الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن على ابواب اعلان فلسطيني منفرد عن الدولة الفلسطينية:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 2
القضية الفلسطينية


يظن البعض ان اكتساب دولة فلسطين _ عضوية الدولة الكاملة_ في منظمة اليونسكو الدولية , هو مجرد نصر معنوي, لا ينطوي على فوائد عملية على الارض, في حين ان جدلية تبادل النتائج بين السبب والنتيجة, تقول عكس ذلك, فالثقافي له في الواقع انعكاسات سياسية كما ان السياسي له انعكاسات ثقافية,
ان اكتساب فلسطين عضوية دولة كاملة في منظمات الشرعية الدولية النوعية المتخصصة, انما يعني ترسيخ ملامح المنظور الفلسطيني لتسوية الصراع على اساس التكافؤ في الشرعية الدولية, وهو الامر الذي يعني من الناحية الرئيسية تهيئة الشرعية الدولية لتقبل اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة بغض النظر اكان هذا الاعلان نتيجة التفاوض المباشر او السلوك الفلسطيني الاحادي المنفرد, مع فارق هذا عن ذك في ان الاعلان الفلسطيني المنفرد عن الدولة المستقلة سيكون متحررا من ضغوط خلل توازن القوى وتاثير المنظور الصهيوني حول التسوية,
ان ترسيما مسبقا لحدود الدولة الفلسطينية المستقلة في الشرعية الدولية, هو قطعا افضل من ترسيم حدودها على اساس خلل توازن القوى المباشر بين اطراف الصراع, وفي هذه الحال فان العملية التفاوضية ستكون تحصيل حاصل, اكثر منها ناظما وشارطا لاعلان استقلال الدولة الفلسطينية الذي سيكون خلل توازن القوى قد انهك ممحها خلال التفاوض المباشر,
لذلك لا يجب تفريغ الانتصار الفلسطيني من مضامينه السياسية بالقول انه انتصار معنوي, فالحقيقة انه انتصار سياسي بامتياز, اثار حفيظة وغضب عدونا الرئيسي الولايات المتحدة الامريكية واداته الكيان الصهيوني, رغم انه الان يلغي مسافة التحرر التي احرزها سابقا الكيان الصهيوني عن نفوذ الولايات المتحدة الامريكية والذي لعب دورا رئيسيا في منحها له تحالف الكيان الصهيوني مع محور الممانعة الاقليمي على منهجية عرقلة التسوية,
ان مشكلتنا التفاوضية السابقة مع الكيان الصهيوني, لم تكن في الوصول الى نتائج تفاوضية تتوثق في اتفاقيات, بل كانت في ان الكيان الصهيوني تبعا لتفوقه علينا واستفراده بنا كان قادرا على الزامنا بتنفيذ هذه الاتفاقيات غير المحمية من جانبنا بوضع قوة قادر في المقابل على الزامه بها, الامر الذي خلق في راينا العام منظور تخوين وتكفير المفاوض الفلسطيني, خاصة في ظل منهجية حوار فصائلي انتهازي,
اما الان فان مسار تدويل الصراع عطل خلل موازين القوى هذا, واستبدله بموازين قوى اخر, من الواضح ان قدرات نفوذ الولايات المنحدة الامريكية الاقتصادية والسياسية لا تستطيع عمليا التصدي له الا في مجال محدود جدا هو مجال حق النقض الفيتو في مجلس الامن, والذي يتمحور حول قبول _ مجلس الامن_ فحسب اصدار التوصية للجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الهيئة الدولية, غير ان ذلك لا يعني عمليا منع عضوية الدولة في باقي مؤسسات هيئة الامم المتحدة, والذي بوجبه ستتبلور منهجية عالمية في التعامل_ سياسيا_ مع الصراع الفلسطيني الصهيوني, مختلفة تماما عن منهجية ما قبل اعتراف مؤسسات الشرعية الدولية بها, ولن ينقصه في الواقع سوى اعلان الفلسطينيين عن انفسهم دولة مستقلة,
ان اللجوء الى مؤسسات الشرعية الدولية ونيل اعترافها وقبول عضوية الشخصية الثقافية الفلسطينية وكذلك شخصيتها المادية الجيوسياسية, وعلى اساس ترسيم حدود استقلالية وسيادة هذه الشخصية ثقافيا هو مقدمة طبيعية لنيل الاعتراف وقبول عضوية الهوية والشخصية السياسية الفلسطينية, حتى لو كانت محتلة بالكامل, فسقوط الاحتلال في قانونية الشرعية الدولية يلغي شرعية وقانونية اشكال تواجده على ارض الواقع ويمنح النضال الفلسطيني ضده شرعية وقانونية لا يمكن وصفها واتهامها عالميا بالارهاب. وكل ما سبق هو الذي يخشاه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية.
ان المنظمات الدولية تعمل قانونيا بحسب ما اقرته نفس مؤسساتها ولن يستطيع طرفا متضررا من قراراتها منعها من العمل حتى لو الغى او اوقف العمل باتفاقيات سابقة له مع هذه المنظمات. فهي ستنجز ما يترتب عليها من واجبات لصالح الطرف الاخر, وعلى ذلك فان الامر يعود الان للطرف الفلسطيني في يطور قدراته الخاصة من اجل اقصى استفادة من هذه المنهجية, وان يوسع من حصوله على اعتراف باقي منظمات هيئة الامم المتحدة ونيل عضوية الدولة الكاملة فيها,
اظن ان عدم _ رضوخ الولايات المتحدة الامريكية اولا, والكيان الصهيوني ثانيا_ للشروط الفلسطينية في العودة للتفاوض المباشر, انما يضعنا على ابواب اعلان فلسطيني منفرد عن استقلال وسيادة الدولة الفلسطينية, فقد بات الطرف الفلسطيني الان يصارع الكيان الصهيوني تحت مظلة العداء الامريكي السافر لوجود الهوية القومية الفلسطينية وحقوقه التاريخية الطبيعية,
ان تهيئة القدرات الفلسطينية لمواجهة ضغوطا اثقل وزنا ستوجهها الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني ضد مسار اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة انما هو ايضا بوابة تفاعلات فلسطينية ذاتية عنوانها تثوير م ت / واستعادة المصالحة على اساس وحدة المواجهة, وتعبئة كامل جهد القومية الفلسطينية في المعركة, والاتفاق على التنسيق مع اطر القوى الاقليمية والعالمية المؤيدة للتحرر الفلسطيني على اساس استقلال القرار الوطني الفلسطيني,
ان العملية العسكرية الواسعة المتوقع ان يشنها الكيان الصهيوني على غزة ستكون ابسط اشكال ضغوط الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني على الطرف الفلسطيني, غير انها اذا احسنا التعامل معها سياسيا لن تكون في صالح مصالح نفوذهما السياسي في المنطقة. بل من الواضح ان تفعيل حملة اعلامية عالمية من اجل ترسيخ صورة ان العدوان ياتي ردا على الانجازات الفلسطيني في الشرعية الدوليةسيكون افضل من ترك المجال للكيان الصهيوني والولايات المتحدة لترسيخ صورة ان العمل العسكري ياتي في سياق الدفاع عن النفس ضد صواريخ المقاومة الفلسطينية, وتعزيزا لمقولة الامن الصهيونية.
ان لقاء الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس سيكون متاخرا في موعده المحدد سابقا, وتفترض الضرورة ان يتم تقديم موعد هذا اللقاء, والاسراع بتحديد اتجاه سياسي _ وطني_ مستقل يحمع قدرات المقاومة الى قدرات مسار التدويل, كما يقرر منهجية تفاوضية متفق عليها مشروطة _ يخضوع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني_ للمطالب الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش