الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الاولى.. لمجزرة سيدة النجاة

عارف الماضي

2011 / 10 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


في الذكرى الاولى.. لمجزرة سيدة النجاة0
تمرُ هذه الايام ذكرى مؤلمة. على العراقيين بكل مكوناتهم ومشاربهم ذلك الاعتداء الاثيم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد والتي كان هدفها هو انتقام دون أي مسوغ قانوني اوديني او اخلاقي من مكون حضاري واصيل وهم مسيحيوالعراق. حينها سخرنا اقلامنا والتي نراها حرة بعد ان سمعنا وشاهدنا بأمة اعيننا حجم الارهاب واسلوبه وطرقه المبتكرة الجديدة ..
في ممارسة اقذر الطرق في قتل الابرياء ..فقد خطت اقلامنا المتواضعة
مقالة اسميناها (سيدة النجاة والبحث في تأصل الارهاب)0 وقد سارعت الكثيرمن المواقع الالكترونيه والصحف العراقية والتي تلقت المقاله بنشرها. وفي مساء هذا اليوم ..يبدء الجرح يندي قطراً من جرح يبدو قديما بعد ان طوته فصول السنه الاربعة.. ولكن ذلك الجرح القديم الجديد.. مازال يرن في عتبة الذاكرة..مستبيحا كل مهام تلك الذاكرة والتي اخشى ان يرهقها حجم ذلك الخزين المؤلم من قوى الشر والقتل والظلام والرذيله والتي ارتضت لنفسها بان تسترخص دماء الابرياء , لتبعث من خلالها رسائل غير اخلاقية لكي تصور لنفسها انها في كراديس المقاومة العراقية وتتبجح بانها تمارس العنف والقتل والارهاب وباستخدام وسائل التفجير والاغتيال والغدر لكي تعتبره طريقا لا نكوص عنه في تحقيق اهدافها والتي تراها مشروعة في مقاومة الاحتلال!0
وبعد اطلاعنا وبحثنا المتواصل في اجندات تلك الجهات وخلفياتها الفكرية والعقائدية وبعد ان كسرنا الجوزة وشاهدنا ما في داخلها من تعفن خانق اسود وغيرها تحالفات تلك الجماعات المتخلفة والهمجية في ظهرها ومظهرها مع من مازال يؤمن حتى اللحظه بالفكر البعثي الصدامي البائد ,فقد تبين وبوضوح شمس تموز العراق ان تلك الجماعات والتي هي بكل اختصار لاتمثل الا وسمة عار في سفر الانسانية والتي ترفضها وتدينها كل الاعراف الكونيه سواء ما ذكر في كتب مقدسه او ماانتجه العقل البشري السوي من افكار جاء في المواثيق والاعراف الدولية والتي عرف منها الاعلان العالمي لحقوق الانسان,والعهدين الدوليين للحقوق المدنيه واللسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من حقوق المرأة والطفل والتي ابرمت تلك الاتفاقيات والعقود في معظمها مابعد الحروب العالمية الاولى والثانية, وكان جل تلك الاتفاقات والعهود تجنيب المدنيين مأسي الحروب وعدم تعريضهم لاي اذا , وكذلك عدم التمييز بين الناس على اساس اللون او الدين او المعتقد او القومية او الجنس
0
لقد تجاوزت تلك العملية الجبانه في مسك اكتوبر الماضي كل القيم والمثل العليا , وارتضت لنفسها ان تسقط ومن يدعمها من داخل البلاد ومن خارجها,بأن تكون في مستنقع الجريمة والرذيلة والتي سوف تلاحقها كلعنة الفراعنه , على مر القرون القادمة0
وفي هذه الايام المفصلية من تاريخ العراق والذي يشعر فيه مثقفيه بالحرج والخجل من اجايالنا السابقه والاحقه ,سيما وان المستهدف هذه المره . هم شرائح من سكان العراق الاصليين وهم خلف لخير سلف لاديان وقوميات طرزت تاريخ العراق القديم , باجمل وارق صور الحضاره. فما زالت كنائس واديرة المسيحيين وبمختلف الوانهم تنتشر في سهول ووديان العراق وجباله,ولكي تقول لكل سكان العالم ان العراق هو بلد الجميع,ولم يستيطعوا اعداء البشرية وقتلة الحياة من ممارسة اساليب التطهير والتهجير العرقي او الاثني او الديني او الطائفي ولكون المؤامره هي اصغر بكثير من وعي وتماسك وقدرة سكان هذا البلد التاريخي0
والذي سوف نستمر على المراهنه على بقائه موحدا قويا , رغم كل مساعي قوى الشر سواءً من اشرنا لها ام لم نشر0
وما هذه الوقفه الانسانية الخلاقه والتي اشعل فيها المسلمين قبل المسيحيين شموع المحبة والاخاء في كنيسة سيدة النجاة ببغداد , الا دليلا واحدا فقط من سيل كبير من الادلة على وحدة هذا الشعب وتماسكه وقدرته على تخطي المنعطفات والمحن ومهما طالت يد الارهاب والذي سوف يتلاشى دون شك 0 فكل غريب وشاذ مصيره الازلي سيكون في قعر مزبلة التاريخ,,والحياة الامنه السعيدة المستقرة هي الواحة الخضراء الازلية والتي سوف تكون مُستقر مستقبل شعب العراق الصامد0
الكاتب: عارف الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -