الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق على هامش قبول فلسطين عضواً في اليونسكو

عليان عليان

2011 / 11 / 1
القضية الفلسطينية



حققت منظمة التحرير الفلسطينية إنجازاً سياسياً ومعنوياً كبيراً بحصولها على العضوية الكاملة لفلسطين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" يونسكو"، وهذا الانجاز يمكن البناء عليه في الحصول على العضوية في بقية المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة، كمنظمة "اليونسيف" ومنظمة التنمية الصناعية وغيرهما، ناهيك أن هذه الخطوة تفتح آفاقاً أمام مسعى الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
والقيمة العملية الجوهرية والرئيسية لهذا الانجاز تكمن في أنه يمكن الجانب الفلسطيني من خوض معركة سياسية ثقافية مع العدو الصهيوني، لكشف زيف التسميات العبرية التي أطلقها على مئات الأماكن والمواقع التي تنتمي للحضارة العربية والاسلامية في الضفة الغربية، وبشكل رئيسي في القدس والخليل وبيت لحم، ومن ثم إعادة الاعتبار لها بأنها أماكن ومقدسات عربية إسلامية يتوجب على اليونسكو أن تضعها على قائمتها، من أجل الحفاظ عليها وحمايتها مادياً وثقافياً ناهيك أنه يرتب للشعب الفلسطيني، حقوقاً على الأمم المتحدة في مجال دعمه في مجالات التربية والتعليم والثقافة والفنون.
كما أن هذا الانجاز يسهل وبطريقة غير مباشر مهمة الأهل في مناطق 1948 في خوض معركة ثقافية وسياسية وتاريخية لاسترداد الأماكن الأثرية التي نسبها العدو الصهيوني إلى تاريخه المزعوم في فلسطين، خاصة وأن هنالك صلة وترابط بينها وبين الأماكن الأثرية والمقدسة في الضفة الغربية.
لقد كشفت معركة عضوية فلسطين في اليونسكو عن جملة حقائق رئيسية لا بد التوقف عندها واستخلاص الدروس اللازمة منها وأبرز هذه الحقائق:
اولاً: كشفت وللمرة الألف عن حقيقة انحياز الإدارات الأميركية المطلق للكيان الصهيوني، وتبنيها لموقفه وروايته الزائفة رغم مزاعمها المكشوفة بشان حرصها على حل الدولتين.
لقد فقدت إدارة أوباما صوابها وجن جنونها من توجه الجانب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في اليونسكو، ومارست أعلى درجات التحريض ضد هذا التوجه وبذلت جهوداً مضنية لإقناع معظم الدول الأعضاء للتصويت ضد قرار قبولها ولحرمان فلسطين من هذا الحق المشروع.
ولحظة صدور القرار لم تخجل هذه الإدارة من موقفها المنبوذ وراحت تلوح بوقف مساعداتها لليونسكو، التي تتجاوز أل 80 مليون دولار أي ما نسبته حوالي 22 في المائة من موازنتها وذلك كعقاب لهذه المنظمة لخروجها عن طوع الإرادة الصهيو- أميركية.
واللافت للنظر بشكل غريب وعجيب تلك المبررات المكشوفة التي ساقتها هذه الإدارة لتبرير موقفها، على نحو" أن التصويت على انضمام السلطة الفلسطينية إلى اليونسكو سابق لأوانه ويؤتي نتائج عكسية حيال هدف المجتمع الدولي التوصل إلى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط، وأنه يلهي المجتمع الدولي عن الهدف المشترك باجراء مفاوضات مباشرة تفضي إلى ضمان أمن اسرائيل واستقلال فلسطين(بلدين) يعيشان جنباً إلى جنب بسلام وامان"!!.
وتتجاهل هذه الإدارة عن قصد حقيقة أن حكومات العدو الصهيوني هي من أفشل المفاوضات المباشرة وغير المباشرة جراء استمرارها في سياسات وإجراءات الإستيطان وتهويد القدس وجراء رفضها الدائم لمرجعية قرارات الأمم المتحدة في قضايا الحدود، والاستيطان، والقدس واللاجئين وغيرها وبدعم كامل وغطاء سياسي متصل من الإدارة الأميركية.
ثانيا: كشف هذا القرار عن الدعم الكبير الذي تلقاه القضية الفلسطينية في أوساط معظم دول العالم، التي صفق ممثلوها له بحرارة بالغة، بعد أن رفضوا الخضوع لسياسة العصا والجزرة التي استخدمتها الإدارة الأميركية مع دولهم.
ثالثاً: كشف القرار عن إمكانية ملموسة لتمرد معظم دول العالم الثالث في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية على الإملاءات الأميركية وأن سطوة القطبية الواحدة وما تمتلكه من إمكانات باتت من مخلفات الماضي، يضاف إلى ذلك أن العديد من دول المعسكر الغربي لم ترفض القرار وإن كانت قد امتنعت عن التصويت بما يعكس انقساماً في صفوفه حيال ذلك القرار.
لقد فقد الكيان الصهيوني أعصابه جراء هذا القرار ووصفته الخارجية الإسرائيلية بأنه مأساة، وأنه لن يحول السلطة الفلسطينية إلى دولة حقيقية. ويضع أعباء على طريق إعادة إطلاق المفاوضات!!
هذا الإنجاز وهذه الحقائق يجب أن تقود وبالضرورة إلى استخلاص الدروس اللازمة، وتوظيفها في خدمة الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة، التي بات الجميع في الساحة الفلسطينية يطالب بها وأبرز هذه الدروس:
أولاًً: أن الولايات المتحدة بمواقفها المنحازة بالمطلق للكيان الصهيوني هي عدو للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ويجب التعامل معها سياسياً على هذا الأساس ، ومن ثم عدم الوثوق بها كوسيط .
ثانياً: ضرورة وضع حد لمرجعية اللجنة الرباعية في ضوء خضوعها للمشيئة الأميركية، ورفضها دعم المطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة،وعدم تحميلها(إسرائيل) مسؤولية فشل العملية السياسية، وفي ضوء انحياز رئيسها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وبشكل فاقع للكيان الصهيوني.
ثالثاً: ضرورة نقل ملف القضية الفلسطينية للأمم المتحدة ومغادرة نهج المفاوضات، على قاعدة الاستناد إلى وحدة وطنية حقيقيية ،وإلى استراتيجية وطنية جديدة تعيد الاعتبار للمقاومة بكافة أشكالها، ولخارطة التحالفات التي انتصرت للقضية الفلسطينية مرتين، في غضون أقل من شهرين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي الجمعية العامة لليونسكو.
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر عسكري: إسرائيل تستعد لتوسيع العملية البرية جنوب لبنان


.. لماذا يحتكر حزبان فقط السلطة في أمريكا؟




.. غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت والجيش الإسرائيلي يطلب إخلا


.. معلومات جديدة عن استهداف إسرائيل لهاشم صفي الدين




.. الحرب على لبنان | لقاء مع محمد على الحسيني