الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد

خليل خوري

2011 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


زلازل بشار الاسد
وشروط الشيخ حمد

خليل خوري

طرح رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بحل الازمة السورية الشيخ حمد بن جاسم على الرئيس السوري بشار الاسد عدة مخارج كي يسلكها حلا للخلاف الناشب بينه وبين ممثلي ثوار المساجد " المعارضة السورية ". وكأي خبير في حركة السير ومصمم " لخرائط الطرق " فقد ذكر الشيخ حمد ان الوفد العربي قد طلب من الرئيس الاسد وقف العنف بشكل سريع لافساح المجال امام جهود الوساطة لتحقيق الغاية المنشودة . واجراء الحوار مع المعارضة السورية خارج سوريا لان المعارضة لا تجرؤ على الجلوس مع ممثلي النظام على طاولة واحدة في سوريا لافتا في سياق نصائحه بان عدم استجابة النظام للجهود العربية سيؤدي الى خروج القضية من البيت العربي والى تحولها الى قضية دولية . وفي ختام ارشاداته الموجهة للنظام السوري ارسل الشيخ حمد تحذيرا ضمنيا مفاده " ان اللف والدوران لن يفيد في معالجة الازمة وعلى النظام اتخاذ خطوات سريعة وملموسة تجنبا لعاصفة كبيرة. فهل تقاعس النظام عن تلبية المطالب الشعبية ؟
في الواقع ابدى الرئيس السوري منذ بداية الحراك الشعبي مرونة في التعامل مع مطالب المتظاهرين الداعية الى تحقيق اصلاحات سياسية تضمن مشاركة شعبية اوسع في صنع القرار السياسي وفي ملاحقة رموز الفساد حيث اصدر سلسلة من المراسيم التي تصب في هذا الاتجاه وتجلى ذلك بالغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ ستينات القرن الماضي وباصدار قانون للاحزاب يسمح بالتعددية السياسية وفي نفس الوقت يحد من احتكار حزب االبعث للنشاط السياسي ولاحتكاره للسلطة كما يحد من دوره كحزب قائد كما اتخذ قرارا بتشكيل لجنة لتعديل الدستور على نحو يلبي الجزء الاكبر من المطالب السياسية للمعارضة الوطنية السورية مع التحضير لمؤتمر حوار وطني في مختلف المحافظات السورية يهدف الى وضع برنامج عمل وجدول زمني يقود الى الى تحقيق اصلاحات حقيقية . ولكن الرئيس السوري في نفس الوقت لم يمارس أي نقد لنظام التوريث الذي اوصله الى سدة الحكم وجعلة يتخلى عن عمله كطبيب عيون في عاصمة الضباب البريطانية لندن كما انه لم يعترف بعد بالاخطاءوالخطايا التي ارتكبها نظامه سواء ما تعلق منها بتفشي الفساد والرشوة في المراتب العليا للسلطة وفي سيطرة متنفذين ومقربين من النظام على وسائل الانتاج والخدمات الاساسية وفي تقييد الحريات العامة والصحافة وقمع المعارضين وملاحقتهم والزج بهم في السجون والحد من النشاط التنويري والطبقي للتيارات العلمانية واليسارية مع توفير النظام منابر وتسهيلات للتيارات الظلامية وللمؤسسة الدينية مما مكنها وسهل لها توظيفها في غسل ادمغة قطاع واسع من الشعب السوري بالمفاهيم والافكار الغيبية التي تتناقض مع مفاهيم الحداثة والتنوير والتي شكلت في مرحلة لاحقة محركا رئيسيا لثورة المساجد وبوصلة لثوارها وانتشارا فطريا للجماعات الاسلامية المتطرفة , او ما تعلق منها بدعمه لاحزاب ومنظمات طائقية مثل حزب الله وحماس بذريعة انها فصائل مقاومة وطنية وقوى ممانعة تقف في خندق واحد مع النظام السوري في التصدي للمؤمرات والمخططات الامبريالية والصهيونية وهي حجة واهية تدحضها حقيقة ان الانظمة التقدمية والعلمانية لا تتحالف مع مثل هذه القوى الطائفية الظلامية ولا تقدم الدعم لها بل تنسج تحالفات وتقدم الدعم للاحزاب ولفصائل التقدمية التي تتبنى برامج تصب في خدمة شرائح اجتماعية لها مصلحة في التحرر الوطني والاجتماعي بغض النظر عن مذهبها ودينها وقوميتها . فلو صح ان النظام السوري كان نظاما ممانعا ويسعى الى مواجهة حقيقية مع الامبريالية وادواتها من الانظمة والاحزاب الرجعية على الساحات العربية فقد كان الاولى به ان يقيم تحالفات ويقدم الدعم لللحزب الفومي السوري والشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والتنظيم الناصري والاحزاب القومية على الساحة اللبنانية وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولكنه امتنع عن ذلك بل ساهم في وقت من الاوقات في تضييق الخناق على بعضها والحد من حرية حركة البعض الاخر تمشيا مع سياسة مسايرة الانظمة الرجعية العربية كسبا لمساعداتها و جذبا لاستثماراتها وتفاديا لاية مواجهة معها وكما نراها الان تتجلى في عدم كشف النظام عن الجهات العربية التي تحرض قطاعات من الشعب السورى للثورة عليه و لخوض حرب عصبات ضده . كما نلمسها في تصريحات مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان وحيث اعلنت ان امنيتها ورغبتها تتمثل في المرحلة الراهنة في الالتقاء بخادم الحرمين وكأن الاخير ليس طرفا ومحركا رئيسيا لثورة المساجد السورية وممولا رئيسيا لجماعة الاخوان المسلمين وللجماعات السلفية الناشطة على الساحة السورية ضد النظام السوري .مرة اخرى نكرر ان اصلاحات بشار الاسد لن تكتسب ابة مصداقية الا اذا مارس نقدا ذاتيا لكافة الاخطاء التي ارتكبها وبادر في نفس الوقت الى انتهاج سياسات تقود الى اصلاحات حقيقية في كافة المجالات والى اقامة تحالفات مع القوى التقدمية والعلمانية على الساحتين السورية والخارجية مع انهاء علاقته للقوى المناهضة لها فكرا وممارسة وانهاء ارتهانه لايران التي لا تختلف في اطماعها بالثروات العربية و في فرض هيمنتها ونشر نفوذها في الساحات العربية عن اطماع الامبريالية والصهيونية في الثروات والمياه العربية وحيث تتجلى اطماعها باحتلالها للجزر العربية طمب الكبرى والصغرى ولاقليم الاحواز
كذلك لن تكتسب اصلاحات بشار اية مصاداقية الا اذا دعا لاجراء انتخابات عامة لمنصب رئيس الجمهورية واشدد على هذه النقطة لانه احتل هذا الموقع استنادا وتطبيقا لنظام التوريث العائلي الذي وضعه والده الراحل الفريق حافظ الاسد وليس استنادا الى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها العشرات من المرشحين المتنافسين على هذا المنصب واتخذ في نفس الوقت قرارا بحل البرلمان ومجالس البلديات وبالدعوة الى انتخابات عامة لاختيار ممثلى الشعب في هذه الهيئات التمثيلية . بدلا من ممارسة النقد فقد راح في حوار اجرته معه صحيفة صاندي تلغراف البريطانية يهدد ويتوعد قائلا : سوريا اليوم هي مركز المنطقة انها الفالق الذي اذا لعبتم به تتسبون بزلازل هل تريدون رؤية افغانستان اخرى او العشرات من افغانستان ؟ واضاف : اية مشكلة في سورية ستحرق المنطقة باسرها . مثل هذا الزلزال لن يحدث حتى لو كان في حوزة سوريا ترسانة من الصواريخ والدبابات والطائرات والقطع البحري فهذه الاسلحة لن تصمد طويلا في مواجهة الاسلحة المتطورة التي سوف تستخدمها جيوش تحالف دولى يضم دولا مجاورة لسوريا فضلا عن اسلحة حلف الاطلسي ولكن الرئيس السوري يستطيع ان يجهض المشروع الاميركي الهادف الى الهيمنة على سوريا لو مارس نقدا ذاتيا كما قلنا لنظام حكمه وبادر بدون ابطاء الى تشكيل حكومة وطنية تضم ممثلين عن المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي لتقوم بدورها في اتخاذ ترتيبات تضمن اجراء انتخابات نزيهة وشفافة لاختيار رئيس الجمهورية وللمثلي الشعب في البرلمان وللمجالس البلدية كما يستطيع الرئيس السوري ان يحدث زلزالا في المنطقة لو لجأ الى حرب الشعب طويلة الامد لمواجهة اي عدوان قد تتعرض له سوريا من جانب الدول المجاورة لها ومن قوات الناتو ثم توسيع دائرة حرب الشعب لتشمل كافة الفصائل الوطنية في الدول المجاورة المناهضة لانظمتها الرجعية وللهيمنة الاميركية الاسرائيلية . وبغير ذلك فان نظام السوري لن يصمد طويلا في اي مواجهة قادمة مع قوات الناتو واي قوة عربية تلتحق بركب الناتو بل سيقسط سريعا وسيتم ترتيب الاوضاع بعدئذ في سوريا وفقا للمصالح الامبريالية الصهيونية .
وبالعودة الى الحلول التي طرحها الشيخ حمد لنزع فتيل الازمة السورية وفي مقدمتها سحب القوات السورية من المدن السورية اقول انها شروط تعجيزية ولقد تعمد الشيخ القطري وضعها على طريق الحل لا لنزع فتيل الانفجار بل لمعرفته بان النظام السوري لن يقبل بها باي حال من الاحوال طالما ان سحب القوات من حمص سيسهل للجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة وجماعات الاخوان المسلمين وحزب التحرير الاسلامي بسط سيطرتهم الدينية والمسلحة على هذه المدن ومن ثم تحويلها الى امارات اسلامية تاتمر باوامر الجهات الممولة والداعمة لهذه الجماعات و حيث لم يعد خافيا على احد ان السعودية وقطر هما المصدر الرئيسي لامدادها بالمال والسلاح والمتطوعين الاسلاميين وذلك تنفيذا لمشروعهم الرامي الى الهيمنة على سوريا وغيرها من الدول العربية المتقدمة حضاريا على السعودية عبر بدونة هذه الدول ونشر المذهب الوهابي فيها وحيث ثبت للادارة الاميركية ان تطبيق النموذج الاخواني الديني في الحكم هو افضل وسيلة لاخماد ثورات الشعوب العربية ضد الانظمة الاستبدادية ولضما ن هيمنتها على المنطقة ونهب ثرواتها . ولا مفر بعد رفض النظام السورى لشروط اللجنة الوزارية العربية من ان تلجا الجامعة العربية الى مجلس الامن لطلب الحماية الدولية للشعب السوري !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زلزاله لن يضر الا الشعب السوري.
محمد يعقوب يوحنا ن ورغ ( 2011 / 10 / 31 - 20:17 )
ولماذا لا يقطع الطريق امام هؤلاء المتآمرين المفترضين و يرحل عن النظام.سيكون حلا مثاليا للشعب السوري و الامة ككل.لماذا يعتبر نفسه الممانع الذي بدونه ستموت الممانعة.اما من جهة المتخلفين الداعمين لجماعات التخلف’التاريخ بيننا’فسينقلب السحر على الساحر.هذه سيرورة التاريخ .و لا احد يستطيع ان يوقفه.ان الشعوب لا تبقى على حال و التحولات الاقتصادية و الاجتماعية و الاهم منها الفكرية كفيلة بأن تصنع مناضلين من نوع آخر.


2 - هل أنت محشش
سليمان الدوسري ( 2011 / 10 / 31 - 21:30 )
هل تصدق نفسك


3 - تغط في العسل
روبير حنا ( 2011 / 11 / 1 - 04:59 )
أنت يا خليل تغط في العسل فعندما ألغى النظام حالة الطوارئ البعثية اعتقل تلك الليلة 2000 سوري زجهم في السجن دون مذكرة وإذن قضائي
يقال النظام في سوريا تجاوزاً ففي الواقع هو ليس نظاماً من أي نوع هو حكم العصابة الذي لا يحكمه قانون أو أي نظام
فيق يا خليل !!


4 - تحليل علمي
فرج الله عبد الحق ( 2011 / 11 / 1 - 08:50 )
السيد خليل
مقالك شيق فية تحليل علمي للأمور في سورية، فية نقد بناء، المشكلة هي في أن من يسمون نفسهم معارضة الخارح مدعومين مادياً و اعلامياً من الفرقة الوهابية في العالم العربي برضى من أمربكا، لذلك ستسمع اصوات من المضللين من هذا الاعلام كالتعليقات السابقة. افول إلى محمد، روبير,سليمان الهدوء في مقاربة الامور لا يضر
فرج الله عبد الحق


5 - الله يديمه لكم
سيلوس العراقي ( 2011 / 11 / 1 - 09:28 )
السادة المعترضين على تحرير سوريا من الدكتاتورية، أتمنى أن يديم الله عليكم الدكتاتوريات ولا ترون الحرية إن شاءالله ابداً، بل القتل والتقتيل والاضطهادات والتعسف البعثي المقاوم، قاوموا الامبريالية ايها الاخوة النشامى ولا تدعو الشعب السوري يتحرر ، فهذا الذي تريدونه فليبقى لكم انشالله، بارك الله فيكم، تحياتي

اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها