الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى -شمران الحيران-

عادل الخياط

2011 / 11 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




اشار شمران الحيران في تعليقه على الموضوع الأخير الذي نشرته في موقع الحوار المتمدن إلى مصطلح : " تفعيل الإحتراب " أو تفعيل العنف في العراق من خلال الإعتقالات الأخيرة . أعتقد إن المصطلح تقع عليه العين بفضول ليفتح الباب عن المدى الذي تستطيع فيه حكومة العراق الحالية في معالجة مسألة العنف المستشري منذ ما بعد 2003 .

الجماعة القابعين تحت مورفين تأييد المالكي ولفيفه يحسبونها بحسابات المُنتصر والخاسر ," البعثيون خسروا ونحن إنتصرنا , السنة خسروا والشيعة ربحوا , الأكراد تعاظمت هيبتهم وطوائف عرب العراق تشتتوا في تشظيات من الصعب لجمها .. غير ان الواقع يقول : إن الخاسر الوحيد هم الناس , الآن , أي معتوه في العالم عندما يتمعن في الواقع العراقي , سيتبادر إلى ذهنه في ذلك المخاض ان المجتمع العراقي هو الخاسر الوحيد , والرابح هو مجاميع بيادق الشطرنج التي تبوأت السنام في ذلك البلد , لكن الأكيد إنه إنتصار مؤقت , بل تستطيع القول : إنه إنشطار أو إنشطارات فاقت كل التوقعات , فعلى إثر الإعتقالات المشار لها في المقال السابق إنفلقت قضية الإنفصال الفيدرالي لمحافظة صلاح الدين , ومن ثم تبعته التصريحات تلو الأخرى عن فيدراليات محافظاتية طائفية على طول العراق وعرضه , وليس هذا فقط إنما إدعاءات لم ينزل عليها أي منطق سوي , من قبيل : منطقة النُخيب تابعة لكربلاء , ونينوى تابعة لكردستان وأجزاء من محافظة ديالى , والأشد سخرية , " بدرة وجصان أيضا تخصان كردستان , ومحافظة بغداد تزعم إن ثمة جُزرا في المريخ تابعة لها .. وغيرها وغيرها .. وستكشف لنا الأيام القادمة أي عُمق تفكيكي وإحتراب دموي تحتمله الممارسات الرعناء لسياسيي العراق الجُدد في معالجة الوضع العراقي ,وهذا طبعا لو تجاوزنا عُقدة مدينة كركوك التي هي عُقدة العُقد , والتي غذتها التداعيات الأخيرة , وعلى هذه الوتيرة أخذت التصريحات تتوارد علينا كالهدير من أولئل القوميين الطائفيين عن الدستور وفقرات الدستور .. يا لهذا الدستور الخرافة , الجميع يتحدثون عن الدستور فقط عندما يُداعب الدستور أفخاذهم , أما عندما يلجمها , عندما يلدغها يلسعها ترى تلك الأفخاذ تنتفض بصلف يفوق كل صلف التاريخ ! الدستور يقول بحرية الصحافة فتجد الصحفي يُعتقل ويُعذب وتُنتهك كرامته ومن ثم يُغتال في ظرف غامض ! الدستور يقول إن أي حزب يدعو إلى الطائفية يُحاكَم ويُجتث مثلما يحدث مع الـ " بعث " وفي ذات الوقت ترى أحزابا شيعية تمارس الطائفية بكل حروفها ! الدستور يقول : إن مجلس القضاء الأعلى غير مُسيس ومستقل تماما عن الحكومة وأجنداتها وأن منصب رئيس القضاء الأعلى يتمتع أو يوازي منصبه منصب رئيس الوزراء , فإذا بالقضاء الأعلى ورئيسه ومندوبيه ليسوا سوى أناس مشلولين قبالة القرارات الطائفية والقومية للرؤوس الكبيرة .. فعن أي دستور تتحدثون يا لعنة الزمن والآفاق !

وأكرر إن مصطلح تفعيل الإحتراب للأخ شمران يتساوق بحرفية على ما حدث ويحدث .. أحد السياسيين قال ذات مرة ما معناه إن السلطة في فترة حكم صدام حسين قد جعلت كل الشعب بعثيا , كل النقابات المهنية وكل قطاعات الشعب صارت بعثية , سواء بالقوة أو الإقناع , فهل تأتي أنت اليوم لتحاسب كل ذلك اللفيف من الشعب .. ولنفترض إن مثل هذا القول فيه مُبالغة , لكن هل ننكر إن " صدام حسين " كان يُمثل لشخصه وحده كان يُمثل شخصا " ثيوقراطي " وإن المحيطين به هم مجرد بيادق منتفعة من نظام حُكمهِ , بمعنى إن " البعث " كان المنظور الأجوف لنظام صدام , أما الكُنه فهو صدام الإله الحي القيوم الذي يقود القطيع وفق رغباته وغرائزه المجنونة الشاذة , والتاريخ هو الرصيد لهذا النفح , فلم نسمع مفردة واحدة من صدام عندما تبوأ السلطة في سنة 79 ومن بعدها الحرب مع إيران , لم نسمع منه إقحام الإسلام والجهاد في تلك الحرب , ولم نر منه سلوكا إيمانيا مثل الذي سلكه في منتصف التسعينات , فلقد تحول صدام البعثي إلى صاحب عباءة كهنوتية , ربما يقول قائل إن هذا هو إسلوب البعث , إسلوب ميكافيلي يستخدم جميع الوسائل للظفر بالسلطة , نعم صحيح , لكن من هو الذي ليس ميكافيليا منتفعا مغسول الضمير ولم يستخدم كل الأساليب مهما كانت قذارتها للظفر بالسلطة والمال والجاه , من , من هو , هل هم المتنفذون الجُدد الذين حولوا البلد إلى مستنقع آسن يطفح بكل إنحدارات الأخلاق وتركوا الناس يهيمون في عوالم من الضياع والقسوة التي فاقت كل تصور ؟ أم من , من بحق الجُبب والتعاويذ والشعوذات التي تُظلل اليوم ارض السواد ؟!

وتفعيل الإحتراب يا شمران الحيران لا تختزله الكلمات الواردة , هذا التفاعل تداخل بشكل غريب الأطوار , فالضغط والإعتقالات من محافظة صلاح الدين على ما يُزعم إنهم بعثيين , هذا الفِعل إقترن بقضية طائفية.. , لا ندري إن كان " ميشيل عفلق " سنيا , وبقية البعثيين .. أما اليوم فقد تحولت الطائفة السنية , ليست بقدرة قادر , إنما بقدرة الضغط للحكومة الطائفية على ما يُزعم عن الإنتماء للبعث ,تحولوا إلى بعثيين , والطبيعي إن تلك مسألة عادية عندما يخص الأمر بترا إجتماعيا وعدم إحترام , إلى من تلجأ الناس , طبيعي إنها تلجأ لتنظيم مضاد للحكومة القائمة , هذه الحالة لا تخص العراق فقط , إنما أي تكوين إجتماعي .. نعم , صحيح تمت إعتقالات في الجنوب تخص هذا الجانب , لكن إعتقالات المحافطات السُنية حتى وإن كانت على تأسيس بعثي فسوف تُحسب على أساس طائفي , مع التأكيد إن فصل الأساتذة الجامعيين ليس بالضرورة يندرج ضمن الخطورة التي تزعم بها الحكومة , وإذن فإن العملية ستتحول أو تحولت أتوماتيكيا إلى طائفية , السنة تحولوا بفعل الضغط إلى بعثيين , إختلطت المفاهيم نتيجة الضغط المُنوه إليه .

وأعتقد إن ما أشار إليه شمران الحيران عن تفعيل العنف يندرج ضمن هذا الإتجاه , وإن كان ما ذُكر هنا ليس إلا نزرا من تشابكات وأبعاد تخص هذا المحتوى .
لكن ما نود أن نُذكر به جماعة حزب الدعوة هو ما ذكره أياد جمال الدين عنهم - حتى لا يبيعوا على الناس تلك الرفضية القاطعة لحزب البعث من بُعد وطني زائف - لكن أعتقد لا داع لنسخ القول , إنما يستطيع أن يجده المتفحص في يوتويوب " سحور سياسي " الجزء الثالث , حيث يستعرض جمال الدين القوى السياسية العراقية التي تفاوضت مع التشكيلات البعثية في " تركيا " وتحت رعاية أميركية , وكيف إنهم يكذبون أو كذبوا بصلافة على ما حدث بعد رجوعهم إلى بغداد !



تصريح أيد جما الدين
إجتماع السلطة الحاكمة مع القيادات البعثية في تركيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماكو حل
حسين سلمان ( 2011 / 11 / 2 - 10:01 )
اخي العزيز اذ مهندس صغير في لجنة المشتريات في وزارة الكهرباء اصبح يملك عشرون مليون دولار فكم مبلغ غنم هولاء من يتربعون على العرش.ان النهب الذي يحصل الان لم يحصل لا في تاريخ العراق ولا تاريخ اي دولة.تصور يااستاذ انهم يتنافسون فيمابينهم ايهما يسرق اكثر.على من تعتب ومن تنتقد .ذهبت حثالة وجاءت حثالة الحثالة. كلها اكاذيب اعمار شفاقية حكم القانون استقلال القضاء كله اكاذيب من يطلع على الجهاز الاداري والبيوقراطي يعلم تماما كله اكاذيب وان مجموعة متعفنة تتحكم بمليارات الدولارات.ياعمي ابتلينا أيدنا اسقاط نظام صدام العفن اي قابل انطيناكم صك على بياض الا لعنة الله عليكم يااشباه الرجال ياساسة العراق

اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA