الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأخيرا سنقول للمرحوم العراق - الفاتحة-

جاسم محمد كاظم

2011 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لازلنا نعرف شخصه الكريم وتفاصيل جسده تمام المعرفة قبل وئده في تراب النسيان فهو مشهور في كل كتب الجغرافيا فرأسه يلامس من الشمال جليد جبال زاكروس الأبيض بينما تقع أرجلة على حافات صحراء موت صفراء لاهية . ملفوف بخط عرض 29 حتى 38 يقطعه خط طول مابين 38 إلى 49 يجعله متوازيا مع موسكو وصنعاء كما ترسمه إحداثيات الجغرافيا . وبرغم اصالتة واسمه المقترن في التاريخ الغارق في الأزلية كما يحلوا لبعض الكتاب إن يتكلم إلا إن من الثابت إن هذا الشخص لم يخلق بإرادة إلهية أو بإرادة بشرية لسكان أصليين كما هي الدول الأخرى تعبر عن مصالح سكانها بل تم ولادته وخلقة بعملية ملكية كان جراحها ونستون تشرشل أو مثل مايصفة "اريك لوران" في كتابة "أسرار حرب الخليج الصفحة 24 "( ان الكيان العراقي شي مصطنع ظهر إلى الوجود بعد اتفاقيات سايكس بيكو بعد تشكيلة من قبل ثلاثة ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة) حتى يصل بالقول (وتعتبر الفكرة التالية أجمل تعبير عن الواقع العراقي "العراق حصيلة نوبة جنون اصابت تشرشل الذي أراد الجمع بين حقلين للنفط لايوجد بينهما أي قاسم مشترك :كركوك والموصل .ولهذا السبب جمع ثلاثة من الشعوب التي لايجمع بينهما جامع :الأكراد .السنة والشيعة

ولم ترق كلمة " ميزوبوتاميا " بلاد مابين النهرين " لمليك و مالك العراق الأول فابدلة إلى "العراق" . وان كان المتنبي قد جمعة مثنى قبل فيصله الأول بألف وأربع مئة سنة وهو يمدح سيف الدولة الحمداني عن بعد من تراب الكوفة .
" فليأمن العراقان والشام ..... وسراياك دونها والخيولُ " .

لكن العراقان لم يأمنا يوما أبدا فكانا من أكثر بلاد الأرض فتنة حروب ودماء حتى صنفت البصرة بلاد الفتنة والكوفة ارض الثورة .
إلى إن كانت ثورة الثورة في منتصف شهر تموز دق باست يل اللصوص والإقطاع من قواعده وأعاد هذا العراق المخبوء في جيوب الغير إلى أهلة الشرعيين .
لكن هؤلاء الأهل لم يكونوا مؤهلين لحفظ أمانة ثقيلة لاختلاف معادنهم وبلبلة لسانهم كما يحلوا لأصحاب الرب إن يصفوا اختلاف الأمم ومعادنها فورثوه ميتا بدون إن يقف وارثيه على عتبة بابه دقيقة صمت واحدة لقراءة الفاتحة ويمسحون وجوههم في أخر الأمر بكلمة... آمين .. وتخلد روحة الهائمة في الأجواء بطقوس وتعازي يوم" السبعة " حيث يقوم أهل الميت بعمل وليمة على شرف الراحل تتكون مأدبتها الدسمة من إطباق الرز المزين بسبع دجاجات بيضات وخروف واحد .
ولم تعد له الروح كما يقول قدماء المصريين في يوم الأربعين واخذ الوارثين الجدد يستوردون بدمه الأسود النابع من أرضة باذنجانا إيرانيا " لمرق الغداء" وقشطه كويتية لإفطار الصباح بنظام المقايضة المنقرض قبل ظهور النقد بعد إن توقفت عجلات مصانعة عن النبض وأصاب العقم رحمة أرضة الخضراء عن إنجاب بضاعة أو سلعة وأصاب العطب رؤوس مثقفيه حين بدئوا يصدقون قصص العرافات بانتظار مخلص أزلي غارق في السرمدية .
عراق اليوم سيموت قبل إن تسمع آذانه بعد أغنية مجيدة من لحمة ودمه تلحنها أيدي ابنائة تضرب بخفة في عالم الأوتار تكون له كشعار "روجيه دو ليل " الذي جلس في غرفته وحيدا يضرب على أوتار الكمان وينشد لفرنسا المارسيليز

(( هيا هيا أبناء الوطن ... إن يوم المجد قد حضر ) )

ذلك النشيد الذي قال فيه واحد من أشهر جنرالات فرنسا"" أعطوني المارسيليز وألف جندي اضمن لكم النصر على جيوش النمسا الهائلة "" واستعار حتى نشيده الوطني جاهزا من فم إبراهيم طوقان الفلسطيني الحالم بوطن السيف واليراع بعد إن عقمت أوتاره عن عزف نشيده الوطني .

عراق اليوم إصابته خلايا "الغنغرينا " وينتظر من جراحية الجدد بتر أطرافة واحدا بعد الآخر يوم دخل نفق المحاصصة والدرجات الخاصة وأصبح نفطه الدافق المكافئ لمايزيد على ال100 مليار دولار سنويا فيئا في جيوب البعض بينما يجلس أكثر من نصف ساكنيه على رصيف الفقر ولهذا ترى العراقي كارها لكل سلطة حاكمة ديكتاتورية كانت أم ديمقراطية فهو يتصورها تجثم فوق نفسه أولا قبل أن تجلس على كرسي الحكم لأنها تحاول اذلالة أولا عبر كل وسائل الاكراة والقمع من الجيش والشرطة فقضبان السجن والقوانين الجائرة لذلك بقي هذا العراقي مرتزقا في أرضة وابخس شيئا فيها .
لذلك كانت السلطة عدو العراقي الأول وهمة الشاغل ويظهر هذا جليا في انتقامه المهول منها حين تتهاوى أركانها المهشمة إلى الأرض .
ولم يرى التاريخ التاريخ ويسمع شيئا عن أناسا دمروا مؤسسات بلدهم مثل ماسمع وشاهد ارتال العراقيين وهم يحرقون العراق وينهبون حتى المستشفيات الحكومية ويقتلعوا مؤسسات الخدمة لأنهم يرون فيها نفس السلطة النتنة وإدارتها البوليسية التي تحاول إذلالهم على الدوام .
لذلك انطبعت بهذا الساكن بعض العادات السيئة فتراة نهابا. سلابا يتحين الفرصة لسرقة وطنه لانة لايرى فيه وطنا حقيقيا بل غنيمة يتملكها المتسلطون الذين يحاولون على الدوام تغيير الواقع وإشغال عقل هذا الساكن بقضايا ثانوية في جوهرها تزييف واقعة المعاش وتحويل قضاياه المصيرية إلى قضايا تافهة عبر نقل وتحويل تناقضات الداخل المحترب مع نفسه بفشل السلطة الحاكمة وانكشاف أمرها إلى قضايا خارجية لإشغال عقلة بمؤامرات خفية تشنها علية دول الجوار عبر إعلام متخصص لهذا الغرض لاستكمال استلابه وتجهيله على الدوام لذلك عاد عراق اليوم إلى ماقبل ونستون تشرشل بأول فرصة للخروج من نفق حكم الغير للغير .

لكن رؤية الشعراء الحالمة قد تكون مخالفة لكلمات الكتاب المتشائمة لان الشعراء يسبحون في بحار الكلمات ينحتون الكلمة بروعة تمثال لحسناء منتصبة يرون العراق مثل طائر السلمندر كلما دب في خلاياه الهزال و الوهن والمرض يرمي نفسه في نار لاهبة لكي ينهض من جديد كاسطورة تموز وهو يشق ارض الموت والجدب كلما طال غيابة في الأرض كلما كان عمرة الأتي لايعترية الموت مثلما قال فيه احد شعرائه يصف قلبه النابض بالضوء والحياة والأمل .

" مرت عليك ماسي الأرض أجمعها
وصوتك فيك أحـــقابا حرائبـــــــــها
وأنتِ حبلى بكل الضــوء أجمعهٌ
صمت البراكين إذ تغلي رواسبها
ما عقمت الأرض يوما وغيض بها
إلا وشعشع من بغـــــــــداد جانبها "...1


جاسم محمد كاظم

1- الأبيات للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بوّاباتُ الجحيم العراقيّ
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 11 / 5 - 03:54 )
الصديق جاسم تحية لك ولك القراء
قالها السياب الجريح
-لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع-
و قال سعدي يوسف إنه لم يعد يشعر أنه عراقي بعد الآن
وعندما عدت للعراق في العام 2004 لكي انقل خبرة 25 سنة في تصميم و تشغيل المصافي البترولية و المشاريع البتروكيماوية قالوا عليك جلب ورقة تزكية من حزب الدعوة , وفي نفس اللحظة حملت حقيبتي وقلت بيباي عراق, اموت في صحراء الربع الخالي أفضل من ان يشرب -عرك- على قبري معتوه في مقبرة النجف
سعدي يوسف يتألم :
إذاً لدينا هؤلاء العملاءُ الحاكمون نيابةً.
ولدينا رجالُ الدين الذين خانوا دينَهم.

ولدينا المثقفون الذين وقفوا ضد الثقافةِ الوطنية.
ولدينا ، قبل هؤلاء جميعاً ، جيشُ الاحتلال ، .
هذه الأبوابُ الأربعةُ ، هي بوّاباتُ الجحيم العراقيّ
مودتي و احترامي


2 - سرقة التضحيات قبل الثروة
كاظم الأسدي ( 2011 / 11 / 5 - 06:16 )
الأستاذ جاسم المحترم كل التقدير والأحترام لهذا العرض التأريخي والذي يدعم ويبرر الواقع المأساوي المعاش منذ إعادة الباستيل في شباط 1963 ولليوم ولو بأشكال مختلفة وتشرشل أذكى وأمكر .. وبأجندات تضع قصص العرافات السرمدية في مقدمة حساباتها ؟؟ وتعول على أصحاب تلك القصص تحقيق ما عجزت وسائل الترهيب الفاشي والأغراء الرأسمالي عن تحقيقه ... وهانحن نشهد سرقة للتضحيات الجسام التي قدمها المخلصون الوطنيون وأنكار وتجاهل وتشويه للمآثر الأسطوريه لشهداء الوطن وقادته ممن تحدوا مخططات الطامعين قبل وبعد تحطيم الباستيل العراقي في سلمان السماوة !! وليس سرقة ثرواته فحسب ؟؟ كما أستغرب من تعليق الأخ المحمود ؟؟ حيث أجد في تعليقه ما يصب في النتيجه ذاتها التي رسمها الأستاذ جاسم بكل موضوعية وألم وتخوف على الوطن ؟


3 - الاستاذ جاسم الازيرجاوي وكاظم الاسدي تحية
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 11 / 5 - 09:12 )
الكارثة إن اساليب اليوم ماهي إلا نفس اساليب الامس فديكتاتورية البعث تعود اليوم بلباس الديمقراطية وربما نشعر نفس شعور سعدي يوسف في وقت قريب ونحمل الحقيبة مثلم يااستاذ جاسم بلا رجوع .
وتحيتي للاستاذ كاظم الاسدي .وربما لو عاد اولئك المضحون لبكوا ولعادوا إلى ترابهم بدل إن يروا ذلك الذي بذلوا العمر من اجلة يتحول إلى كومة من رماد . مودتي وتحياتي للكل .


4 - اجمل تحيه رفاقيه
فؤاده قاسم ( 2011 / 11 / 5 - 10:05 )
عزيزي جاسم مقالك بلا شك رائع كالعاده لولا انك ختمته بأبيات الشاعر الانتهازي ههههه
عزيزي ما حصل للعراقيين من سلب كان نتائج المقبور صدام من قمع وكبت وانعزال وتشجيع للتخلف , ماذا نتوقع من شعب عاش سنين طوال بكبت وفقر وتخلف ؟ نتوقع الاسوأ
مع جزيل الشكر لك عزيزي لافكارك الرائعه


5 - تحية رفاقية للرفيقة العزيزة فؤادة
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 11 / 5 - 11:44 )
رفيقتي العزيزة واقع العراق المزري هو من جعل عبد الرزاق انتهازيا وليس عبد الرزاق وحدة بل إن غالبية مستثقفية ساروا على هذا الدرب .لكن يارفقيقتي العزيزة الابيات الاخيرة حين شفي عبد الرزاق من انتهازيتة.
تحيتي واعتزازي


6 - اللطامات
Almousawi A . S ( 2011 / 11 / 5 - 13:26 )
يقال ان عبد الكريم قاسم زار ليلا احد افران الصمون
فراى صورتة بحجم كبير وعندما طلب وزنا للصمونة وجدها اقل مما يجب علية فطلب من صاحب الفرن تصغير صورتة وزيادة حجم الصمون
وهذا مايحتاجة العراق دوما
اناس يحرصون علية ويكدحون من اجلة صامدين
كابناء الهور فهمهم المزيد من الماء من اجل السمك والبط ومن ثم للعرق اجمع من كردستان الشامخة بانصارها حتى البصرة وثوراتها على طول تاريخ النضال مهما كان وعرا
العراق ليس بحاجه لمن يبكية ولمن يبرر هروبة بكلام منقول وصور اكبر من رغيف الخبز
تحية لكل
كادحي وبناة غد العراق المشرق


7 - هو لم يشفى
فؤاده ( 2011 / 11 / 5 - 14:56 )
شكرا عزيزي على ادبك واسلوبك الجميل , لكن عزيزي اسمح لي ان اختلف معك , الشاعر عبد الرزاق لم يشفى لكنه مجبور بعد ان دارت الكفه به


8 - تعليق-7
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 11 / 5 - 15:24 )
للصديقة فؤاده
هي ظلت على عبد الواحد؟


9 - لكل امراً من دهرة ماتعودا
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 11 / 5 - 16:49 )
الرفيقة العزيزة فؤادة قاسم تحيتي واعتزازي
يقول المتنبي في واحد من أشهر ابياتة
-لكل امرا من دهرة ماتعودا ...وعادة سيف الدولة الطعن في العدا .-
وماحصل علية عبد الرزاق عبد الواحد من شعرة في مدح - ابو الليثين -؟ يفوق مايحصل علية اليوم عضو برلماني من امتيازات واقطاعات . لكن عبد الرزاق بقي يحن إلى عهدة السابق ولم يغير خط دربة في المدح كما غير الاخرون خط دربهم بسهولة ويسر كما هي عادة الشعراء والمداحين . وحسبنا إن نستشهد بكلام -المس بيل - حين قالت إن الذين مدحوا فيصل الأول من شعراء العراق هم انفسهم من كان يمدح السلطان العثماني .
لكن مايحسب لعبد الرزاق انة مدح نفسه قبل إن يمتدح ابو الليثين في بيتة الشهير بحضرتة في ق صرة الجمهوري
-القادسية كنت من شهدائها .... عد الرصاص نزفت قصائدا -
وكانة يقول لصدام حسين انا اكرم منك لانك بنفسك تقول -الشهداء اكرم منا جميعا -
تحيتي واعتزازي واحترامي


10 - نعم لنقرا الفاتحة
عادل هوراماني ( 2012 / 4 / 10 - 21:20 )
واقع مرير عشناه ومازلنا وترسخت جميع العاهات في الناس اللذين يعيشون على هذه الارض وتجسدت مقولة اللبناني ابراهيم يزبك ان لم تخني الذاكرة في اسمه النفط مستبعد الشعوب وصفت جيدا ثروتنا وهي المتبقية الوحيدة من الاخريات التىي احبتنا الطبيعة نعم ان لصوص الداخل اشد ظلما من لصوص الخارج انهم يزدادون جشعا ودناءة ويذلون الشعب ومسخوا ادميته بكل الاساليب الوضيعة والاجرامية وهم يحتقرون الانسان في هذاالبلد ولايعيرونه ادنى اهتمام ووعودهم الكاذبة تكشف معدنهم وينطبق عليهم انهم منافقين واياتهم الثلاثة بينة ليل نهار خيانة للامانة واخلال للوعد وكذب في الحديث ولهذا فهم ليسوا اصحاب طويلة وعلى ايديهم النهاي وليفهمها كلا منا كما يريد

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال


.. سموتريتش: إذا وافقنا على صفقة مع حماس فسنعطي النصر للسنوار و




.. مسيرة داعمة لفلسطين في مدينة أوساكا اليابانية


.. أسيرة محررة تروي قصتها مع -حماس-... -كسروا رجلي في عقر داري-




.. ترمب يظهر في مؤتمر الحزب الجمهوري واضعاً ضمادة على أذنه