الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات والمشروع الثقافي عربيا

حميد المصباحي

2011 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يعرف العالم العربي.الكثير من المخاضات السياسية,التي صارت تعرف بالربيع العربي,وهي أحداث من الصعب تفسيرها اعتمادا على عامل واحد,أو ترجيح أحدها على باقي العوامل الأخرى,لكن من المؤكد أنها بداية للإنخراط في التاريخ,وتخلص للدات العربية من تراث الإنتظار والخوف من الإنخراط الفاعل في الحركية الكونية للبشرية,التي اعتقد أنها أجهدت بالتحولات الكبرى التي عرفتها أروبا,وكأنها الممثل الوحيد لصيرورة العالم,والمتحمة الوحيدة في رسم صورته الأحادية,بل إن مثقفيها بفكر ما بعد الحداثة,أعلنت موت الإنسان ونهاية التاريخ,وانخرط الكثير من المثقفين العرب في تأبين الحركية التاريخية,مهووسين بموضة التحليل الأروبي,تلك التي انطلقت من فلسفة النهايات,والطريق المسدود,المدشنة ببدايات جديدة,الغاية منها,الحسم مع أية محاولة لخلق نمودج آخر في التنمية والنهضة مختلف عن التاريخ الأروبي وبداياته التي توجت بتحرير الإنسان والتنوير الثقافي والحداثة وحتى ما بعدها,أي موت الفعالية البشرية,وضرورة التكيف من النظم المعاصرة,التي لايمكن إلا تعديلها أو تلطيف عنفها الرمزي المؤسساتي العام,تجنبا لانكسارت البنى التي ينبغي الحفاظ عليها صونا لكرامة الإنسان وحماية له من التيه والضياع الحضاري,مع التحولات التي عرفتها بعض الدول العربية,ثبت العكس,أي أن الإنسان لازال فاعلا,وأن دورة الحياة المجددة لم تنهكها الأحداث والثورات النهضوية الأروبية,وأن هناك عالما آخر في طريقه للتشكل,وبناء رؤية مغايرة لرهانات البشر الطامح للتحرر من عنف السلطة القديمة بكل أبعادها,السياسية والثقافية وحتى الحضارية,وأزعم أن الغرب نفسه لن ينجو من هدا التحول الدي يعرفه العالم العربي,فهو نفسه في حاجة لتجديد فهمه للديمقراطية وحتى الحداثة نفسها,التي اعتبر نفسه تجاوزها,وهو يبحث عن صيغة جديدة لها,محتكرا فهمه القديم لها القائم على العقلانية والعلمانية والديمقراطية والعلمية والتقنية,وهو مطالب في مثل هده الحالة بمراجعة قناعاته التي مفادها نهاية
التاريخ,وانغلاق الأنساق المعرفية التي كونها وأراد احتكار معول تهديمها لبناء حداثة جديدة هو وحده المؤهل للبحث عنها وتسويقها للعالم,ثقافيا واقتصاديا وحتى سياسيا,وهنا ينطرح السؤال المحرج للفكر العربي,وهو إدا كان الغرب بتحولاته التي فرض بها صورة جديدة للعالم كما ينبغي ان يكون,قد دعم رؤيته هاته بمشروع ثقافي وحضاري,فما هو المشروع العربي المستند إليه في التحولات التي يعرفها عالمنا؟
إدا كان شعار الحرية غير كاف,والرغبة في التغيير أيضا فكيف يؤسس العالم العربي لمشروعه التنموي والنهضوي ليصير نمودجه الخاص؟
من المؤكد أن هدا الدور يضطلع به المثقفون,لاالساسة حتى إن كانوا جددا,وثوارا,لكن هناك بعض الإرهاصات الجنينية في التفكير العربي,تلك التي بدأت في التشكل من خلال الإقرار بأهمية الدولة المدنية دات الأبعاد الوطنية,المتحررة من سلطة التراث وسلطة الحداثة نفسها في صيغتها الأروبية,تلك التي تدعي أن العالم العربي بتحولاته الراهنة يعيد إحياء النهضة الأروبية واقعيا بعد أن تمثلها فقط فكريا وإيديولوجيا لمدة قرن من الزمن أو أقل بقليل,كما أن الفكر العربي في لحظة التحول هاته كشف عن تناقضات نخبه واعترف بها,داعيا إياها إلى إعادة النظر في طليعيتها وانخراطها السياسي,الدي لم يكن مؤسسا على مشروعات ثقافية,بل مجرد تبعية للساسة الدين اختلقوا اختلافات وهمية محاكية للتقاطب الغربي,من قبيل اليسار واليمين والمحافظين والمجددين,إن هده الإحراجات هي بداية الوعي بضرورة البحث عن المشروع الدي تفهمه الجماهير العربية وتنخرط في خدمته بفعالية بعيدا عن خطابات التعالي االتي طالما احترفها المثقف العربي ورمزن أبعادها حتى صارت طلاسم لا يفهم منها إلا الملتبس في غموضه الميتاثقافي,هو حاليا يجد بحثا عن أجوبة وليس تاريخا يتماهى معه ليكتسب مشروعية الوجود على النمط الغربي دون رسم مسافة نقدية بين الغرب والحداثة’التي هي حداثات متعددة وآفاق مختلفة غير قابلة للتكرار والتقليد وإعادة الإنتاج الجيني في مختبرات الفكر اللاهث خلف التشابه والتبني المستصاغ بتاريخ افتراضي تم تحويله عن سياقاته وامتداداته الحضارية التي قد تتشابه بعض مكوناتها,لكنها غير قابلة لأن تختزل في نمودج واحد يراد رسم مسار واحد له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟