الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خليجي 21 الى البحرين.. هل البحرين اكثر امناً من البصرة؟

أحمد النجار

2011 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان طُرحت فكرة استضافة مدينة البصرة لبطولة خليجي 21 الى نهار يوم امس الاثنين 31 اكتوبر عاش معظم العراقيين على مداعبة حلم جميل، وراحوا يصرّمون الايام بشوق لرؤية هذا الحلم المتهادي في زمن انكسار الاحلام كيف سيعشوشب امام عيونهم على ارض المدينة التي يسمونها ثغر العراق الباسم..
وضعت الحكومة العراقية كل امكانياتها تحت تصرف الاتحاد العراقي من اجل الفوز باستضافة البطولة وانجاحها، والجميع شمروا عن سواعدهم يسابقوا الزمن في انشاء المدينة الرياضية لجعلها جاهزة لاستضافة البطولة قبل موعد اقامتها بزمن ليس بالقصير كي لا يتركوا عذرا للاتحادات الخليجية بتغيير وجهة اقامة البطولة الى مكان اخر..
تفاعل العراقيين واهتمامهم بهذا الحدث لا لاجل عيون كرة القدم فحسب، وان كانت كرة القدم اللعبة الشعبية المحبوبة في كل مدن العراق وشعبيتها تزداد يوما بعد يوم، واصبح الناس يختبرون مشاعرهم الوطنية من خلال تفاعلهم مع مباريات المنتخب الوطني، والعراقيون يعشقون هذه اللعبة وفريقهم الوطني من فرسان القارة الاسيوية وبطلا لبطولة الخليج لثلاث مرات.. لكن الاهتمام العراقي الرسمي والشعبي والرغبة الصارخة في تحقيق استضافة هذا الحدث في موعده على الارض العراقية كان يراد منه التعبير عن امور مهمة منها:
اولا : اراد العراقيون ان يبرهنوا على ان الوضع الامني في بلدهم قد تحسن الى حد كبير ومطمئن، الامر الذي يمكنهم من استضافة مهرجان رياضي ضخم بحجم دورة الخليج في احدى مدن العراق.
ثانيا: هناك حرص عراقي واضح على البرهنة ان عراق ما بعد 2003 هو ذلك البلد العربي المحب للعرب والذي لا توصد ابوابه في وجوههم حين يقبلون عليه.. ديدنه الترحاب بهم طاويا صفحات الماضي المؤلم، فاتحا صفحة جديدة للتآخي..
ثالثا: اختبار الارادة والخبرات العراقية في قدرتها على انجاز المشاريع الكبرى التي تتطلب جهدا جبارا ووقتا قياسيا..
رابعا: وهي النقطة الاهم – اراد العراقيون اختبار مشاعر الغير تجاههم ومعرفة مدى اهميتهم عند سواهم من ابناء الخليج، وهل ان الاخرين يؤثرون قليلا على انفسهم لاعانة العراق للنهوض من كبوته التي نهض منها لوحده وبتضافر جهود ابنائه والفضل في ذلك لله وحده ولارادة الشعب الصابر..
يوم امس عُقد اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية في الكويت للبت بالقرار النهائي لاقامة بطولة الخليج في دورتها القادمة، ليأتي قرارهم صادما للجماهير العراقية بعد ان قرروا حجب البطولة عن العراق ونقلها الى البحرين، والحجج التي جاء بموجبها الحجب واهية تتخفى ولا تختفي وراءها الاسباب الحقيقة التي دفعتهم لحرمان العراق من استضافة البطولة كما كان مزمع.
بالطبع سيقال ان العراق لم يستكمل شروط استضافة البطولة من أمن وملاعب ودور ضيافة وغير ذلك، فمن الطبيعي تاجيل موعد استضافة العراق لذلك الحدث الى عام 2015، ليكون البلد بجاهزية افضل.
لكن العراقيين يقولون: لابد ان نمتطي الصراحة ونقول بصوت واثق ومسموع، لا يمكن تسطيح الامور وتلقي هذا القرار وسواه بسذاجة، بل نقول: ان خلف الاكمة ما خلفها..
لا يخفى على ابسط الناس ان الرياضة ما عادت منفكة عن السياسة.. ومن الواضح جدا ان قرار حرمان العراق من استضافة خليجي 21 اتخذ في كواليس السياسة لاسباب مفهومة لا كما اعلن رؤساء الاتحادات الخليجية..
يعتقد الحكام العرب – خطأ - والبعض في الداخل العراقي ان العراق يحكمه الشيعة الموالين لايران، وليس من المعقول قيام الدول الخليجية بتقديم الدعم المادي او المعنوي لتلك الحكومة - طبعا اسوق هذا الكلام لا دفاعا عن الحكومة العراقية، فللحكومة اخطاؤها - اذن القبول بقيام بطولة الخليج على ارض العراق وانجاحها سيصب دون ريب في صالح النظام الجديد في البلد، ويعزز ثقة الشعب العراقي بقدراته ووحدته، وهذا ما لا يروق (للاشقاء).. ثم ان بعض ساسة العراق رفعوا اصواتهم بانتقاد القمع الذي جوبهت بة الانتفاضة البحرينية من قبل نظام الحكم في البحرين و تدخل ما يسمى بدرع الجزيرة بقيادة السعودية لقتل المتظاهرين.. والذي لا يخفى ايضا ان السعودية هي التي تقود القرار السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي.. والسعودية البلدة التي لا يصدر منها تجاه العراق الا التآمر وفتاوى التكفير.. فاجتمعت كلمة الساسة في (خليجهم واحد) على تلقين العراقيين درسا وافاهمهم ان الخليجيين باستطاعتهم الحاق الاذى بالعراق متى ما يشاءون.. ونحن نعترف انهم كذلك مادامت ابار نفطهم مطمعا لكبرى الدول.. فالذاكرة القريبة تذكرنا بمواقفهم من الشعب العراقي على امتداد العقود الثلاثة الماضية على الاقل، كيف كانت ارض الخليج تستضيف القواعد العسكرية الغربية والجنرالات الذين يخططون لتدمير العراق، وكيف كانت حمم النار تنطلق من ارض العروبة لتصب على رؤوس العراقيين، وكيف اتفقت كلمتهم بالتواطئ مع القوى العظمى على اجاعة الشعب العراقي لسنين طويلة..
ثم ان نقل البطولة الى البحرين يثير التساؤل: هل البحرين آمنه فعلا اكثر من البصرة ومؤهلة لاستضافة الحدث؟ بالطبع الجواب بنعم يفتقر للموضوعية، لان البحرين تشهد منذ اشهر تظاهرات يومية والشارع البحريني يغلي وهذه هي الحقيقة مهما عتمت وسائل الاعلام الخليجية على ما يحدث هناك..
خلاصة القول.. في منطقتنا كل شيء مسيس.. وشاءت السياسة الخليجية امس ان تضرب عدة عصافير بحجر واحد حين منعت اقامة البطولة في العراق.. اولها: عدم اعطاء الفرصة للعراق ليبرهن للعالم ولشعوب المنطقة على تعافيه ونهوضه من كبوته، وقدرته على القيام بما يناط به من مسؤوليات..وثانيا: النكاية بالذين سولت لهم انفسهم من الساسة العراقيين فادانوا ما حصل في دوار اللؤلؤة من قمع.. وثالثا: دعم الحكومة البحرينية بالتعبير عن تضامن دول الخليج معها ونقل البطولة اليها للايحاء بانها امنه وان الاوضاع هناك على ما يرام..
الحقيقة مرّة والجهر بها أمر.. والذي ينطق بكلمة الحق متعرّضا لسياسة الحكومات الخليجية تجاه العراق يتهم بالشعوبية، لكن العزاء ان العراق يمتلك كل امكانات النهوض والسبق.. ولا يحتاج الى منّة من احد، ولا ينتظر اعتراف الاخرين بقدرته على العودة الى عنفوانه.. بل هو عائد باذن الله الى سطوعه في جبين التاريخ ليتردد صدى صوته في آفاق العالم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال