الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزوجة تتحدث من مالطة ...

شوقية عروق منصور

2011 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



قالت امي لأبي – انت مثل اللي بأذن في مالطة – لا أذكر الموقف ، لكن أذكر كلمة مالطا ، التي وجدتها غريبة ومضحكة بالنسبة لعقلية طفلة في الرابعة من عمرها ، وأيضاً تلخص رداً على تصرف أبي، الذي لم يعجب أمي ولم تجد الا كلمة مالطة للدفاع عن وجهة نظرها .
وغابت "مالطة" عن الذاكرة حتى بدأت اقرأ عن الفتوحات الاسلامية ، حيث خرجت مالطة من جيوب التاريخ الى ممرات الكبرياء العربي ، الذي اقتحم القلاع وصنع من الانتصار نماذج اسلامية ، عربية ، ما زلنا نعيش على عبقها حتى اليوم ، وكلما حشرتنا الهزائم في زاوية الذل ، نتسول من التاريخ بعض الصور المشرقة ، حتى نغطي عرينا الفاضح وفشلنا الحاضر .
مالطة تلك الجزيرة التي يحتضنها البحر المتوسط ، والتي فتحها العرب سنة 256 هجرية ، وقد فتحت في زمن ابي عبدالله محمد بن الأغلب ثامن ملوك بني الأغلب ، المكنى بأبي الغرانيق ، لأنه كان يعشق صيد الغرانيق ، هذه المالطة تحتضن اليوم زوجة الرئيس الراحل " ياسر عرفات " ، ولا نعرف لماذا لا تعيش في فلسطين .
لم يتذكرها احد ، ولم توضع يوماً على خارطة المشاعر الفلسطينية ، في دروب الآلام والحصار ومصادرة الأراضي ولعنة الجدار والحواجز والمعاناة والاسرى ، وكل الهموم التي توصل الى عتبات البيوت المهددة بالاقتلاع وغيرها من باطل الأباطيل ، كانت هي غائبة كلياً ، حتى عندما يريد الشعب الفلسطيني التسلق على اكتاف "غينس" لعلنا نطمح الى لقب يفرحنا ويشعرنا اننا نتوق الى الرفاهية مثل باقي الشعوب - مع ان ميدان " غينس " قد يكون مجرد طفرة اعلامية – كانت سهى عرفات بعيدة ، صامتة ، تسافر، تنفق المال ، تعيش حياتها ، ترتدي زياً موحداً عند الازمات اسم "عرفات " ليصدق الناس انها تعيش على ذكراه ، مع ان العيش مع الذكرى تكون بتكملة الطريق والوفاء لكل الأهداف والمبادىء والرؤيا المستقبلية .
فجأة تطل الزوجة "سهى " التي لم تترك بصمة بقدر ما تركت صفعة للشعب الذي أحب زوجها وسامحه على زواجه منها ، مع ان القائد حين يتزوج عليه أن يفكر انه القدوة والمثال الأعلى واختياره لنصفه الآخر له رسالة اجتماعية قد تغير وجهة نظر سائدة في المجتمع ، خاصة اذا كان مثل المجتمع الفلسطيني ، فيه وجهات نظر واشكاليات عديدة تخص المرأة وتطورها .
طلت سهى عرفات لتدافع عن نفسها ، بعد ان فتحت ملفات الفساد في تونس ، وقد أصدرت مذكرة توقيف دولية ضدها بتهمة الفساد المالي .
لا يهمنا كيف تدافع ، رغم ان "ويكلكس " قد نشرت تفاصيل الصراع بين أميرة قرطاج " ليلى الطرابلسي " زوجة زين العابدين بن علي وبين سهى عرفات ، المحزن والمخجل أن الصراع كان لأسباب مالية وقد جاء ان سهى عرفات قد خسرت 3 ملايين و 500 الف دولار ، وكانت قد استثمرت هذا المبلغ في اقامة مدرسة قرطاج الدولية التي كانت فيها شريكة مع ليلى الطرابلسي ؟
تحت خانة " خناقة النسوان " سحبت ليلى الجنسية التونسية من سهى الفلسطينية وقد أكدت ليلى انها سحبت الجنسية منها ، خوفاً على اخيها الذي نصبت سهى الشباك حوله كي تتزوجه .
المثل يقول – اذا تصارع فيلان عانت الحشائش – وصراع ليلى التونسية وسهى الفلسطينية !! – هو الصراع الفيلة الأجوف والذي عانت منه الحشائش ، لكن استطاعت بعد ذلك ان تتحول هذه الحشائش الى اشجار عالية .
سهى تؤكد انها بريئة وان ليلى انتقمت منها والقت أغراضها في الشارع ، لكن الذي - يفجر مرارة الواحد منا- تصريحات سهى عرفات امام وسائل الاعلام حيث تقول ان هذه الاتهامات هي تشويه ارث عرفات ، وايضاً تشوبه للنصر الكبير الذي حققته السلطة الفلسطينية لنيلها العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو .
كيف تشويه ارث عرفات ؟؟ وانت لم تقدمي اي مشروع او عمل يحفظ اسمه وقيمته النضالية ، لم تشاركي الشعب الذي منحه القوة والعظمة معانته و احلامه ومقاومته ، كنت الزوجة الهاربة دائماً الى الرخاء ! حتى ابنتك تعيش في أجواء اجنبية ، لم تعش وتحيا مثل البنت الفلسطينية .
تعيشين في مالطة وتتكلمين من هناك ، وتتحدثين عن تشويه (نصر اليونسكو) ولا نعرف ما علاقة اليونسكو والنصر اليتيم ، بالفساد والاتهام التونسي .
تستطيعين الدفاع عن نفسك ، امام السلطات التونسية ، لكن علينا ان نسأل السلطة الفلسطينية عن الأموال التي تملكينها - واذا صرح رئيس الوزراء الفلسطيني انه ينتظر قدومك الى الضفة الغربية للتحقيق معك حول الأموال التي وضعت يدك عليها بعد رحيل عرفات – فمن حق الشعب الفلسطيني ان يسأل متى ؟ وهل ستأتي ؟ لا نظن ؟ لكن لا بد ان يفتح هذا الملف وباقي الملفات ! واذا الربيع العربي يراقب ويفتش في الارشيفات والملفات لا بد ان يمر على الملفات الفلسطينة .
ان قصة سهى عرفات قد تكون زوبعة ، لكن ليس في فنجان ، بل زوبعة في كل نفس فلسطينية ، ومن حقه ان يسأل لأن كل شيء يتم باسمه ومن اجله !!
قالت العرب في الامثال " في الصيف ضيعت اللبن " ونحن في مالطة سنجد الخبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لم تسائلي عرفات عندما كان حيا
بشارة خليل قـ ( 2011 / 11 / 6 - 12:13 )
عن كيفية تجميعه لهذه الاموال بينما سهى عرفات كل الاثم الذي قامت به هو قبولها ارث زوجها المعظم؟
انا اقول لك يا شوقية يا عروق لماذا هذا الحقد والاجحاف بحق غريمتك
لانها مسيحية وانت وجميع ابناء بني يعرب المبتلين بدين العنصرية والتمييز والتعصب والطائفية انبريت مدافعة عن ارث عرفاتكم
رغم انك نبت في بيئة علمانية الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي حاول تشكيل عقلك نحو العدل والنزاهة الا ان قلبك الاسود الذي رضع منذ اليوم الاول مباديء البغض في الله وكراهية غير المسلم , له الغلبة..فاخسأي فان امرك مفضوح ولا تتصنعي العلمانية

اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها