الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي يريدها دكتاتورية

اكرم بوتاني

2011 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الاحداث الاخيرة في العراق تبدو للوهلة الاولى وكأنها خلافات طبيعية بين الكتل السياسية ، اما اذا امعنا النظر فيها وحاولنا قراءتها قراءة صحيحة قد نصل الى نتيجة مفادها بان تلك الاحداث هي الجمرة التي ترقد تحت رماد الحرب الاهلية المتوقعة فيما بعد خروج القوات الامريكية من العراق .
فاذا ما كانت قراءتنا صحيحة او بمعنى آخر ان لم نكن مخطئين في قراءتنا للاحداث الاخيرة ، يمكننا القول بأن ملامح الصورة المستقبلية لعراق خالي من القوات الامريكية باتت تتوضح شيئا فشيئا ، فالصراعات الداخلية بدأت تظهر وتطفو على السطح قبل مغادرة القوات الامريكية للعراق ، حيث جاء تصريح السيد نوري المالكي قبل ايام في ملاحقة جميع الميليشيات المسلحة المدعومة اقليميا كرسالة الى بعض التيارات الشيعية التي تمتلك ميليشيات مسلحة ، ولاشك في ان الصدريين استوعبوا فحوى الرسالة تماما وادركوا بانها تخصهم دون غيرهم ، وجاء ردهم على المالكي سريعا ودون تأخير حيث طالب بهاء الاعرجي بعقد جلسة برلمانية استثنائية ، وقد تمت الموافقة من قبل رئيس البرلمان اسامة النجيفي على مطلب التيار الصدري وستنعقد الجلسة في الثالث من الشهر القادم اي بعد عدة ايام ، وليس بالاهمية لدى التيار الصدري ان يكتمل نصاب الجلسة الاستثنائية من دونه ، فالجلسة لاتهمهم في شئ بقدر ما ارادوا ان يقولوا للسيد المالكي باننا نسيطر على البرلمان وعليك ان تفهم وتستوعب ذلك ، ولاشك بأن المالكي استوعب الرسالة ولم يتأخر لحظة واحدة في الاجابة والرد على تلك الرسالة ليقول لمقتدى وجماعته بان القوات الامنية هي تحت امرتي وبإمكاني تحريكها متى ما شئت ذلك ، وليبرهن مقولته قام باعتقال مجموعة من البعثيين حسب زعمهم ، ونحن نشك بذلك ونعتقد بان المعتقلين هم من رجالات الكتلة الصدرية ، واذا ما كان شكنا في محله وان لم نكن على خطأ ، فسنجد ظهورالسيد مقتدى الصدر مطالبا بالافراج عن المعتقلين باسرع وقت ودون ان يتطرق الى هوية المعتقلين الحقيقية ليكون بذلك قد اصطاد عصفورين بحجر كما يقال ، حيث سيفرج عن اتباعه من ناحية وستقتنع الطائفة السنّية بانه يدافع عن ابنائهم حتى لو كانوا من البعثيين ، وسننتظر فالايام كفيلة بكشف الحقائق ، اما الطائفة السنّية فلم تقف مكتوفة الايدي هي الاخرى وانما ارسلت لتلك الاطراف رسالتها التي جرت كالنار في الهشيم والتي كانت بمثابة الضربة القاضية حيث طالبت محافظة صلاح الدين ومن خلال غالبية اعضاء مجلس المحافظة بجعل المحافظة اقليما مستقلا عن المركز وستأخذ القضية مسارها القانوني ان لم يتراجع اعضاء مجلس المحافظة عن قرارهم ذلك تحت اي ضغط او تهديد من السيد نوري المالكي واعوانه ، ولم يكن خافيا رد فعل السيد المالكي حيث جن جنونه عندما جاءه الخبر مما دعاه الى اعلان رفض ذلك الطلب المقدم من مجلس محافظة صلاح الدين ناسيا او متناسيا بانه لايستطيع رفض الطلب حسب ما اقره الدستور العراقي ، وما كان على المالكي ان يظهر دكتاتوريته بهذه العجالة ، بل كان عليه ان يكون اكثر هدوءا واكثر تعقلا فالدستور يعطي الحق لاي محافظة ترغب بان تكون اقليما فلماذا صلاح الدين ستمنع حسب ما ذهب اليه السيد نوري المالكي وبتلك الطريقة الهيستيرية.
علينا كعراقيين ان ننتبه وان ندرك بوجود بعض الانتهازيين من كتّاب ومثقفين ومعهم مجموعة من السياسيين الذين يحاولون وبتعمد وبدراية تامة اظهار العراق على انه كتلة واحدة وموحدة ولاوجود لأي نوع من الصراعات الطائفية والعرقية بين ابناءه ، مدعين بأن الولايات المتحدة هي التي جاءتنا بهذه الطائفية ، وهذا غير صحيح وانما هو تشويه للواقع العراقي فالصراع موجود بين الكتل الشيعية الشيعية اولا ، ثم هناك صراع بين الشيعة والسنّة وهو صراع تاريخي بطبيعة الحال وهناك كما يعلم الجميع الصراع العربي الكوردي ولكي نفوت الفرصة على الذين يريدون الانفراد بحكم العراق وعودة الدكتاتورية الدينية لابد لنا جميعا ان ندعم فكرة الاقاليم الفيدرالية وهي ليست تقسيم للعراق كما يحلو لهم القول ، بقدر ما هي حالة من الامن والاستقرار التي يحتاجها الانسان العراقي وبكل صدق .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟