الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية ميزان عدالة معاصرة ...؟

مصطفى حقي

2011 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم الواقع العربي وعبر ثوراته الخلبية ( صورة وشعارات) بعيدة عن الواقع ‘ عن ثقافة الحضارة ، عن مفهوم الحرية ونطق كلمة الديمقراطية ببغاوياً ، والمؤسف حقاً سفك تلك الدماء على مذبح مغامرات عصبية ساذجة تتخبط في جهالة عقيمة ، ليقتل الأسرى وتسفك دماؤهم وتشوه جثثهم في بطولات ( على بعضهم البعض) ولكنهم أمام أعدائهم الحقيقيين جبناء ومكرٍ مفرٍ مدبرٍ .. مئات من ملايين الصناديد تقف عاجزة ومهزومة أمام عدوٍ لايزيد على ملايين بعدد أصابع اليد ... ويتنطعون بشعارات القوة والتاريخ المجيد وخير أمة وكنا وكنا .. والواقع مرير وشحيح ومخجل ، لأن من يعد للثورة يجب أن يؤمن رغيف خبزه أولاً لا أن يستوردها وهو يحوز على أجود الأراضي الخصبة وكمية وافرة من المياه الغذبة ولكنه يزرعها على التوكل بعيداً عن العلم والإبداع وثقافة موحدة وجهل تام بأساليب الزراعة الحديثة .. وتاريخ جامعتهم التي تمثل دولهم حتى جزر القمر، لم تتفق يوماً والخلافات أكثر من مزمنة وقرارات خلبية .. وكيف لعدالة العلمانية أن تسود في مثل هذه المجتمعات العاطفية والروحانية وثقافة التوكل الضحلة في كل شئ و العصبية القبلية والدينية بل وسيطرتها على العقول وترجمتها إلى أفعال عبر سيادة سياسية تهيمن على السلطات وتقود قطار سريع ولكن إلى الوراء الوراء عكس تقدم الشعوب المتحضرة ..؟ ومركب العلمانية يرسو شامخاً ينتظر رواد عبور إلى مجتمع مدني .. إلى عدالة إنسانية ، إلى وحدة وطنية ، ومساواة في الحقوق والواجبات بين مواطني البلد الواحد ، نبذ التفرقة بين مواطنيه بسبب الانتماء الديني أو القومي أو الأكثرية ضد الأقلية ، زمان أول تحول ( كما يقول المثل) والأديان التي أدرجت العبودية في نصوصها لم تعد تعمل بها ونسختها بالرغم عن رجال دينها ، وان قولاً يتيما ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ) بقي بحيز الأقوال واستمرت عبودية الإنسان لأجيال ، وتوزعت أسواق بيع العبيد والجواري في كل أرجاء الإمبراطورية الإسلامية ، وأنقل جزء من مقال الأستاذ كاظم حبيب والمنشور في الحوار : إن العلمانية بمعناها السليم تعني الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الفرد واحترام حقوق القوميات وحق تقرير المصير, واحترام الرأي والرأي الآخر جزء أساس من حقوق الإنسان ومن الحريات العامة والديمقراطية وهي جزء من العلمانية, إضافة إلى احترام جميع الأديان والمذاهب الدينية وعدم التدخل من جانب الدولة في شؤونها أو الإساءة إليها وصون حق الفرد في العبادة وأداء الطقوس الدينية والمذهبية. إن فصل الدين عن الدولة يدخل ضمن العلمانية ويساهم في توفير المبدأ الأساس لدولة المجتمع المدني, دولة المواطنة الحرة والمتساوية وليس دولة الهويات الدينية والطائفية, ومن هنا نشأت القاعدة السليمة "الدين لله والوطن للجميع". وهذا يعني رفض التمييز بين أتباع الديانات والمذاهب الدينية بل احترام كل المواطنات والمواطنين والمساواة بينهم والأخذ بالكفاءة في تعيين الفرد, امرأة كانت أم رجلاً, في دوائر الدولة والوظائف العامة وفي غيرها.( تم ) وأضيف ، ان ما لله لله وما لقيصر لقيصر ، والعلمانية ميزان عدالة معاصر للدول المتقدمة في كافة المجالات .. والسؤال متى سيمكننا أن ننضم لمثل هذه الدول المتحضرة ....؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية إلى الإنسان
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 11 / 2 - 14:50 )
بعد غياب قصير, يعود إلينا الإنسان مصطفى حـقـي, باتزانه وحكمته وكلماته الصائبة, ليذكرنا بضرورة الالتزام بالعلمانية الصحيحة, حتى نصل إلى الأنظمة السياسية التي تؤمن لنا ما حرمنا منه أبدا.. الحريات الإنسانية والديمقراطية. وأن هذه الخطابات الفافوشية التي تملأ شوارعنا وفضائياتنا والإعلام المفبرك والوعظات والفتاوي الغيبية, لن تحل قطعا مشاكلنا وتأخرنا وفقرنا السياسي والمعيشي والاجتماعي.
أستاذ حـقـي.. لك كل تأييدي وصداقتي ومودتي واحترامي...
وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


2 - العلمانية احد اهم اسلحة الدولة المدنية
ahmed alaarabi ( 2011 / 11 / 3 - 09:55 )
من اكبر الاخطاء التي وقعنا فيها اننا ارتعبنا من جعجعة الرجعية التاريخية ولم نطالب بانشاء الدولة العلمانية ونتيجة لذالك تجردنا من اهم سلاح نملكه في محاربة الرجعية التاريخية ان الحل الوحيد في مواجهة الرجعية التاريخية هو بناء الدولة العلمانية القائمة على اهم ثلاثة اسس
1. الحقوق الدينية لجميع مكونات المجتمع
2. حقوق المراة واشراكها في الحياة السياسية والمدنية
3. حقوق الاقليات والاهتمام بمصالحهم واعتبارهم جزء لا يتجزء من مكونات المجتمع
ان هذه الحقوقات الثلاثة هي راس الحربة في مواجهة التخلف الرجعي وهي امور لا يجب ان تكون قابلة للنقاش او الاستفتاء بل يجب ان تفرض فرضا واذا ارتعبنا من جعجعة التاريخ الرجعي وتهاونا فيها
فسنخسر اسلحتنا وننهزم امام الرجعية التاريخية
وستزداد الرجعية قوة وسيعلوا صراخها وغضبها
لا يجب ان نخاف من جعجعة الرجعية ولا ان ننظر الى الوراء ابدا بل دائما الى المستقبل


3 - الدلة المدنية
ahmed alaarabi ( 2011 / 11 / 3 - 09:57 )
ان الدولة المدنية هو اهم واخطر سلاح انتجه العقل التقدمي البشري تستطيع من خلاله السيطرة على القنابل الفكرية البشرية الداخلية والخارجية الموجودة في الدول الاخرى الاقل مدنية وتقدما.
مع الخطوات الكبيرة المذهلة التي خطتها الدول المتقدمة نحو المستقبل وخصوصا الانجازات المذهلة في انتاج اسلحة المستقبل في المجال العسكري )من قنابل ذرية وهيدروجينية وذكية ..الخ ) ادى الى انهاء او شكل رادعا للدول العظمى ان تقوم بشن الحروب التقليدية فيما بينهم, ولكنه فتح مجالا جديدا لحروب مستقبلية غير تقليدية واعتقد ان العوملة هي اكبر حقل تدور فيه هذه الحروب, والتي تظهر على شكل تنافس بين شركات الدول المستقبلية لتسويق منتوجات المستقبل بعد ان تقوم بتبسيطه وجعله سهلا وكلما ازداد سهولته في الاستعمال كلما ازدادت فرص نجاحه وازدادت فرص انتصار منتجيه على غيرهم,
واعتقد ان اكبر انجاز عقلي مستقبلي قام به الانسان هو تاسيس الدولة العصرية (الدولة العلمانية) وهي الدولة التي تخلى عنها العرب بعد وفاة نبيهم وتبنيهم للدولة التاريخية التي عانت من صراع مرير بين حقيقية ان عقارب الساعة تدور الى الامام وبين حقيقة انها رجعية تاريخية ترك


4 - وضع ماسوى
على سالم ( 2011 / 11 / 4 - 02:48 )
السيد مصطفى حقى ,ترددت كثيرا فى ان اكتب هذا التعليق الى سيادتكم ,بالطبع لك كل الحق ان تعلق عليه ام ترفض وذلك بالنسبه لحساسيه الموضوع ,الوضع فى سوريا يتسم بالغموض والضبابيه الشديده والتعتيم ,اعداد القتلى كل يوم يدل على مؤشر خطير,ابحث فى القنوات واجد فتاوى من السعوديه تشحذ الناس على الجهاد والمقاومه والاستشهاد والغريب ان الذى يخرج الفتوى فى العموم شيخ منافق كاذب وفاسد ويتلون مثل الحرباء ويتلقى المعلوم من الريالات السعوديه وبالطبع لهم اجنده سياسيه غامضه,صراحه انا ارى ان السعوديه اصبحت مصدر قلق قوى ليس فقط لدول العربان بل للعالم اجمع,لك جذيل الشكر


5 - واقعنا مصيبة دائمة ولا خيار ...؟
مصطفى حقي ( 2011 / 11 / 4 - 10:58 )
شكراً العزيز أحمد بسما وأنت بالقلب دائماً ومتابع لنضالك الكتابي الصعب وتعرضك لما يسمى خارج النقد الحضاري ، وهذه هي مصيبتنا ياصاحبي ، في الحوار الحضاري المتمدن يتوجب التكافؤ الثقافي والحضاري والأخلاقي بين الطرفين المتحاورين ، وإلا كانت حواراتنا كما في الاتجاهى المعاكس ...؟


6 - هذا إذا سمح لعقولنا أن تفكر ...؟
مصطفى حقي ( 2011 / 11 / 4 - 14:29 )
السيد أحمد العربي ، لك جزيل شكري على تعليقاتك القيمة ، وإني أشاركك الرأي والتمنيات بعلمانية عدالية تسود مجتمعاتنا ، ولكن يا صاحبي ، كيف يمكن أن نحوّل التفكير الروحاني ، بل ليس تفكير بل خضوع روحاني وبإكراه دنيوي وأخروي ، ولا يتطلب تفكيراً بل رضوخاً ، في القرن الثالث الهجري أغلق فقهاء الإسلام باب العقل ، وانتقلوا إلى النقل ، أي أنهم عطلوا حتى إرادة الخالق من غاية العقل المفكر، وإلا لكان خلق الإنسان برأس حيوان لا يفكر ويقاد بالآمر والعصا ، في مصر وحدها أكثر من أربعين مليون أمي ، أي تنابل روحانية ويقابلهم متعلمين ولكنهم أخطر من الأميين ، والدليل على ما يجري في مصر اليوم من غزو سلفي وإخواني للاستحواز على السلطة وتطبيق شريعة تعطيل دور العقل والرضوخ للنقل ، وسنبقى نزحف في مؤخرة الشعوب الحضارية نستجدي منهم كل شيء وحتى رغيف الخبز


7 - و الليالي حبالى ...؟
مصطفى حقي ( 2011 / 11 / 4 - 14:36 )
السيد علي سالم ، أحترم رأيك وتفكيرك ، والواقع غير المعقول الذي نعيشه .. والليالي حبالى يلدن كل عجيبه ، وأشكر مرورك الكريم


8 - سوريا و هجوم الرجعية التاريخية
ahmed alaarabi ( 2011 / 11 / 7 - 18:34 )
باختصار شديد الرجعية التاريخية هي الطبقة التي تبحث عن السيطرة عن طريق تكامل وعيها باتجاه التاريخ وقد كانت بداية نهايتها في اوروبا بعد ان استطاع العقل التقدمي ايجاد الالة البخارية وانهارت تماما بعد اكتشاف الكوانتم واصبح التفكير المادي واقعا ملموسا وفي تناول جميع الشعوب وهناك اعلن التاريخيون استسلامهم وتقهقروا الى معابدهم وصوامعهم مسلمين بجبروت العقل التقدمي اما في الشرق فكانت الرجعية التاريخية والدول الاستعمارية تراقب ما يحدث بقلق شديد خوفا من وصول المد المادي الى الشرق وخافوا ان يستفيق الشرق على وقع هدير الثورات المادية التي زلزلت اوروبا فاخترعوا بديلا عن الكوانتم مصطلحا اسموه اسلامي وكان الهدف منه ايجاد بديلا تاريخيا لاكتشافات المستقبل وبسبب وجود الانسان الغربي على الارض العربية كمستعمر اضطر ان يؤسس في الشرق دولا بحكم انه انسان مستقبلي ولا يستطيع ان يتعامل بغير ادوات المستقبل واستفاد من ذالك التقدميين وخصوصا ابناء الاقليات من اهل المنطقة والذين يكونون دائما جسورا للحظارة واستطاعوا ان ينظموا انفسهم وان يستولوا على هذه الدول وان يقودوا الشعوب في حرب التحرر فاضطر الانسان الغربي


9 - الرجعية التاريخية تكملة
ahmed alaarabi ( 2011 / 11 / 7 - 18:57 )
من المهم ذكره ان الدولة التي اقامها المستعمر لم تكن دولة بكافة مقومات الدولة لكنها كانت بالحد الادنى من مقومات الدولة والتي تحتاج الجهد العظيم في سبيل تطويرها ودفعها نحو المستقبل وقد لعبت الرجعية التاريخية متسلحة بالكوانتم التاريخي والاسلحة التاريخية كالصراخ والغضب وقد استطاعوا ان يستولوا على بعض الدول وان يشكلوا عائقا كبيرا امام دول اخرى من التقدم وفشلوا في دول اخرى من ان يشكلوا اي تاثير.
دعونا نتحدث عن سوريا
اولا يسيطر على الحكم في سوريا اقلية
ثانيا تتمتع الاقليات بنوع من الدعم في سوريا
ثالثا استطاعت سوريا بالاعتماد على مواردها الذاتية من الصمود امام حصار اكبر الدول المستقبلية
رابعا بسبب الدعم السوري لحزب الله وهو احد الاقليات من الصمود امام سلاح المستقبل الاسرائيلي
خامسا لا يخاف النظام السوري من التصريح با سوريا دولة علمانية
تعتبر هذه النقاط من اهم الاشياء التي تشكل عائقا امام الرجعية التاريخية من نشر تكاملها في الطبقات الشعبية الصامتة وبالتالي منعها من التكامل وبالتالي موتها
فكان الحل تدمير الدولة السورية حتى تقتنع قواعد الرجعية التاريخية بمصداقية الدولة التاريخية


10 - الرجعية التاريخية
ahmed alaarabi ( 2011 / 11 / 7 - 19:04 )
ان الحل الوحيد امام السوريين هوالهرب نحو المستقبل وتعزيز الدولة بقوانين المستقبل
ويجب ان لا تخيفهم جعجعة الرجعية التاريخية لانه بكل بساطة كلما خفت منهم كلما ازداد
صراخهم وبالتالي يزاد خوفك منهم
على النظام السوري تعزيز الحقوقات الثلاثة
1. الحقوق الدينية لجميع مكونات المجتمع
2. حقوق المراة واشراكها في الحياة السياسية والمدنية
3. حقوق الاقليات والاهتمام بمصالحهم واعتبارهم جزء لا يتجزء من مكونات المجتمع
جعل المكائن تهدر والمصانع تنتج والمدارس تخرج الموهوبين


11 - الأخ مصطفى
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 11 / 7 - 21:53 )
مقالك هذا سرقه أحدهم ويدعى رياض الأسمر ونشره بإسمه على موقع :حركشات
أرجو أخذ العلم ولك تحيتي


12 - تسوية حضارية ...؟
مصطفى حقي ( 2011 / 11 / 9 - 15:17 )
شكراً أخي محمد ماجد ديوب ، دخلت موقع حركشات وعلقت وتمت تسوية حضارية وتم استبدال بقلم إلى بواسطة شكراً لأسرة تحرير حركشات وقلمك النبل وغيرتك الأدبية

اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان