الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يجب ان تدفع الشرعية الفلسطينية ثمن مساومة النظام الاردني مع جبهة العمل الاسلامي:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 5
القضية الفلسطينية



في ظل الضوء الامريكي الاخضر الذي تقبل العلاقة بالاسلام السياسي وبصورة خاصة حركة الاخوان المسلمين منه, وفي ظل ما ابداه هذا الاسلام السياسي من استعداد للتضحية بمبادئه الروحانية ثمنا لفرصة وصوله للسلطة والحكم, وبرهن على ذلك عمليا بدوره التامري في مختلف مواقع الانتفاض الشعبي, وهو دور سيكون اخطره ولا شك في مصر, وفي ظل استعداد حركة الاخوان المسلمين للعب دور العصاة الغليظة التي تضرب في نفس الوقت النظام حتى لحظة سقوطه والانجاز الديموقراطي الشعبي بعد انتصاره,فانه لا يمكن لنا الا ان نقرا بخصوصية متميزة لوقائع صراع جبهة العمل الاسلامي مع النظام في الاردن في اطار صراع النظام مع عموم الانتفاضة الشعبية,
فمن الواضح ان النظام في الاردن يشعر بخطر يتهدد الاستقرار في الاردن في ضوء الضوء الامريكي الاخضر ولذلك فهو يحاول عقد مساومة اصلاح سياسي مع الولايات المتحدة الامريكية نفسها وان كان طرفها واداتها المحلية مع القوى الدينية وخاصة مع جبهة العمل الاسلامي, التي ترى في موقف النظام ضعفا تعمل على استغلاله لصالحها, وعلى حساب باقي مطالب القوى الديموقراطية الاردنية, التي تتباين مفاهيم الاصلاح السياسي الذي تقصده عن مفاهيم جبهة العمل الاسلامي, ففي حين تقصد باقي القوى الديموقراطية ان الاصلاح السياسي يجب ان يصب في مصلحة تعزيز وحدة التوجه الاردني, نجد ان جبهة العمل الاسلامي تفهم ان هذا الاصلاح السياسي يجب ان يصل بها الى السيطرة على موقع قرار ادارة الشان العام الاردني,
ان القوى الدينية في الاردن وفي مقدمتها جبهة العمل الاسلامي صعدت من هجومها على النظام فبدأت تقود حملة تحريض شعبي على شرعية ذات الموقع الملكي, وتدفع بالموقف الشعبي الى تجاوز منهجية حرمة المساس به التي عادة ما احترمها خطاب الحوار السياسي الداخلي الاردني, ومن الواضح ان جبهة العمل الاسلامي تستقوي على النظام في هذه المنهجية بانجازات حركة الاخوان المسلمين في مواقع الانتفاض الاخرى في المنطقة, وبدعم واسناد الولايات المتحدة الامريكية لها التي باتت عالميا ترفض اي مستوى من مستويات تعبير اي دولة ونظام عن مشاعر ومنهجيات الاستقلال والسيادة القومية,
في هذا الاطار نجد النظام الاردني يقدم التنازل تلو التنازل, ليس في الصيغة الدستورية الناظمة لتشكيل المجتمع الاردني فحسب بل وعلى صعيد علاقاته العالمية ايضا, والا فما كانت مصلحة الاردن في الانخراط بالحرب الاهلية التي فرضت على ليبيا فرضا؟ وهل دخل الاردن تلك الحرب لان التامرية من ماهيته وطبيعته؟ او لانه فرض عليه ذلك؟ والذي يدعونا الان للتساؤل حول الاخبار التي تتناول محاولته عقد مساومة مع جبهة العمل الاسلامي تتعلق بالصراع الفلسطيني الاميركي, وتصب في مجال الضغط على الشرعية الفلسطينية التي بات نهجها في تدويل الصراع الفلسطيني الصهيوني يحرج الصورة العالمية لسياسة الولايات المتحدة لامريكية الخارجية؟
في هذا الاطار يجب الان قراءة توقيت الحديث عن تصويب العلاقات لاردنية بحركة لمقاومة الاسلامية حماس, والذي تصاعدت اخيرا وتضاربت التصريحات السياسية حوله بين تاكيد من حركة حماس ونفي من النظام الاردني, والذي نميل معه الى الاخذ بتاكيدا حركة حماس على حساب النفي الاردني,
ان تاريخ حدة عداء موقف حركة حماس السياسي من م ت والسلطة, تناغم بصورة رئيسية مع التوجه السياسي المشترك للتحالف الامريكي الصهيوني, والذي ساعد على اخذ الية ومسار تطبيق اتفاقيات اوسلو بعيدا عن المنظور الفلسطيني للتسوية لصالح المنظور الامريكي الصهيوني, اداته في ذلك تقديم المبررات لاحجام الكيان عن الالتزام بتنفيذ هذه الاتفاقيات, وعلى راس هذه المبررات دور الحالة الانشقاقية في ضرب الشرعية الفلسطينية, هذا الهدف الذي لا تكف حركة حماس عن التمسك به, حتى في صورة تعطيلها المقصود لعملية المصالحة,
ان النظام في الاردن يقرأ جيدا مضامين الصراع الداخلي الفلسطيني, غير ان هناك فارقا كبيرا في تعامله معها بين ان يكون بهدف تاكيد السيادة والاستقلالية الاردنية والذي لا يتعارض مع متطلبات الوطنية الفلسطينية وبين ان ينخرط في تعامله معها باعتباره احد اطراف الصراع الداخلي الفلسطيني, تحت ضغط ابتزاز الولايات المتحدة الاريكية له, وبتامر مباشر من جبهة العمل الاسلامي, وهو ما يبدو ان موقف النظام الاردني سيخضع له ويتجه اليه الان.
ان هناك فرقا بين التعرف على القوى السياسية في اي بلد والاتصال بها, وبين اقامة علاقات رسمية معها تخترق العنوان السياسي الشرعي والرسمي لذلك البلد, لانه بالضبط سيدعو البلد المتضرر الى تجاوز شرعية البلد الذي تسبب له بالضرر, ومن الواضح ان القرار الرسمي الاردني الان يقف على شفا هذا الخطأ, فما هو القرار الي سيضطر اليه؟
اننا نرجو ان تغلب الحكمة على القرار الرسمي الاردني من اجل ان يتجاوز الاستقرار في الاردن, الفخ المرسوم للعامل الاساس في استقراره الامني وسلامه الداخلي, وهو ان شقيه الاجتماعيين من لاصول الاردنية والفلسطينية حريصين جدا على هذا الاستقرار ويعلنانها دائما وحدة وتكافؤ مواطنة, خاصة ضد وفي وجه من يحاول ان يجعل منها عامل تفجير للاستقرار والامن والسلم الاجتماعي والسياسي الاردني, بل ويمكن القول ان الانتباه لخطورة هذا العامل هو الان عنوان الحكمة السياسية, والطريق الى الحاق هزيمة بالولايات المتحدة الامريكية وانتصار حقيقيا لمقولة النظام الاردني حول مطلب اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهزيمة لمقولة الوطن البديل, الذي يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية باتت على استعداد لان تاخذ به تحت ضغط الابتزاز الصهيوني لمؤسستها الديموقراطية والتنفيذية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم