الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين قوى اليسار من ربيع الثورات العربيه

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



لا شك ان الاحتجاجات التي انطلقت ابتداء من تونس الى ميدان التحرير ... جلها شعارات من اجل الحريه والعداله ومحاربة الفساد والفقر ، ولطالما تغنى اليسار بهذه الشعارات ، وللانصاف فقد ابتدات الشرارة الولى من احزاب اليسار ، سواء كانت في دعوات الفيسبوك او الخروج للشارع ، الشعب يريد دولة قانون ومؤسسات وعداله وديمقراطيه ، بعدما عانى عقود طويله من ديكتاتوريات مدعومه غربيا جاثمه على انفاسها ، صحيح ان الشعوب العربيه غير ناضجه فكريا ، السواد الاعظم، حيث لا زالت تعيش عصر القبيله والعصبيه والكهنوت الكاثوليكي ، الا ان التواصل المعرفي لما اتاحته التكنولوجيا بين فئات الشباب ،جعلت من هذا القطاع اول المندفعين والحالمين بمستقبل افضل وكرامة كباقي البشر ، مشكلة شعوبنا العربيه تتعدى النظام السياسي والاقتصادي ، انها تعاني العدميه في العالم ، مشكلة منطقتنا انها منطقه اقتصاديه حيويه ، منبع الثروات ، وعلى حد قول صديقي الكاتب الامريكي لن يكون هناك انظمه مدنيه وديموقراطيه في الشرق الاوسط ، فالثروه وبال عليهم ، مشكلة العالم العربي انه يمتلك اكثر من ثلث احتياطي العالم من البترول ، مما يجعله تحت المجهر ، لا اريد الابتعاد كثيرا عن الموضوع ، وهو قوى اليسار ، التي بلا شك طرحت نفسها امينه على مصالح وتطلعات الشعوب ولطالما تغنت بها ، لنجدها دخلت تحت عباءة الديكتاتور ولم يبقى منها الا شعارات جوفاء ، تاركة الساحه للقوي الاسلاميه تتغلغل في الجماهير مدعومه بخطط وبرامج وتمويل ضخم ، وهي ايضا كانت تحت عباءة الديكتاتورلكن بحنكه ، وكان هذا واضحا من تاخر مشاركة القوى الاسلاميه في الاحتجاجات ، فهذه الجماعات على عكس ما يتخيله بعض الكتاب ، هي منظمه تنظيما جيدا وتعرف المرحله السياسيه وتقراها بدقه ، لا عجب ان راينا موقف الخوان المسلمين مما يجري في سوريا ، رغم وجود قياداتهم هناك ، ان هذه الحركات تتميز بالوعي البراغماتي القوي ، الان هناك حديث عن نقل مقراتهم الى القاهره ، وليس صدفه صفقة التبادل بين حماس واسرائيل بعد توجه رئيس السلطه محمود عباس الى الامم المتحده ، وليس صدفه التوجيهات الاردوغانيه ، وليس صدفه اغراق القاهره بالمال السعودي ، ونتيجه حتميه نتائج انتخابات تونس ، امام المال وانقطاع قوى اليسار عن دورها ، فكما يقول المثل الشعبي ولا اعرف هو فلسطيني ام لا : لا ينفع العليق قبل الغاره .
ان حقيقة ما هو موجود الان جماهيريا ان اكثر من ثمانين في المائه من الشعب ذو ميول اسلاميه مغلفه بطابع قبلي عشائري ، ولم يكن ذلك وليد لحظه بل نتيجه عمل طويل ابتدا تحديدا منذ خمسة عشرة عاما المتمثل في الاخوان المسلمون ، في ظل غياب تام لقوى اليسار التي تحولت الى احزاب شكليه تحت مغريات ماديه ، مما قطع اواصرها مع الشعب ، الشعب الذي هو باشد الحاجه لهذة الاحزاب ، بل تركت فريسه سهله لقوي اسلاميه لا تحتاج لعناء فالارضيه خصبه .
ما اود قوله في نهاية المقال ، اننا مقبلون على اسلمة المنطقه ، ونحن هنا كمن ينقل البندقيه من الكتف الايمن الى الايسر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق آدم
فؤاد النمري ( 2011 / 10 / 31 - 15:12 )
كتبت في فبراير الماضي -ماذا في مصر وفي تونس- عن الانتفاضات العربية لأقول أنه عندما سدت الطريق أمام البورجوازية الكبيرة في استكمال مشروعها التنموي بفعل تراجع الثورة الاشتراكية قامت عصابات لتختطف السلطة في بلدان ثورة التخرر الوطني المنكفئة. الحكم في الجملكيات العربية هو حكم عصابات معادية لكل الطبقات طالما أنها اغتصبت الحكم لجني الامتيازات
بعد جيل كامل تراجعت هذه المجتمعات التي تحكمها العصابات إلى القاع فكان عليها أن تنتفض للتخلص من حكم العصابة. انتفضت كل الطبقات بغض النظر عن موقعها في عملية الانتاج البائسة أصلاً، انتفضت يمينها ويسارها سواء بسواء. ستعود هذه المجتمعات إلى الحالة في السبعينيات لتجد أن عليها أن تتلمس الطريق نحو التنمية. لتجرب اليوم المتأسلمين طالما أن الانهيار كان قد تم على يد اليسار واليمين الديموقراطي. نتيجة المتأسلين هو الفشل بالطبع
من المفيد أن يرتقي الشعب إلى الاحساس بالمسؤولية، مسؤولية البحث عن طريق التنمية وهي المسؤولية التاريخية للإنسان
مع خالص التقدير


2 - لرفيق النمري تحي
ادم عربي ( 2011 / 10 / 31 - 18:25 )

نعم ، عصابات اختطفت الحكم تحت شعارات براقه على يد العسكر ، طبعا كما ذكرت لتراجع البرجوازيه الوطنيه التي فقدت المركز
الا انه لا يخرج ما يجري الان من اسلمة النطقه لا يخرج عن ضمان تاخر هذه المجتمعات ربما عقود
شكرا للرفيق النمري

اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس