الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوليس التمييز بين المواطنيين يصيب الديمقراطية في مقتلٍ..؟

جاسم محمد الحافظ

2011 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أوليس التمييز بين المواطنيين يصيب الديمقراطية في مقتلٍ..؟
مقتنع أنا , مثل غيري من الاكادميين والمثقفين وجميع المهمومين بشؤون البلاد من العراقيين وأصدقئهم , بان مايجري الآن في العراق مخاض صعب وطبيعي لمجتمع خرج تونأً من الأستبداد , ومقتنع أيضاً , بأن صراعات أطرافه تحكمها مجموعة من قوانين الصراع الاجتماعي , صراع بين من يحلمون برغيف خبز ومسكن لائق , وحياة كريمة وأستقلال ناجز ومستقبل وضاء , وأخرون يشدون الناس الى عوالم البؤس والجوع ومضاهر الأستبداد والعبودية والتخلف , بين من علمتهم الحياة بان الاحرار وحدهم القادرون على زراعة الأمل في النفوس المتعبة وحصاد نتائجه الطيبة , والآخرون الذين يعيشون على حافات تأريخ يعج بعوالم الفجيعة والخرافة والقنوط , أنه صراع بين أغلبية ملتفة حول مشروع الديمقراطية وحلم ارساء مقدمات بناء دولة العدالة الأجتماعية والمساواة , وبعض من أقلية نافذة في الحكم وحاشياتها المدججة بالجهل , التي يَضرُ هذا المشروع بمصالحها الأنانية الضيقة . ويدفع بها الى التعالي على الجماهر الشعبية وأنتهاك حقوقها .
ولاشك بأن من بين مضاهر هذا الصراع هو التمييز بين المواطنيين , الذين شددت بعض نصوص الدتسور على مساواتهم في الحقوق , ولذا لم اكن مقتنعاً بصواب محتوى تعميم اللجنة القانونية لمجلس الوزراء الموقر, القاضي بمنح الرئآسات الثلاث وأعضاء البرلمان وغيرهم من عُليَة القوم راتب تقاعدي شهري بواقع 80% من رواتبهم ومخصصاتهم الشهرية , في والوقت الذي يتقاضى فيه عامة الناس من منتجي الخيرات 80% من رواتبهم الأسمية وفق ضوابط مدة الخدمة والعمر , وليس كالصنف الاول المشار أليه أعلاه والمستثنى من تلك الضوابط بالتأكيد .
أنني أشعر بالحزن على هكذا طاقم سياسي لا يرغب في مغادرة مناطق الحرام , ويوسع بافعاله هذه مساحات أنعدام الثقة بين الدولة ورعاياها , مما يلحق أفدح الأضرار بالعملية السياسية , ويخلق أجواء أجتماعية مشحونة بالتوتر وبمشاعر الأحباط والتذمر , التي تخلق بدورها بيئة ملائمة لأنتعاش التطرف والأرهاب , وحتى لا يعود العراق ملعباً للموت ثانية , ويلف أهله الخوف والجوع وتفجع النساء وتيتم الأطفال وتهدر ثروات البلاد . ينبغي على أعضاء البرلمان العراقي أن يكونوا حماة أوفياء لمصالح ناخبيهم , وأن يكفوا عن البحث في مستنقعات التمييز بين المواطنين , وأن يحموا الدستور – رغم ثغراته - ويمنعوا انتهاك قواعده الأساسية , وأن يدافعو عن مصالح الفقراء والكادحين و شرائح المجتمع الاخرى ويوطدوا وحدتهم الوطنية .
ان أنصاف المتقاعدين وأشعارهم بالمساواة مع أقرانهم من موظفي الدولة ومنحهم الراتب الاسمي 100% على اقل تقدير , لضمان أستحقاقات الشيخوخة ومستلزماتها , وعدم التعامل معهم , كما التعامل مع المكائن والآلات المندثرة . يعبر عن أحساس بالمسؤلية أزاء شريحة واسعة من جيلٍ , لا ينبغي أن يكون خَلَفهُ جاحدا أزاء تضحياته الكبيرة . ومنتهكاً لحقوقه ورافضاً شموله في حق اعادة التوزيع العادل للثروة . وتذكروا بأن علي (ع) أوصى ولده الحسن (ع)قائلاً : " يا بُني أجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك , احبب له ما تحب لها وأكره له ما تكره لها... "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت