الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين أقلام كتاب المَهاجر عن معاناة الداخل؟!

محمود الحديدي

2004 / 12 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بالرغم من التهديد المباشر وشبه المباشر الذي كانت تمثله مافيات السفارات الصدامية في الخارج و الحصار الاعلامي العربي الرسمي وشبه الرسمي على اصواتهم وأقلامهم , انطلق العراقيون في المَهاجر , من اعلاميين وكتاب ومفكرين ومثقفين , يقارعون النظام الفاشستي الصدامي البائد, يفضحون جرائمه وانتهاكاته في حق الوطن والانسان والثروة والعلم , ولم تفلح اضخم ميزانية خصصت للاعلام في العالم , ولا الكوبونات سيئة الذكر , و القنوات الفضائية والاذاعات الصحف الصفراء , من احداث التوازن الاخلاقي بين الاعلامين , او بالاحرى بين الاعلام النزيه والتهريج الاسترزاقي , فانتصر الحق وزهق عبدالباري عطوان , واصحابه من مرتشفي دماء العراقيين واكلي السحت , باسم العروبة والاسلام .
ولكــن هل استمر الكتاب في المَهاجر ,, بعد التحرير ,, بنفس الكفائة والاندفاع للتعبير عن هموم المواطن العراقي الجديدة ,والتهديدات الجدية التي احاطت به وبمستقبله ؟
حزنت كثيرا بعد عودتي الاخيرة من العراق (وغياب منذ التحرير تقريبا عن الواقع الاغترابي) وانا اطالع ما يكتبه مناضلو الاعلام المهجري العراقي , الذين ابلوا بلاءً حسنا في مقارعة اشرار صدام وابواقه القومجية , وهم يستغرقون في مواضيع ليس لها اي علاقة صميمية بما يدور في ارض الوطن, وكأنهم لازالوا في عهد النظام البائد , واحمد الله ان كتاباتهم لم تصل الوطن الا لمن اشترك في الانترنيت , وهذا بعيد عن شوارب مستضعفي العراق في المدى المنظور, وان وجد ,فهو في سكرات الموت بين ضعف الشبكة وفقدان الكهرباء .
لم يعد يهم المواطن العراقي التنظير في شرعية حرب التحرير ولا ,,تسطير,, البحوث حول الديمقراطية والحرية , بل ولا حتى ماكان يفعله النظام البائد فضلا عن سرد مشاكل الاخرين في فلسطين وجيبوتي والجزائر, انما مشاكله الجديدة وهمومة اليومية التي مع الاسف لم يتطرق اليها الا ثلة معدودة من المفكرين والكتاب والصحفيين والشعراء .
قليلة جدا تلك المواضيع التي طالعتها في الاعلام المهجري العراقي تنتقد سلبيات الواقع العراقي الداخلي (حكومية او قوات تحريـ احتلالية ) خصوصا الفساد الاداري الناجم عن تسلق قدماء البعثيين والمنتفعين لمرافق حيوية في الدولة , والنهب ,,الهائل,, والمنظم لثروات البلد لصالح الاردن وبعض الدول العربية , وغض الطرف ,المقصود, من قبل المسؤولين في الحكومة الموقتة .
بل ان بعض الوزارت اصبحت ,,مافيات,, رسمية تعبث بالامن الاجتماعي وتعمل ,علانية ,لافساد اي تغيرات ايجابية لصالح الاستقرار والتحول نحو ديمقراطية حقيقية , واشغال المواطن بهموم لقمة عيشه , ومشاكله التي غدت تتضاعف حتى في جزئيات بسيطة لايحتاج لحلها اكثر من رئيس عشيرة منصف وليس دولة او محافظ . ولا شك ان المراد من كل ذلك , دفع العراقيين الى مرحلة من الياس والقنوط بحيث ,,يلعنوا,, ساعتها , الديمقراطية والحرية, ويترحموا على صدام ونظامه المتعفن , وهذه هي الكارثة الحقيقية التي على الوطنيين من المثقفين والكتاب والصحفيين ان يلتفتوا اليها , ويحذروا منها قبل الانهيار الكبير ,,لاسامح الله,, والذي تحرض عليه وتنظّر له دول عروبية , من خلال قنواتها الفضائية , واعلامها الموجه , واياديها الغير مخفية في بعض وزارات الدولة الفاسدة , والاحزاب المستحدثة, والجمعيات والمنظمات المختبأة خلف ستار الاعمال الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح