت للعقلانية التي ستعيد بناء نظام عالمي جديد ، لن يبقى بعد خراب العالم إلا العقل ..!
كنت كل صباحٍ حين استيقظ أعيش لحظاتٍ مميزة في أجواء تلك الرؤى ..
لكن , ما أن يداعب شعاع الشمس عيني حتى يجتاحني الشعور بأن ما كنت أحسه كإله في تلك الرؤى ، ما هو إلا " انا " ولكن .. بالعمق الممتد في كل التاريخ ..
ففي داخل كل منا إلـــهه .. العابر للزمان والمكان ..
وكل واحدٍ فينا بحاجةٍ لاكتشاف إلهه هذا حتى نتخلص من كل الأوهام ..
و تبقى العقلانية هي المنار لتشييد الحضارة الانسانية بكل تفاصيلها وحيثياتها .. بما فيها من عمق اللحظة الآنية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طلع البدر علينا
Almousawi A. S ( 2011 / 10 / 31 - 08:53 )
لقد تاخرت كثيرا هذة المرة
انتظرناك كثيرا ايها الصادق
ان ماتصفة سيدي هو مقدار صدقك وشعورك بالمسؤلية برسالة الحياة وهذا اقصى المنى
لو كنت بديلك لاتنتظرت حتى الاربعين مثلا لاتخاذ القرار المقنع
احساسي ان هناك خط عميق في حياتك للرجوع الية
فيما يخص حرب ثالثة لاتوجد مؤشرات واتصور ان الحروب الخاطفة هي الاسلوب الجديد
لك كل الاحترام


2 - سمفونية الخلاص
جواد الصالح ( 2011 / 10 / 31 - 09:52 )
قصيده فلسفيه رائعه يغوص بها الاستاذ وليد في متاهات النفس البشريه وتجلياتها المتلونه فمن نبوة متوثبه لقيادة الركب والاخذ بيد البشريه نحو الخلا ص الى طغاة لبسو مسوح الحواريين وزنوا بربيع الارض ومن خيالات موغله بالغموض الى رؤى قزحيه تنشر الدفئ والنور00 متاهه ازليه سار بها الانسان منذ وطأت رجله ارض الوعي واكل من شجرة المعرفة الى عفونة الموت في خنادق الحرب وادغال فيتنام الموحشه مازال يتلمس طريقه في كل يوم له نازلة وكأن القدر ير سم له جبل سيزيف وقلق جودو الامنتهي لايمل الترحال ولا التوقف يعيد سيرورة الاشياء حينما تنهكها المخاوف ويدكها قلق الاندفاع 0ان سمفونية الوجود ماانفكت تصدح بأشجانها ومسراتها تندب الانسان كي يعاودها القهريمارس معها العهر في وضح النهار ويسرق اوتارها ويطعم شذاذها0لاضير ان تفتقت عرائش الانبياء او سلال الاوصياء وربما الملكوت من اعلى السماء فستبقى راية المغدور في الارض يلوح للذاهبين صوب الشمس او زوار القبور سأمت الجميع ومايتلى في مخادعنا من سفالة الوهم ودجل المشعوذين دعوني انسل من فينوس وانشدمع المساكين ترانيم الخلاص


3 - الصديق العزيز وليد مهدي
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 10 / 31 - 11:21 )
الصديق العزيز وليد مهدي
تحية طيبة
أتفق معك في أن روح الظلام المادة - الروهة - خمبابا مكانها في البيت الأبيض لكن خط الصراع الفاصل بين الشرق والغرب هو وادي الرافدين والجواب على الأسئلة التي تطرحها في مقالتك - موجود - في عقائده القديمة والزرادشتية ماهي إلا عقيدة إنتحلها الأسياد من عقائد الماء لتكريس مذهب إرادة القوة وقد حاول ماني بن فاتك إعادتها إلى جذورها الرافدينية كعقيدة للعبيد وفشل لأنه قطع جذورها المندائية القديمة.وهنا أود تذكيرك برؤيتك التي طلب فيها عقلك الباطن ممثلا رمزيا بالخميني أن تنظر إلى اليمين فتعبر النهر وهناك تنتهي الحرب فهذا يعني أن طريقك المعرفي لن يتكامل إلا بمعرفتك عقائد الماء وعلى رأسها المندائية.المعرفة المندائية هي الماء الذي ينبغي أن تسبح به لبلوغ الأجوبة التي تطرحها.أقول هذا من باب الميانة الأخوية وليس من باب إني أعرف منك وأنت الباحث الضليع .ومحبة بك أنبهك إلى الأهمية القصوى للتمييز بين إيحاءات قوة النور وقوة الظلام فحتى بعض الأنبياء ومنهم إدريس أخنوخ وقعوا لفترة ضحايا للروهة.تحياتي.مثنى حميد مجيد


4 - انسان ما بعد
ماجد الزهيري ( 2011 / 10 / 31 - 12:13 )
المندائية وحدها حلت هذا اللغز الكوني العظيم حول الجودى من خلق الانسان..وفيها لن يخلق الانسان ليعيش عبدا بمعنى الامتهان كما جاءت به الديانات الابراهيمية الاخرى انما كي ينتصر على المعرفة ذاتها ويخلق الاشياء بالكلمة كرديف لارادة خفية تنتظر منه المجيء نحو الملكوت الاعظم متماهيا بقدرة الحياة الكبرى جوهر تلك الارادة الخفية... المعرفة وحدها المخلص الحقيقي لانتشال الانسان من كتلة الطين وهي مخلصه الفعلي من سلطان الجسد المستبد لترتقي به فيما بعد عبر ثلاثة تحولات من كائن عضويا الى كائن اثيريا يتغذى على النور وينتج مائه الهيلامي في احشائه انتشاء وبالكلمة يتحكم بابديته .. عندها فقط سيكون للسحر والمعرفة نتائج واحدة... بدون المعرفة الكونية المحضة لاسباب الوجود سنبقى نعيش قلقنا العقلي ونضل نخوض في نسبيته المتناقضة ودونية الجسد بلا جدوى او خلاص مرتقب... ان الانسان لازال يجهل اسباب وجوده عرايا في هذا الكون الفسيح وهو لم يدرك حتى الان ان سلاحه الحقيقي لازال معطل في ريبته ودهشته من حقيقة التحول والارتقاء التي لم يتلمس افاقها بعد


5 - بروميثيوس يندب حظه
سيمون خوري ( 2011 / 11 / 1 - 08:32 )
أخي وليد المحترم تحية لك هذه القطعة الفلسفية الجميلة هي من افضل ما كتبته نظراً للإفكار العديدة المخبئة في هذا النص. يسعدني جداً أن قراءة مقالاتك تستدعي قراءاتها مرتين وربما أكثر فهي تحمل روح بروميثيوس إله النار والمعرفة. تحية لك


6 - الاستاذ الموسوي مع التحية
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 08:44 )
تحية طيبة رفيقي العزيز

نعم تاخرت قليلاً , ربما شغلتني متابعة بعض الاحداث السياسية الراهنة ، خصوصاً ما يجري في الشقيقة سوريا والحرة ليبيا ، فرغم اللتي واللتيا التي صاحبت ربيع العرب , لكننا نحمد الله في النهاية ان نبؤة محمد بن عبد الله بدات تتحقق في خروج - العرب - عن اعنتها بين يدي الساعة وحلول دولة العدل العالمية ... كما يذكر بن طاوس

اعتقد بان لا خط يمكن الرجوع إليه ... لانني لم اقطع الوصل بماضيي ولا زلت احترمه , لكنني في نفس الوقت اعول على حاضري ومستقبل المعرفة والعقلانية في ان تكون الضمانة الاكيدة والوحيدة لتوحيد افكار البشر وتوجهاتهم نحو عالمٍ حر موحد يسوده العدل .. بمستوى مقبول من النسبية ترجح على واقع العالم الراسمالي المتوحش المعاصر

نعم , اعتقد انني لا زلت في طور التحول والصيرورة الفكرية , وربما تتمظهر صورة اكثر وضوحا لافكاري بعد الاربعين

اتمنى ان تبقينا الاقدار ردحاً لنلتقي ونرى ماذا سيجري بعد ...؟؟

هل ستكون الحرب الخاطفة واقعاً فعلياً كما فعلتها روسيا في اوسيتيا ؟
ام يمكن للاحداث ان تتداعى غلى حرب كبرى تطول لسنوات ؟؟

تحية لك عمي , اشكر لك حرصك بقراءتي


7 - الزميل الاستاذ جواد الصالـح
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 09:01 )
احييك على ما كتبته اخي الكريم

واشكر لك هذه المداخلة البديعة التي توقد في نقاشنا شمعة تسلط الضوء على المشهد العام لفكرة الروح والوعي وعلاقة الانسان بها منذ - ولدته - الارض قبل ملايين السنين

تقبل شكري مرة اخرى


8 - الصديق الرفيق مثنى حميد المحترم_1
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 09:11 )
قد لا اختلف معك كثيرا حين اقول إن ارض الرافدين هي الاصل

لكن

هي اصل .. النور والظلمة على حد سواء

النور والظلام عبر مسار التاريخ انفصلا من ارض العراق فتحرك - الظلام - صاحب البقعة النورانية شرقاً ... فيما تحرك النور صاحب البقعة المظلمة غرباً

الظلام هو الشمولية والحكم التوتيالاري ... وبقعته البيضاء هو سعيه لبناء الوحدة الكلانية الجامعة وتاسيس قيم الجماعة والعمل الطوعي

اما النور .. فهو الفردانية وحرية التعبير ... وبقعتها السوداء هي الفوضى التي اوصلت العالم له بعد تراكمات طويلة

الخير والشر مفهومان نسبيان قمت بشرحهما في موضوع الماسونية ومفهوم الاله

وبالتالي ... الكعبة هي الافراز الرمزي النهائي للشمولية .. للظلام ...حسبما اخبرتني به هذه الرؤى ومفهومها عن الشر هو مفهوم نسبي ...

البيت الابيض هو التمثل الرمزي للنور الارضي , الألومانتي ، ومفهومه الخير الذي يحيطه هو مفهوم نسبي هو الآخر

تصادم هذه القيم هو الذي انتج ما يسمى اليوم الحرب على الارهاب
فالارهابيين على قناعة بانهم يدافعون عن حقوق مستلبة , لكن اسلوب الدفاع ظلامي مقيت

على العكس في الجانب الآخر, الابرار _يتبع


9 - الصديق الرفيق مثنى حميد المحترم_2
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 09:19 )

في الجانب الآخر

تجد القوم يستعمرون
يذبحون
ينتهكون كل شيء ... باسم الانسانية والقانون
وهذه ربما سنة الاقوياء الفاتحين

مع هذا , خلاصة المشهد .. تنبئ بان نهاية هذا الصراع ووصول الاطراف إلى حالة من الانهاك ربما اتاحت لنا المضي في تحقيق مبنى جديد للعقلانية يحمل قيم الخير والشر - الطبيعية - على نحو متوازن كما كان في بلاد الرافدين القديمة

اخي الكريم
بالنسبة للمندائية , فهي اصل الثقافة الجوهري في بلاد الرافدين... ولها كل الفضل علينا في ذلك
حتى العرفان أو الغنوص الشيعي القديم الذي ذكرته في عدة مقالات سابقاً
هو في حقيقته تجلٍ واضح للمعرفة المائية التي ترمز للمعرفة
بالمناسبة احلامي بالماء كثيرة

ورمزيته في وضوء الصلاة الاسلامي ذات دلالة تؤكد على عمق الارتباط بين مفهوم الحياة والروح , وبين قيمة الماء والافكار , فهو في الرؤيا يرمز للافكار .. حسبما تعلمته بخبرتي الطويلة في هذا الميدان

وكما تفضلت .. قد تكون المندائية مفتاح مهم لرموز الوعي الباطن العميقة جدا

يتبع


10 - الصديق الرفيق مثنى حميد المحترم_3
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 09:25 )

بالنسبة للروهة ... وقوة الظلام

وحيها نابع من قيم - الفردانية - .. القيم التي تقود الانسان نحو تحقيق مجده الشخصي
شرحتها في موضوع الماسونية ومفهوم الاله بمحاولتي للتمييز بين نسبية الخير والشر

الخير بالنسبة لذوي الميول الفردانية الجامحة هو كل عمل يحقق رفاهية النفس

وهو يتجاوز إلى شر بالنسبة للنظام الاجتماعي الديني في الغالب

فيما العكس بالنسبة للخير الجماعي , غالبا ما يكون مفهوما للشر بالنسبة للفردانية الجامحة

واقع الحضارة العصري متناقض

الغرب يعلي من صوت الفردانية ... ويصف النظم الجماعية والاشتراكية بالشريرة لانها تقف بالضد من واقع الليبرالية الراسمالية

الشرق والعالم الثالث يعلي صوت الجماعية لكنه واقع تحت نير الديكتاتوريات

اعتقد في النهاية ستتضح الصورة بتنقية كلا المعسكرين من المفاهيم الخاطئة التي لا تناسب التطور الانساني على كافة الصعد

طريقتي في التمييز بين نداء النور ونداء الظلمة هو استيضاح - الغاية - التي من اجلها يطلق هذا النداء ... هل هي جمعية كلية سامية ... ام فردية شخصية صرفة ..؟

اعتقد ان الصورة توضحت لديك بان كليهما يمكن ان ينطوي فيه الخير والشر معا


11 - اخي المندائي مع شكري العميق
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 09:31 )
ليست المندائية وحدها اخي الكريم ..
هناك البوذية والطاوية القديمة .. ، مع انني اعترف بما لها دور عظيم ورؤية ماسية شفافة لعلاقة الحياة بالماء ، الماء بدلالاته العميقة ورمزيته للمعرفة الباطنية ، هذه الدلالة التي لا تزال حتى اللحظة هي المُعرّف التاويلي للماء في تفسير الاحلام ...
لكن تبقى المشكلة الاساسية الحائرة هي مدى العلاقة التي تربط المعرفة المعاصرة بالمعارف الباطنية القديمة
المعارف المعاصرة , بما في ذلك العلوم الصرفة ، اذ تتضح صورة جلية وجديدة للحقيقة يمكنها ان تكون قد وُطْئت من قبل عبر المندائية او عقيدة الفيدا القديمة ..
مع ذلك , يبقى سحر العقلانية المعاصرة هو الحاضر الابقى حين يعيد استكمال ربط الحلقات بين الماضي والحاضر
باعتقادي الشخصي اخي الكريم
لا توجد ديانة سابقة يمكنها ان تحيط بكامل الحقيقة
لان الديانات هي افرازات تفاعل الوعي الباطني الانساني مع الطبيعة
هذا التفاعل محدود بشكل قاطع ومؤكد بالبيئة والجغرافية وواقع تطور التكنولوجيا الذي يعاصر انبثاق هذه الديانة او تلك
اعتقد ان كل ديانة يمكنها ان تصف جانباً من جوانب المعرفة ، واشك في امكانية ان تحيط احدها بكل شيء
شكرا لك


12 - اخي ماجد الزهيري المحترم
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 09:35 )
اشكرك جزيل الشكر مرة اخرى

قمت بالرد قبل قليل باسم المندائي .. اعتذر لانني لم انتبه للاسم

اعيد لاضيف

ما تفضلت به صحيح , خوف الانسان ودهشته هي اهم عائق في طريقه نحو تلمس الكون العظيم المفتوح بواسطة - عقله - و - حدسه - العميق

تحياتي لك
واهلا وسهلا بك في حوارنا المتمدن


13 - الاستاذ الرفيق سيمون خوري مع الود
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 1 - 09:50 )
اشكر مرورك اخينا الكبير , ورفيقنا الغالي

حقيقة , طالما نورتي كلماتك وما تفضي به من ضوء شفيف يخترق النفوس بهجة

نعم انها روح بروميثيوس .. هذا الثائر العظيم الذي استمد منه جيفارا توقده
وماو عنفوانه ... وماركس اصراره حتى النهاية لكي يخرج كتاب - راس المال- إلى النور
مقدسٌ انت في الخالدين يا بروميثيوس

دمت لنا بصحة وعافية وألق ايها العزيز


14 - الصديق العزيز وليد مهدي
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 11 / 1 - 16:23 )
الصديق العزيز وليد مهدي
شكرا لردك الوافي.لاحظ أن الروهة لا تستسيغ أن يأتي على ذكرها أحد فهي ترتعب من مصادر الضوء ولذلك إبتلعت بسرعة مقالتك المفعمة بنور الحقيقة.الظلام لا وجود لأنه وهم .الوجود الوحيد في العالم هو للضوء.مع ذلك يحاول الظلام تقليد الضوء وهنا تكمن المفارقة المضحكة والمؤلمة معا.أطيب التحيات لك أيها الطيب.مثنى حميد مجيد


15 - الصديق العزيز مثنى
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 2 - 05:01 )
اشكرك جزيل الشكر اخي الكريم ...

تحية


16 - أتابعك دوما ايها الرائع
الحكيم الكرخي ( 2011 / 11 / 3 - 09:33 )
تحياتي استاذ وليد ولكل المعلقين...
كلامك يحييني ونورك يلهمني
ونظرا لكون المعلقون لم يتركوا شيئا لاتطرق له فقط مسئله واحدة تطرقتم لها جميعا ضمنا وهي مسألة الظلام والنور فهل من وجود فهم حقيقي لكلاهما؟
اي من هو مصدر من اهو الاول ام الثاني؟
قياسا لنسبية حوسنا البصرية او الالات المجهرية... وكيف نفسر الضوء بالنور والظلام بالظلمة في المعنى المحسوس
والامحسوس وهل يصح قياسنا؟
ثانيا
من قال ان الظلام لاوجود له فلا بد للنور كذلك..
بل وانا اقول ان الظلام مصدر النور او لانور ولاظلام الا في كون كلاهما ...وهم, محكموم بمعارفنا وحواسنا
والاقرب للحقيقة ان الظلام ضمن معارفنا لحد هذه اللحظة هو مصدر النور
فالمكان الفيسيولوجي للكائنات ومنها الانسان باجهزتها المعده لفهم الضوء تسبح في الظلام وبداخله( يفسر) بالنور ويخرج من ظلام المكان العقلي للانسان خصوصا نور..فكل العلوم والافكار نور من جوف ظلام العقل عرفا تحولت لقهر ظلام الطبيعة فالعقل هو السابح في الظلام يتلقى المشاعر والاصوات والافكار ويستطيع ان ينقل اليك النور حتى وان كان اعمى في حاسة البصر الفيسيولوجية التي تمكنه من فهم صدق الظلام والنور..


17 - لصديقي الحكيم الكرخي مع خالص الود
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 3 - 09:44 )
خلاصة القول يا صاحبي . وعطفاً على ما تفضلت به

فلسفة الطاو في الصين القديمة اجابت عن هذا

النور والظلمة .. كلاهما يشكلان بنية موضوعية واحدة

لا يمكن لاحدهما ان يكون اصلاً للآخر , الين المظلم يدور حول اليانج المنير وكليهما في دورة سرمدية لمظهر واحد من الوجود , وحدة تجمعهما معاً ...!!

مولانا هيجل تنبه لهذا من قبل حين صرح

الوجود يتلاشى في العدم ... والعدم يتلاشى في الوجود .... والكل يستغرق في شمول عيني !

برايي الشخصي
ونطلاقاً من دراستي للفيزياء

النور تعبير عن الزمن المتقدم

الظلم تعبير عن الزمن التراجعي , الذي لا ندركه

كليهما يشكلان وحدة الزمن التي عرفها هنري برجسون بالديمومة , التي تجمع الماضي والحاضر والمستقبل في كيان واحد .. هو الوحدة الزمنية .... او المتحد الزماني الذي عرف اخيرا في رياضيات الفيزياء على انه الفضاء - زمن

خالص التحايا لك ايها العزيز


18 - أستاذ وليد المحترم
الحكيم الكرخي ( 2011 / 11 / 3 - 12:18 )
الصديق الرائع
لااخفيك سرا فلو كنت افهم معنى العدم لتطور الحوار معك حوله
فالعدم عندي وجود
فاللفظ معلوم مفهوم ولكن كمصدر مجهول عادة مايستند اليه المتكلمون الفلاسفة
وعلله عقلية افتراضية كون العقل يبحث عن مستقر له في التحليل وغالبا ما يسبح في الوهم
كما الوهم لفظ لفهم انِ لصورة حقيقية فهي ليست وهم ما لم تلامس واقعها بعد فان لامسته عدلت لمعلوم وفسرت معنى الصورة للفهم السابق الى الفهم بالوهم وما هو الوهم وكما والاحساس بصورة ملامسة للواقع وهي حقيقة للنظر اي للحس البصري والملامسة اليدوية ولكن مع ذلك ينقل الحس صورة مغايرة لها مما يدعوا العقل الى التأمل في الصور مرة اخرى بواسطى النظر فيرى ان الحس انخدع فيعدها بعدها بالوهم الحقيقي ولكل له اسبابه وهنالك الكثير من الالفاظ التي نستند اليها في كلامنا تحتاج للتأمل والوقوف عليها قليلا لانها قد تدخلنا في وهم حقيقي ونحن غافلون


تحياتي ومناي ان تفهمنى وان احتجت لامثلة فبعد العود من الدوام
شكرا لاجابتك ولكني لازلت افكر فيما قاله الاولون ويقوله الحاضرون

صديقك الكرخي


19 - صديقي الكرخي مرة اخرى
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 5 - 08:57 )
تحية لك ايها العزيز

بالفعل , العدم يشبه الوجود ... لكن هل يمكن ان نقول عنه .. وجود ؟

ام هو جزء من الوجود بتعبير ادق ؟

هذه امور يستغني - العلم - عن التفكير بها .. لانه يتابع وصف الظواهر في العادة ويتجنب تفسيرها كما تفعل الفلسفة

شكرا لحظورك المميز يا صديقي


20 - الصديق الطيب وليد
الحكيم الكرخي ( 2011 / 11 / 5 - 11:16 )
الحمد لله انك لم تسئ فهمي وفهمت القصد من اسئلتي..
افكارك هي المتميزة ودقة اجوبتك هي خير دليل على وعيك الفلسفي ولهذا تراني
اتابعك ولو كانت ظروفي افضل لتابعتك وسجلت حضور عندك بشكل افضل...
سؤلك عن هل يمكن ان نقول عنه..وجود..
فان لم يكن وجود فماهو اذن..
الجواب غير موجود..
اذن هو العدم..
هل هو جزء من الوجود اذن هو وجود
هل لنا بأمثلة على العدم كدليل على الوجود بالطبع هنالك الكثير ولعلمي بانك فهمتني لا اتطرق لها كونك من تفهمها وهي طايره على القول الدارج..
هذا الموضوع يبحث عنه العلم بقوة الفلسفة فالفكرة والبحث والتجربة اولا فالمعلوم ضنا مجاريا للحقيقة ساعيا
فظاهرة الحرارة يسعى العلم عن البحث عن اسبابها ليفسرها هل هي الحركة؟.ثم يبحث عن مسببات الحركة
وهل كل حركة تولد الحرارة..مثلا؟
فالسؤال الفلسفي هو روح الباحث العلمي للتطور في فهم
الظواهر ومسبباتها.
.فحاجة الفهم هي حاجة العلماء وكل فهم يولد اسئلة وكل جواب يولد اكتشاف وكل سؤال بعده وجواب عليه يولد الاختراع وستمر الحاجة فالفلسفة حاجة العلماء كما العلم حاجة الفلاسفة والكل يكمل بعضه فلا هذا يستغني عن ذاك ولا ذاك يستغني عن هذا.. .


21 - حلاوة
Almousawi A .S ( 2011 / 11 / 5 - 12:36 )
السادة الكرام
حلاوة الكلام ان الحكيم يسأل
والمعروف وهو حلاوة ايضا ان استاذنا وليد ياتي دائما بالمفيد
والمفيد هنا هو جوهر الشئ او صيرورتة
فهناك قمر مادام في العين بصر كما يقول الشاعر
ولكن العدم هو انعدام الشئ بالنسبة لنا عندما يسبح في اللانهاية بالنسبة لما نعرفة من انظمة وهناك الكثير ما يحتاج الى انظمة اخرى لغرض معرفتها تفصيليا كالازل
وما هي علية من نظام وجود ما نسمية ثقوب سوداء
لكم جميعا
عيدا سعيدا


22 - الاخ الكرخي واخي الموسوي مع التحية
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 5 - 19:32 )
اهنئكما بالعيد اخوي الكريمين
واهنئ جميع الاخوة في الحوار المتمدن

اعاده الله على امتنا وعراقنا بكل خير


23 - الاصدقاء الموسوي ووليد
الحكيم الكرخي ( 2011 / 11 / 5 - 23:00 )
الاصدقاء الطيبون المثقفون وكل المعلقون والقراء..
الف تحية وسلام مفعمة بعطر المودة والاخوة وشذرات الحب والسلام
عشتم اوقات الموائمة والرفقة والمصاحبة والعمل والكلام بسعادة النفس وطي سجل الظلام عليكم وعلينا والف تحية لكم في هذا العيد والسلام في الختام.

شكرا للموسوي على التفاعل في المداخلة وصحبة الحوار كما الشكر موصول للوليد وما ادراك ما الوليد.. فكل اسئلتي له لاقتبس من اجوبته ما يزيح سحب الظلام فما املك يملك وما يملك لااملك...
وكلانا يعرف متى يبدا ومتى ينتهي الحوار

مودتي لكما


24 - الصديق العزيز وليد مهدي وكل المعلقين
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 11 / 6 - 09:34 )
الصديق العزيز وليد مهدي وكل المعلقين على مقالته المطرزة بذهب الحقائق.كل عام وأنتم بخير والسلام والسعادة يعمان وطننا.
أعتذر للأخ وليد لأني لم أستطع التواصل مع تعقيباته التي تضمنت نقاطا هامة جدا لا تتاح المداخلة معها إلا بمقالة وهي تمس بعض التفاصيل إذ يشرفني القول إني أعتبر نفسي في إطار مدرسته الإبداعية وأوافقه إلا في تفاصيل عادية في منهجة البحثي الديالكتيكي.
أقترح عليكم أيها الأطياب أن نفتح موقعا نعيد فيه مجد أهلنا العظام إخوان الصفا والموقع يكون بإسم معرفة الحياة أو أي اسم تختارونه فماذا ترون ؟ مثنى حميد مجيد


25 - العدمية
Almousawi A . S ( 2011 / 11 / 7 - 21:43 )
للاستاذ الحكيم والاساتذة الافاضل
حول الظلمة وقوى الظلام
مع الحب والدعوة لمزيد من النور

http://www.youtube.com/watch?v=fpljqeU7Xnw&feature=related


26 - الاستاذ الموسوي المحترم
الحكيم الكرخي ( 2011 / 11 / 8 - 13:35 )
تحياتي للصديق الموسوي.
اولا شكرا على الجهود والاهتمام والمواصلة...
في مداخلتي رقم 19 قلت ادناه
فالعدم عندي وجود
فاللفظ معلوم مفهوم ولكن كمصدر مجهول عادة مايستند اليه المتكلمون الفلاسفة
وعلله عقلية افتراضية كون العقل يبحث عن مستقر له في التحليل وغالبا ما يسبح في الوهم

اي اني افهم العدم باعتباره وصفي افتراضي من نتاج العقل في البحث الفكري الفلسفي..
ولا اقصد به بالشئ من وجوده اوعدمه فهذا باالطبع انا بعيدا كل البعد عن هذا القصد..
فليس للعدم كيان وبعد زمني أنما حالة وصفية و افتراضية كعلة وجود الشيء من عدم وجوده
كما الارتفاع وصف لماكنك او مكان الشيء فلا يمكن ان تكون في الاعلى والادنى في ان واحد ففي احداهما موجود والاخر معدوم كالظلام والنور والحب والبغض والسعادة والتعاسة والحرب والسلم والمرض والصحة..
فالعدم عندي كما قلت سابقا وجود كون عدميته افتراضية نسبية وصفية لشيء ما او مجهول يود العقل الارتكاز عليه كدليل فهم لسياقاته المنطقية بالرغم من ان فهمه خارج عن ضوابط وقدرات عقولنا المنطقية فكلمة العدم كلفظ ومفهوم أسيء استخدامها وفهما من قبل الكثير ولحد هذا اليوم للاسف.

مودتي


27 - تحية لكل الاخوة والاستاذ مثنى حميد
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 8 - 23:39 )
احييك اخي الغالي على هذا الطرح

واتمنى ان نفتح باب الحوار والمضي قدماً في هذه الطريق التي نحن بامس الحاجة لها كي نعيد تصحيح المسار بمنهجية علمية

طريق طويلة هي ... لكن .. كل من سار على الدرب وصل ...

تحياتي لك ولكل الاخوة الافاضل ممن ادلوا بدلوهم في هذا الموضوع

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة