الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من عنده كلمة يوفرها ...

حسام محمود فهمي

2011 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


                                                 
دوشة، زحمة، خناق، كله ماسك في خناق كله، من مع من؟ من ضد من؟ حد فاهم حاجة؟ حد عاجبه حاجة؟ هذا هو الحال، ما يحدث في مصر الآن ومن المؤكد غداً.

مصر وصلت لمرحلة مَرَضية من رفض الآخرين، المختلفين ديناً وفكراً وجنساً، وسائل الإعلام ما لها من سبوبة أحلي ولا أضمن، المشاهدون سيزدادًُ عددهم والإعلانات في زمن الجفاف هذا ستكثُر، ولو قليلاً. أي قرارٍ مرفوضٌ مزمومٌ، أصدرَه الجيش، الحكومة، حزب،  تجمع، ائتلاف،  سين، صاد. الرفضُ لا يكون إلا بالتهديد بمليونية، بحرب دموية، بالجهاد، بالاعتصام، بالانتحار، لا توجد حلول وسط، ما من عروض للتفاهم والتلاقي، يا كله يا بلاش، يا فيها لاخفيها، كلٌ لا يري غير نفسه، هو الكون، والآخرون عدم!!

في ظلمةِ عمي العقول هذا انتعش البلطجية وتدهور الاقتصاد، إنها قصةُ حصان طروادة، أهل بيزنطة في سفسطةٍ أخذتهم وما أبقت عليهم، لا نعي تاريخاً ولا نريد إلا تأويله بالهوي، لا نتعظُ من حاضرٍ قَسَم دولا وأسقط أنظمةً. هناك من يتصورون أنهم أقوي بالصوت والجعجعة والبحلقة والتكشير وتلعيب الحواجب، ما أتعسهم، وخوفاه علي مصر منهم. 

مباريات كرة القدم فيها الطحنًُ كله، الجمهور يضربُ بعضُه بعضاً بشراسة إيه وعنف إيه، ما شاء الله، المحللون بعد المباريات يُصَفون حساباتهم الخاصة مع المدربين، مش مهم المباراة وما جرى فيها، ولا مهم مصلحة الأندية،  المهم تقطيع المدرب والسلام، إنه لا يفهم، معندوش فكرة. الصحفُ كلُها والفضائيات، تتناولُ نفس المباراة بعشرات الآراء المتضاربة، أين الحقيقة؟ ضاعت! أين المصلحة؟ ضاعت، ليست علي البال، أي بال. المباريات ليست كرة القدم فقط، إنها كلُ ما يتعلق بمصر، أمن، اقتصاد، انتخابات، إعلان دستوري، أشخاص، لم يسلمْ شئ أو كائن من التقطيع. 

وأخرتها؟ لماذا غلبت المصالح الضيقة علي حساب وجود وطن ضَمَ الجميع لآلاف السنين؟! هل يتصورُ شخصٌ أو أشخاصٌ أو جماعة أياً كان عددُهم أن من حقهم الاستحوازَ علي وطنٍ بمن فيه؟ هل هو سطو بالذوق وبالعافية؟! بالاحتيالِ وبالقانونِ؟! هل من يتصورون في أنفسِهم العقولَ والمعرفةَ غفلوا في قمةِ غرورِهم وقصورِ إدراكِهم أن بمصر  عقولاً أخري؟! أن بها بشراً آخرين، لا قطعاناً ولا كراسي، وأن من أسقطوا الطغيان عنها قادرون علي إسقاطِ غيرِه؟! وأن العالمَ الذي تدخلَ بجبروتٍ في كلِ مكانٍ يزدادُ قوةً وبأساً ونهماً؟!

شئٌ محزن أن تضيع لغةُ العقلِ وتتوه، أن يكون التناحرُ والتسفيه لغةً وأسلوباً، الفوضي هي المحصلة المؤكدة الآن، ما بعدها لن يكون إلا نكبة. كفانا دوشة وفتاوي وسباب وكلام في الفاضية، هل من رشد؟ هل من وعي؟ من عنده كلمة فارغة يوفرها، كفاية كده، طبعاً كله فاهم أنه في المليان يتكلم!!

مدونتي: ع البحري
Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المعارضة الألمانية تطالب بإجراء انتخابات فورية بعد انهيار ال


.. مسيرة في أوتريخت الهولندية تنديدا بحرب الإسرائيلية على غزة و




.. شهادات لسودانيين لما يعيشونه في ظل الحرب


.. حزب الله: استهداف قاعدة حيفا الإسرائيلية بصواريخ -فادي- وصوا




.. شرطة الاحتلال تنزل علم فلسطين بعد رفعه في أحد أحياء مدينة ال