الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضات العربية ... هل هي انتفاضات قومية أم دينية ؟.

خالد تعلو القائدي

2011 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب يريد إسقاط النظام ! شعار تكرر ويتكرر في العديد من الدول العربية مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ، وهذا الحدث تكرر في العقد الثاني من القرن العشرين ولكن ليس في الدول العربية آنذاك ، بل في جميع دول العالم عندما بدأت موجات عنف شديدة بين الدول آنذاك ، وأدت الى انطلاق الشرارة الأولى لحرب عالمية أولى عام 1914 ، في حينها لم تكن هناك انتفاضات او ثورات قومية او حتى دينية ، بل الغاية منها السيطرة على العالم من قبل دول الحلفاء على حساب دول المحور ، ولكن يبدو ان شرارة الحرب العالمية وبين قوسين ( الثالثة ) ستبدأ بانطلاق شرارتها من ارض عربية – دينية ذات طابع هستيري من اجل فوز الانتفاضات الدينية على حساب التسميات القومية ، في بادئ الأمر انطلقت الثورات والانتفاضات العربية تحت مسميات " انتفاضات عربية او تحرير الشعوب العربية من الحكام المستبدين لشعوبهم ، غير ان هذه الانتفاضات والبعض منها مازالت في طور ما قبل النضوج أخذت منهجا دينيا وفق شريعة دينية لابد ان تصحح المنهج السابق الخاطئ الذي كان مصطلح القومية العربية تأتي بالمرتبة الأولى ، أما الآن فأخذت منهجا أخرا حيث تؤكد الدول المتحررة حديثا بان منهج الدين من أولويات بناء حكوماتهم التي تدعي الحرية والديمقراطية منهجا لها ، وسرعان ما تغيرت وجهات اشرحه سفن الحرية لتبحر في بودقة الدين ، وهنا نسأل بفضول ، ما هي مستقبل الأقليات التي تختلف من حيث شريعتها مع الآخرين وهم الأغلبية ؟ وأنا أتابع برنامجا على إحدى القنوات الفضائية بان العوائل اليهودية في تونس تعاني من ضغوطات من قبل الشريعة الدينية الغالبة هناك ، غير ان بعضهم رفضوا التنازل على وجودهم الأبدي هناك لأنهم ينتمون الى ارض تونس ، أما الأقباط المصريين فقد إطالتهم يد الشريعة وتعرضوا الى مضايقات فور انتصار أبطال الفيس بوك في ساحات الحرية والتحرر تحت شعار " انتفاضات عربية – قومية ، إلا أنها أصبحت فيما بعد انتفاضات دينية فقط ، في البحرين يعاني الجعفريين من نفس المرارة قبل ان تنضج انتفاضات الحرية هناك ، وفي العراق يعاني السنة من هيمنة الشعيين حسب ادعاءاتهم ، فالإيرانيين هم المسيطرين على الأنظمة السياسية في العراق ، والمسيحيين يعانون من إرهاب المتطرفين المتدينين ، أما نحن الايزيديين " عفوا الكورد الايزيدين " ما هو مصيرنا في حال سيطرت الانتفاضات الدينية على السلطة ؟ إذاٴ هناك تناقض واضح ما بين أهداف الانتفاضات والثورات العربية في بداياتها في إرساء قواعد الحرية والعلمانية والديمقراطية في بلدانهم العربية ، فتوجهات السياسيين الجدد تشير إلى أنهم يريدون تغير قواعد لعبتهم من القومية إلى دينية ، وفوز حزب النهضة التونسي دليل واضح على كون تلك الانتفاضات غايتها إرساء المبادئ الدينية في حين الواقع يؤكد على سياسية فصل السياسة عن الدين ، لان الدين لله والوطن للجميع ، والشيء الذي نتخوف منه نحن الأقليات والأديان ذات أغلبية قليلة أن تجتاحنا تلك السياسات التي تتمتع بالنكهة السلطوية تحت مسميات دينية ، منها معتدلة ومنها متطرفة ، وتعمل على انصهارنا في دهاليز مظلمة وينتهي بنا الأمر إلى التلاشي من الوجود ونفقد وجودنا ، في ظل هذه الثورات العارمة التي اجتاحت البلدان العربية القريبة منا أو البعيد ، فتأثيرها كبير علينا وهو تأثير سلبي ، ونتمنى أن لا تصل إلينا تلك الانتفاضات التي في نهاية المطاف ستلبس ثوب الانتفاضات الدينية على حساب القومية التي هي بالأساس مجرد واجه مزيفة في كل وقت وكل حين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة