الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسر الأمل

أسماء الرومي

2011 / 11 / 2
الادب والفن


في إحدى المناطق في ولاية داكوتا الجنوبية الأميركية ،والتي يعيش فيها حوالي 30 إلى 40 ألفاً من الهنود الحمرِ ،ومن خلال مقابلات صحفيةٍ لأهلِ المنطقة سُئلتْ إحدى الفتيات الصغيرات وعمرها 6 سنوات ،عمّا تتمناه وببراءةٍ قالتْ : أتمنى أن أحصل على علكةٍ ،من تلك التي ينفخ بها الصغار ، وعلى حقيبةً مدرسيةٍ وماءٍ نظيف .
هؤلاء الناس المعروفين بروحانيتهم وقيمهم العالية ،يعيشون في حالة فقرٍ في بيوتٍ قديمةٍ ومهدمةٍ ، وحياتهم بلا أدنى تطور .
هذه الفتاة الصغيرة تعيش مع عائلةٍ تتكون من 19 شخصاً من ضمنهم المقربون للأب وللأم في شقة قديمة بثلاث غرف . كم جميلة كانت تلك الصغيرة ،ببراءةِ وجهها ،بعذوبةِ عينين لم أرَ مثلهما
حبيبتي لن يطولَ انتظاركِ
فالحل عند أوباما الطيب
وبثمن إحدى الطائرات الحربية
عند المساءِ سيأتيكِ محملاً
وبكلِ ما تشتهين ويشتهي الصغار
ففداء أعذب بسمة كل السلاح الأميركي
فلا تدعي النعاسَ يغلق العيون الجميلة
وانتظري المساءَ
يا أحلى صغيرة
ولتبعد المياه العكرة
فالماء ومن الغدِ أعذبُ من نبعٍ سيجري
وهل سيعني شيئاً لهم ؟
من يتغافلون عن الحقائقِ
إن تحقق أو لا يتحقق ؟
أتدرين يا صغيرتي هذا الأخطبوط الذي التف على حقيبتك المدرسية هناك في بلدي التف على الحقائبِ والكتبِ ،وبلا مدارسٍ تاه الصغار ،هناك رأيتُ الأطفالَ في الشوارعِ بين زحامِ السيارات السائرة يتوسلون بالسائقين ليشتروا منهم ما تحمله أياديهم ،وبين السيارات يؤشرون بخرقٍ باياديهم لينظفوا الزجاج أمام السائق ليعطف عليهم ببعض النقود ،أبين العجلاتِ يرمى الأطفال ؟ وكم رأيتُ في بلدي .. وذات يومٍ كنتُ وأختي ،في ستوكهولم، قرب الغرفة المخصصةِ لغسيل الملابس لساكني الشقق المتقاربة ، جاء شاب في العشرين من عمره ، سمعَنا نتكلم بلغتنا فتقدم لطلب المساعدة لفتحِ الباب وحجزِ موعد لغسيل ملابسهِ ،تلك الباب لا تفتح بمفتاحٍ ولكن بإدارة بعض الأرقام وتتبع الكتابة ،قالت له أختي :سأريك كيف فقط تتبع معي لتتعلم ، نظر الشاب بِحيرةٍ ،ثم قال وبلهجتنا العراقية ،أنا لا أعرف القراءة والكتابة بلغتي فكيف إن كانت الكتابة بحروفٍ أجنبيةٍ ..ولا تعجبوا فالكثيرون من المقاربين لعمري مثلي .
وسني الحصار الطويلة رمت بكل كتب وحقائب الأطفال في بلدي لترميهم للعمل الشاق ولتخلق منهم جيلاً من الشباب الأميين وفي بلدٍ فرض إلزاميةِ التعليم منذ أكثر من خمسين عاماً ..وهل سينتهي ما يقاسيه الأطفال ؟ يا عراق الآلامِ والشقاق؟
يا خيبةَ دنيانا السائرة
لأذلالِ القلوبِ الرقاق
أفوقَ هؤلاء المعذبون
تبغي دنيانا الوصول للمجدِ
أنمزق قلوبهم وفي مساراتِ الألمِ نسيرهم
ونطالبهم أن يحملوا لنا وباكتافهم المسحوقةِ
عالمنا السحري ؟
مثل الطغاةِ للموتِ يسيرون الجندَ
ليحملوا لهم بأياديهم المحروقةِ
نياشين النصرِ
يا صدوراً كالصخرِ
بلا رحمةٍ تدوس القلوب
يا قلوبَ الحبِ ألا تتقاربي ؟
لتجففي الدموع
لتحمي السلام
وبالحبِ في القلوب لتبني جسراً للأمل
نعبر به الآلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو


.. أون سيت - أول عرض | فيلم النمر والأنثى مع إنجي يحيى




.. أون سيت - محمد ثروت بيحكي عن الجزء الثاني من فيلم بنك الحظ