الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتمالات الانتخابات التشريعية في المغرب؟

عبد الله بوفيم

2011 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


المغرب مقبل على الانتخابات التشريعية يوم 25 نونبر 2011. انتخابات في ظل رياح الخريف العربي التي أصبحت تهدد الأخضر واليابس. انتخابات مع تنامي قوة حركة 20 فبراير التي حملت شعار المقاطعة والساعية لزعزعة استقرار المغرب ودفعه لمسار ليبيا وسوريا.
أسئلة عديدة تطرح نفسها في خضم الانتخابات المقبلة, أولها ما الذي سيكون موقف الدولة المغربية وخاصة وزارة الداخلية؟ هل ستقبل بعملية انتخابية نزيهة؟ أم أنها ستتدخل بطرق مباشرة وغير مباشرة للتحكم في المسار الانتخابي مخافة فوز الإسلاميين مثل ما وقع في تونس؟ هل سيعي الإسلاميون المغاربة الدرس التونسي ويشاركون جميعا في التصويت؟ أم انهم سيوترون خلافاتهم التافهة ويقاطعوا التصويت؟ أي مستقبل للمغرب إن فاز الإسلاميون بالانتخابات؟ وأي مستقبل له إن فاز العلمانيون؟ وأي مستقبل له إن زورت الانتخابات التشريعية لصالح تحالف الثمانية؟
الدولة المغربية ليس من عادتها أن تتفرج وتنتظر المفاجئة, بل هي التي تخلق المفاجئة وترسم الخرائط الانتخابية شهورا قبل النتائج. والدليل هو أنها جمعت ثمانية أحزاب متناقضة البرامج والتوجهات, لتوحي للشعب المغربي أن تحالف الثمانية هو الذي سيفوز لا محالة, وعندها تنزل بثقلها وبأساليبها الغير المباشرة طبعا, من أجل البلوغ لفوز التحالف الجديد وبالتالي ترتاح من التوقعات المخالفة. وزارة الداخلية المغربية لن تسمح بفوز الإسلاميين مهما كلفها الأمر.
الحركة الإسلامية في المغرب ممزقة ومحارب بعضها لبعض, حزب العدالة والتنمية وحركة الوحدة معه, مقتنعون بالمشاركة في الانتخابات, في حين أن جماعة العدل والإحسان التي تعتبر اكبر تنظيم إسلامي في المغرب مقتنعة بعدم المشاركة بل وداعية للمقاطعة.التنظيمات السلفية بدورها تنادي بالمقاطعة بل وتحرم المشاركة في الانتخابات.
إن فاز العلمانيون بالانتخابات التشريعية وكونوا حكومة, وكان حجم الإسلاميين ضعيفا فإن مصيرهم سيكون كالحا, وسيقوم التيار العلماني بتصفية الإسلاميين تصفية خطيرة وبتغطية ودعم من وسائل إعلامهم.
رغم أن المغرب يعرف ضغطا قويا من الحراك الشعبي ورغم الظرفية الخطيرة في العالم العربي, ورغم قوة حزب العدالة والتنمية فإن واقع الإسلاميين في المغرب واقع مزري, السلفيون يعتقلون بالمئات, والعدل والإحسان محاصرة والعدالة والتنمية تتعرض لحرب إعلامية شرسة من باقي الأحزاب ووسائل الإعلام.
الإسلاميون كلهم مهددون, لذا من باب التعقل والحكمة أن يوحدوا الجهود ويخدم كل منهم الآخرين من منطلقه. العدل والإحسان تخدم الحركة الإسلامية بمشاركتها في الحراك الشعبي, مخافة أن تترك الميدان للتنظيمات العلمانية. حزب العدالة والتنمية يشارك في العمل السياسي ويخدم المسلمين والدين الإسلامي في المنابر الحكومية.
السلفيون من منطلقهم يخدمون الحركة الإسلامية والشعب المسلم من خلال فرضهم للمبادئ الإسلامية والعدل في السجون حيث يواجهون القوة بمثلها والعنف بالعنف, وبذلك يخلقون مجالا مهما للدعوة من داخل السجون المغربية.
السجون المغربية كانت وكرا لكل الموبقات وأشبه ما تكون بالغابة, لكنها وبتنامي قوة السلفيين بالمغرب, وحشرهم في السجون واختلاطهم بسجناء الحق العام, أصبحوا في المحك ونظرا لكونهم في الغالب ممارسون لفنون الحرب وقادرون على الدفاع عن أنفسهم, فإنهم سيكونون قوة الردع في السجون وحماة المستضعفين وبالتالي خلق مجال للتربية والدعوة من داخل السجون وتخريج أفواج من السلفيين من داخلها, لتصبح السجون مدارس إسلامية بعد أن كانت مدارس للفسق والفجور.
الحكمة والتعقل تقتضي من جميع الإسلاميين أن يوزعوا الأدوار, لكن عند الملمات أن يعين الآخرون كلا في دوره ولو في السر. يستفاد من هذا أنه وجب على جميع الإسلاميين أن يشاركوا في التصويت أو على الأقل أن يشجعوا المتعاطفين على ذلك ولو سريا, كي لا ينهزم الإسلاميون عموما.
فوز الإسلاميين في المغرب في الانتخابات التشريعية المقبلة قد يكون صمام الأمام لإخراج المغرب من عنق الزجاجة والخروج سالما من فصل الخريف العربي.
صحيح أن العلمانيين لن يتقبلوا تلك النتائج ويخلقون ضوضاء مؤقتة لكن مهما على صراخهم فلن يفلحوا في زعزعة استقرار المغرب. فرنسا لن ترضى بذلك وستحارب المغرب في وحدته الترابية كما إسبانيا والصهيونية العالمية.
المغرب إذا في مفترق طرق خطير, إن زور الانتخابات وأرضى الصهيونية العالمية سيفقد الجبهة الداخلية التي ستخلق له متاعب خطيرة. بالمثل إن قبل بالديمقراطية الحقة وقبل بفوز الإسلاميين في المغرب, سيؤلب عليه الصهيونية العالمية ويخسر الجبهة الخارجية.
الحل الوحيد أمام المغرب هو أن يسمح بفوز الإسلاميين فوزا يجعلهم عاجزين عن تكوين الحكومة دون تحالف مع أحزاب الكتلة, وبالتالي يدفع تحالف الثمانية للمعارضة ويحافظ على توازن المغرب داخليا وخارجيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نتمسكن حتى نتمكن.ههههههههههههه امك ياامك.....
اوشهيوض هلشوت ( 2011 / 11 / 3 - 21:28 )
فعلا لما قرات ((المقال)) تاكد لي ان الظلامية هي التي تملك الحقيقة وحدها هههههههههههههههههه وتبين لي ايضا ان صاحب المقال قفز الى بحر يجهل عمقه وخطورته... ولكن لاباس ان يقدم نفسه قربانا/شهيدا ل((الاسلاميين)) حتى يتداركوا الموقف فيوحدوا انفسهم و((يستولوا )) على السلطة للقضاء على العدو اللدود العلمانيين (( الكفرة)) والليبراليين ( الصهاينة)) والعقلانيين ((الزنادقة)) الى آخر النغمة النشاز التي يتغنى بها المخدرون باوهام الماضي السحيق
صراحة لاافهم ما العلاقة بين مبطلات الوضوء وخروج الريح والديموقراطية ونزاهة الانتخابات.... لكن ما اعرفه عن ((قطيع الخونج)) انهم يعتبرون الديموقراطية بدعة (وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ومن يقول منهم غير هدا فهو منافق وجبان
اخيرا اهمس في ادن صاحبنا -كفى من الأحلام ومن تخدير العوام


2 - لكل حادث حديث
عبد الله اغونان ( 2011 / 11 / 4 - 01:30 )
اشكر الكاتب على غيرته وشجاعته.جل ماجاء في المقال صحيح اذ له شواهد من
الواقع الجبهة الاسلامية للانقاذ وحماس وانهضة التونسية وليبيا في طور التشكل
وقد سبقت التجربة الايرانية ..هناك دائما مواجهة لاي تيار اسلامي في الداخل والخارج.الكل يتغنى بالدمقراطية ويتنكر لها ان كانت ذات مرجعية اسلامية.نادرا ماتجد من يؤمن بها في اخلاص.اول بوادر الرفض جاءت من جريدة فرنسية بدعوى حرية التعبير سخرية من رسول الاسلام وطعنا في فوز .الدمقراطية
لعبة مبنية على الاعيب لايتقنها الاسلاميون .اذ لو اتحدت العدل والاحسان والسلفيون والعدالة والتنمية لفازوا بالتاكيد باغلبية مطلقة ولكن لم نصل بعد الى
هذه المرحلة وحتى لو حدث هذا قد لاتسلم الجرة فتجربة الاخوان وحزب العمل مرت بهذ ا النفق .ان فاز العدالة والتنمية منتظر ان يقاطع لكن المهم هو اظهار الحجة.ولاباس بموقع معارضة يراقب وينتظراستفحال الفشل الكبير ممن لن يستطيعوا تحمل المسؤولية ونفاد صبر المواطن .الصراع سيبدا عما قريب داخل
التحالفات الحزبية بل وداخل كل حزب على حدة.لننتظر وبعدها لكل حادث حديث

اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار