الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هي بداية النهاية للإسلام السياسي؟

عبد القادر أنيس

2011 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


طرح هذا السؤال في هذه الظروف قد يراه البعض من قبيل المجازفة بالرأي أو الاستفزاز العبثي أو حتى لفت الانتباه فقط. ولهذا سوف أمهد لما أزعم أنه تطور سوف يصمد أمام كل التحديات المفاجآت.
طبعا كنت أتمنى لو أن شعوبنا التي أتيح لها أن تنتخب ضمن شروط ديمقراطية مقبولة نسبيا مثلما وقع في الجزائر وفي العراق وفي تونس أخيرا بعد إزاحة المستبدين، قد اختارت طيفا عريضا من الأحزاب السياسي يعبر عن تعددية فكرية وسياسية في المجتمع، ولكنها لا تفعل، وانتقلت من ذهنية الاصطفاف وراء الحزب الواحد والفكر الواحد والزعيم الواحد والدين الواحد إلى ما يشبه ذلك ضمن نظرة سياسية ودينية وثقافية أحادية الجانب غير بعيدة عن تلك التي ثارت عليها.
هذا ما وقع في الجزائر في الانتخابات التشريعية لسنة 1991 حيث صوّت الناس بأغلبية ساحقة وفي الدور الأول لصالح حزب إسلامي كان يكفر الديمقراطية بما فيها آلية الانتخاب التي كانت ستوصله للسلطة. وللحق يجب أن أقول أيضا بأن إسلاميي الجزائر يومئذ كانوا واضحين حد السذاجة في هذه المسألة ونظروا إلى الانتخابات على أنها بيعة والبيعة مرة واحدة كما يقرر الفقه الإسلامي وكما قالوا للناس. بل كانوا يقولون بوضوح بأنهم سوف يلغون الديمقراطية وأنهم سوف يغيرون الدستور بل يلغونه تطبيقا لشعارهم المرفوع في كل مكان وفي كل مظاهرة (لا ميثاق، لا دستور، قال الله قال الرسول) وأنهم لن يعطوا المرأة إلا ما أعطاها الإسلام كما كان يقول علي بلحاج في كل مناسبة.
ومن هذا المنظور فإن الانتخابات في الجزائر يومئذ، لم تكن عادية ولا كانت ديمقراطية، باعتبار آلية الانتخاب مجرد حجر في بناء الديمقراطية، بل كانت أقرب إلى الاستفتاء على الديمقراطية بين أعدائها وحماتها. وكان التصويت للإسلاميين يعني لا للديمقراطية، وكانت آخر مظاهرة مليونية دعت إليها الجبهة الإسلامية في ذلك العام تتصدرها لافتة عريضة عرض الطريق مكتوب عليها: لتسقط الديمقراطية.
ومن هذه المنظور فإن الأحزاب الديمقراطية التي قبلت المشاركة والدفع بالشعب في هذه المغامرة المجنونة تتحمل كامل المسؤولية، باعتبار أن من شارك في لعبة لا يحتكم اللاعبون فيها لأبسط قواعد اللعب النزيهة مثل وجوب احترام نظام اللعبة وآلياته والنظر إلى الخصم باحترام كخصم وليس كعدو يجب إزالته من الوجود بعد نهاية المباراة والفوز، وهذا ملخص الممارسة (الديمقراطية) للإسلاميين يومئذ وقد قبل بها الديمقراطيون ببلادة قل نظيرها. مثلما سكتوا عن استخدام الدين والمساجد والمدارس والاعتداء على التجمعات والحفلات، وقبلوا بكل التجاوزات وختموها بالمشاركة في الانتخابات أو بالأصح الاستفتاء أو بالأحرى البيعة للإسلاميين الذين لم يكونوا ليخسروا شيئا حتى لو خسروا الانتخابات كونهم سوف يواصلون نشاطهم تحت ضمانة الديمقراطية والدستور لكنهم يربحون كل شيئا لو فازوا. ولقد انتبه الديمقراطيون من سكرتهم بعد فوات الأوان بسبب عدائهم الأحمق للنظام القائم الذي كانوا يرون الإطاحة به أولوية الأوليات مهما كانت الأيدي التي سوف تقطف ثمرة سقوطه أو لعنته.
الإسلاميون في الجزائر يحاولون اليوم نفي هذه التهمة في حقهم ويصورون توقيف المسار الانتخابي في جانفي 1992 أي بعد الدور الأول، على أنه ظلم واغتصاب حق مكنهم إياه الشعب، لهذا أذكرهم دائما بغيض من فيض من الأقوال التي كان يلقيها علي بلحاج وصحابته على الناس أو يكتبها في صحيفة الحزب (المنقذ): ((اعلموا إخوة الإسلام أننا نحن معشر المسلمين نرفض عقيدة الديمقراطية الكافرة رفضا جازما لا تردد فيه ولا تلعثم... لأنها تسوي بين الإيمان والكفر ولأن الديمقراطية تعني الحريات المطلقة والحرية من شعارات الماسونية لإفساد العالم... ولأن السيادة في الإسلام للشرع وفي الديمقراطية للشعب وللغوغاء وكل ناعق... ولأن الديمقراطية معناها حاكمية الجماهير ... ولأن الأغلبية خرافة ... بينما الديمقراطية هي حكم الأقلية لا الأغلبية كما يشاع ولأن مخالفة اليهود والنصارى من أصول ديننا كون الديمقراطية بدعة يهودية نصرانية))- (مقتطفات من مقال مطول لعلي بلحاج صدر في كتيب بالمملكة العربية السعودية، نشر أول مرة بجريدة المنقذ للجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر أعداد 23/24/25/ 1990). ويمكن قراءته في الرابط:
http://www.mediafire.com/?sblsh8093hqc7p9
هذا الخطاب كان يشترك فيه أغلب الإسلاميين ويباركون قائليه، لكن يجب أن نلاحظ اليوم، أننا صرنا بعيدين جدا عن ذلك الزمن رغم قربه منا، وأن هذا الخطاب الإسلامي قد تغير على ألسنة الإخوان المسلمين المرشحين للحكم هذه الأيام في أكثر من بلد عربي، وإن بقي هوهو في خطاب السلفيين والوهابيين. سبب التغير يعود لعدة عوامل منها تحول الإسلاميين من أقليات هامشية أيام المؤسسين وتابعيهم قبل أن تلتحق بهم جيوش من خريجي المدارس والجامعات التي أشرفت علي تخريجها ووضعها بين أيديهم الأنظمة الاستبدادية القومية بعد أن أساءت تربيتهم وتعليمهم تعليما حديثا ديمقراطيا متفتحا على العصر. هذه الجيوش من المتعلمين راحت تؤطر الجماهير الواسعة من الأميين وأشباه الأميين وخلقت منها قوة ضاربة رهيبة تمرست بفنون الخطابة والجهاد وتَقَوَّتْ بالمال النفطي واستعانت بالخيبات المتتابعة وبأحلام قديمة ظلت تراودها وأحلام بعثتها في النفوس المهزومة منجزات الثورة الإيرانية وطالبان أفغانستان قاهري إحدى إمبراطورية (الشر) !.
وبعد أن جربت الكثير من الفصائل الإسلامية محاولة الوصول إلى الحكم محليا عن طريق العنف والإرهاب والانقلابات والثورات وفشلت، أو حققت نتائج متواضعة جدا في السودان وأفغانستان والصومال، اقتنع أغلبها في الأخير بضرورة تغيير التكتيك مع الحفاظ على الاستراتيجية هي هي أي بناء الدولة الإسلامية القطرية تمهيدا لبناء دولة الخلافة. ونصحهم كبيرهم القرضاوي الذي كان من أوائل من دعوا إلى ركوب الديمقراطية وآلية الانتخاب حتى بلغ به الأمر إلى تأصيلها في التراث الإسلامي. وها هم القوم بدأوا يقطفون الثمار، لكنها في نظري ثمار مسمومة قد تغيرهم تغييرا حقيقيا مثلما وقع مع الديمقراطيات المسيحية أو تبيدهم غير مأسوف عليهم.
وحدث ما لم يكن في الحسبان. فرغم جماهيريتهم المخيفة، فقد وقفوا مثلما وقف الجميع شرقا وغربا صرعى الثورات العربية التي بادرت بها نخب شبانية من الصعب تصنيفها إلى هذا التيار الفكري أو ذاك، رغم أن الجميع ركبوا قطارها بعد انطلاقه وساهموا في توجيهه لإسقاط الأنظمة المستبدة، التي كان مجرد التفكير في الإطاحة بها من قبيل الأحلام وكانت المطالب متواضعة لا ترقى فوق مجرد قبولهم كشركاء سياسيين في برلمانات شكلية. لكننا يجب أن نعترف أن هذه الثورات ما كان لها أن تنجح لولا مشاركة الإسلاميين أيضا.
ولهذا كانت تونس المبادرة بالثورة على الاستبداد الفردي والإطاحة به هي المبادرة أيضا للتصويت على الإسلاميين ولعل نفس السيناريو سوف يحدث في بلدان الثورات الأخرى. طبعا لا يجب أن ننسى التصويت للإسلاميين في الجزائر قبل عشرين سنة، ولكن إسلام الغنوشي التونسي يختلف كثيرا، على الأقل في التكتيك والأسلوب والممارسة والنبرة، عن إسلام بلحاج الجزائري كما رأينا. ثم أفرزت الانتخابات التونسية عن فوز النهضة كحزب عملاق بعدد نوابه التسعين الذي يزيد بثلاثة أضعاف عن أول حزب يأتي بعدها في المرتبة الثانية، إلا أن فوزهم يبقى مشروخا لحسن حظ تونس أو بالأحرى وللحق لعوامل موضوعية إيجابية كامنة فيها، عكس ما وقع في الجزائر، وهذا يمثل في نظري بداية النهاية للإسلام السياسي كما عرفناه لعدة أسباب أيضا، أهمها أن المبادرة لإسقاط الاستبداد الحاكم لم تأت على أيدي الإسلاميين. وهذا أمر في غاية الأهمية. فعندنا في بلادنا البائسة تكتسب الشرعية أهمية قصوى للاستيلاء على السلطة والاستفراد بها واقتناع الناس بالرضوخ لها. حدث مثلا مع الثورة الجزائرية حيث استبد ثوار أول نوفمبر بعد الاستقلال بحكم البلاد وأسكتوا غيرهم بوصفهم خونة أو متقاعسين أو متفرجين أو أقل منهم درجة في الوطنية في أحسن الأوصاف، وحدث مع أنظمة الحكم التي وصلت عن طريق الانقلاب الثوري في أكثر من بلد عربي بوصف قادتهم ذوي فضل عظيم على الشعوب لأنهم بادروا إلى الثورة على أنظمة قديمة حكموا عليها بالتخلف والرجعية والعمالة للاستعمار وخلصوا الشعوب منها، وكذلك شرعية متقادمة للأنظمة الحاكمة باسم ملكيات وإمارات أسست دولها بالقوة والعصبية القبلية والولاء والشريعة الإسلامية منذ مدة طويلة بل إن بعضها تستمد شرعيتها من ربط نسبها بالنبي محمد نفسه مثلما هو الحال في الأردن والمغرب..
في تونس (وقد يحدث نفس الشيء في مصر وفي غيرهما) إذن سوف يصل الإسلاميون للحكم أو يشاركوا فيه بقوة بدون أيٍّ من هذه الشرعيات التي تبقى ملكا للشعب التونسي الذي أسقط الاستبداد بتضحيات شبابه غير المنتمي. وفي تونس أيضا، سوف يصل الغنوشي للحكم بشرعية الانتخابات، وهي شرعية مستمدة، مرة أخرى، من الشعب، وفي تونس أيضا سوف يصل الغنوشي إلى السلطة وهو مدين للطبقة السياسية التونسية الديمقراطية والعلمانية التي وثقت فيه وتعاملت معه كشريك مؤتمن الجانب ليس من السهل الغدر بها.
وفي تونس أيضا وهذه أهم لطخة في جبين الإسلاميين لو حاولوا الانقلاب، وهي أن الإطاحة بالاستبداد تمت في ظل حماية وتأييد دوليين ساهم فيها الغرب (الكافر) العلماني الديمقراطي بعيدا جدا عن انتصارات القديمة بملائكة مردفين. أهمية هذا العامل تكمن في كون الإسلاميين ظلوا دائما يشنعون على هذا الغرب ويصفونه بشتى النعوت كالعداء للإسلام ويصفون الأنظمة العربية الاستبدادية بأنها عميلة له وبأنها تستمد قوتها من تأييده وسكوته على استبدادها وقمعها.
وفي تونس أخيرا، توجد ضمانة من أهل الضمانات. ففي هذا البلد يواجه الإسلاميون تركة علمانية بورقيبية أنوارية قل نظيرها في البلدان العربية الأخرى، في شكل خصوم ألدّاء تمرسوا في محاربة الاستبداد طوال عقود من الزمن. وهم آلاف السياسيين والحقوقيين والمحامين والقضاة والكتاب والفنانين العلمانيين ذاقوا السجون والمنافي والحصار وسوف يكون الغنوشي وصحبه أغبى الأغبياء لو حاولوا تجربة لعبة الاستبداد معها مهما كانت صوره. خاصة في ظل ما قدمته الثورة المعلوماتية من إمكانيات جبارة للتواصل مع الشعب والنضال من أجل الحريات والحقوق. ومثال فشل الحكم الإسلامي الإيراني غير خاف بعد أن تحول إلى نظام استبدادي لا يختلف عن نظرائه في المنطقة، وبعد أن بدأت تلوح في الأفق حركة علمانية ديمقراطية واعدة كادت تفوز بالانتخابات لولا التزوير.
كل هذا دفع الإسلاميين إلى لجم غرورهم ومطالبهم القديمة في الدولة الدينية، كما دفعهم هذا إلى التواضع في تطلعاتهم وإعادة النظر في قضايا هامة مثل المواطنة التي اضطروا إلى التنازل حولها إلى حد التخلي عن مبدأ الذمية وفي فهمهم للتغيرات الداخلية والخارجية الحاصلة والتي هي ليست في صالحهم. ولهذا نراهم لا يتوقفون عن التعبير عن نواهم الحسنة وعن مد يدهم للجميع من أجل حكم تونس بطريقة راشدة.
في تونس أيضا يلخص الإسلاميون مجموعة من التحولات الهامة أعتبرها شخصيا بداية النهاية لمغامرة إخوانية تسبب في أضرار لا حصر لها للمجتمعات العربية والإسلامية وهم يتشبثون بمبادئ وقيم وأفكار وسياسات متخلفة تعود إلى تجارب بشرية متواضعة لمؤسسي الإسلام قبل أربعة عشر قرنا، ولقد بدأوا هذه التحولات بقبولهم للديمقراطية الذي يعتبر أول خطوة نحو بداية النهاية وتوفقوا عن معارضتها بالشورى. فالديمقراطية، ومهما حاول الإسلاميون تحريف معناه هي عند الناس، باختلاف مستوياتهم التعليمية تعني الحرية والمواطنة أي الحق في التعبير والمشاركة في حياة البلاد وسوف يكون التنكر لمن ثار من أجلها من قبيل الانتحار.
كما أن المأزق الذي سوف تقع فيه أحزاب الإسلام السياسي لا محالة يعود إلى عاملين: داخلي كامن فيها حيث سوف تشتد التناقضات بين المتشددين والإصلاحيين وتتسبب لهم في انهيارات لا مفر منها، وخارجي عنها، كامن في الأزمات المتعددة الرؤوس التي تتخبط فيها مجتمعاتنا في محيط عالمي لم يعد يقف متفرجا خاصة بعد غزوة نيويورك. وهي أزمات ساهم الإسلام السياسي فيها بنفس القدر الذي ساهمت فيه حكومات الاستبدادية السابقة خاصة عداءهم للحريات وتحالفهم مع الحكام ضد الأحرار واتخاذ الحكام لهم كفزاعات مفيدة لإخراس أصوات الديمقراطيين. ولعلني هنا لا أبالغ لو قلت بأن الانفجار السكاني يتحمل وحده ما نسبته قد تفوق خمسين بالمائة في هذه الأزمات وما أفرزه من بطالة وتهميش واسع للناس وعشوائيات وبؤر توتر لن يكون بمقدور أي تيار سياسي التصدي لها بمفرده. لعل الحكم القائم على ريع الثروات الطبيعية الطائلة مثل البترول هو وحده القادر على إسكات مطالب الناس إلى حين مثلما هو واقع، ولحسن الحظ هنا أيضا أن الثورات الشعبية التي أطاحت بالاستبداد والتي سوف تشكل قاطرة التحول العربي نحو الديمقراطية والحداثة، تمت في بلدان فقيرة نسبيا من هذا الريع سهل الاستخراج والاستغلال مقارنة بغيره من الخيرات التي لا يخلو منها أي قطر من أقطارنا.
طبعا سأكون شديد التفاؤل حد السذاجة لو صدقت أن الإسلاميين تغيروا وسوف يتغيرون أو بالأصح قدموا هذه التنازلات المتنافية مع صميم أيديولوجيتهم الإسلامية بمحض إرادتهم أو أنهم سوف يغيرون سياستهم أكثر فأكثر بمحض إرادتهم ورشاد فيهم عقولهم من مجرد تكتيك مخادع إلى خيارات ديمقراطية حقيقية. واقع القوى والمؤسسات الدوغمائية في كل مكان في الأرض يخبرنا أنه لا يوجد مكسب دائم مع الدوغمائيين المؤمنين بثنائيات بغيضة حمقاء جرت الويلات على البشرية: نحن الحق وهم الباطل، ونحن الملائكة وهم الشياطين، ونحن الإيمان وهم الكفر وغير ذلك، ولهذا فإن أوكد الضمانات إنما ترتبط أشد الارتباط بمدى نجاح القوى العلمانية الديمقراطية في استخلاص العبر مما وقع وتوثيق التواصل مع الشعوب ونشر الثقافة الحداثية وخلق نخب متيقظة دوما لدق ناقوس الخطر في الوقت المناسب والدفاع عن أي مساس بأي مكسب إنساني يستهدفه الإسلاميون، وهم لن يترددوا لو وجدوا غفلة من الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النهاية الحتمية
مهند فارس ( 2011 / 10 / 31 - 19:12 )
فعلا عزيزي الكاتب انها بداية النهاية للاسلام السياسي ولا اعتقد ان وصلوا للحكم في اي بلد عربي بامكانهم ان يفعلوا كما فعلوا بايران والدليل جاء من تونس حيث تخلى الغنوشي عن المطالبة بتطيق الشريعة على المجتمع وكذلك نجدهم في مصر مستعدين كذلك اما ليبيا فقالها لهم الليبيون لن نعود للقيود واننا نريد تطبيق الديمقراطية والتعددية ولم يشارك في المظاهرة التي دعوا اليها في بنغازي للمطالبة بتطبيق الشريعة سوى بضع عشرات اما في غزة هاهم منهارون ويعلمون علم اليقين بان سيهزمون شر هزيمة بالانتخابات القادمة ولذلك يماطلون في الاتفاق عيى موعد الانتخابات المهم ان يكون الجميع متيقض لهم وان لايعطوهم فرصة للاستبداد وقمع الحريات لقد ثبت فشلهم في غزة ولم يعد يرى المواطن اي حل في وعودهم ان الاسلام هو الحل ولذلك استبدلوا كلمة المشاكل ب الابتلاءات وان الحل رباني هو الصبر على الابتلاءات ولا بأس ان يحكموا لانها الاكيد ستكون المرة الاخيرة بعد ان يتبين لكل من يقول لنعطيهم فرصة ويظن انهم سيأتون بالخير والرفاه ليجد زيف كل ما يقولون ولك سيدي الكاتب كل المودة والاحترام


2 - رد ضروري للأستاذ عبد القادر أنيس
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 31 - 19:35 )
يا أستاذي الكريم
أتعجب من إفراط تفاؤلك, ورغم حذرك وحكمتك وتجاربك, يبدو تفاؤلك بالإسلاميين واضطرارهم إلى مسايرة الديمقراطية والحفاظ على القليل من مكاسبها السابقة. ولكن بتشاؤمي الإيجابي المعهود ومرارة تجاربي المريرة معهم, اردد لك ولجميع الأحرار أو من تبقى اليوم منهم, أقول لهم حذرا حذرا حذرا. من بن لادن لبلحاج الليبي للغنوشي لأخوان مـصـر لأخوان سوريا, لهنية, لآردوغان وطالبان.. حذرا من باطنهم وظاهرهم, سوف نقع يوما في فخ شريعتهم وتعاليم حسن البنا التي نبقى دستورهم المخبأ وراء الستار, بانتظار عمليات غسيل الدماغ الجماعية وقطع الأيادي في الساحات العامة, وتغليف النساء كليا بأكياس سوداء..مع منع الكلام......
ولهذا السبب ربتهم أمريكا والصهيونية السرية حتى يساعدوهم في تفجير الشرق الأوسط الجديد المصحر فكريا واجتماعيا ومعيشيا وسياسيا, والذي لا ينتج أي شيء سوى الصلاة والنكاح والتفريخ والأكل والنوم.. ومضغ قــات الجهل والجهالة
بـالانـتـظـار.......
ولك مني أطيب تحية مهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


3 - تعليق
نارت اسماعيل ( 2011 / 10 / 31 - 20:07 )
شكرآ أخ عبد القادر على هذا المقال الجيد
حقآ هناك تغير واضح في الخطاب الإسلامي من زمن علي بلحاج الجزائري إلى الغنوشي التونسي وعلي صدر الدين البيانوني السوري وأردوغان التركي
صحيح أنهم لم يقدموا هذه التنازلات بمحض إرادتهم بل فعلوا ذلك بسبب العولمة وتطور وسائل الاتصالات وبسبب أحداث 11 سبتمبر وملحقاتها
اطمئن لن يجدوا غفلة من الآخرين بعد اليوم لكي يرتدوا على أعقابهم ويعودوا إلى النموذج السلفي القبيح، وانا أعتقد أن هذه هي مرحلتهم وهذا هو زمنهم ولكن الشعوب التي استطاعت إسقاط أشد أنواع الاستبداد الأمني لن تقبل في مرحلة لاحقة بأنصاف الحلول وستثور مرة ثانية وثالثة حتى تصل إلى الدولة المدنية التعددية الديموقراطية الكاملة، فصبرآ آل ياسر
تحياتي


4 - هل سيصمد الحداثيون امام دغمائية عموم الشعب
رويدة سالم ( 2011 / 10 / 31 - 20:47 )
أعجبني تفائلك استاذي واشعرني براحة كم اننا محتاجون لها
لكن الواقع مركب بشكل كبير الى الحد الذي تصعب معه قراءة ما سيأتي
النهضة فازت لأن الاصوات الذي لم تنتخبها كانت مشتتة بشكل كبير جدا بين أكثر من 100 (حزب وشخصية مستقلة)
فازت النهضة لا لشعبيتها بل لأستعمالها مقولة -ابناء الله- و-من يحب الجنة ينتخب النهضة- الى جانب جهل طيف كبير من المنتخبين الذين كانوا ضحايا التلاعب بأصواتهم لكن هل ايمكن الوثوق بهؤلاء الذين صوتوا للنهضة لو علمنا ان من بينهم اصحاب شهائد جامعية عليا وأن من بينهم من يقول ان ما امر به الله في كتابه يجب الذعون له مهما كانت الخسائر؟
ثم مع معرفتنا الوثيقة بعجز اليسار بكل قواه على النزول من برجه العاجي وملامسة عقل المواطن العادي وتجاوز خطابه الصعب الهضم في مجتمع كمجتمعنا التونسي هل يمكن الوثوق بأنهم قادرون على أن يكونوا قوة رادعة في المعركة السياسية الراهنة لأي مد سلطوي ديني للنهضة وحلفاءها مع العلم ان الغنوشي صرح انه يدعم حصول حزب التحرير المتطرف على تأشيرة حزب وعلى حقه في الفعل السياسي
هل سيكون بالفعل المستقبل السياسي مطمئن أم انها خطوة في طريق التقدم التراجعي
مع مودتي


5 - إلى مهند فارس
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 31 - 20:54 )
شكر ا لك سيد مهند. أشاطرك الرأي. الإسلاميون أظهروا للأعمى والبصير أنهم نصابون وكذابون ودعاة عنف وعديمي كفاءة. عندنا في الجزائر انتخبهم الناس تحت إغراء الدين وحل المشاكل ولكن الحرب الأهلية التي تسببوا فيها بسبب وقف مسار انتخابي شابته كل الخروقات خاصة استغلال الدين في السياسة جعلت أغلبية الناس فيما بعد يفيقون ويكفرون بهم بل ويكفرون بأية ثورة، لكن البديل الديمقراطي العلماني مازال غائبا، وهذا ما يجب تطويره عبر توحيد كل القوى الديمقراطية، وهو ما غفل عنه الناس في تونس ولهذا حققت النهضة كل هذه الحصيلة.
تحياتي


6 - إلى أحمد بسمار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 31 - 21:09 )
شكرا أخي أحـمـد على المرور وإثراء الموضوع. مرارتي لا تقل عن مرارتك. لا أستطيع أن أقول إنني متفائل أو متشائم. أنا أرصد ظاهرة وأعطي رأيا خاصا. المسألة لا علاقة لها بالثقة بل بالتعامل مع أمر واقع: وهو ثورات شعبية أطاحت بدكتاتوريات بغيضة وطالب بالحرية والكرامة والإسلاميون شاركوا فيها بقوة وتورطوا فيه ويجب التعامل مع هذا الواقع. الحل الأمثل أن تتوحد القوى الديمقراطية مهما كانت اتجاهاتها وتطالب بديمقراطية حقيقية في ظل دستور علماني وضمانات دولية. لكن في غياب هذا الوعي وتهافت النخب كالذباب على تشكيل الأحزاب طمعا في المناصب تبدو المسألة في صالح الإسلاميين الأكثر انسجاما. وعلى العموم يجب أن نتوقف عن التعامل مع الناس كقصر في حاجة إلى الحاكم المستبد حتى ينضجوا. المهم أن الإسلاميين لم يعودوا يكفرون الديمقراطية والحريات كما فعلوا في الجزائر ووجب وقفهم. موقف الغرب يبدو لي محايدا فهو أيد الشعوب التي ثارت واستنجدت به وسكت عن الأخرى. شرقنا التعيس لم يعد يحتمل الجمود، فلينفجر إذن لعل الانفجار يأتي بشيء إيجابي.
تحياتي


7 - إلى الأخ نارت إسماعيل
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 31 - 21:23 )
مرحبا أخي نارت على المرور. أتفق معك. الإسلاميون في ورطة حقيقية حتى في حالة توليهم السلطة عن طريق الانتخابات. مشاكلنا عويصة وليس من السهل التصدي لها بالدجل والدروشة. حكمهم في السودان أوصل البلاد إلى التقسيم ونفس الشيء في أفغانستان وفي غزة وغيرها. بل حتى السعودية لم تعد بتلك المكانة التي كانت لها. هم إذن في ورطة ومضطرون للانفتاح والتغير أو الزوال. تحياتي


8 - إلى رويدة سالم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 31 - 21:42 )
شكرا رويدة على المرور. مرة أخرى تحقق تونس فتحا كبيرا في الساحة العربية. ما كان يخيفني أن يحصل الإسلاميون على أغلبية ساحقة. ولم يحدث رغم عدد المقاعد الكبير الذي حصلوا عليه. شاهدت هذا المساء الغنوشي في الجزيرة. هو يدرك الواقع التونسي والعالمي الصعب ولهذا نلمس في خطابه توجسا وتواضعا شديدا بعيدا جدا حتى عما كان يقوله منذ عام. سوف تضطر النهضة، حتى تشكل حكومة، إلى التحالف مع الآخرين ولن يكون بإمكانها تمرير ما تشاء. الدرس التونسي يجب أن يستوعبه الجميع. تشتت اليسار وكثرة الأحزاب أضاعه رغم تضحياته الكبيرة. أما حزب التحرير فسوف يكون أكثر ضررا على النهضة من غيره. لاحظي كيف جرى لهم مع الملياردير الوهابي محمد الهاشمي الحامدي صاحب المستقلة أما حزب التحرير فسوف يدفع الناس إلى مزيد من الوعي بخطر الإسلاميين وليس العكس. أول مرة يشارك الشعب بحرية في تقرير مصيره بعيدا عن أية وصاية رغم الأخطاء. في الجزائر فقد الإسلاميون بريقهم لكن الاستبداد يبقيهم على قيد الحياة كفزاعة. تحياتي


9 - لا أمل استاذي العزيز
رويدة سالم ( 2011 / 10 / 31 - 23:39 )
أفقد تفائلي كلما طالعتني مواقف الشارع ازاء احداث جزية لم يكن يتوقف عندها التونسي
يقول البعض بسبب استبداد بن علي ويقول آخر بسبب طغيان قيم الكفر والناس الان عرفت طريق الله
لما تهان استاذة جامعية بسبب لباسها
http://www.tuniscope.com/index.php/article/10013/actualites/bien-etre/mannouba-584114
وتوضع لافتة كبيرة تفصل الطلبة الى قسمين حسب الجنس في المطعم الجامعي
https://fbcdn-photos-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/389058_272145426157698_215170041855237_743137_202121327_s.jpg
ولما يتجمهر الناس للتنديد بعكل فني لا يوجد به اي خدش للحياء
http://www.mbc.net/mbc.net/Arabic/Image/Entertainment/20-10-2011/111.jpg
اين الامل في الحفاظ على المكتسبات وفي عدم التراجع؟
أين التفائل أمام ذكور يسقطون هوسهم على واقع مستعد لتقبل الامر لأنه شرع الله مهملا كل ميراثه من حداثة وعلمانية؟
حين تصير حرية التعبير الفني مراقبة وخاضعة للحدود الدينية القاسية بين التحريم ووجوب الالتزام بالشرع لا ارى من أمل
هذه بعض التجليات الذي لا ينبئ بإنحسار الاسلام بل بالعكس بالدور القوي القادم الذي سيهز البلاد ويضعها على كف عفريت
مودتي


10 - ان استطاعت النازية فتنة شعب يعي الديمقراطية
بشارة خليل قـ ( 2011 / 11 / 1 - 05:46 )
حصل هذا في المانيا قبل بضعة عقود فقط وتسبب ذلك في الحرب العالمية الثانية, فما بالك بايديولوجية لا تستند الى القومية بل الى عنصر الدين وبين شعوب لا تعي الديمقراطية؟
الديمقراطية هي نعم حكم الاغلبية لكن على اساس احترام حقوق الانسان وتداول السلطة بينما الذي نراه هو قبولهم بمبدأ الاغلبية بدون حقوق انسان(بل بحقوق عباد الرحمن) وبنية واضحة باحتكار السلطة.نرى زيادة على ذلك انه في جميع بلاد الاسلام مبدا العدل والمساواة هو محل تشكيك خذ مثال لك قانون دور العبادة في مصر
السعودية ايران السودان غزة الصومال هي دول انتقلت من حكم استبدادي غير ديني الى حكم استبدادي ديني اذا استثنينا السعودية, فما الذي حصل؟ تدهورت الاحوال المعيشية للناس لكن التخلص ممن يتكلم باسم الله اصعب من التخلص ممن يتكلم باسم الشعب زورا فبينما استطاع الايرانيين خلع الشاه هاهم يحاولون منذ اكثر من عقدين على الاقل التخلص من ايات الله بدون نجاح في الوقت الذي استطاعت شعوب اخرى التخلص من انظمتها
ثم هنالك عنصر اخر لا يفطن اليه الكثيرين وهو ان حكم العسكر او الانظمة القومية لم تختره الشعوب بينما الاسلاميون اتوا برغبة جماهيرية - يتبع


11 - تتمة
بشارة خليل قـ ( 2011 / 11 / 1 - 06:06 )
بينما كانت الشعوب التي ثارت مقتنعة ان الاحوال السيئة هي بسبب النظام ا لاستبدادي عميل الغرب يستغل الاسلاميون عداء الشعوب للغرب لتبرير الاوضاع المزرية تحت حكمهم بالاضافة لامكانية اللعب على وتر تطبيق الشريعة بشكل محكم اكثر فاكثر طالما ان هذه الشعوب مقتنعة بان الاسلام هو الحل بينما الواقع ان الاسلام هو اساس المشكلة
لست متفائلا بل اعتقد ان المواجهة ستزداد في مستقبل الايام مع المنظومة الدولية الى الحد الذي يسبب بحرب كونية خاصة اذا انتبهنا الى مصادر الطاقة والتحالفات العالمية التي تقفز على القيم المبدأية وتحتكم الى المصالح المادية وبظهور الصين والهند كاقطاب اقتصادية عملاقة تحتاج لمصار الطاقة لتسيير عجلة اقتصادها
مع اني ارجو ان يكون تفائلك في موضعه استاذ انيس الا اني غير متفائل على الاطلاق
سلامي لك ولجميع القراء


12 - أنا متشائم جداً
كامل النجار ( 2011 / 11 / 1 - 06:20 )
عزيزي الأستاذ عبد القادر
شكراً على تحليلك المنطقي للمسرح السياسي العربي، وأتمنى أن يكون تفاؤلك هو النتيجة الحتمية لما نمر به الآن. ولكني للأسف لا أشاركك هذا التفاؤل لأسباب عدة منها الأمية التي تسيطر على 40 بالمائة من الشعوب العربية والتي تجعل من هذا العدد الكبير منجماً للتاييد للإسلاميينلعقود عدة لأن كل واحد من هؤلاء الأميين المسلمين البوراثة سوف ينجب عشرة أطفال يورثهم نفس الجهل الذي ورثه هو لأن شح الإمكانات المادية والتضخم السكاني لا يسمحان لأي دولة عربية غير نفطية أن تصرف على التعليم ما يستحقه. وحتى الدول النفطية التي تصرف على التعليم توجه التعليم وجهة إسلامية تحفظ لها امتيازاتها.ثانيا: بما أن 50 بالمئة من المواطنين نساء، وبما أن العقود الطويلة الماضية جعلت من المرأة المسلمة ظلاً لزوجها أو أبيها، تصوت بما يمليه عليها زوجها أو أبوها، وتدافع بشراشة عن الإسلام الذي أذلها، فسوف تظل المرأة مصدراً دائماً لإمداد الأحزاب الإسلامية بالأصوات اللازمة للفوز يتبع


13 - يتبع
كامل النجار ( 2011 / 11 / 1 - 06:30 )
ثالثاً: ما دام هناك نفط في دول الخليج المتاجرة بالإسلام فسوف تتدفق أموالهم على الإسلاميين لشراء أصوات الفلاحين والفقراء لعدة عقود قادمة. ورابعاً: الإخوان والأحزاب الإسلامية الأخرى تمؤست طوال النصف الثاني من القرن العشرين على تغيير ألوان جلودهم لتتعايش مع النظم القمعية، وبالتالي أصبحوا خبراء في تمويه نواياهم الحقيقية وأمكنهم خداع نسبة كبيرة من المتعلمين (لأن التعليم عندنا عبارة عن تلقين فقط) مما جعلهم سنضمون لتلك الأحزاب لنصرة كلمة الله، فاستووا على التجمعات الطلابية في جميع جامعات العالم العربي، وهؤلاء الطلبة هم رصيدنا للمستقبل. فإذا كان هذا هو حال رصيدنا المتعلم، فماذا نرجو من غير المتعلمين؟
إلى أن ينتشر التعليم غير الديني في مدارسنا لا أرى أي سبب يدعوني إلى التفاؤل
تحياتي الحارة لك وأشد على يدك بسبب قوة منطقك التحليلي


14 - إلى رويدة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 07:40 )
شكرا سيدة رويدة مرة أخرى. ما يحدث الآن في تونس حدث في الجزائر قبل عشرين سنة وبأحجام مضاعفة، ولكن صدقيني، لا يوجد الآن حزب إسلامي أو شخصية إسلامية يجرؤ على الحديث عن الدولة الإسلامية ولا عن الاختلاط ولا عن أن الإسلام هو الحل. بل صار الناس يسخرون من أصحاب اللحى في كل مكان . هم الآن في موقف دفاعي ويكتفون بالحديث عن ديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية مستغلين الدستور وحتى بيان أول نوفمبر 1954 الذي تحدث عن دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية. لماذا حدث هذا التغير في خطاب الإسلاميين: رأيي أن هناك عاملان:
الأول، الإرهاب فقأ الدمل الإسلامي ليظهر على حقيقته للناس والثاني اعتمادهم كأحزاب شاركت مرارا في الانتخابات وحصلت على نتائج متواضعة وتولوا حقائب وزارية أخرجهم من ثوب الضحية الذي تستروا به طوال عقود في أعين الناس وصاروا مجرد بشر بعد أن كانوا ملائكة. وهذا ما سوف يحدث في تونس. هم الآن يرتكبون هذه الحماقات التي سوف تكشف حقيقتهم وتوقظ الناس من غيبوبتهم
الغائب الأكبر هو اليديل الديمقراطي العلماني ويجب العمل عليه.
تحياتي


15 - جمهور من الغوغاء
عبد الغني سلامه ( 2011 / 11 / 1 - 07:42 )
أخي عبد القادر .. بعد التحية ،، إليك هذه القصة باختصار
بعد اجتياح صدام حسين للكويت في 1990 دخلت المنطقة لمدة ستة أشهر في ما عرف حينها بأزمة الخليج، وكانت تلك تمثل مناخا مثاليا للخطباء والمتحدثين أمام الجموع الغفيرة التي كانت رافضة للهجوم الأمريكي الأطلسي، شاهدت فيلما قصيرا عن مهرجان خطابي حدث في الجزائر (قبل الانتخابات 1991) كان هناك خطيبان يمثلان طرفي نقيض: الأول فلسطيني اسمه أسعد التميمي وكان مؤيدا لصدام ومهاجما لأمريكا وحلفائها مصر وسوريا ودول الخليج، الثاني كان كويتي خطيب جامع ( نسيت اسمه الآن) وكان طبعا مؤيدا للكويت وساخطا على صدام وحلفائه ومباركا الهجوم الأمريكي بكل قوة .. هذا لحد الآن يبدو طبيعيا
ولكن ما هو غير طبيعي وفي منتهى الغرابة أن الجماهير المحتشدة التي كانت تملأ ستاد رياضي ضخم كانت وبشكل غوغائي كما لو أنهم خرجوا للتو من حفلة أفيون كانوا يصرخون بشكل هستيري كلما ذكر أحد الخطيبين كلمة الله، فيبدأون بالتكبير والتهليل
لم أفهم حينها كيف تؤيد الجماهير خطيبين متناقضين كل واحد يدعو باتجاه عكس الآخر!! ألأول يريد حرق أمريكا والثاني يريد حرق صدام - يتبع رجاء


16 - جمهور من الغوغاء - تكملة
عبد الغني سلامه ( 2011 / 11 / 1 - 08:08 )
أكرر التحية
بعد رؤية هذا الجمهور الغوغائي المخدر الذي لا يفقه ما يسمع بالرغم أن الخطيبين كانا يتحدثان بلغة غربية سليمة وبصوت واضح جهوري، مع ذلك كانت الجماهير تصفق للطرفين ولا أعتقد ذلك ممارسة ديمقراطية منها واحترام للاختلاف .. لأن الخلاف كان جوهري
ما شد انتباهي أن التصفيق والصراخ يتعالى بمجرد أن يعلي الخطيب صوته أو يتفنن بالخطابة وتهييج الناس بغض النظر عن محتوى ما يقول
والخلاصة أن هذا الجمهور المغيب عن الوعي والفاقد قدرته على التمييز والفهم هو من انتخب بلحاج وحزبه بعد سنة
وبالتالي طالما أن الجمهور أمي وغير واعي ويسهل تهييجه بالشعارات الرنانة والصوت الخطابي ستبقى حركات الاسلام السياسي تحصد أصواتهم في الانتخابات
وتحصد أرواحهم في حروبها للظفر بالسلطة
تحياتي وتقبل مودتي


17 - إلى الأخ بشارة خليل قـ
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 09:48 )
شكرا للأخ بشارة على التواصل والإثراء للموضوع. طبعا أنا قدمت رأيا للنقاش. في نظري الظروف تغيرت ولا يمكن مقارنتها بعالم ألمانيا النازية ولا حتى بسوريا حافظ الأسد الذي تمكن من سحق انتفاضة الإخوان عام 1982 في غفلة من العالم ودون أن يقتصد في القوة والبطش. بينما ابنه الآن لا يستطيع أن يفعل هذا. ولولا وسائل الإعلام الحديثة وتغير المواقف العالمية لما ترددت الأنظمة الاستبدادية في اللجوء إلى سحق الثورات والبقاء في السلطة. وما نقوله عن الأنظمة الاستبدادية جائز على الإخوان المسلمين تماما. حتى في إيران تحدى الناس نظام الملالي وحتى الخسائر لا يمكن مقارنتها بالخسائر التي كانت ستحدث قبل عشرين سنة فقط. الإخوان في الجزائر وفي غيرها فهموا أنهم ليسوا وحدهم من يملك الشجاعة والقوة وتمت مواجهتهم بإرهاب يوازي إرهابهم فاندحروا. لهذا وحتى في حالة وصولهم إلى الحكم فهم في مأزق أمام تطور مطالب الناس، ولم يعد الاستبداد مثمرا مع إمكانية لجوئهم إليه. المشكل الأكبر يكمن في ضعف البديل الديمقراطي وليس في وعي الشعب فقط. تحياتي


18 - إلى الدكتور كامل النجار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 10:18 )
شكرا لك دكتور كامل على المساهمة في إثراء الموضوع. رأيي أن المأزق المطروح أمام الديمقراطيين والعلمانيين مطروح أيضا على الإسلاميين سواء لجئوا إلى الاستبداد أم تصرفوا ديمقراطيا، لأن حلولهم الوهمية لا تكفي للتصدي لمطالب التنمية الهائلة وكل أموال الخليج لن تسعفهم. الأزمة الخانقة لا تقبل أي حل شعاراتي أو ديني: إما ديمقراطية أو فوضى لا مثيل لها. نعم قد يصوت الناس بأغلبية في بداية الأمر على الإسلاميين مخدوعين بخطابهم ولكن الناس لا يحيون بالدين فقط. ثورات الشباب الحالية بينت أن الدور الأكبر لعبه المتعلمون من أجل الكرامة والحرية والعدالة وليس من أجل الخبز والعمل فقط وإلا لما تحرك الناس في البحرين وفي ليبيا. بينما وقف سكان العشوائيات في القاهرة وغيرها يتفرجون أو ينهبون. الاستبداد أو الإرهاب سوف يفقد الإسلاميين جماهيريتهم وهذا ما عنيت ببداية النهاية. هذا ما حصل في الجزائر رغم غياب بديل ديمقراطي قوي. الناس صاروا وحدهم يتصدون لكل صوت يدعو للثورة. في الملاعب تضامن الشباب مع القذافي رغم أن الثورة هناك قادها الإسلاميون
http://www.maghribouna.com/alakhbar-alarabia/5639.html
يتبع


19 - إلى الدكتور كامل النجار تابع
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 11:05 )
ومهما كان الموقف يجب فقء هذا الدمل في أوجه الشعوب لعلها تصحو خاصة والظروف العالمية لم تعد في صالح الاستبداد ولا الإسلاميين. لعل مراد الدوائر الغربية عبر الفوضى الخلاقة هو هذا. شخصيا لا أتصور أنه من السهل أن يتحول الإسلاميون، اليوم، من الضحية إلى الجلاد كما كان الحال في الجزائر قبل عشرين سنة وبرر مطالب وقف المسار الانتخابي ومنع الإسلاميين من تولي الحكم ولو بالتحالف مع الجيش كأهون الشرين وللأسباب التي تعرضت لها في مقالي أيضا. حان الوقت لتعرف الشعوب حقيقة الدين وممثليه في الميدان، وهذا ما سوف يضع على عاتق العلمانيين مسؤولية كبيرة وحاسمة في المستقبل القريب مع ما تتيحه إمكانيات الانفتاح الإعلامي والوصول إلى الناس.


20 - إلى السيد عبد الغني سلامة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 11:33 )
شكرا لك سيد عبد الغني على هذه المشاركة. صحيح أغلبية جماهيرنا تميل للإسلاميين حاليا، ولا أتصور أن السبب هو الرغبة في تطبيق الشريعة بل السبب الرئيسي يعود إلى غياب بديل أفضل. قبل الإسلاميين كان القوميون واليساريون العلمانيون يحظون بتأييد الجماهير.
من الصورة في الفيدو نلاحظ أن دعاة تطبيق الشريعة في ليبيا وبعد الثورة التي قادوها لم يتمكنوا من جر حشود كبيرة في مظاهرتهم الأخيرة في مدينة كبيرة مثل بنغازي وهو أمر دو مغزى..
http://www.youtube.com/watch?v=U9-tv4BNTgw
الوضع في العراق أفضل من الاستبداد رغم الخسائر وفي الحقيقة الشعوب لا تتعلم في المدرسة فقط بل أيضا من أخطائها وأوهامها. مشكلتنا، ويا للمفارقة، ليست مع الأميين بالتحديد بل مع من تم تشويه تعليمه من طرف أنظمة الاستبداد والنخب الفاسدة وراحوا يعممون تشوهاتهم العقلية على الآخرين.


21 - ملاحظات / حول حواركم الراقي
رعد الحافظ ( 2011 / 11 / 1 - 12:03 )
بالنسبة لحوار اُستاذنا الكبير / د. كامل النجار في مداخلاته رقم 12 و 13 المحترمة
مع الصديق الكاتب عبد القادر أنيس وردوده الرائعة في ت / 18 و19
أجد أرقى تحليل ونقاش لموضوع الساعة , في ما ستؤول إليه مصير الثورات في ربيعها العربي
نعم كلّ النقاط التي أثارها د. كامل صحيحة وواقعية والإسلاميّون تعلموا أن يصيروا برغماتيون يتعاملون مع الواقع أو يقتربون منه قدر الإمكان لأجل الوصول للسلطة بايّ ثمن حتى لو كان بإعلان مباديء لايؤمنون بها
لاحظوا كلام راشد الغنوشي مؤخراً عن المرأة وحقوقها , فهل هو يؤمن بداخلهِ بحقوقها ؟ طبعاً كلا لكن العيشة تحتاج
لذلك أجد رأيّ الصديق أنيس سيفرض نفسهِ في النهاية على ارض الواقع / حتى في مصر وفي ليبيا طبعاً , لماذا ؟
الإسلاميّون بدؤوا يستعينون بخبراء سياسة , يشترون نصائحهم لأجل البقاء
العالم سائر مع الديمقراطية وحقوق الإنسان , وكاميرة الموبايل والفيس بوك أصبحت أدوات سهلة متاحة لفضح جرائم أيّ نظام طاغية وإسقاطهِ
المشايخ ( بغاة ) لكنّهم يريدون العيش الرغيد والبقاء في السلطة التي سيمتطوها
أيّ إله وأيّ ربّ وأيّ دين / لسان حالهم يقول / خليني أعيش يابه وطظ بالمبادىء


22 - الظروف تغيرت
مهند فارس ( 2011 / 11 / 1 - 12:16 )
سيدي الكاتب اثني على كل ما تقول ولا داعي للقلق من بعض المتشائمين لقد كنت في الجزائر ورأيت اساليبهم الرخيصة في كيفية التأثير على الناس من جلب المواد الغذائية وبيعها بنصف الثمن لاعطاء انطباع ان الخير سيعم لو فازوا بالانتخابات بالاضافة لتهديد الناخبين بالنار ان لم يصوتوا اليهم ويقولون لكل ناخب سوف تسأل عن صوتط يوم القيامة..الخ ولكن الان الاحزاب الاسلامية جميعها فقدت بريقها يستطيع النهضة التونسي والاسلاميين فرض بعض التجاوزات لاننا في البداية ولكن في الايام القادمة اما ان يتخلوا عن كل تلك الاساليب او يواجهون الغضب الشعبي وازاحتهم بالانتخابات مثلا حين يكذبون على الناس بالبنوك الاسلامية وهي اشد جشعا من البنوك العادية وكل ما في الامر استبدال كلمة ارباح بالمرابحة واستبدال كلمة فائدة بكلمة اشتريت وبعت لك ولا اعتقد ان الغنوشي يستطيع مس قطاع السياحة المخالف للشريعة الاسلامية حتى النخاع وان فعل سيدمر الاقتصاد التونسي لاتتسرعوا بالحكم انا متفاءل انها اخر مرة يفوزون بها سلامي لجميع المعلقين وللكاتب ايضا


23 - قدر لا مفر منه
جهاد عويتي ( 2011 / 11 / 1 - 13:38 )
سيد عبد القادر أنيس المحترم تحية طيبة
منذ مدة غير قصيرة بعد مراقبة دقيقة لما يدور على الساحة العربية والأسلامية بشكل عام وبعد -ثورات الربيع العربي- انتهى بي المطاف إلى الأقتناع التام بأن صداع الحل الأسلامي لن يزول إلا بعد أن يجرب هؤلاء أسوة بمن سبقهم من عسكر لذة الأستبداد بالحكم, كما ستجرب الجماهير المتشوقة لتطبيق الشريعة كيف ستُطبق هذه على -الغلبان- فقط أي سيكونون لوحدهم فقط موضوع بتر الأيادي والجلد وحز الرقاب.
يبدو أن الشعوب الأسلامية تؤيد بشدة مبدأ -التجربة خير برهان- ومن هنا سيبدأ العد التنازلي لا محالة لهذا النمط من الحكم المندثر إلا هنا فهو يشهد ولادة طبيعية لم يشهدها الأسلام نفسه .
القضية قضية زمن وخسائر أدركها جيداً ولكن لا مفر منها فالتجربة لها ثمن ويبدو أن العرب غير مباليين بهذا الثمن لقاء الذهاب إلى الجنة, ولكن إلى أن يحين موعد الجنة لن يجدوا أي مهرب من جحيم الدنيا الذي هم وأحزابهم الأسلامية التي سلموها رقابهم سيكونون وقودها.
أحيي فيك تفاؤلك المنطقي وأرجو أن يكون تحليلك هو الصواب لأن ذلك سوف ينهي الديالكتيك الأسلامي وأصراره على حلول الميتافيزيقيا.
تقبل مني شكري الجزيل.....


24 - الاستاذ عبد القادر انيس
محمد حسين يونس ( 2011 / 11 / 1 - 14:25 )
كلما كتبت علي تجربة الجزائر اتأكد انها تجرية رئيسية في الصراع مع غباء الخطاب الاسلامي .. سيدى .. كل هذا لا يمت للدين بصلة منذ امبراطورية ابن الخطاب حتي فتوحات الوهابية . وضع الامر علي اساس ديني يفقدة اكثر العوامل خبثا
ا في خطاب الاطماع و التخطيط للسيطرة علي بيت المال .. كل هؤلاء خصوصاالاخوانجية لا يهمهم الا ما يدخل خزائنهم من مال و لا يهم مصدرة و هل هو سرقة او اغتصاب حقوق او بلطجة و فرض اتاوات .. علينا الرجوع لخطاب هم الاقتصادى و ما يروجون لة فهو اكثر صدقا و واقعية.. أرجو ان اكون قد القيت الضوء علي جانب اخر من توجهاتهم.. و شكرا مع تحياتي دائما


25 - إلى رعد الحافظ
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 14:26 )
شكرا أخي رعد على المرور والمشاركة. في قولك (المشايخ ( بغاة ) لكنّهم يريدون العيش الرغيد والبقاء في السلطة التي سيمتطونها) حقيقية ألمسها كلما شاهدت نشرة الأخبار عندنا ونشاط (البرلمان). عندنا حزبان إسلاميان يشاركان في الانتخابات من مدة ويتحصلان على نتائج متواضعة. الشاهد هنا أن شيوخهم صاروا برلمانيين وما أدراك وتعودوا على رغد العيش وسمنوا وتضخمت رقابهم ونسوا الحديث عن الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة والاختلاط. أحيانا يثيرون بعض الهامشيات ثم يسكتون. هذا حدث رغم غياب أية حياة سياسية يمكن وصفها بالديمقراطية، فما بالك لو ارتفع المستوى.
تحياتي


26 - إلى مهند فارس
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 14:33 )
شكرا لك سيد مهند فارس على مرورك وعلى شهادتك النبيهة. وفعلا أتفق معك أن المحك هو الممارسة والملموس. يمكن خداع الناس ببعض الآيات والأحاديث ولكن مشاكل شعوبنا مشاكل عصرية تتطلب حلولا عصرية يجب على الإسلاميين التحكم فيها أو الزوال. تحياتي


27 - إلى السيد جهاد عويتي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 14:45 )
شكرا سيد جهاد عويتي على ملاحظاتك المميزة. أتفق معك ( أن الشعوب الأسلامية تؤيد بشدة مبدأ -التجربة خير برهان-) وبوسعنا أن نعمم ذلك على البشر جميعا. الشعوب في جميع البلدان لم تنخدع من جحر مرتين بل مئات المرات، (وتعود الأمواج الحمقى.. وتكر بلا ذاكرة.. ترمي أن تبتلع الصخر الناتئ.. فيمزقها المسكينة إربا إربا...) حسب شعر أحلام مستغانمي الجزائرية. هنا لابد أن نؤكد على ذاكرة الشعوب وهم نخبها الذين يذكرونها باستمرار ويدقون ناقوس الخطر في الوقت المناسب. وإذا غابت النخب تاهت الجماهير في صحارى الدين والخرافة..
أنصار الفكر المتخلف في بلداننا أقوياء جدا ولكن مسيرة التاريخ أقوى منهم.
تحياتي


28 - إلى الأستاذ محمد حسين يونس
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 1 - 16:09 )
شكرا أخي محمد حسين يونس. تعليقك ذكرني بما يتندر الناس به عندنا حول أحد الأئمة الذي جاءته امرأة بمال قالت له إنه ربا ولا أعرف ما أفعل به، فهل يجوز أن أتصدق به؟ ولما استفسرها تبين أن هذا المال هو فائدة رصيدها في صندوق التوفير الخاص بها وقد أفتوا لها بأنه ربا حرام، فقال لها: هاته، نحن منشغلون ببناء سور المسجد والباطون يأكل كل شيء، لا تخافي. وأخذه منها. وبهذا الصدد فقد حدثت فضائح مالية كثيرة في المساجد نتيجة اعتماد الناس على الثقة ودفع الأموال بدون المرور بالمؤسسات المالية. ولكن الناس بدأوا يكتشفون الخدع. تحياتي


29 - مادية التأريخية والثورات الربيع العربي1
أكرم سعيد ( 2011 / 11 / 2 - 02:42 )
كتب ماركس في كتابته (الثامن عشر من برومير “لويس بونابرت) :- إن الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ إلا إنهم لا يصنعونه على هواهم. إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي. إن تقاليد جميع الأجيال الغابرة تجثم كالكابوس على أدمغة الأحياء. وعندما يبدو هؤلاء منشغلين فقط في تحويل أنفسهم والأشياء المحيطة بهم، في خلق شيء لم يكن له وجود منقبل، عند ذلك بالضبط، في فترات الأزمات الثورية كهذه على وجه التحديد، نراهم يلجئون في وجل وسحر إلى استحضار أرواح الماضي لتخدم مقاصدهم، ويستعيرون منها الأسماء والشعارات القتالية -..إذن ماركس يؤمن بعامل الذاتي في تغير التأريخ ـ إرادة الطبقات في زمن الثورات للتغير المجتمع ـ لكن هذه إرادة مرهونه بصراعات تجري تحت الظروف و الشروط الموضوعية و الذاتية محددة .. سؤال الذي يطرح نفسه في الثورات ما يسمى بالربيع العربي هو: ماهي هذه الظروف التي جرى تحت ظلها هذه الثورات؟!،


30 - رحمة عليك يا بورقيبة
ليندا كبرييل ( 2011 / 11 / 2 - 03:15 )
أستاذ أنيس، لا أستطيع أن أدلي برأي في المواضيع السياسية ، إذ لا أملك ذهنية الربط بين خلفيات الكواليس ، ومع طول قراءتي لما تتفضل به وزملاؤك الكرام لم أتوصل بعد إلى صياغة رأي مستقل
إلا أني .. كلما وضعتم أمام عيني طرحاً جديداً أردد بيني وبين نفسي : صح .. هذا ما كنت أشعر به ، هذا ما كنت أريد قوله ولم أعرف كيف أقوله ،
حضرتك أستاذ ، قادر على أن تتكلم بما أتمنى أن أقوله ، شكراً لهذه الذهنية المنفتحة والمتفائلة واسمح لي أن أشير للجملة الأولى الواردة في صدر المقال ( طرح هذا السؤال في هذه الظروف قد يراه البعض من قبيل المجازفة بالرأي أو الاستفزاز العبثي أو حتى لفت الانتباه فقط. ) أعتقد شخصياً
أنها من بعد النظر ومن قبيل التوقع لأحداث ستصير حقيقة ملموسة في المستقبل . هذه مقدرة لا تتوفر عند الكثيرين . لا تعليق لي على كلامك وإنما هو تأييد كامل _ كارت بلانش _ لأفكارك الذهبية . شكراً أستاذ ولك محبتي ،


31 - لست متفاؤل
على سالم ( 2011 / 11 / 2 - 03:21 )
الاستاذ عبد القادر تحيتى ,فى الواقع انا لست متفاؤل بواقع ومستقبل بنو عربان ازاء المعطيات الراهنه ,نسبه الجهل عاليه جدا والمسلمين بشكل عام يتميزوا بعقليه متجمده غبيه وايضا دمويه ,تتحدث عن المتعلمين ,اعرف حمله دكتاتوراه ولكن للاسف متشبعين تماما بتعاليم الاسلام المتشدد السلفى ,لم ينجح التعليم فى صقل عقولهم وتغيير منهجهم المتزمت ,نحن ازاء معضله ليس من السهل حلها وهذا من دواعى الاسف الشديد


32 - ماذا لو التجأوا الى الارهاب المخفي
رشوان ( 2011 / 11 / 2 - 10:02 )
الحركات الاسلامية لا تتورع من القيام بالاعمال الخسيسة و تنسيبها الى الصهاينة والامريكان
لربما لا يتصدون للعلمانين علانية ولكن قد يقومون باغتيالهم ثم يلومون اسرائيل ليقولوا ان اسرائيل تريد ان تشوه سمعة الاسلام
فيعنى عصفورين بحجر وما احب ذلك لقلب المؤمنين


33 - إلى السيد أكرم سعيد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 2 - 12:28 )
شكرا لك سيد أكرم سعيد على المرور والمساهمة الجادة وأعتذر لعدم التواصل معك لأسباب تتعلق بعملي. بالنسبة لسؤالك: (ما هي هذه الظروف التي جرى تحت ظلها هذه الثورات؟!). تقديري، أن الأوضاع في بلدان هذه المنطقة من العالم قد بلغت من الانسداد والجمود على جميع المستويات بحيث لم يعد الناس يقبلونه ويطالبون بالتغيير. مع مطلب التغيير تطرح إشكالية البديل. فليس هناك اتفاق عام على نوعية البديل مثلما وقع في أوربا الشرقية. بالنسبة للبعض هو بديل نكوصي ديني للعودة إلى الأصول واستمداد الحلول. بالنسبة لبعض الآخر هو بديل عصري ديمقراطي علماني. يبدو لي أن الغالبية العظمى مع التغيير دون وضوح الرؤية، سوف تفرز الانتخابات البديل المرحلي، لكن العولمة وتشابك المصالح والعلاقات في العالم سوف تفرض شروطها نحو بديل عصري ديمقراطي. لا يمكن العودة إلى الاستبداد. تحياتي


34 - إلى السيدة ليندا كبرييل
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 2 - 12:49 )
شكرا لك سيدة ليندا كبرييل على المرور والتعقيب اللطيف وأعتذر لتأخري في التواصل معك لأسباب تتعلق بعملي. طبعا يبقى ما طرحته في المقال للنقاش رأيا في حاجة إلى مزيد من التحليل المساعد على اتخاذ المواقف السليمة من قضايانا الراهنة كما قلت للإخوة المعقبين أعلاه. ولكن هذه الرؤية للإسلاميين لا تعفينا أبدا من مواصلة نقد الفكر الديني والدين عموما لأن هذه في نظري مهمة المهمات بسبب ما يلعبه الدين في حياة الناس من تأثير عظيم هو سلبي عادة ويعوق فهمهم لمتطلبات العصر تجاه قضايا كثيرة سياسية ودينية واجتماعية وعلمية ساهمت وتساهم في تخلفنا. تحياتي


35 - إلى السيد علي سالم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 2 - 13:06 )
شكرا لك سيد على سالم. ليس من السهل أن يكون المرء متفائلا في مثل هذه الظروف. رأيي بنيته على أمرين: الأول اقتناعي بأن الخيار بين حكم الاستبداد الراهن وحكم الأصولية الدينية يجب تجاوزه لأن هذه الأخيرة لا تعيش وتفرخ إلا في بيئة الأول، والثاني، اقتناعي بأن تغير الأوضاع في العالم لم يعد يسمح بقيام دول ثيوقراطية فاشية كما كان الحال مع السودان وإيران قبل ثلاثين سنة وحتى الإسلاميين لم يعد بمقدورهم التنكر للديمقراطية مهما حاولوا تشويهها. دخول الجماهير بهذا الشكل خلط الأوراق للجميع بالإضافة إلى تأثير العولمة ودخول القوى الكبرى على الخط. لهذا أعتبر هذه التحولات بداية النهاية للإسلامية: سينتهون كإسلاميين لو احترموا أسس الديمقراطية وسينتهون لو حاولوا ممارسة الاستبداد الديني والسياسي واستبدلوا ثوب الضحية بثوب الجلاد. المرحلة الانتقالية تتحدد مدتها بمدى قدرة القوى الديمقراطية العلمانية على تعديل الكفة جماهيريا . وهذا ما حاولت شرحه في المقال .
تحياتي


36 - إلى السيد رشوان
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 2 - 13:39 )
شكرا سيد رشوان على المرور والتعقيب. سؤالك: (ماذا لو التجئوا الى الإرهاب المخفي؟) في محله. قد يحدث هذا ضد بعض رموز المعارضة، لكن هذه المرة سيكونون في الحكم وسيكون أمن الناس من مسؤوليتهم مهما كانت الجهة الفاعلة وسيكون الشعب الذي جاء بهم في الانتظار لحل مشاكله العويصة وسيكون عليهم مواجهة الشعب كله وقمعه وليس المعارضة العلمانية وحدها لأن اختلاق صراعات مع المعارضة لا يسمن ولا يغني من جوع. وهذا أيضا يدخل في صميم بداية النهاية. وعموما لن تتم التحولات بدون تضحيات ولكنها تضحيات لن تبلغ في فداحتها تلك التي أعقبت الثورة في إيران وحتى في السودان وفي الحرب الأهلية في الجزائر بعد منع الإسلاميين من الحكم. فحتى الأنظمة الإسلامية الراهية في إيران والسودان لم تعد قادرة على ممارسة القمع الممنهج والواسع أمام عالم مفتوح. هي إذن مغامرة شعبية قبل أن تكون علمانية أو إسلامية، ومفتوحة على كل الاحتمالات، ولكنها أفضل من الجمود والاستبداد المقيت المفرِّخ الرئيسي لهذا الانسداد المرضي والأصولية الدينية الرجعية. تحياتي


37 - علينا ان لا نعلق امالا كثيرة على الشعب
رشوان ( 2011 / 11 / 2 - 19:38 )
الِشعب في السعودية خانع وفي اغلب الاحيان مغالي حتى اكثر من حكامه
الشعوب قد تتحول الى اي شئ صدام كان ذكيا وكان يعرف هذا
في ردك على احد التعليقات قلت بما معناه يجب ان لا ننسى دورنا في العمل ضد الفكر الدينى
اؤيدك في ذلك ولكن يجب ان نكون اكثر وضوحا
ان ما نحتاجه هو تثبت حقوقنا قبل ان يستقوا وحقنا الاساسي هو حرية التعبير والاعتقاد
حرية التعبير يجب فهما على انها تتضمن انتقاد ورفض والتشجيع على التخلى عن الدين
هل سيفهم الشعب ان مثل هذه الحقوق ضروريه له قبل غيره
اعتقد ان الشعب سيكون سباقا في الدوس علينا قبل حكومته


38 - إلى السيد رشوان
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 3 - 04:51 )
شكرا سيد رشدوان مرة أخرى . رأيي أن الظروف المحلية والعالمية مناسبة للتعامل مع الإسلاميين وترك الشعوب تجربهم. هل عندك رأي آخر غير هذا؟ أمامنا مخرجان: تأييد بقاء الاستبداد الذي أنتجهم وسلطهم على الناس أو المشاركة في إسقاط الاستبداد وخوض مغامرة الديمقراطية ولو مع الإسلاميين الذين نراهم يتعهدون باحترامها وهذا شرط هام لم يكن متوفرا قبل عشرين سنة مثلا. وحتى في حالة عدم احترامهم لها فسيصطدمون بالشعوب وهذا هو مقتلهم. كفانا وصاية على الناس. أنا أعارض وصول الإسلاميين إلى السلطة لكن للمعارضة السياسية وحتى للشعوب رأيا آخر. فليكن ما يكون. واجب النخب العلمانية هو مواصلة التنوير ونقد الدين والإسلام السياسي معا، ولنثق في الشعوب التي قامت بهذه الثورات التي لم نكن نتوقعها ولا كنا نتوقع هذه الشجاعة والإصرار . تحياتي


39 - لست متفائلة
ضوء القمر ( 2011 / 11 / 3 - 11:08 )
لا أدرى لست متفائلة....الصورة قاتمة أمامى ..فى تونس الأمر مختلف لأن تونس تملك تركة وإرثاً علمانياً قيماً وموغلاً فى الزمن بفضل بورقيبة...لكن ليبيا الصورة تختلف...فى ليبيا هناك ازمة ثقافة خانقة صنعها القذافى بقوة وإقتدار ونحصد اليوم ثمارها....شخصياً أتفق مع الرأى القائل بأن شعوبنا لن تقتنع بفشل الإسلام السياسي إلا لو جربته وجربت مرارته كما جربها أهلنا فى الجزائر وفى السعودية وفى إيران وووو...عند التجربة يكرم المرء أو يهان ...عند التجربة سيعرفون أن طموحاتهم بالدولة الاسلامية والخلافة ستجر الوبال على البسطاء بينما سيستفيد الكبار والمتاجرين بالدين..
ننتظر ونرى
تحياتى لك أخى الكاتب على تحليلك المنطقى المبدع والذى أثار إعجابي للغاية لما فيه من تفاؤل أتمنى ان يكون فى محله..


40 - لقد شخصت موضع المشكلة
رشوان ( 2011 / 11 / 3 - 14:46 )
المشكلة هي الشعب نفسه
ان الشعب هو من ينكر علينا حق حرية الرأي
الشعب هو من يثور علينا عندما نعلن باننا لا نؤمن بالاسلام
ونرفض الخرافات
ولكن لربما اكون خاطئا وتعميمي ينطبق على شعب واحد فهل تعرف شعبا عربيا او اسلاميا حيث الناس العاديون لا يقللون ادبهم معك عندما تعبر عن افكارك ببعض الحرية ؟


41 - إلى السيدة ضوء القمر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 3 - 15:02 )
شكرا للأخت ضوء القمر. عدم تفاؤلك في محله بالنظر إلى تصرفات الناس الغبية. قناعتي من خلال الظروف العامة داخليا وخارجيا أن الإسلاميين لم يعد بمقدورهم حكم البلاد وحدهم بالإرهاب ولمدة طويلة. يستحيل. حتى الشعب الليبي الذي أشرف على عقله مجنون لا يمكن أن يقبل بهذا. لابد أنك لاحظت مسيرة الإخوان في بنغازي التي لم يتمكنوا فيها من تعبئة أكثر من ألفي متظاهر للمطالبة بتطبيق الشريعة في مدينة كبيرة مثل بنغازي كان يمكن أن تكون مليونية لو كان الناس مقتنعين. كذلك طريقة انتخاب رئيس الحكومة الكيب وهو عصري نسبيا رغم ميوله الإسلامية. صحيح أن أقلية ناشطة ومنظمة تساوي في القوة أضعاف عددها بين أغلبية مترددة، ولكن الانتصار في ليبيا لم يحققه هؤلاء وسوف يحكمون وصورة الحلف الأطلسي لا تفارقهم. لم تتدخل العناية الإلهية لنجدتهم مثلما كانوا يكذبون علينا في أفغانستان وغزة وغيرهما.
طبعا لا بد أن يذوق الشعب (حلاوة) سذاجته لمدة حتى يصحو ولكن أميل أكثر إلى أن هذه الثورات الشعبية لن تتوقف عند هذا الإنجاز. طبعا المسؤولية كبيرة على عاتق العلمانيين لتنوير الناس والإمكانيات متاحة اليوم.
تحياتي


42 - مظاهرة فاشلة
ضوء القمر ( 2011 / 11 / 3 - 16:57 )
بالنسبة لمظاهرة بنغازى هى لم تصل حتى للمئات...ومع ذلك هناك إمكانية كبيرة لاستغفال الشارع الليبي والمواطن البسيط بشعارات دينية وتحولات خارجية براقة لهؤلاء...هم يعلمون أنهم غير مقبولين بشكلهم الحالى لكن الخوف من تغيير جلودهم وتغييب عقل المواطن الليبي واستغلال عدم فهمه للقوانين وعدم استعابه للعبة السياسية التى هي جديدة على ثقافته..بالنسبة للكيب فهو مجرد رئيس لحكومة انتقالية لتسيير البلاد اللعبة الحقيقية القادمة فى انتخاب المؤتمر الوطنى الذى يجب ان يحدث خلال 8 أشهر وهذا المؤتمر معنى بانتخاب الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ( الملعب الحقيقي لشكل الدولة القادم) و تقديمه للشعب للاستفتاء..وهنا الخوف من قبول الشارع الجاهل ببند يرشح فيه قيام دولة دينية رغم أن المزاج العام الليبي لا يميل للتدين لكنه قد يسقد فى فخ الشعارات الدينية ولن يفيق إلا بعد فوات الآوان كما حدث فى الجزائر.... كما أن حركة الاخوان المسلمين فى ليبيا التى يخافها الليبيون بشكل عام بسبب سنوات من تعبئة الشارع ضدها غيرت من إسمها ومن بعض وجوه تطرفها كي تستطيع استقطاب الشارع الليبي....أتمنى السلامة للكل الدول العربية بعد هذه الثورات

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -