الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب خلوي

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2011 / 10 / 31
الادب والفن


رنين الهاتف الخلوي لا يتوقف عن الرنين، رنات غريبة وعجيبة، تبدأ منذ أن يتنفس النهار، مرورا بهدوء الليل وحتى طلوع الفجر. خلوة السير في الطرقات انتهكت ، وبات الخلوي مرافقا وفيا لإذن الإنسان بالرغم من كل التحذيرات التي تؤكد عدم صلاحية ومضاته التي تخترق جسم الإنسان، وأصبح الإنسان يسير هائما لا يفارق ذاته، لا يرد التحية ولا يسلم على من حوله ممن يمكن ان يصادفهم أثناء سيره راجلا أو ممتطيا سيارته، لم تعد هناك إشارات حمراء لإفشاء السلام، أو لابتياع الحاجات، يمضي زاهدا لا يستمتع بحقيقة انه قيد اكتشاف أسرار جديدة لحياة لا تخلو من شمس ذهبية لأنه مربوط بساقية هاتفه الذي لا يتوقف رنينه.
تكاثرت هذه المشكلة وزادت حدتها بين صفوف الشباب، شباب يقفون على حافة السقوط الذي لا يقاوم، فهم على رنات متواصلة فيما بينهم، حتى إن اغلبهم بات في البيت جسدا لا روحا، ربما يكون الخطر الأكبر في إثارة الجنس في نفوس هؤلاء الصغار، وظاهرة الخلويات ما هي إلا وسيلة للانغماس بالمغامرة والاندفاع ، إذ يرون في تلك السلوكيات بمثابة المتنفس الوحيد لظروف عسيرة، وكلها أسباب كافية للإخفاق الدراسي، واضمحلال الثقافة بين صفوف الشباب، واتساع الهوة مع محيطهم.
معظم الشباب يتذمرون من مرافقة أبائهم في زياراتهم العائلية، حتى أصبح الشاب ينموا بعيدا عن بيئته وعائلته، وان اجبر على تلك الزيارة، تراه يجول النظر في بيت مضيفيه باحثا عن زوايا قصيه عن السمع والنظر تسمح له بكلام هامس يفتقده والديه معه.

هناك قول مأثور يقول: للقلب معاذيره.. لا يعترف بها العقل، معاذير يصعب تخمينها وإماطة اللثام عنها، ربما يكون كلامنا هذا من أخر الفنجان،
حين نقول أن عربة الحب لدى الشباب لا بد ان تنطلق ، ولن تكف عن المسير، إلا إذا كف الربيع عن الإنصات لشدو الطيور، فالشباب في حالة بذور لحبوب حيويتهم وإقبالهم للحياة،. ولعل الشباب في عصرنا هذا تفوقوا على اوفيد قائد عجلة الحب وربان سفينته بفضل التقدم التكنولوجي الذي ساهم بشكل كبير في استمرار الحب وبقائه. كثير من قوانين الدول الأجنبية المتحررة ، تمنع ممارسة الغزل العلني فكيف حالنا مع شركات الاتصال التي تستغل الحب لتنشيط التجارة بتقديم العروض التي تتيح للشباب مواصلة الليل بالنهار في استهلاك وصرف طاقاتهم بعروض تساهم إلى حد ما بانتشار ظاهرة الخلوي والحب الخلوي بين الشباب.
يجب على الآباء أن يبذلوا قصارى جهدهم في محاولة فهم الأمور على حقيقتها إذا قال احدهم حكمة وربما درجت على السنة أجدادنا من السلف إلى الخلف:" لم يقل احد قط، في أي زمن من الأزمان، إن تربية الطفل أمر هين يسير!" إذ أن التربية عمل يومي وليس موسمي أو فصلي أو سنوي، أو عمل يستدعي جهد الوالدين حين تسوء الأمور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?