الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب الفكري , والطرق السريعة لابادة الرأي الاخر

احمد مصارع

2004 / 12 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


من أجل فضاء معرفي يقارب العلوم ويحاول جاهدا رفع مستوى الوعي العام , وبحثا عن الخطاب الملائم الذي يتناسب مع رغبة القاريء الذي يكد ويبحث عن المعلومة والرأي والتحليل , بل والعملية الجدلية الإنسانية , ومن جميع جوانبها الفكرية والسياسية الاجتماعية.
من أجل فضاء صحي يلعب دوره كرافعة أخلاقية عامة , وحين يجد الكاتب الحقيقي نقطة ارتكاز , كما وجدها ارخميدس , فسيكون بمقدوره , رفع العالم بأسره .
من هو هذا الكاتب بالعربية , والمسمى بالأديب , ومن دون أن تكون لديه خلفية فيلسوفية ولو في حدها الأدنى , وحين يتطلب الأمر ويكون من واجبه إبداء رأيه في القضايا ذات الهم الإنساني العام والإقليمي والمحلي , نجده يرد بكل بساطة : أنا لا أحب التنظير .
التنظير أو ما يمكن تسميته تشخيص الواقع المحيط بنا , وهو عمل طهوري , ويستحق جهد الكتابة , عبر التفكير المعمق , وأدبيات الأمانة العلمية , وروح المسؤولية , وعبر الخطأ والصواب , والتصحيح أحيانا والتراجع , أحيانا أخرى , والتنظير ليس من المطلق , أو المحرم , وما الذي يمنع المرء أن ينجح في شيء ويخفق في آخر , أو يعترف بالعجز عن امتلاك أدوات التحليل وغاياته .
وعندما يستخدم تعبير التنظير كما لو كان أو عملا لا طائل منه , فسيكون علينا اعتبار أن لا ضرورة للإنتاج الفكري , والبقاء في حالة استهلاك لما يجود به الفكر العالمي , وهذا يعني البقاء مطلقا على هوامش الحياة المتجادلة بتراص مستمر لامكان فيه لفراغات اعتباطية.
الطرق المبتكرة والسريعة لابادة الرأي الآخر نحيفة جدا وواهية , وهي من نوع :
أنا لا أحب ذلك , يعجبني ولا يعجبني , وهذا المنحى يحمل بعض العذرية والبراءة قياسا للمولعين في استظهار الجمل الطنانة والرنانة
التهم المباشرة من التخوين والتعميل والتابعية , والتربيط والاشتباه , وهي مجموعة تهم أصبحت ممجوجة ومباشرة , ولم تعد مقبولة ولا أقول مرفوضة , ولكنها تفتقد الى الأدلة والبراهين , وهي من واجبات جهات شرطية من خارج فضاء الفكر .
هل الشمولية تهمة ؟ !
هل استخدام منهج التآمر في التحليل السياسي خطأ ؟ من قال بذلك من علماء الفكر العلمي والسياسي , ولقد قامت حركات وأحزاب بل ودول عظمى حديثة على مبدأ فضح التآمر لقوى الشر كما كانت تحددها ايديولوجيلتها ,والتآمر موقف يلجأ فيه الطرف المتآمر على إخفاء حقائقه الخاصة وتمويه غاياته وهذا من الواقع الإنساني , وهذا لايعني مشروعيته .
هل البطولة بدون تحديد الاتجاه , ليست من حقائق الواقع , بل ومن محركاته القوية ؟ وهي البطولة من النوعين الفردي والمجتمعي ,والإنساني .
للإرهاب الفكري مفردات شائعة ومنها , التخوين والتعميل والتربيط والاشتباه , وهذا لا يشكل بحد ذاته مبررا للكاتب في التهرب من أداء واجبه الرسالاتي وحتى لا ننحت المفردة الرسولية المقدسة .
سيف الإرهاب الفكري المتلون بحسب الحاجة التي يستثمرها الممولون وخاصة إذا كانت باتجاه مضاد للحياة .
ويتم نشر روح من الإحباط والتيئيس المدروس عن طريق استخدام مفردات الدرجة الثانية , والهادفة الى نشر
روح من اللامبالاة , والعبثية , من نوع ما قيمة التنظير , أو على من تقرأ زابورك يا دافيد .
التشميل واللبرلة الجديدة , والقومجة , والأسلمجة , والثور جة , و....
إرهاب من الدرجة الوردية .
في الفضاء المتسع للفكر العالمي ,تقدميا كان أو رجعيا متسع للاختلاف والجدل والمقاومة , ولكن آليات الجدل الايجابي المثمر غائبة حقا , ولذلك يشهد فضاء الثقافة بالعربية جمودا لا يتناسب مع مستوى الحياة المعاصرة ويتمثل بالأداء الضعيف , والتطور البطيء , ولا يساعد على الفرز اللازم الضمائر الجمعية التي تخلق العمل المؤسسي الفاعل , وبذهاب الجهود سدى لضربات السيوف في بحر متلاطم .
يمكن لأي منا اختيار ثياب جاهزة ,ولكن عبر البحث والمقايسة الملائمة , والأصعب منها أن يجعلك الآخر ترتدي الثياب الجاهزة كما يختارها هو لك ودون مراعاة مقاساتك الواقعية ...!!
احمد مصارع
الرقه -2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل