الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة اخلاق... وضمير 3

حميد غني جعفر

2011 / 11 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن الخصوصيات التي تتميز بها الشقيقة ليبيا من حيث سكانها إذ لا تعدد للقوميات والأديان فيها – شعب عربي واحد – ودين واحد هو الإسلام – وإن طريقة إسقاط نظام الديكتاتور القذافي لم ينجم عنها إحتلال لأراضيها – كما كان الأمر في بلادنا – وظهورهذا الكم الهائل – غير المسبوق – من عشرات الأحزاب والمنظمات والحركات السياسية التي يربو عددها عن – 150 – حزبا وحركة ومنظمة ، مختلفة الأيديولوجيات والرؤى والمصالح – ظهرت حديثا بعد سقوط نظام الطاغية عام 2003 – وهي ترتبط بأجندة خارجية – أجنبية – وإقليمية – جاء بها الإحتلال وديمقراطيته الليبرالية بهدف إشغال العراقيين بصراعات جانبية وثانوية – لتحويل الصراع الوطني الرئيسي بين الشعب بمجموع قواه الوطنية ضد الامبريالية ،الى صراع إرادات ومصالح بين مجموع تلك القوى على المناصب والمغانم ومراكز القوى والنفوذ الأمر الذي جعل من الصعوبة بمكان توحيد الإرادة والموقف ، يضاف الى ذالك ان موقع ليبيا الجغرافي يجعلها في منأى عن ضغوطات وتأثيرات او تدخلات الدول الاقليمية .
ونرى ان مثل هذه الخصوصيات تشكل عامل قوة باتجاه تعزيز وحدة وتلاحم الشعب الليبي كما ويعزز ايضا وحدة الارادة والموقف لقياداته السياسية الوطنية – المتمثلة بالمجلس الوطني الانتقالي – باستقلالية صنع القرار الحازم والرصين لمصلحة الشعب والوطن وباتجاه بناء مستقبله المنشود وفي ظل ديمقراطية حقيقية ملتزمة – لا ديمقراطية ليبرالية سائبة .
لكن ومع كل هذه الخصوصيات – المتميزة – فإن مخاطر الإلتفاف أو الإرتداد تبقى قائمة لان أمريكا وحلفاءها الغربيون لا يمكن ان تترك الشعب – اي شعب من الشعوب – بسلام ، سيما اليوم وفي ظل عالم – القطب الواحد – والعولمة المتوحشة ،وما إسلوب التحالفات الدولية مع حلفاءها الغربيين –إلا بهدف إعادة تقسيم العالم من جديد وفق صيغة ما يسمى بالشراكة الدولية – وهذه الصيغة تفسر ذاتها بذاتها – وتريد امريكا والغرب الرأسمالي ان يجعلوا منها – اي الشراكة الدولية – بديلا عن المباديء والقيم الاخلاقية السامية التي كانت راسخة في العلاقات الدولية حتى العقد الاخير من القرن العشرين – الماضي – والتي أشرنا اليها في الحلقة السابقة – .
ومن هنا فإن الغرب بزعامة امريكا سوف تسعى جاهدة بكل السبل والاساليب الخبيثة لبث الفرقة وتشتيت وحدة الشعب الليبي ، باستعداء القبائل الليبية ضد بعضها البعض وتدعم تنظيم القاعدة الارهابي الى جانب إحتضانها للبعثيين العراقيين المتواجدين في ليبيا وتجعل من هؤلاء قوة وورقة ضغط على القيادة الوطنية الليبية الجديدة ، لفرض الشروط والإملاءات عليها ، سيما وانه لازالت القوات الاجنبية على الارض الليبية رغم إعلان تحرير ليبيا وتوقف العمليات القتالية – بحسب الاعلان – لكن وكما تتناقل وسائل الاعلام – فان المقاومة المسلحة ضد الثورة لازالت موجودة في العديد من المدن الليبية .
ونحن على ثقة ويقين تام بان الشعب الليبي الشقيق وقياداته السياسية الوطنية واعية ومدركة تماما لكل هذه المخاطر ، وعلى هذا سوف تجعل من وحدة وتماسك الشعب الاساس الصلب والمتين الذي تستند اليه قياداته السياسية في وحدة الارادة والموقف الحازم أزاء تلك المخاطر للحفاظ على الثورة والاستقلال الوطني ،والانطلاق لبناء مستقبل ليبيا الحرة المستقلة وصنع الغد المشرق لشعبها والحياة الحرة والمرفهة للشعب في ظل نظام ديمقراطي حقيقي يستند الى مؤسسات دستورية تضمن وتصون الحريات العامة والشخصية مثل حرية الرأي والتعبيروحرية المعتقد وحرية الصحافة والنشر والتنوع الثقافي والعلمي بمختلف مصادره الانسانية لتثقيف وتنوير الشعب – بعيدا عن التعصب او الانغلاق –الى جانب الديمقراطية الحقيقية القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص ، هذا ما نتمناه للشعب الليبي الشقيق وقياداته السياسية الوطنية .
مع ظهور بعض المؤشرات – الاولية – لتوجهات المجلس الوطني الليبي وعلى لسان السيد رئيس المجلس في اول كلمة له عشية الاعلان عن تحرير ليبيا ، ونرجو ان تكون تلك المؤشرات عابرة وليست نهجا ثابتا في توجهاته المستقبلية ولانريد مناقشة تفاصيلها الان ...ولنا عودة اليها قريبا .
وأخيرا لابد من التأكيد على ما ذكرناه في – الحلقتين السابقيتين – من ان الغرب الامبريالي بزعامة امريكا سعى ويسعى الى تفريق الصف الوطني واستعداء الاطراف الوطنية على بعضها بشتى الذرائع والمبررات وأول تلك القوى الوطنية التي يستهدفها بدعاياته وإشاعاته الخبيثة هي قوى اليسارالديمقراطي – الماركسي
ومصدرها الوحيد – كما اشرنا في الحلقة السابقة – هي مصانع فبركة الأكاذيب الامريكية – ذالك ان الغرب وامريكا تدرك جيدا ، ان الماركسية هي أشد أعداء الرأسمالية وأكثرها ثباتا في العداء للامبريالية ، ولذا وجدت في الكذب والافتراء الوسيلة الوحيدة لمحاربة الماركسية – على انها لا تعترف بالدين او القومية ، ونضيف هنا الى ما ذكرناه في الحلقة السابقة بان الماركسية هي نظرية علمية اقتصادية تبحث في تطور المجتمع من خلال الربط بين علاقات الانتاج وقوى الانتاج ، فهي لاتبحث في قضية الدين الامرالذي إستغله الغرب لتشويه الماركسية
وواقع الحال فان الماركسية – كما اشرنا سابقا – لكنها ترى في الدين مسألة شخصية – هي علاقة العبد بربه – لاصلة لها بالسياسة ، ومن هنا ترى الماركسية ايضا ان الدين ليس هو الحل الجذري لمشكلات الشعوب المقهورة والمستعبدة وما تعانيه من الظلم والاستغلال الطبقي وتعيش في أشد حياة الفقر والجوع والجهل والمرض ، فهي ترى ان كل تلك المعاناة ناجمة عن الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، ولذا يتركز كل نضالها على القضاء على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وإزالة الفوارق الطبقية بالتوزيع العادل للخيرات والثروات .



والى حلقة قادمة


حميد غني جعفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليبيا
ليث ( 2011 / 11 / 5 - 07:28 )
ليبيا فيها عدد كبير من الأمازيغ ، يسمونهم -الجبالين-. انهم مسلمون ولكن لغتهم تختلف عن اللغة العربيةوكان القذافي يسخر من لغتهم تماما كما فعل عبد السلام عارف مع اللغة الكردية

مع احترامي

اخر الافلام

.. شاهد: جرفت كل شيء في طريقها.. فيضانات مُفاجئة تضرب شمال أفغا


.. أمير الكويت يعلن حل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور لمدة لا




.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا