الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس ثقافته نزيهة وهو بخير ولن يحل السلطة:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 3
القضية الفلسطينية


تتعدد الاطراف المعادية للانجاز الفلسطيني الوطني الراهن على الصعيد الدولي. وتتنوع منطلقات محاورها, وتتباين حدة هجماتها على هذا الانجاز, وفي قلب هذا الهجوم العاصف, ينال شخص الرئيس محمود عباس الحجم الاكبر من محاولة اصابة القيادة الفلسطينية, خاصة بعد ان كشف عن صبة نوعية قيادية فلسطينية خاصة رفعته الى مقام الرمزية ووشحته بوسام كارزمية الزعامة التاريخية,
اللاسامية, عرقلة السلام, الاحباط, هي اشكال هجوم عدوانية تحاول عتراض النهج الوطني في الرئيس محمود عباس عبر العمل على التشكيك بسلامة شخصيته الثقافية, واستدلالاتها السياسية, وسلامته النفسية,
فتهمة اللاسامية التي يحاول الكيان الصهيوني الصاقها بالرئيس محمود عباس فهي تحمل هدف تجريم صورته الثقافية في المنظور العالمي له, عبر محاولة النيل من قناعته بذات هويته الوطنية وحقوقها واصالتهما التاريخية الطبيعية واستبدالها بشخصية عاطفية يملؤها الحقد الطائفي على اليهودية,
ويبدوا ان الرئيس محمود عباس كان على درجة من الانتباه المبكر لامكانية لجوء الصهيونية لهذه المنهاجية, وقد احتاط لذلك مسبقا بحرية الاتصال بالجاليات اليهودية اينما اتيح له ذلك, مقرا بحقوق اليهودية الفلسطينية لا اليهودية الصهيونية العدوانية, ولعل اخر اشكال هذا الاقرار كانت بانه شخصيا من اقترح ترقية عضوية الاخ ايلان هاليفي الفلسطيني اليهودي الى مرتبة عضوية المجلس الثوري لحركة فتح, حيث قبلت هذه العضوية وعجز اعلامنا الفلسطيني عن ان يجعل منها احد وقائع الصراع في الوقت الراهن فمر عليها مرور الكرام,
هنا لا بد من محظة ان اعلامنا الفلسطيني لا يرتقي فعلا لمستوى المبادرة القيادية, ويبقي نفسه في حجم التصفيق والتهليل للانجاز القيادي عوضا عن ان يكون جناحا له يساعده على التحليق في سماء المبادرة الوطنية, لا ادري اذلك خوفا من تاجيج طائفي واحتمال هجوم اسلامي, او لتكلس في طبيعة وطنية هذه الوسيلة وادواتها وكفائاتها, او لان وطنية القائمين على الاعلام الفلسطيني لم ترتقي بعد لمفهوم مقولة الخصوصية الوطنية الفلسطينية, والتي تتاسس على مفهوم تكافؤ المواطنة الذي نرجوا ان تنتبه لاهميته ايضا كوادر الصياغات الدستورية الفلسطينية ومجلسنا التشريعي,
ان ابراز حسن علاقة السلطة بمواطنينا الفلسطينيين من اليهودية السامرية في نابلس, تبقى من مهمات محافظة نابلس, التي يجب ان يتصدى لتطويرها كادر الاشراف على المحافظة بدءا من السيد محمود العالول, والعمل على اكتشاف مساحة العلاقة بهم والارتقاء بخدمتها للمستوى السليم الذي تفرضه حقوق المواطنة, الى جانب دعوتهم لابراز دورهم في المهمة الوطنية, فمن الواضح انه يمكن لهم ان يلعبو دورا لا شك انه سيكون مهما للانجاز الوطني الفلسطيني,
كذلك ان يتم تطوير علاقتنا بجماعة ناطوري كارتا, وتوضيحها اعلاميا, ليس باعتبار مبدئية العلاقة فقط وانما ايضا لتوظيفها سياسيا في صورة مبادرتنا الدولية,
ان ما نقصده هنا هو محاولة اخراج الصراع من صورته الطائفية التي فرضت عليه منذ بدءه وكما صاغ وعد بلفور اسس الالية التي لا يزال يعمل عليها حتى الان, والبرهنة على ان الوطنية والسلامة القومية هو جوهر منهجية الطرف الفلسطيني في الصراع, وان هذا الجوهر يبناه ايضا اليهود الفلسطينيون.
ان ادراك الرئيس محمود عباس وقلة من القيادة الفلسطينية لهذا الخلل ومحاولتهم بسلوكهم السياسي الشخصي معالجته لم يعد كافيا, وعلى كادر الفصائل الفلسطينية و م ت والسلطة ادراكه والعمل عليه,
ان الصهيونية لعبت طويلا على هذا الخلل, وهي تركز هجومها من خلاله الان على شخص الرئيس عباس في محاولة لاثبات ان صلابة موقف رفضه العودة للتفاوض انما مبعثه خلل ثقافي نتج عنه خلل رؤية سياسية ذات ابعاد طائفية, وان المنظور الفلسطيني لما يجب ان تكون عليه التسوية هو منظور اسلامي طائفي لاسامي,
ان الوجه الاخر الذي تعرضه _الصهيونية وحلفائها_ لشخص الرئيس عباس هو وجه الاحباط من الانهزام الفلسطيني على صخرة الصمود الصهيوني, ويحاولون التدليل على ذلك بتحريف تصريحاته السياسية والشخصية. حيث يبرزون الان مقولة _ الاستقالة_ التي لم يقل بها ابدا الرئيس وايضا مقولة حل السلطة وهذه ايضا لم يقل بها الرئيس,
فالرئيس قال بانه لن يرشح نفسه في الانتخابات الفلسطينية القادمة, وان لن يقبل ان يرشحه غيره لذلك, ولم يقل ابدا انه سيستقيل وقد اوضح ذلك بصزرو قاطعة في لقاءاته الصحفية وفي خطاباته بمناسبات عديدة, دون تحديد الاسباب والتي قد تكون صحية او غيرها, ومع ذلك فهو لم يقل انه سينقطع او يعزل نفسه عن الحياة السياسية الفلسطينية,
كذلك الامر بالنسبة لمقولة حل السلطة والتي جاءت بفعل تحريف تصريحاته التي تدعو الى قراءة واقع السلطة في ظل الاحتلال ومحاولة معالجة الخلل فيه, وهذا معنى تساؤله السلطة الى اين؟
ان تكون السلطة في خدمة الاحتلال هو مسار, او تكون في خدمة الاستقلال والسيادة الوطنية الفلسطينية, هو ايضا مسار اخر, ونحن جميعا نعلم ان الكيان الصهيوني عمل على حصر السلطة في مجال التنسيق الامني والاشراف الاداري, مما يعني ان تساؤل الرئيس هو حول هذا الواقع, لا حول مبدأ وحقيقة وجود السلطة, وتعبيرها السياسي عن الاستقلالية والسيادة الفلسطينية,
ان الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني هو الذي يسعى الان للتخلص من السلطة الفلسطينية, غير انهم يحاولن ان تكون حفلة وداعها الاخير هو التوقيع على الاعتراف بيهودية دولة الكيان الصهيوني, لذلك يجري انهاك السلطة يتقاطع مع مسارهم هذا مسار الحركة الانشقاقية ان بمستواها الفصائلي العام او بالمستوى السياسي الخاص الذي تسلقته حركة حماس, ولذلك كان على كل الفصائل الفلسطينية التي تقبل مقولة حل السلطة او ترفضها ان تعبر عن وطنية جذرية بان تتنازل عن كل شروطها الفصائلية الخاصة وان تتوحد في م ت وان تسند بقاء السلطة, لا ان تبتزها فقط كما كان المنظر المخزي في خطابات ممثلي الفصائل في حفل الجبهة الشعبية الديموقراطية في رام الله لتكريم الاسرى المحررين, حيث نجد الجبهة الشعبية تزاود حركة فتح و م ت و السلطة الفلسطينية مطالبة بالتخلي عن التسيق الامني عوضا عن تعلن هي تبنيها الكامل لمنهجية تدويل الصراع, كذلك لم يقل مزايدة عن السيد ملوح السيد حسن يوسف الذي ادعى انه مخول من حركة حماس بالتوقيع فورا على المصالحة ونحن نعلم تماما ان السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة نفسه غير مخول بذلك.
ان دعوة الرئيس محمود عباس اذن لقراءة الى اين يتجه مصير السلطة تبعا للشروط الفلسطينية والصهيونية لواقعها الراهن لا تتعلق اذن بدعوة لحلها بل بدعوة لمعالجة خلل هذه الشروط, عبر دعوة الفصائل الفلسطينية الى الاقرار نهائيا بشرعية تمثيل م ت للشعب الفلسطيني واظن ان هذا سيكون المحور الرئيسي من محاور لقاء الرئيس بالسيد خالد مشعل, والذي بدأت دولة قطر _الشقيقة_ مبكرا بالعمل ضده وللاسف فان حركة حماس تنساق خلفها, حيث ستتخلى عن النظام السوري حليف الامس وتستبدله بالاردن حليف الغد.
ان ما يجب قراءته في كل هذه الصورة هو ان مدى الاستقلال الذي احرزه في الفترة الاخيرة القرار الوطني الفلسطيني, انما صعد من حدة اختلافه مع تقاطع مصالح الاجندات الاجنبية المعادية لنا الاقليمية والعالمية وكذلك الاجندات الفصائلية المحلية, وانها تحمل منهجية الرئيس محمود عباس الشخصية مسئولية تصعيد هذا الاختلاف مما استثار غضب دبابير الاجندات الفصائلية المحلية والدولية الاجنبية,
ان الرئيس عباس ودون معرفة شخصية به ودون صلة تنظيمية معه, غير محبط, ولا يتجه لحل السلطة الفلسطينية, يؤشر على ذلك صموده التفاوضي, وقدرته على شق مسار نضالي وطني جديد, وتمتعه بشعبية فلسطينية واسعة, ومكافئه بما تحقق من انجاز وطني فلسطيني على الصعيد الدولي, وادراكه التام لمدى الحرج السياسي الذي يسببه عالميا للصهيونية والولايات المتحدة الامريكية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش