الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد خراب البصرة...!!

حميد غني جعفر

2011 / 11 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



حملة الإعتقالات والمداهمات الجارية هذه الأيام في عدد من المحافظات للبعثيين من المدنيين والعسكريين من رجال الجيش السابق – وقرارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإعفاء عدد من الأساتذة وعمداء الكليات والجامعات من المشمولين بقانون إجتثاث البعث او – المساءلة والعدالة وبالمبررات التي أعلنها السيد رئيس الوزراء - من انهم قد أعادوا تنظيم حزبهم من جديد وانهم يتآمرون لقلب نظام الحكم وبانهم قد إنضموا الى العملية السياسية كغطاء لنشاطاتهم – بحسب قوله ،
هذه الحملة المخططة والمرسومة ! جاءت متأخرة ... ومتأخرة جدا ... وبعد خراب البصرة كما يقال وبتوقيت غير مناسب
والواقع ان إعلان رئيس الوزراء هذا مثيرا للدهشة والتساءل معا ، هل ان رئيس الوزراء وحكومته كانوا يجهلون طبيعة فكر – البعث – ونهجه القائم على الكذب والغدر والاغتيال – عصابات المافيا –ثم متى كان البعثيون – وفي اي يوم من الايام – موضع ثقة الشعب او موضع ثقة القوى السياسية التي تعاملت معهم ... لكي تفتح الحكومة الأبواب على مصاريعها أمام البعثيين في تبوؤ المراكز الحساسة والهامة في كل مفاصل الدولة الرئيسية – حكومة وبرلمان – قادة في الجيش – وقيادات أمنية – الى جانب تبوؤ مراكز المسؤولية في كل الوزارات وبأيديهم مركز القرار ، وقاموا بعرقلة تطبيق القوانين او القرارات – الايجابية – الصادرة من الجهات العليا لصالح شرائح فقيرة من الموظفين – او المواطنين الآخرين ويجري تفسيرها – بالمقلوب – وفق المزاج والأهواء الشخصية ودون حسيب او رقيب .
فالتجارب التي عاشها شعبنا وبلادنا وذاق مرارتها على أيدي البعثيين – طيلة أربعة عقود من الزمن كثيرة وكثيرة ... وايضا فان البعثيين لا يلتزمون بعهد او ميثاق وفي هذا السياق ... هناك الكثير من الوقائع والشواهد – لاتحصى – تؤكد عدم التزام البعثيين بعهد او ميثاق ونذكر منها على سبيل المثال – لا الحصر – ان البكر قد اعلن براءته من حزب البعث العميل – بحسب قوله – بعد انقلاب عبد السلام عارف عليهم في 18 – تشرين ثاني – 1963 – ونشرت في جريدة الجمهورية – حينذاك لكنه وخلال عدوان الخامس من حزيران – 1967 – كان يتصدر تظاهرة كبرى – للبعث – على انه استنكار للعدوان ... ثم يعود للقيادة القومية والقطرية – للحزب العميل – ليقود انقلاب 17 – 30 – تموز – 1968 – ثم عقده عدة اتفاقيات رسمية مع سوريا على توحيد طرفي الحزب – بين البلدين – بذريعة التمهيد للوحدة العربية ...لكنه تنصل عن هذه الاتفاقيات وشن حملة اعتقالات واعدامات ضد قادة وكادر حزبه بدعوى التآمر مع سوريا ضد النظام ... ثم دعوته للحزب الشيوعي العراقي للحوار بدعوى فتح صفحة جديدة مع القوى الوطنية – وطي صفحة الماضي والتي قد أقر أخطاءه السابقة و و ... الخ حتى غدر بالحزب ... فكانت أبشع مجزرة وابادة جماعية لكل اعضاءه ومناصريه ... وقام ايضا بمحاولة إغتيال للزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني بعد صدور بيان – 11 – آذار- 1970 بهدف التملص من تطبيق الاتفاقية .
هذه قيض من فيض من تأريخ البعث تؤكد مراوغة البعثيين وخداعهم للشعب وللرأي العام ، وخلاصة القول ان هذه التجارب الملموسة وغيرها الكثير كانت تتطلب إستخلاص العبر في التعامل مع هؤلاء الماكرين ، ومن هنا كان ينبغي بل ويجب بالضرورة تطبيق قرار إجتثاث البعث فور صدوره عام – 2003 – ولكن قد جرى الإلتفاف عليه – بإرادة أمريكية – من خلال حاكمها المدني
- بريمر – فهو الذي أعاد الأساتذة وكبار العسكريين وكبار الموظفين بدعوى انهم اصحاب خبرة ثم كان غض النظر او – التغاضي – عن نشاطاتهم من قبل الحكومة ... حتى إنشغلت بالصراعات الجانبية ، وهذا ما كانت تهدف اليه امريكا ... إشغال القوى السياسية عن قضاياها الاساسية بهذه الصراعات التي دفع الشعب ثمنها غاليا من دماء أبناءه الابرياء .
ثم جاءما يسمى بمشروع المصالحة الوطنية ليكون – هو الآخر – غطاءا لإحياء تنظيم البعث المهزوم وكان هذا مظلة لنشاطات مريبة في عقد العديد من الإجتماعات واللقاءات السرية – وراء الحدود – مع قيادات البعث المهزوم ومن شخصيات معروفة وسواء – بصفة شخصية أوبصفة رسمية – ممثلين عن الحكومة – الى جانب لقاءات واجتماعات أخرى وسرية أيضا
- أمريكية – بعثية - يضاف إلى ذالك كله حالة التخبط والعشوائية في قرارات او تصريحات تصدر عن كبار المسؤولين هي تصريحات غير مسؤولة كانت تشكل غطاءا – رسميا – لنشاطاتهم التخريبية ، من هذه التصريحات اللامسؤولة تصريح السيد رئيس الجمهورية الذي يمثل الحماية للدستور ... يقول في تصريحه في مطلع العام الماضي وقبيل الانتخابات بشهرين – أنه لايعارض مشاركة حزب البعث في الانتخابات البرلمانية وفي العملية السياسية ... وقد أثارني هذا التصريح كما أثار العراقيين ... فكتبنا رسالة الى السيد الرئيس – في حينها – نشرت على الانترنت ،وهي ( رسالة مفتوحة إلى السيد مام جلال – في 1 – 2 - 2010 - )
- وحاورناه فيها عن هذا الموضوع ، وكيف يرتضي مشاركة البعثيين في الانتخابات وفي العملية السياسية ، مع انه في مجلس الحكم قد أقر بأن فكر البعث إرهابي ، إضافة الى ما نص عليه الدستور وفي المادة السابعة منه حظر نشاط حزب البعث .
- ومن هنا فإن الحكومة هي المسؤولة بالدرجة الاولى عن إعادة الحياة لتنظيم البعث الإرهابي وعلى هذا فإن هذه الحملة الجارية اليوم – بعد سبات عميق – تمثل قنبلة موقوتة لتفجير هذه الأزمة – المفتعلة – والتي دفعت بعض المحافظات لإعلان محافظتها إقليما وأخرى تطالب بأن تكون إقليما بذرائع ومبررات واهية .... منها سوء الخدمات ومنها قلة التخصيصات المالية بدعوى أنها تعيش على بحيرة من النفط وكإن النفط ملك خاص للمحافظة مع أن النفط وكل المعادن الأخرى وكافة الثروات والخيرات هي ملك الشعب العراقي بجميع مكوناته وأطيافه .
- ونرى بأن هذه الضجة أو الزوبعة لاتعبر عن أي حس وطني سيما في هذا الوقت بالذات حيث إنسحاب القوات القوات الأمريكية من على أرض بلادنا الحبيبة الأمر الذي يتطلب وحدة الصف والتماسك أكثر من أي وقت مضى ونرى أيضا ومع كل إحترامنا للدستور بأن مسألة الفدرالية التي أقرها الدستور لا تتناسب وطبيعة مجتمعنا العراقي الواحد الموحد بكل قومياته وأديانه وأطيافه ، إلا الأخوة الأكراد لانه شعب له خصائصه القومية ولغته ورقعته الجغرافية التي يسكن عليها ، وباستثناء ذالك – أي كردستان – فإنها تعني تمزيق وحدة العراق وتحقيق مشروع بايدن
- الذي فرض على قوى المعارضة – في الخارج –
- وأخيرا فإن هذه النار التي إندلعت اليوم فإن الحكومة هي المسؤول عن إطفاءها .
- ولنا عودة لهذا الموضوع الحساس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح مستمر بعد التصعيد العسكري في رفح: أين نذهب الآن؟


.. مخاوف من تصعيد كبير في رفح وسط تعثر مفاوضات الهدنة | #غرفة_ا




.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان | #غرفة_الأخب


.. إسرائيل تقول إن أنقرة رفعت العديد من القيود التجارية وتركيا




.. الصين وهنغاريا تقرران الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى