الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!

لؤي الخليفة

2011 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان الطريق بات ممهدا وسالكا امام اؤلئك الذين كانوا ينادون ويطالبون بالتقسيم , فها هي محافظة صلاح الدين تدق المسمارالاول في نعش العراق وثمة مسامير اخرى تنتظر الوقت المناسب , سيما وقد امنت دعما ماديا وسياسيا من دول اقليمية ومن تلك التي لها مصالحها والتي منذ سنين تسعى الى هذا الهدف بغية بسط سيطرتها وابعاد شبح اية مخاطر قد تصدر عن هذا المكان .
جميع المسؤولين دون استثناء كانوا السبب المباشر للاوضاع السيئة التي يمر بها البلد وعلى مختلف الصعد الداخلية والخارجية , وجميع دول الجوار تتأمر على بلدنا وتريده ضعيفا واهنا ممزقا وتغذي الصراعات الطائفية والكتلوية , وقد شهدت الفترة الاخيرة تصاعدا في الاحداث المأساوية والنزاعات بين الساسة وبالذات بعد اعلان واشنطن عزمها سحب قواتها نهاية هذا العام .
فأيران وسوريا كانتا قد وضعتا العراق بين كماشتين , الاولى بذلت وما زالت ما في وسعها لخنق البلاد من خلال السلاح والمال وعناصر الارهاب وغيره, فيما فتحت سوريا ابوابها امام ارهابيي العالم ودفعهم الى العراق ... اما السعودية والكويت ومعهما دول خليجية اخرى فلم يكن دورهما اقل قذارة من السابقتين , فقد تمكنا من شراء ذمم سياسيين واعلاميين وتقديم الدعم المادي للارهابيين ... اما الاردن وتركيا فلم يكونا بعيدين عن الادوار السابقة الا انهما لعبا دوريهما بهدوء وبعيدا عن الاضواء ... ليس هذا فحسب بل هناك دولا غيرها كانت هي الاخرى قد ساهمت بدعم وافتعال الخلافات والازمات السياسية واعمال العنف والمساهمة في الانفلات الامني وتمويل خلايا الارهاب في الداخل والخارج ... اضف الى كل هذا المعضلة الاكبر والمتمثلة بالاحتلال الامريكي ودوره المشين الذي ما يزال يمارسه في تأجيج الصراعات والنزاعات والتي ازدادت وتيرتها في الاونة الاخيرة بعد اعلان الرئيس اوباما عن انسحاب قواته قريبا من العراق ... وليس بخاف ان هذه الدولة زرعت في بلدنا الكثير من العملاء وفي شتى المجالات والصعد بدءا من الساسة مرورا بالعشائر ووصولا الى العامة , وسيكون في المستقبل القريب لاؤلئك بأسا غير قليل وخاصة في الصعيد السياسي ...
وبينما يمسك هذا الاخطبوط الهائل بقوة وعنف بتلابيب العراق جائت الجولات المتتالية لعرابي التقسيم لهذه العاصمة او تلك , ولم تألوا هذه العواصم جهدا سوى ان تغدق العطاء وتزيد الدعم وتعبد الطريق امام تلك الحثالات والشراذم ...
ولم تكن الاوضاع على الصعيد الداخلي بأفضل حالا من الصعيد الخارجي , حيث تصاعد الخلافات وتعقد سبل الحل وتنكر كل طرف للاخر واستفحال ظاهرة الاقصاء والتهميش والاجتثاث والتي تكللت اخيرا بعملية الاعتقالات الاخيرة والتي استهدفت حسب المصادر الامنية عناصر من البعث المنحل ... وان كنت كغيري لا اعلم مدى صحة المؤامرة التي نسبت الى البعث والتي بسببها زج بالمئات في المعتقلات , بسبب فقدان الثقة بالقوات الامنية لكثرة مماراساتها الخاطئة ... اقول كل ذلك وغيره اتخذه البعض ذريعة للاعلان عن نوايا التقسيم السيئة اخذين بنطر الاعتبار الظرف والوقت المناسبين خاصة مع تلويح المحتل الانسحاب حيث ستكون الساحة مكشوفة , اضافة الى كونها فرصة قد لا تتكرر ثانية فراحوا يتبارون في اعلاناتهم وكما اعدت لهم من قبل دول المنطقة .
لن ات بجديد حينما اذكر ان الطريق الصحيح لحل الخلافات والعقد المستعصية لا يأتي بالتمترس وراء الخنادق والاصرار في الوقوف في المكان الخطأ , بل عن طريق الحوار الايجابي والبناء وتقبل كل طرف للاخر وعدم فسح المجال لمن يسعى الاضرار بالبلد واشعال الفتنة او الحرب الاهلية ... وان عدنا الى عمليات الاعتقالات الاخيرة , على سبيل المثال , ولو سلمنا انها كانت سليمة وبنيت على معلومات صحيحة ودقيقة , فما الضير ان يسعى المسؤول الذي عارض العملية سواء أكان في الحكومة او البرلمان او حتى في مجالس المحافظات في دعم هذا الجهد من خلال توفير محاكمة عادلة وعلنية للمعتقلين وبحضور فاعل من جميع الاطراف لمعرفة البريء من المذنب , ولا اعتقد ان ثمة سوف يعترض من على معاقبة من تثبت ادانته , وهنا لا بد من الاشارة الى ان البعث الذي استلم السلطة في البلاد لمرتين وعن طريق الانقلاب والغدر كان قد عاث في البلاد فسادا ففي المرة الاولى نكب الشعب العراقي والكوارث التي ارتكبت بحقه ما زالت ماثلة للعيان , اما في المرة الثانية فقد سلم العراق للاحتلال ليكون السبب المباشر للمعانات الحالية والمأسي والكوارث التي يكابد منها الشعب وصولا الى تلك الدعوات النشاز المطالبة بالتقسيم ...
وفي ظل هذه الاوضاع المتأزمة خرج علينا مجلس محافظة صلاح الدين ليعلن المحافظة اقليما دون اي مسوغ او مبرر لهذا الاجراء فلا البيان الذي اصدره المجلس ولا تصريحات مسؤولي المحافظة كان مقنعا بل ان الانفعال والتخبط واضحين والاكثر وضوحا هو الاجندات التي تقف خلف الاعلان ... اما استعصاء حل الخلافات السياسية بين المسؤولين في بغداد واسطوانة الاقصاء والتهميش والاجتثاث وقلة الموارد المستلمة من خزينة الدولة وغيرها لا ترتقي لمثل هذا الاعلان المزلزل , ثم هل تمكن مجلس المحافظة من صرف ما خصصت له الدولة من موارد ؟ , وهل تمكن من القيام او تقديم اية خدمات لاهالي المحافظة ؟ , ... ثم ان هذا الاعلان الخطأ اوقد فتنة يصعب وأدها , فها هي محافظتي الانبار ونينوى راحتا تلوحان بذات المطلب , وما يجدر ذكره هنا هو ان مجلس محافظتي صلاح الدين ونينوى فيهما اعداد غير قليلة من ذات التيار الذي يتولى رئاسته العراب الامريكي السعودي الكويتي .
ان الجميع يعلم ان كل ما جرى ويجري لهذا البلد سببه الدستور المشوه والذي اعد في اروقة مشبوهة , ويعرف ايضا ان طرفا واحدا على الاقل متشبث بهذا الدستور , لذا فليس امام المسؤولين سوى طريق يتيم لا غيره وهو تعديله مع الابقاء على الامتيازات التي حظيت بها كردستان كي لا تقف حجر عثرة امام التعديل , وحينها فقط سيتم وضع حد لهذه المهازل ولجم من يحاول العبث بالبلاد وتجنيبها المزيد من الانقسامات من خلال بوابة الفيدراليات التي لا مبرر لوجودها بالدستور بعد استغلالها من قبل البعض كمسعى اناني مصلحي ونفعي لا يمت الى الوطنية بشيء , وحري بأؤلئك المطبلين والمدعين ان يجدوا سبيلا الى كيفية الحفاظ على وحدة الوطن وشعبه لا تفتيته , وليعلم كل خائن لبلاده ان التاريخ لا يشير الى النكرات , وان اشار فسيذكرها باحتقار كما هو حال ابو رغال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف