الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لمصالحة ضد هدف التحرر الوطني الفلسطيني:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 31
القضية الفلسطينية



من المؤسف في الانتفاضات الشعبية انها عوضا عن تدفع بالمنطقة نحو ثقافة الاقتصاد السياسي, فانها اعادت اغراقها في مفاهيم الشفافية الاخلاقية, وكان النقص في هذه الشفافية هو سبب وضع التخلف فيها, لا في كونه نتيجة خلل في اساسها وبنيتها الاقتصادية السياسية, وعوضا ان تنقل السلطة للقوى التقدمية فانها تنقلها الى القوى الاكثر رجعية في تشكيل المنطقة الاجتماعي, فهي تحل في السلطة قوى طائفية اكثر رجعية مكان قوى رجعية ليبرالية. تحت تبرير ترسيخ التعددية الديموقراطية,
فخار يكسر بعضه البعض, هكذا يقول موقف الاجندة الاجنبية التي تحت مسمى الديموقراطية دعتنا الى اعمق ابعاد الليبرالية رجعية, وهو الفكر الطائفي وقوى الدين السياسي, وها نحن نعود الى الدولة الدينية في المواقع التي كانت قد نجحت نسبيا في تجاوزها, وهو قطعا امرا لا يهم الاجندة الاجنبية التي تقتصر علاقتها الانسانية بنا على هدف السيطرة اولا على مقدراتنا الاقتصادية وثانيا على حركتنا السياسية في الصراع العالمي,
ان قوى اليسار والعلمانية تتحمل مسئولية رئيسية في هذه النتيجة السيئة,لانها عجزت عن ان تكون قيادة جماهيرية, ولم يكن السبب في ذلك سوى ميكانيكية نقلها _شعائروتعاليم_ التجربة الثورية العالمية, ثقافيا وسلوكيا, وعزفت عن اعتبار وزن وقيمة خصوصية الواقع المحلي, ففي نظرها لا مسارات تطور حضاري في _الوطن العربي الاسلامي_ فالله خلقه كتلة جامدة غير قابلة للتطور والتغيير,
الحكم الرشيد ,التعددية الديموقراطية, العدالة الاجتماعية, وصايا نبي الله اوباما, (ص), شعارات عامة جافة لم يبللها مطر المنطقة, بل هي من امطرته بمائها النتن, فانبتت مرة اخرى قوة الدين السياسية, والذين قبلتهم دوحة قطر, وفي هذا السيل الجارف انجرفت ايضا قوى اليسار والعلمانية. واللذين اصلا لا يملكون مفهوما سليما لوظيفة ودورالديموقراطية التقدمي في عملية ومسار التطور الحضاري, فالديموقراطية بعرفهم ليست اداة تنظيم التقدم الثوري نحو الامام بل هي تتعلق بحق السولفة في الصالونات والمنتديات ومواقع النشر. انها بنظرهم حق اعادة انتاج الفكر العرقي العروبي الديني, انها حق الحفاظ على مكتسبات التوسع الامبراطوري الاستعماري العربي الاسلامي في التاريخ, انها حق اقتسام فلسطين مع الحركة الصهيونية تحت اعاء الحفاظ على ما تبفى من عروبتها, وحق استمرار منع الاكراد من حق تقرير المصير والانفصال السياسي في دولة خاصة بهم, وحق منع جنوب السودان من الانفصال,
ان اغبياء اليسار والعلمانية غير المؤهلين ثقافيا اندفعوا الى الشارع يحملون على اعناقهم قوى الدين السياسي, وحين وجدوا ان الظلمة ليست على قدر احتياج اللصوصية قالوا ان سايكس بيكو جديدة تحدث الان؟ ان هؤلاء الهتلريون حريصون على وحدة العرق لا على تحرير التطور القومي المستقل منه ووضعه على مسار التطور الحداثي, لذلك لم يكونوا اكثر من ذيل لراس جسم الدين السياسي, وتفاهماته مع الاقتصاد السياسي الغربي ضد الاقتصاد السياسي الاسيوي
والحقيقة ان قيادة الدين السياسي هي اكثر قناعة واقل طمعا من قوى اليسار والعلمانية, فهي لا تطلب سوى مقعدا في الجنة وقليلا من الثراء في الدنيا, وهي تكتفي بالاغلبية البرلمانية طريقا للوصاية على الصيغة الدستورية التي ليست فقط ناظمة للتشكيلة الاجتماعية, بل تعكس ايضا الادراك والوعي القومي لمساره الذاتي في التطور الحضاري تاريخيا, وهي كذلك الاداة البنيوية لتجاوز معيقات مسار حضاريته, وهو ما وفره لهم باريحية عالية واتفاقيات مجحفة عبر قليل من الدعم والاسناد السياسي والديماغوجية الاعلامية وحصار الانظمة اقتصاديا والجهد العسكري, ومنع التصالح الاجتماعي مع الانظمة في عملية اصلاح سياسي مطلوبة, ضد انظمة صحيح انها كانت ديكتاتورية ودموية غير انها كانت اكثر تحررا من الطائفية الدينية وهي اكثر وطنية منها على صعيد العلاقة بالاجندة الاجنبية والصراع العالمي,
ان العلاقات المجتمعية في اطار دولة النقاب والحجاب وما ملكت ايمانكم من زوجات وجواري, لا تهم الاجندة الاجنبية في شيء اذا لم يكن يخدم ابتزازها لها, طالما انها تسمح بعودة احكام سيطرة الاجندة الاجنبية على اقتصاد المنطقة وطالما ان موقفها السياسي سيكون ضد الاقتصاد الاسيوي, وطالما انها ستقبل الكيان الصهيوني قطرا شقييقا تبارك انضمامه لمجموعتها بالتضحية بالهوية والحقوق الفلسطينية,
لقد اندفع الشارع خلف شعارات عامة لا تنطوي على رؤى برنامجية تحتكم الى وعي وطني سليم بمعيقات خلفها تاريخ من التطور الحضاري العفوي, فاختلطت الاحلام الوردية للعفوية بالعدالة الاجتماعية بالاهداف الانتهازية لقوى الدين السياسي, الامر الذي اجهض احلام قوى اليسار والعلمانية بالتطور الحضاري فسقطت ثورية هذه الانتفاضات, وباتت وبالا على مجتمعاتها وتضحياتها, ونصرا لتحالف شيخ الدين وقسيسه وحاخامه وشيخ القبيلة, وتعزيزا سلطويا لمكانتهم الساسية الاجتماعية,
لكن ما يهمنا هنا هو قراءة انعكاس هذا التغيير الاقليمي على الواقع الفلسطيني, هذا الواقع الذي لاتزال شروط قضيته الوطنية تهيمن وتقيد مرحلة تحرره الديموقراطي؟ فهو في مواجهة اختلال توازن قوى تقني تكنلوجي وثقافي يعمل لصالح عدو تحرره القومي, كما ان الاصطفاف الوطني الفلسطيني شرخ وحدته الفصائلية الهشة انشقاق القوى الدينية الاسلامية, الامر الذي ضرب شرعية نضاله في المنظور العالمي دون ان يمتلك بديلا محليا يمكنه من الاستغناء عن وزن الموقف الدولي والاقليمي في صراعه مع الصهيونية العالمية وكيانها المحلي, فقد سبق لهذين الاطارين العالمي والاقليمي وان جرداه من قوته العسكرية, واجبراه على الدخول في مسار تفاوضي مباشر وعقيم مع خصم يهدف لاحلال هويته القومية المزيفة محل الهوية الوطنية الفلسطينية الطبيعية التاريخية, مما جعله يسعى للتحرر من شروط هذا المسار التفاوضي ويلجأ لتدويل القضية في محاولة لاثبات وجود وحقوق الهوية القومية الفلسطينية في سجل الشرعية الدولية, وجعل هذا الانجاز اساسا لمرحلة اخرى من النضال والتفاوض, ومن مستوى اعلى من الشرعية يسقط منها وصمة وتهم الارهاب,
اليوم نجد اندفاعة شعبية فلسطينية عارمة تطالب بمصالحة سياسية فصائلية, يحكمها حصار يعادي م ت والسلطة وفصائل الخصوصية الفلسطينية, في مقابل اصطفاف قوى عرقية دينية تتمترس على حالة انشقاق راسخة تحت مظلة حماية عسكرية صهيونية وتباعد ديموغرافي. واختلاف كامل على تقييم وقائع التقلبات السياسية, ان بصدد الصراع المباشر مع الصهيونية اوحول الموقف السياسي الغربي, الامر الذي يتيح للكيان الصهيوني ضرب المنظور الفلسطيني لتسوية الصراع على اساس الدولة الفلسطينية المستقلة ويحل المنظور الصهيوني محله وصولا الى الغاء الهوية الفلسطينية وقضيتها, من الصراع ويعيد ارجاع الصراع الى اطاره الاقليمي السابق على عام 1967م, وفي الوقت الذي توجه اقصى الضغوط الى قوى الخصوصية الفلسطينية صهيونيا واقليميا وعالميا نجد انه يجري تخفيف الضغوط عن قوى الاصطفاف العرقي والحالة الانشقاقية بل وتكافأ على تفهمها للموقف الصهيوني الغربي وتفاهماتها معه, وتجد لها اسنادا اقليميا وعالميا ليس ضد الطرف الصهيوني وانما ضد نضال وتوجهات قوى الخصوصية الفلسطينية,
ان بؤس موقف الجماهيرر الفلسطينية في طلب المصالحة الفلسطينية لا ياتي من عدالة المطلب والاحساس بضرورته وانما ياتي من تغاضي الجماهير الفلسطينية واهمالها _ شرط المصالحة الوظيفي في نضال التحرر _ التي يجب على المصالحة ان تخدمه, فهل هي مقولة لتحرر الوطني او مقولة التحرر الديني؟
ان عمومية مطلب المصالحة وتجريده عن شرط تحديد اتجاهها لصالح هدف التحرر الوطني, انما يصب في صالح هدف التحرر الديني وزيادة الضغط على قوى الخصوصية الفلسطينية والنضال الوطني, في حين يتطلب وضعنا الفلسطيني توجيه الضغوط ضد هدف التحرر الديني والقوى العرقية والانشقاقية,
ان رفضي للاتجاه والصورة التي ينتهي اليها التغيير اقليميا يمتد ليجعلني ارفض انتقال المركزية السياسية الفلسطينية من حضنها الوطني الى موقع ديني, وينسحب حتى رفض مصالحة المحاصصة والتوريث, وان انسى ما حييت فلن انسى بؤس صورة المركزية الدينية خلال استقبال الاسرى المحررين , فمقابل صورة ياسر عرفات رحمه الله وهو يقبل رؤوس وايدي وارجل الجرحى الفلسطينيين في الاجتياح الصهيوني للضفة الغربية نجد _ السيد _ اسماعيل هنية يترك يده لاسير محرر يقبلها, عوضا عن يقبل هو حذاء الاسير المحرر, واقذر من ذلك منظر _ السيد_ محمود الزهار وهو يتخلى عن راية فلسطين على منصة الاحتفال ويستبدلها براية حركة حماس,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات إسرائيلية على بيروت وصور وسقوط صاروخ شرقي القدس


.. مسؤولة كندية تهاجم نتنياهو بسبب حربه على غزة ولبنان




.. غارات إسرائيلية على الشويفات وصور جنوبي لبنان


.. رعب في لبنان بسبب الحرب.. وإحباط من المستقبل




.. بايدن عن إمكانية بدء إسرائيل عملية برية في لبنان: يجب وقف ال