الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمُّ عامر وشيء..من الهَرَج

عبد الحسين طاهر

2011 / 11 / 1
كتابات ساخرة


وأمُ عامر هذه هي التي ذبحت الثور وكسرت الجرّة ...!! وصارت أضحوكة لمن هبّ ودبّ ؛ وقدّ شاع اسمها بسبب (أحكامها) المخربطة والمتناقضة وتصرفاتها الغريبة وغير المتوازنة . وكما كان حال أحد المتهمين في قفص الاتهام اذا كنتم تتذكرونه..اريد تذكيركم لاعادة مشاهد محاكمة طاغيتنا المقبور لنقارن هذه بتلك فقد رايتم كيف كان يمثل كان ينعثل بالقرآن،يرفعه مرة وأخرى يضعهُ على كتفه وتارة يحضنهُ ويمسد عليه وبحركات بايخه ومكشوفة تشبه العروض المسرحية الفاشلة. ينحاز إلى جهة القبلة ليوهمنا انهُ يصلي !! فتأخذه رعدة الخشوع وبعدها ما يدري بالدنيا طشت لو رشت يروح في غيبوبة !! يريد خدعنا مرة أخرى. فاليخدع سوانا فهناك الكثير من ضعاف العقول والمهابيل ممن يصدقون حتى اليوم بالذين يتظاهر بالدين والورع زوراً وبهتانا ونفاقاً ليكسبوا لهم قيمة ولو زائفة أو يجدوا لهم أماكن ركنية في عهدنا الجديد ونتمنى إن لا يفلحوا في مسعاهم ونحن في أيام حج البيت العتيق ورجم الشيطان اللعين وتقبيل الحجر الاسود ...قولوا آمين.
أما أمُّ عامر وحكاياتها المتناقضة حد الضحك فقد وضعها القدر كحكيمة وعارفة لقومها المساكين ـ كما جعلنا القدر تحت حكم ... كانوا يهرعون إليها كلما ألمت بهم حاجة ومرة أخرى جاءوا يستنجدون بحكمتها السديدة!! وهذه المرة لإخراج رأس ثورهم الذي أراد شرب الماء فحشر رأسه في الجرّة ولم يستطع اخراجه! استجابت أمُّ عامر لقومها إذ حضرت وبيدها عصا التبختر وكانت تتقلب ذات اليمين وذات الشمال تلوّح بعصاها والجماهير تصرخ تهتف ... بالروح ...بالدم .. وبدل إن تكسر.. الجرة ليسلم الثور على الأقل فعلت العكس ... ذبحت الثور فسقط الرأس في القعر بعدها...أمرت بكسر الجرّة!! ذبحت الثور,,, وكسرت الجرة؟
وهذه هي حكمة أمُّ عامر إذ صارت مثلا ًيضرب (ذبَحت الثور وكسرت الجرّة) فوجدت هذه الحكاية النكتة طريقها إلى الناس وراقت للمزاج الشعبي في العراق (1 ) وخاصة بين الفلاحين الذين وجدوا فيها متنفسا للتعبير عن كراهيتهم لأنظمتهم المستبدة فصاروا يقارنون أوامر ونواهي حكامهم بحكمة أمُّ عامر .. ولو تسنى لنا سؤال الدكتور علي الوردي وهذا مجرد افتراض عن حكاية أمُّ عامر في حياة العراقيين لأجاب جازما إنها من صنع آبائنا الأذكياء للضحك من الغباء والظلم والتعسف والادعاءات الجوفاء الفارغة.
وأمُّ عامر مرة أخرى هي ًكنية على ما نظن لأنثى الضبع أو للضبع نفسه وهذه فيها للعرب حكايات ومعارك وقاتل ومقتول وخبال كثير والظاهر من أخبارهم أخبار أجدادنا العرب أنهم كانوا يأكلون لحوم الضباع والحصاني والجرابيع والضباب مفردها ضب ولا زال بعض الأعراب (البدو ) يفضلون لحومها على لحوم الغزلان ليبرهنوا لنا أنهم اصلاء ومن العرب الأقحاح ولا صلة لهم بأهل(الزوري) وبالمناسبة إن أخر ضبع اصطيد في ارض الجزيرة العربية كان قبل عقدين أوثلاثة من الزمن في جبال المملكة العربية السعودية وبعد هذا التاريخ انقرضت الضباع وضاعت من ديارنا تحولت الى لحم وشحم في بطون اهلنا البدو!! .
(1) نورد المثل في جنوب العراق ـ فنقول : مثل ام عامر ذبحت الثور وكسرت الكوز..وليس الجرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إسرائيلي يعيد بناء أنفاق حماس تضامنا مع المحتجزين الإسر


.. صابر الرباعي: أتمنى المشاركة في عمل كوميدي مع أحمد حلمى أو ه




.. البلالين ملت الاستوديو?? أجمل أطفال الوسط الفني مع منى الشاذ


.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????




.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟