الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي ام الربيع الغربي??????

سيدة عشتار بن علي

2011 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



ينتابنا الاحساس بالعجب والخيلاء ونحن نسمع العالم يشيد ويهلل للثورات العربية من اجل الحرية والديمقراطية.......فقد هل الربيع العربي بدءا من تونس ثم بدا في الانتشار ونحن متخمرون بنشوة الانتصار على الدكتاتوريات التي اضطهدتنا وسلبتنا انسانيتنا.فهل هل الربيع العربي حقا????
شلالات الدم اغرقت اراضي البلدان الثائرة وبات مشهد رؤية جثث متفحمة او مضرجة بدماءها مشهدا اليفا نتابعه على القنوات العربية كما لو كنا نتابع كليب لنانسي او اليسا
المشهد كله ضبابي..ولا شيء واضح لكن كل ذلك لا يهم مادام الربيع العربي قد بزغ وشاركتنا صديقتنا وولية نعمتنا امريكا فرحتنا
صحيح ان امريكا خصوصا والغرب عموما كانوا يدعمون اغلب الحكام الذين كانوا يضطهدوننا ويسوقوننا كالابل بحجة الحفاظ على امن الاستقرار دخل المنطقة لكن ها ان -اوبااااااما- ذو الوجه الاسمر الذي يشبهنا قد امن باهمية الشعوب وبضرورة احترام حقوق الانسان العربي فهل هذا ممكن?????????????????????????????????
لست ادري هل هو الذكاء الامريكي ام هو الغباء العربي ????
نحن نعرف جيدا ان السياسة الامريكية والغرب عموما كانوا يدعمون اغلب الدكتاتوريات المهيمنة على الاراضي العربية التي يروج الان ان الربيع العربي قد بزغ فيها كتونس ومصر.....ومع ذلك صدقنا كذبتهم الكبرى بانهم يدعموننا كشعوب تتوق الى الانعتاق من ربقة التخلف والقمع...
للاسف فانه الى جانب الغباء يبدو ان الايزهايمر يجتاح العقول العربية فباتت تنسى الاحداث القريبة جدا.نسينا الدمار الذي الحقوه بالعراق وتلك الابادة الجماعية في ابشع صورها لشعب العراق واقتناص علماءه الواحد تلو الاخر....
كيف صدقنا ان قوات الناتو والاطلسي واذنابهما التي تقصف وتدك الحجر والبشر في افغانستان وباكستان والصومال واليمن وليبيا يمكن ان تكون داعمة وراغبة في بزوغ اي شعاع من اشعة الربيع العربي المزعوم???
هل يمكن للارهاب الامريكي ان يتحول الى داع للسلام والامان????
هل يمكن للذئب ان يتحول بقدرة قادر الى حمل وديع???
هل يمكن لامريكا ودول الغرب عموما ان تعمل على ارساء انظمة ديمقراطية وتحرير رقبة العربي??وهل من مصلحتها ذلك????
في حوار اجرته منظمة الصحافة الحرة(Fairness and Accuracy in Reporting)مع -ناعوم تشومسكي-وهو باحث لسانيات امريكي يعتبر من من اهم المثقفين المعاصرين وناشط سياسي عرف بنقده للسياسات الخارجية والاقتصادية الغربية الامريكية على وجه الخصوص.وقد سئل تشومسكي في هذا الحوار حول موقف الولايات المتحدة مما يحدث حاليا في العالم العربي وسياستها بصفة عامة في التعامل مع المنطقة ,فكانت تصريحاته مثيرة وواقعية ولذلك رايت وجوب ايراد اهم ما ورد في هذا الحوار
يقول تشومسكي:(ستبذل امريكا وحلفاءها قصارى جهدها لمنع ديمقراطية حقيقية في العالم العربي والسبب بسيط جدا...فالغالبية العظمى تعتبر امريكا مصدر التهديد الرئيسي لمصالحها...هناك معارضات كبيرة لسياسة الولايات المتحدة,تجعل غالب شعوب المنطقة يؤيدون امتلاك ايرا للسلاح النووي...ومن ثمة فان امريكا وحلفاءها لا تريد حكومات تعبر عن ارادة الشعوب,فلو حدث هذا لن تخسر امريكا سيطرتها على المنطقة وحسب بل ستطرد منها)
تحليل تشومسكي هذا يقودنا الى اجابات عن الكثير من الاسئلة التي تدور باذهاننا وتجعل من المشهد العربي وما يدور به من احداث ضبابا والغازا تبحث عن فك
اذا كانت الولايات المتحدة تريد لنا الحرية والديمقراطية فلماذا لا تسعى الى مساعدة شعوب دول الخليج وغيرها من الشعوب التي تعاني من حكم الامارات والمشايخ التي تسيطر عليها ويتوارث الحكم فيها عائلات???اليس فيها مظالم ومحابيس او شهداء او فقراء او انتهاكات لحقوق الانسان???
الغريب ان هذه الامارات والمشايخ هي التي تتزعم عمليات قلب انظمة الحكم في الجمهوريات وتدعم ذلك بالمال والسلاح والضغوطات الاقتصادية والسياسية
لماذا وقع قمع الاحتجاجات في البحرين دون ادنى تدخل من الغرب ووسط تعتيم اعلامي كامل???
ما السر الذي يقف وراء دعم امريكا للتيارات والاحزاب الدينية كي تصل الى كراسي الحكم???
وسط التخميرة الصوفية ومافيها من تهليل وتكبير يعتقد الاغلية ان فجر الاسلام قد هل من جديد وان الدر عاد الى معدنه وان الحق يعلو ولا يعلى عليه!!!!!
كيف يمكن لنا ان نصدق ان الولايات المتحدة والغرب بما يحملونه من عداء تاريخي للاسلام والمسلمين سيسمح بانبعاث ما يسمى بالدولة الاسلامية???
هل نسيتم صرخة بوش الابن حين تلبس بالمبشر المسيحي وزل لسانه في بداية حربه على العراق قائلا انها حرب صليبية???
ثم ماذا حصل بعد ذلك??
العراق سلمه الاحتلال الى تيارات دينية متطرفة بل عمد الى تقسيمه بالدستور الى سنة وشيعة واكراد, السودان اقتطع منه جزء سلم للمسيحيين ,وبعدكل التهديدات بمحاكمة رئيسه البشير امام محاكم دولية ثم غض النظر عن القضية,واصبح البشير الحاكم الجمهوري الوحيد الذي احتفظ بشعبه لانه يحكم باسم الدين

ما تريده الولايات المتحدة للشعوب العربية ليس النهوض والتحرر والتقدم بل العكس هو الصحيح.والعراق خير دليل على هذا القول:الامية والجهل والمرض والفقر يجتاح العراق الان بكل وحشية
هل كان تنصيب هذه التيارات الدينية المتطرفة صدفة????!!!!
ليس صدفة بل هو عمل مدروس واستراتيجية خبيثة من استراتيجيات امريكا المتجددة
كيف??
القوى الاسلامية كانت منظمة وجاهزة ولذلك قرر الغرب ان يغازلها وينسق معها.وطبعا سيكون هو المستفيد الوحيد من الصفقة الاسلامية فبها سيتمكن من اختراق نفوس الشعوب التي اصبح ينظر اليها بعين جديدة اثر الانتفاضات العربية الاخيرة,هم يعرفون جيدا وبالاحصائيات مدى كره اغلب العرب لهم لكنهم كانوا يتجاهلون ذلك انتقاصا من قيمة هذه الشعوب ومن مدى قدرتها على الفعل لكن امام الاحداث التي فاجات العالم كالسيل لا بد من احياء استراتيجية جديدة قديمة وهي مغازلة الاحزاب الدينية والتنسيق معها
قد يتبادر الى الاذهان سؤال.لم لم تعقد الولايات المتحدة صفقتها مع القوى الليبرالية التي من المفروض ان تكون اقرب فهما واستيعابا لثقافة الغرب وبالتالي كانت ستعمل على نشر هذه الثقافة والحضارة الغربية??
هي التجات الى شراء العبد لا تربيته كما ورد في الحكمة المصرية.فما الذي سيجبرها على تضييع وقتها ونفقاتها لتنمية قدرات القوى اليبرالية على امل ان يشتد عودها وتصبح مؤثرة??ولذلك كان اختيارها للقوى الفاعلة الموجودة على الارض,ثم ان القوى الليبرالية ستعمل على محاولة ممارسة الديمقراطية وتطبيقها وهذا ما لا تريده امريكا,بل تفزع من امكانية حدوثه لان المطلوب هو حكم دكتاتوري قادر على قمع ارادة الشعوب وخنقها كي تضمن الامان لمصالحها
كيف??
يجيب نعوم تشومسكي كالاتي:(ربما تتذكرون انه في طريقه الى القاهرة لالقاء خطاب المصالحة الشهير عقد اوباما ندوة صحفية وساله احد الصحفيين عما اذا كان سيقول اي شيء عما يسمى نظام الرئيس مبارك الاستبدادي.........اجاب اوباما:لا يعجبني استعمال القوالب الجاهزة للحديث عن الرجال,لذلك لن اصفه بالاستبدادي,انه شخص جيد يريد الخير لبلاده ويبقيها مستقرة وهو حليف متعاون)
وحين ساله محاوره اقصد تشومسكي
س:بروفيسور تشومسكي,سنعرج بك الان على موضوع اخر وهو ويكيلكس ,من حيث المراسلات الديبلوماسية التي تردد صداها في انحاء العالم
ماهو برايك..ان استطعت اخذنا بتحليلك عبر قارات العالم واحدة,واحدة
واود ان اركز هذه المرة على شمال افريقيا والشرق الاوسط

ج:ويكيلكس كانت مثيرة للاهتمام...فمن بين التسريبات التي وقع نشرها للعموم توجد برقيات من السفير الامريكي بتونس وتوجد امامي بعض نصوص هذه البرقيات وساستشهد ببعض ما تحتويه:لقد وصف-اي السفير الامريكي- وصف تونس كدولة بوليسية لا تسمح الا بالقليل من حرية التعبير والاجتماع وفيها مشاكل حقوقية كبيرة.....كما وصف السفير فسادا في ايادي العائلة المالكة تمثل في الاساس في سرقة الشعب,وهو ما يعني ان واشنطن كانت على علم بما يجري
يجب ان اقول-والكلام لتشومسكي ايضا- للتخفيف عن الولايات المتحدة ان السجل الاوروبي اسوا منها بكثير:فرنسا مذنبة اكثر من اي طرف اخر,فقد كان لها تاثير كبير جدا على مستعمرتها السابقة تونس,وكانت على علم تام بما كان يجري داخلها,ولكنها واصلت دعمها للنظام الدكتاتوري,كما دعمت اوروبا نفس هذا النظام لفترة طويلة...لانه يتماشى مع سياستها

اردت من خلال ايرادي هذا المقطع من الحوار الذي اجري مع نعوم تشومسكي انه قد شهد شاهد من اهلها بالبرهان والدليل ان امريكا تعرف جيدا ما تريده الشعوب وما لاتريده ولكنها تتجاهل ذلك لان حقوق الانسان وحريته هي اخر ما يعنيها فمادامت تضمن مساندة الحكام الطغاة القادرة على مسك لجام شعوبها فان كل شيء على ما يرام بالنسبة لها,ولذلك لا يجب ان ننتظر دعما من الولايات المتحدة والدول الغربية في سبيل الحصول على حرياتنا لان الحرية تنتزع ولا تمنح هدية من اعداءها,والديمقراطية الغربية نفسها لم تحصل عليها شعوبها مجانا بل كانت ثمرة نضال طويل حتى اجبرت حكامها على الالتزام بها وهنا نعود من جديد الى تشومسكي يقول في نفس الحوار:
(يحافظ الغرب الى الان على ثقته بان الطغاة يستطيعون ابقاء كل شيء تحت سيطرتهم,وكان ذلك هو الموقف المعمول به منذ عقود)ثم يواصل ان ذلك هو السر الحقيقي الكامن وراء كراهية العرب للولايات المتحدة(وقد نشرت وكالة التخطيط في مجلس الامن القومي دراسة شاملة حول هذه المسالة قالوا فيها: (ان هناك انطباعا في العالم العربي بان الولايات المتحدة تدعم الانظمة القاسية والقمعية,وتعيق الديمقراطية والنمو) ونحن نفعل ذلك لاننا نريد احكام سيطرتنا على مواردهم النفطية
ثم يضيف -اي تشومسكي-:
ليس المسالة كما يقال احيانا بانهم (العرب)يكرهون حريتنا,ما يكرهونه هو دعمنا للدكتاتوريات,منعنا للديمقراطية والنمو,واحتقارنا للشعوب طالما يمكن ابقاءها تحت السيطرة

لست ادري ان كانت هذه القراءة المتواضعة للمشهد العربي وما يدور حولنا من احداث ما يسمى بالربيع العربي يمكن ان تتضمن رسالة الى كل عربي حر يناشد الحرية والتطور مهما كان توجهه الفكري ليبراليا كان ام محافظا,فمما لا شك فيه ان كلا القطبين يدافع عن الحرية من وجهة نظره الخاصة,والاختلاف قانون طبيعي للاستمرار
الاحزاب الليبرالية:يجب التوقف عن جلد الذات وتعذيبها لان الفشل كان خارجا عن ارادتها,ولو شاءت امريكا ان تجعل الاحزاب اليسارية والليبرالية على راس شعوبها لفعلت لكنها اي امريكا لا تراهن على حصان خاسر ,تاثيره في القاعدة الشعبية محدود ,وكذلك ليس من مصلحتها ان تدعم هذه الاحزاب التي سيكون شعارها الاول الديمقراطية والحرية


الاحزاب اليمينية او الدينية:ارجو استيعاب الدرس الامريكي والغربي عموما,فهي اي قوات الغرب تتخلص من حلفاءها وطغاتها المدعومين منها بمجرد انتهاء صلاحيتهم ولذلك عليكم ان تعملو على المصالحة مع الشعوب وتحقيق الحرية واحترام حقوق الانسان في جميع اوجهها كي ينقلب السحر على الساحر

هو حديث امراة ناقصة عقل ودين وارجو ان يصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذة بن على
بشارة خليل قـ ( 2011 / 11 / 1 - 15:01 )
ما هذا المنطق الاعرج؟ كيف بامكان امريكا توجيه رغبة الشعوب المهووسة بالاسلاميين اصلا للاتيان بحكم شمولي غير ديمقراطي من صالح امريكا بزعمك؟
ليس ذنب امريكا ان اختارت شعوب المنطقة الاسلاميين واعتقد انه من الواضح ان تعامل الدول فيما بينها قائم على المصالح لا على مسائل طوباوية فان اختارت الشعوب الثائرة الاسلاميين فمرحبا بالاسلاميين على ان لا يضروا بمصالحها ولتذهب الديمقراطية الى الجحيم ان لم يرغب بها المعنيين ذاتهم وهل امريكا هي الوصية على مصلحة الشعوب المغيبة ؟وبالمناسبة الديمقراطية هي الشكل الوحيد للحكم الذي يسمح بسوق حر وبالتالى فهي مقولة خاطئة ان امريكا هي ضد الديمقراطية في العالم العربي
كل هذه الضائقة المالية والبطالة التي يشهدها العالم هو بسبب المنافسة الغير شريفة للبضائع الصينية اذ ان العامل هناك مهدورة حقوقه, فلو ان الصين كانت دولة ديمقراطية لما امكنها هضم حقوق العمال فيها لوجود نقابات وامكانية اضراب وحرية في طلب الحقوق
تحياتي


2 - نشوة الجري الى الفراغ
منصف البرايكي ( 2011 / 11 / 6 - 19:56 )
عندما اكتب للاخت سيدة اتمنى ان اكون شاعرا حتى انفلت من ضوابط المنهج لكنها اوقعتني هده المرة في نص سياسي حول الربيع العربي والدي لا يبدو كدلك بعد ان تكشفت بعض من فصوله فقد يكون سايكس بيكو جديد مختلف باختلاف الحال لتقسيم المنطقة فهو تغبير دولي واقليمي وسيلسي يتحرك بسرعة كاسحه ليخلف اثارا محفوفة بالمازق دلك ان المشروع القومي يتهاوى وتجري ازاحة بقاياه .. كما ان مشروعات اخرى تجري لاهثه الى الفراغ ماخودة بنشوة الاعتراف الامركي .. تيارات دينية ماضوية كانت بالامس تعد ارهابية اباحت امريكا دمها وفجاة تم القبول بها كقوى جديدة للعب الادوار القديمة لتاجج فتنة ما في هدا الوطن المجزء اصلا.المشهد اختلف تماما فالمواقع العصية تادبت والاماكن الضائعة استعيدت بمقاربة ثلاثية المشاريع الاول غربي صهيوني والثاني تركي اما الثالث فارسي يؤدن من بعيد. تمهيدا لشرق اوسط يعاد ترتيبه حتى لا ينفلت مرة اخرى كما حدث عندما راود العرب الحلم القومي. فالخرائط الجديدة بدات توزع ارث المشرو القومي تماماكما وزع ارث الخلافةالعثمانية من قبل

اخر الافلام

.. لغز الاختفاء كريستينا المحير.. الحل بعد 4 سنوات ???? مع ليمو


.. مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها




.. إيران تلوح بـ”النووي” رسميا لأول مرة | #ملف_اليوم


.. البرهان يتفقد الخطوط الأمامية ويؤكد استمرار القتال




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل | #رادار