الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في سيناريوهات ما بعد الانسحاب الاميركي من العراق

عبدالوهاب طالباني

2011 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تجمِع اغلبية القوى والكتل السياسية العراقية على ضرورة اكتمال الانسحاب الاميركي في نهاية هذه السنة ، ويبدو ان الرئيس اوباما ايضا اتخذ قراره الحاسم بضرورة الانسحاب في الموعد المحدد ، وعلى الرغم من أن قوى عراقية تداولت موضوع بقاء قوات محدودة لاجل تدريب القوات العراقية ، ولكن يبدو ان الخلاف بين الحكومتين الاميركية والعراقية حول قانونية بقاء تلك القوات في العراق ادى الى "تناسي" الموضوع ، فالاميركان طالبوا بحصانات لافراد تلك القوات بينما العراق رفض منح اية حصانات لهم.
اما الموقف الكوردي في موضوع الانسحاب الاميركي فقد طهرت اشارات من انه في الاخير يتبع موقف الحكومة العراقية ، هذا الامر اكده الرئيس مسعود بارزاني عدة مرات ، الا انه قال في تصريحات ل"العربية" انه يخشى وقوع حرب اهلية في العراق بعد الانسحاب ، لكنه نبه الى "ان الكورد سيكونون عاملا لمنع وقوع هكذا حرب" ، كما ان القيادة الكوردية اكدت في تصريحات اخرى بأن الانسحاب الاميركي سيؤثر سلبا على الاوضاع في المناطق المشمولة بالمادة 140 ، وسيؤثر على العلاقة بين الحكومة الفيدرالية في بغداد وحكومة الاقليم لان ثمة مشاكل مهمة عالقة بين الطرفين لم تحل لحد الان واهمها تطبيق تلك المادة الدستورية ، وكان من المحتمل ان يؤدي الدور الاميركي الى حلحلة تلك المشاكل ..

وفي رأيي المتواضع ان تداعيات الانسحاب الاميركي ستتركز في :

أن تقوم إيران باستغلال الفرصة والتدخل لملء الفراغ لحصد مكاسب سياسية واقتصادية اكبر ، ويبدو ان هناك بعض العراقيين لا يسوؤهم كثيرا توسع النفوذ الايراني ، وفعلا فان أحد اقطاب السياسة العراقية قال قبل حوالي ثلاثة اسابيع ان ايران ستملآ الفراغ ، وهذا امر في غاية الخطورة على مستقبل العراق السياسي ، وعمليا ستكون الحدود العراقية الايرانية برا وبحرا وجوا مكشوفة بالتمام امام ايران ، علما ان القوات العراقية ليست بالجاهزية التي يمكن ان تكون بالجاهزية الكاملة لحماية العراق الى عام 2020 وهذا ما اكده رئيس اركان الجيش العراقي قبل ايام قليلة .
ويبد ان الاميركان يتوقعون تدخلا ايرانيا اوسع في العراق بعد انسحابهم ، لذلك صدرت تحذيرات اميركية في هذا الاتجاه ، اذ حذر قبل فترة وزير الدفاع الأميركي إيران من التدخل في شؤون العراق بعد الانسحاب في نهاية السنة الحالية ، وقال انه حتى بعد مغادرة اخر الجنود المقاتلين البالغ عددهم 39 الف عنصر من العراق، ستحتفظ الولايات المتحدة بتواجد كبير في الشرق الاوسط.
وكذلك هناك مخاوف من إمكانية تدفق تركي مسلح واسع ومتواصل بذرائع مختلفة ، اهمها ملاحقة مقاتلي العمال الكوردستاني في بعض المناطق الحدودية واستغلال ذلك للدخول في العمق وربما التمركز بشكل ثابت في تلك المواقع، وفي نفس الوقت هناك حديث تركي سابق عن خطط تركية لما سموها بحماية التركمان بعد الانسحاب الاميركي.

ولكن هناك ايضا رأي اخر مختلف يقول ان ربما تتفق تركيا وايران على دعم الحكومة العراقية الحالية لابقاء الوضع مستقرا ، لعدة اسباب ، منها: اقتصادية ، لان العراق يعتبر شريكا اقتصاديا مهما للدولتين ، وهناك مليارات الدولارات تتداول بين الدولتين في مجال الاستثمارات وتجارة السلع والسياحة الدينية ، وثانيا يحمل هذا الاتفاق بين طياته هدفا اخر وهو محاولة السيطرة على الوضع الكوردي ، وليس بعيدا تدخل الدولتين في محاولة منهما لتحجيم مطاليب الكورد في اقليم كوردستان العراق ، وطبعا هكذا نوع من التدخل لن يكون سهلا كما لا يكون بلا ثمن والكورد سيواجهونه دون شك.

ومن جانب اخر تسعى الولايات المتحدة الان صوب جعل دول الخليج قريبة من العراق اقتصاديا وسياسيا على الاقل لتقليل النفوذ الايراني على العراق بعد انسحابهم.

وتطرح مراكز المعلومات سيناريوهات اخرى ايضا لما بعد الانسحاب ، منها أن الجماعات الارهابية ، يمكن أن ترى المجال مفتوحا ومساعدا لشن هجمات كبيرة ، وتعبث بالامن وتزيد من نشاطاتها التخريبية ، وتزيد ايضا من التشنج الطائفي خصوصا ان القوات العراقية الحالية ليست بمقدورها كما ينبغي لمواجهة تلك العصابات التي قد تنفتح شهيتها لمزيد من القتل والتخريب ، كما ان الحكومة العراقية ما زالت تترواح في مكانها حول املاء الشواغر المهمة في مجلس الوزراء ، ومازالت الخلافات على اشدها بين الكتل السياسية العراقية الرئيسية ، واتفاق اربيل كأنه اصبح في خبر كان ، وليس هناك حل حاسم لتفشي الفساد في اجهزة الدولة ، وليست هناك خطط واضحة المعالم لانتشال البلد من حالة التخلف الضاربة اطنابها في كل مناحي الحياة.
ومع كثير من الامل لتحسن الاوضاع ، لكن مع الاسف ، اذا استمرت الاوضاع على حالها فأن المستقبل سيكون معتما ، فقد اكدت استطلاعات للرأي في العراق ان الاوضاع الامنية ستتدهور بعد الانسحاب الاميركي مما ستجر البلد الى ماسي لا تحمد عقباها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش