الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راشد الغنوشي ,, من الحظر إلى الحُكم !!

شامل عبد العزيز

2011 / 11 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


أليست مفارقة عجيبة أن يحصل * حزب النهضة الإسلامي * بزعامة راشد الغنوشي على 90 مقعداً من أصل 217 في الانتخابات التونسية التي جرت يوم 23 / 10 / 2011 وهي أول انتخابات ديمقراطية بالمعنى الحقيقي لتونس الخضراء باعتراف العالم وعلى رأسه الاتحاد الأوربي , كما يقولون أنّها الأفضل في العالم العربي بالرغم من بعض الاعتراضات من قِبل التيارات العّلمانية إلاّ أنّهم اعترفوا أخيراً بهزيمتهم .
أنا أرى العكس بالضبط * فهي ليست مفارقة * بل هي نتيجة طبيعية لفوز التيارات الإسلامية ولو جرت انتخابات في أي دولة عربية أخرى * من الربيع العربي * أو من غيره سوف تكون للتيارات الإسلامية حصة الأسد .
يقول الأستاذ محمّد عبد المطلب ألهوني :
لو أجريت انتخابات نزيهة في البلاد * ليبيا * فإن التيار الإسلامي سيكون حتمًا المنتصر. ذلك أن الأحزاب الإسلامية منظمة. أما الأحزاب الأخرى فهي لم تؤسس بعد. والسبب الثاني هو أن حجم الأموال الآتية من الخارج ، وخصوصًا من الخليج كبير جدًا .
رأيي المتواضع :
ليس هناك سبب قوي جداً لفوز التيارات الإسلامية سوى * تشرذم التيارات العَلمانية بكافة مسمياتها * هذا التشرذم نفسه يعود لعدة أسباب منها هو أن هذه التيارات * تنظيرية * أكثر مما هي حزبية - مُنظمة * ليست ذات تأثير قوي على أرض الواقع * كذلك تخلو من التضحيات الحقيقية * عدا بعض الحالات الفردية على عكس التيارات الإسلامية التي عانت وتعاني من قمع كافة الحكومات العربية وخصوصاً في ستينات وسبعينات القرن الماضي ولكن هذا ليس معناه أن الحكومات المستبدة لم تقمع بعض التيارات الأخرى ولكن هناك فرق حسب رأيي وهذا ليس موضوعنا * قد يكون هناك مخالف لِمّا نقوله ولكن هذه هي الحقيقة من وجهة نظر شخصيّة .
في عام 1987 وتحديداً في 27 آب كان نصيب راشد الغنوشي * الأشغال الشاقة * مدى الحياة بعد أن فتحت محكمة أمن الدولة بتونس أبوابها لمحاكمة 90 من المحسوبين على الاتجاه الإسلامي بتهمة محاولة قلب نظام الحكم والتعاون مع دولة أجنبية * إيران * ( عادل ألطريفي * بتصرف * في مقاله * الغنوشي العلماني وبورقيبة الواعظ * ) المنشور في صحيفة الشرق الأوسط بالعدد 12020 في 26 / 10 / 2011 .
بورقيبة في حينه رأى أن تلك الأحكام مخففة ولم يرضى عنها وقال ذلك أمام وزير داخليته ,, يستمر الأستاذ ألطريفي فيقول :
( يروي أندرو بورويس الحادثة : لقد أخبره مستشاروه * أي بورقيبة * بأنه لا أساس قانونياً لإعادة المحاكمة ) .
بورقيبة كان يريد ويتمنى رأس الغنوشي ؟
يا لسخرية القدر ,, يذهب بورقيبة وخلفه بن علي ويعود الغنوشي من الحظر إلى الحكم ويكون الوجه الأبرز في المشهد السياسي التونسي .
هناك خيبة أمل وإحباط عند الأغلبية من الذين يتمنون العكس من مصير الثورات العربية ولكن عليهم أن يسألوا أنفسهم لماذا فشلت الأحزاب العلمانية بجميع مسمياتها عند ذلك سوف يعلمون ,, هذا إذا سألوا أنفسهم وترجلوا من بروجهم العاجية ويكونوا واقعيين لا خياليين ,, يحلمون بالتغيير بمجرد التنظير الذي لا يرتقي لمستوى الحدث كذلك هناك فرق بين كتابات * الأماني * وكتابات * الواقع * كما هو وليس كما نتمناه .
والأنكى بعد الخيبة والخسران تتعالى بعض الأصوات لتقول لنّا سوف نحاربهم بعد وصولهم للسلطة ,, هذه نكتة ولكنّها نكتة * سخيفة * ؟
المجلس التأسيسي القادم في تونس يضم 49 امرأة من حزب النهضة فقط 42 ,, يا للعجب ,, أقرب منافسيه الحزب الديمقراطي 30 مقعد .
ما هو السبب ,, ماذا كانت تفعل الأحزاب العّلمانية ؟ بماذا كانت مشغولة ؟
أحد أعضاء حزب النهضة الإسلامي * سمير * يقول لقناة الجزيرة * 30000 من أعضاء النهضة كانوا في السجون التونسية * أي أنهم اليوم يقطفون ثمار تضحياتهم بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم فهذا لا يقدم ولا يؤخر في صناعة الحدث .
هل كان بورقيبة يتوقع أو يدور بخلده أن يعود الغنوشي إلى تونس منتصراً بعد أكثر من 24 عاماً وكيف يفكر بن علي حالياً وهو يشاهد الغنوشي بديلاً عنه ؟
يا للمفارقة العجيبة ,, في عام 1989 حصلوا على نفس النسبة تقريباً ولكن بن علي انقلب عليهم واليوم 2011 ينالون أكثر من 40 % ...
يسأل ألطريفي ماذا تغيّر من 1989 لغاية 2011 ؟
حسب ألطريفي * يحاول المبشرون بالربيع العربي بأننا إزاء ثورات شعبية غير مؤدلجة ( رأيي الشخصي هي عفوية اختلط فيها الحابل بالنابل لا ترتكز على أيّ قاعدة من قواعد الثورات في العالم اجمع ) وعليه فإننا موعودون بمرحلة جديدة تتم فيها إشاعة روح المواطنة والمشاركة السياسية بين الأطياف كافة السياسية والأيدلوجية بمن في ذلك الإسلاميون ( يقولون بأن أحداث العام ستفرض ) على الإسلاميين تحديداً إجراء تغيير سلوكي وفكري يتواءم مع المرحلة الجديدة ؟
ثمّ يطرح صاحب المقال سؤالاً ؟
هل تغيّر الإسلاميون فعلاً خلال العقود الماضية ؟
أم هو تغيّراً في التكتيكات السياسية والوسائل لا تغييراً في المفاهيم .
( من وجهة نظر شخصية إذا لم تستوعب التيارات الإسلامية * تونس – مصر – ليبيا * وحتى سوريا مستقبلاً - التغييرات الحاصلة في العالم عموماً ومنطقتنا خصوصاً فإن الفرصة الذهبية لهم سوف تذهب إدراج الرياح ,, عليهم التحالف مع باقي التيارات الأخرى وأن يكون المواطن هو الأساس والابتعاد عن مفاهيم القرون الوسطى وأن يعملوا جميعاً من اجل مجتمعات أفضل ) .
إذن نحنُ أمام حالتين :
إمّا تغييراً في الوسائل * وبهذا سوف يفقدون فرصتهم الذهبية *
أو تغييراً في المفاهيم * هذا هو المراد والمطلوب إذا كانوا عقلاء *
هناك ملاحظة عامة في تونس – مصر – ليبيا يلجأ إليها الإسلاميين وهي : التطمين والوعود بالمحافظة على العقود والاستثمارات والعقود الخارجية * هذا هو المهم بالنسبة للعالم الغربي *
ما معنى هذا ؟ هذا معناه إرسال رسالة تهدئة وثقة للحكومات الغربية ,, أي أن الحكومات الجديدة لن تلجأ إلى نقض المعاهدات الدولية والعقود التي تربط بلدانهم بالعالم الغربي .
قُتل ألقذّافي بطريقة غير إنسانية حسب الإنسانيين فقط وفي نفس الوقت شددّ مصطفى عبد الجليل على عزمه * شخصياً * على مراجعة القوانين الليبية للتوافق مع الشريعة الإسلامية وفي نفس الوقت مؤكدا على التزام ليبيا بالمعاهدات والعقود كافة مع العالم الخارجي في الوقت الذي وعد فيه بإلغاء قانون منع تعدد الزوجات كان نائبه * عبد الحفيظ غوقة * يكرر التعهد باحترام عقود ليبيا مع الخارج .
في تونس :
عبد الحميد الجلاصي عضو المكتب التنفيذي أعلن للصحفيين الأجانب بأن حزبه سيضمن لشركاء تونس * التجاريين والاقتصاديين * عقودهم والحزب يتعهد بتقديم كل التسهيلات والضمانات للاستثمار الأجنبي .
نور الدين البحيري عضو المكتب السياسي أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ حزبه ملتزم * إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واستقلالية القضاء واحترام حقوق المرأة بل وتدعيمها على قاعدة المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة التي ينتمون إليها .
( إذا التزم حزب النهضة بكل تصريحاته ومبادئه والبرامج التي أعلن عنها وخصوصاً خطاب الغنوشي بعد فوزهم بالانتخابات اعتقد * وأتمنى أن لا أكون مخطئاً *سوف تكون تجربة ناجحة في البلاد العربية وعلى غرار * الإسلام التركي * ولا ننسى أردوغان ورحلته لدول الربيع العربي ) .
يسأل ألطريفي : إذا كان الإسلاميون قد تغيروا فلماذا كل هذا الحماس في التأكيد على حسن النوايا ؟
قد يقال حسب تعبير الكاتب بأن ذلك أمر طبيعي نتيجة لعقود من تشويه السمعة والروايات الكيدية من قبل الأجهزة الأمنية في بعض الدول العربية .
هذا القول يخالفه التاريخ الطويل والمديد من العنف واستخدام السلاح والتكفير وتبرير التطرف الذي مارسه قطاع فير قليل من الإسلاميين على امتداد العالم العربي .
هناك من يقول وهو * محق * بأن الإسلاميين ليسوا تياراً واحداً وبينهم اختلافات عميقة وتفاصيل دقيقة .
هذا الكلام من وجهة نظر ألطريفي ينطبق على الأنظمة العربية * والتي هي بالأساس عدوة للأحزاب والجماعات الأصولية والعكس صحيح *
هناك سؤال ؟
لماذا يقبل أن تدافع الجماعات الدينية عن نفسها وتاريخها بل وعن أحقيتها في ممارسة العمل السياسي ثم بعد ذلك يراد أن نصدق رواياتها بخصوص الأنظمة التي سقطت ؟
( بالمناسبة ما معنى سقوط الأنظمة ومن هو الذي يحدد ذلك ,, سقوط الأنظمة لا يتم برفع الشعارات التعبوية * من شباب دون العشرين * مع احترامنا للتضحيات ولكن سقوط الأنظمة يتم عبر توازنات القوى وهذا هو البعيد عن ذهن الأغلبية حسب رأيي الشخصي لذلك نرى تفاوت وجهات النظر بالنسبة للعالم تجاه كل دولة ,, تونس – مصر – اليمن – ليبيا – سوريا ,, إذا كانت ليبيا عبارة عن خزان نفطي كبير ولا مثيل له فإن سوريا لها وضع أخر مرتبط بإسرائيل التي لم تحسم أمرها بعد حسب تعبير أحد الأصدقاء ,, لا حرب طائفية ولا أهلية في سوريا ولكن من المحتمل * حرب إقليمية * ) .
نعود للإجابة عن السؤال :
هو أن الإسلاميين في وقت من الأوقات كانوا شركاء تلك الأنظمة * الفاسدة * وسوف نضرب بعض الأمثال لعلهم يتذكرون :
الإخوان في مصر اعتبروا انقلاب 1952 حركة مباركة وكانوا شركاء فيها * يقال أن عبد الناصر كان احد أعضاء الإخوان ثم انقلب عليهم * حسب كلام الدكتور أحمد شلبي في الموسوعة الإسلامية * .
اختطاف الملالي الشيعة وأتباعهم من الإسلاميين الثورة في إيران عام 1979 .
اتفاق الغنوشي نفسه مع بن علي على بدء مرحلة جديدة والمشاركة في الانتخابات عام 1988 بعد أن اخرج بن علي الآلاف من السجون .
ألم يأتِ الإسلاميون بالرئيس البشير وحكومة الإنقاذ في السودان عام 1989 ؟
الم يتحالف الزنداني وحزبه في اليمن مع الرئيس صالح في الحكم في منتصف التسعينات ؟
ألم يتصالح الإسلاميين مع بوتفليقة في الجزائر ؟
أولم يخرج أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة بفضل الحوارات التي أجرتها مؤسسة ألقذّافي الخيرية مع رموز الحركة الإسلامية * عبد الحكيم بلحاج – علي الصلابي ؟
( بالمناسبة بدأت بشائر الخير في ليبيا بهدم المساجد التي تحوي قبور الأولياء لأنّها حرام حسب السُنّة النبوية ) ؟
ماذا قال الغنوشي ؟
لن يقدم على حظر * البكيني * والخمور ويتعهد بعدم التدخل في الحريات الشخصية ويمتدح الأحوال الشخصية التي أصدرها بورقيبة عام 1956 ويقول عنها * اجتهاداً فقهياً *
أهم سؤال ؟
من هو العّلماني ؟ الشخص الذي يستخدم الدين ذرائعياً للوصول إلى السلطة – الغنوشي - أم المستبد المتنور الذي يريد تحديث الدين – بورقيبة - ؟
أين تكمن الحقيقة ؟
ما هو الفرق بين الغنوشي وبورقيبة ؟
من وجهة نظر شخصية لا يوجد فرق .. المهم الوصول للسلطة ولكن بشعارات مختلفة ,,
تعهدات – ووثائق وعقود مع الغرب * عدو الإسلام * وخمور وبكيني وسياحة وأحوال شخصية وحقوق المرأة والسفور ,, الخ .
إذن * بعبع * الشريعة سوف لن يكون حاضراً حسب القراءة الأولية للتصريحات .
سؤال ؟ ما هو نوع الصراع بين التيارات الإسلامية والأنظمة ؟
ديني أم دنيوي ؟
رأي الكاتب ألطريفي :
مشكلة بعض الحزبيين الإسلاميين هي أن خطابهم مبني على الأوهام وتصوير نزاعهم مع الأنظمة أنه نزاع * ديني * مع العلم أن الصراع * دنيوي * مادي على المناصب والغنائم * هذه حقيقة لا يساورني الشك فيها أبداً ,, المهم الوصول إلى كرسي الحكم بأي ثمن أو بأي شعار * واعتقد كذلك بأن هذا اختصاص * عربي * بحت لا ينافسهم فيه أحد .
( إذا كانوا مستعدين لتقديم كل التنازلات الدينية والسياسية بل والتعهد بالتحالف مع الغرب * الكافر * فلماذا إذن عهد بورقيبة * وغيره * هي عهود علمانية ظالمة شريرة * إذا كان يرغب في الحفاظ على تراثها القانوني وسياساتها الاقتصادية وعلاقتها بالخارج ) ؟
السبب هو الاستبداد * علمانياً * كان أم * إسلامياً *
يقول السيّد ألطريفي :
محاولة بعض الإسلاميين تصوير أنفسهم على أنهم ضحايا المرحلة السابقة من دون الاعتراف بالمسؤولية فيها نوع من تبرئة الذات ورواية غير أمينة لعقود من المشاركة والصراع على السلطة مع أنظمة قائمة وسابقة ,, لقد مارس بعض الإسلاميين العنف فيما تصالح البعض الأخر مع حكام مثل معمر ألقذّافي وبشار الأسد وأصبحوا ضيوفاً دائمين على موائدهم ..
( أي جلادين وضحايا) ..
( لقد وصلوا إلى الحكم مرات عديدة ففشلوا ,, فهل سوف يفشلون اليوم ) ؟
ختاماً عن ألطريفي :
يقول الوزير * الطاهر بلخوجه * في كتابه ( بورقيبة ,, سيرة زعيم ,, 1999 ) :
أن الراحل بورقيبة * كان يخشى التعصب الديني ويسعى إلى تمرير روح التسامح والتماشي مع مقتضيات العصر وكنا أعضاء الحكومة وكبار المسؤولين نجتمع حوله سنوياً بمناسبة المولد النبوي الشريف في جامع الصحابي أبي زمعة بالقيروان للاستماع إلى ما كان يقدمه من مواعظ صارمة واجتهادات يشدد فيها على ضرورة تطوير الممارسات الدينية لتصبح أكثر تسامحاً *
( الآن ماذا تريدون ) ؟
شكراً جزيلاً لجميع الصديقات والأصدقاء الذين سألوا ,, على صفحتي في الفيس بوك أو على بريدي الالكتروني ..
كل عام والجميع بصحة وسعادة ..
/ ألقاكم على خير / ..





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - اهلا وسهلا للصديق شامل
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 11 / 5 - 12:09 )
اهلا وسهلا للصديق شامل
-ذكرت
-تشرذم التيارات العَلمانية بكافة مسمياتها * هذا التشرذم نفسه يعود لعدة أسباب منها هو أن هذه التيارات * تنظيرية * أكثر مما هي حزبية - مُنظمة.... نعم أذا قرأ انسان عادي مقالة السيد امال حسين : المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=282341
او كتابات فؤاد النمري و قوجمان و نفاع ...فأن القاريء سوف يفر بجلده من التنظير
الان صندوق الاقتراع جلب الاسلاميين في تونس حالهم حال اليمين في الانتخابات الاوربية
لننتظر ماذا يقدمون من برنامج -
مودتي و احترامي و اهلا بك من جديد

2 - وتلك الأيام نداولها بينكم
سناء نعيم ( 2011 / 11 / 5 - 13:14 )
تحياتي سيد شامل،
وصول الغنوشي امر طبيعي مادام دوام الحال من المحال والزمن دوار كما يقولون لكن ما صدمني حقا هو تصريحات الغنوشي المتعارضة مع شريعة وروح الإسلام وتطميناته المتكررة للداخل والخارج وهو ما يكشف قلقا وإظطرابا لديه وخوفا من عدم الفوز إن هو تبنى برنامجا يقوم على أساس ديني.
فالمتمعن في خطابه يدرك ان لافرق بينه وبورقيبه او أي علماني اخر وهذا ماسيعرضه للنقدو التكفير باعتباره أقر بالإبقاء على قوانين منافية للشريعة وتخرج صاحبها من الملة.
تصوري أن الغنوشي يسعى للسلطة وهو ما فرض عليه التنازل عن ثوابت دينية إرضاء للمجتمع التونسي الذي تربى على قيم حداثية ونمط عيش عصري يستحيل التفريط فيها أو العودة ببلدهم للوراء .
أشعر بشفقة على الغنوشي لانه وضع نفسه في موضع غير مريح وسيجلب له الكثير من السخط واللعن من المشايخ واتباعهم الذين يحلمون بالدولة الإسلامية.

3 - تحية مشاعل التنوير
عدلي جندي ( 2011 / 11 / 5 - 13:19 )
أولا حمد للعقل علي عودتك السالمة إلي قلمك وموقعك وأحبابك وثانيا دون شك إذا لم يتعلم الحاكم لغة العصر- خاصة بعد التغييرات في الحراك لشعوب العالم العربي -لن يتمكن من الصمود ولكن لغة العصر ......هي لغة العقل المبدع.... وليست حواديت وعنعنات الخرافة المحنطة في عقول أتباع العقائد والتي لربما يصدقون أن تبعث من جديد إذا ما مارسوا طقوس الرجم والبتر والسبي ولذا مهمة فضح تاريخهم رسالة إنسانية بكل معني الكلمة لأنها الناقوس الذي ينبه إلي الخطر فالنعرات العنصرية كانت دائما بدايتها بداية عقلانية تطرح حلول شعبية ثم تطورت إلي فاشستية كما وموسوليني إيطاليا و النازية وهلم جرا حتي الإيدولوجية الشيوعية كانت من أجل المساواة ولكنها تطورت إلي معتقلات لمن يطالب بحقه ولذا رفض الإيدولوجية وأيضا الدينية كأساس للحكم موضوع في غاية الأهمية لما سيترتب لاحقا عليه من ظلم وإجحاف ولا سبيل إطلاقا عن حماية والدفاع عن المكتسبات الحقوقية العالمية المعاصرة من مواثيق وعهود دولية كأساس جوهري لنظام الحكم في بلاد الخريف العربي

4 - رغم ذلك العلمانية هي الحل
فؤاد محمد ( 2011 / 11 / 5 - 13:30 )
الاستاذ العزيز شامل المحترم
سيسقطون كما سيسقطون في ايران وفي العراق
وتركيا مثال واضح وكذلك الغرب
على العلمانيين ان يتوحدوا
مقالك كان واضح وصريح
مودتي ودمنم

5 - تحياتي وخوش عيديه
Aghsan Mostafa ( 2011 / 11 / 5 - 13:53 )
نريد ان نرحب بك اولا ونقول اهلا وسهلا بعد غياب طويل نوعا ما! وايامك سعيده ثانيا ! ونتمنى ان يرتقي عالمنا العربي بالتفكير ليصل الى المستوى الأنساني عندها سيكون عيدا حقيقيا لجميع القوى المتنازعه والغير متنازعه وللشعوب الي صارت بين حانه ومانه ...... ضاعت دنيانا!!!! (تحديث للمثل)؟
تقديري واحترامي وعيد مبارك عليك وعلى قرائك

6 - شكراً للجميع
شامل عبد العزيز ( 2011 / 11 / 5 - 15:54 )
الصديق المستشار - تحياتي - أنا اقصد الجميع - ليس فقط الكتابات الماركسية بل لا استثناء لأحد فالجميع سوف يفر بجلده
الكتابة بدون إضافة معرفية تكون - ثرثرة -
التكرار يؤدي للملل - وتكون النتائج عكسية - الجميع ينتظر برنامج التيارات الإسلامية وسوف يصلون للحُكم لأن مقولة اندريه بالرو حقيقة لا غبار عليها
القرن الحادي والعشرين سوف يكون دينيا وها هي البشائر
شكراً لك
العزيزة سناء - يسعد مساءك - لن يكون هناك شيء اسمه دولة إسلامية هي شعارات من أجل الوصول للسلطة - تاريخ الحركات يؤيد ذلك يتمتعون بغطاء ديني من اجل مراعاة مشاعر الناس - هذه فرصتهم في التأكيد على انهم سوف يكونون على قدر من المسؤولية بعيدا عن ترهات بعض الشعارات والتي تعود للقرون الوسطى - يستطيع ان ينفد بجلده الغنوشي في تبرير تصريحاته بموضوع - الاجتهاد - وأن الإسلام لا يتعارض مع التطوّر وهكذا تفسيرات محاولين اقناع الناس وإذا نجحوا اعتقد سوف يستمرون في جميع الدول - مصر - ليبيا - سوريا - بشار الأسد قال الصراع مع الإخوان وليس مع الشعب وهذا تأكيد فعلي على أن التيارات الإسلامية هي الفاعلة وهي ذات الأغلبية دون نقاش
سننتظر
شكراً لكِ

7 - تعقيب 1
شامل عبد العزيز ( 2011 / 11 / 5 - 16:05 )
الصديق العزيز والكاتب عدلي جندي
تحياتي أخي الكريم
لا اعتقد بأنهم سوف يتقربون لقوانين الشريعة فهم أذكى من ذلك بكثير
العصر الحالي يفرض قوانين تتماشى مع تطوذرات العصر ومع جميع مكونات الشعوب لا قرق بين احمر أو أسود بغير ذلك سوف يفشلون لأن الشعوب جاهزة مرة ثانية للمطالبة بحقوقها بعد كسر حاجز الخوف منذ حادثة البو عزيزي وغنطلاق الشرارة الأولى في مصر وليبيا واليمن وسوريا ولكن النتائج سوف تكون مختلفة بين دولة وأخرى حسب طبيعة كل بلد وأهميته - ليبيا خزان نفطي بينما سوريا موقع استراتيجي له كثير من الاعتبارات أما اليمن فسوف يبقى سعيدا كما كان سعيداً في زمن بلقيس وبالمناسبة لا توجد ادلة أركيولوجيا على وجود بلقيس في اليمن
خالص السشكر والتقدير
الأستاذ فؤاد
مساء الخير
الشعار مطلوب وصحيح والعالم المتحضر يحكم بالعلمانية
ولكن الحديث هو عن العلمانيين ودورهم الحقيقي
لو كان هناك تضحيات لكان هناك نتائج وثمار ولعدم وجودها فلا توجد نتائج
سوف يصلون في كل مكان وانا لا أشك في ذلك قيد شعرة وسوف ننتظرهم ولا تنسى المصالح الدولية وسوف يدعمهم الغرب كما دعم الدكتاتورية أكثر من خمسين عاماً
هذه هي السياسة
شكر

8 - أزمة عامة
سيمون خوري ( 2011 / 11 / 5 - 17:32 )
أخي شامل الورد مرحباً بعودتك وكل عام ,انت بخير وكافة أخواننا من المسلمين . حول المقال بداية جيدة أعتقد ان فوز حزب النهضة التونسية يطرح من جديد تساؤلات هامة سواء حول أفاق الحركة العلمانية - الديمقراطية كما حول أزمة الهوية ومأزق التجديد في الحركة الإسلامية المعاصرة هناك معضلة حقيقية تواجه الحركة الإسلامية وخطابها السياسي القديم كما هي الحال في - غزة - والسودان وحتى العراق والى حد كبير في مصر. اضافة الى صراعها الداخلي في مواجهة التيارات الأصولية المتشددة . وبالتأكيد أي تعليق لا يمكن أن يكون كافياً للنقاش . وقضايا من هذا النوع لا يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا أو بالتأييد أو الرفض . نحن أمام مستقبل مفتوح على كافة الإحتمالات . ولا أدري الى أين ..؟ مع التحية لك

9 - مستقبل مفتوح
عبله عبدالرحمن ( 2011 / 11 / 5 - 22:44 )
تحية طيبة استاذ شامل عبد العزيز والحمد لله على السلامة ربما السؤال هو كيف وصل الغنوشي الى سدة الحكم بانتخابات نزيهة مع التأكيد على كلمة نزيهة وربما سؤالي اجبت عنه في مقالتك عندما اكدت على ضعف الجهة التي تواجه حزب وتنظيم الاخوان وفي الاسباب الاخرى الكثيرة التي ادت الى نجاحه بالمقابل ما زلت اتذكر الاعلان الانتخابي والذي عبرت عنه صورة كبيرة لزين العابدين بن علي كدكتاتور وكيفية حث الجماهير على ممارسة حقهم الانتخابي حتى لا يصل امثال الرئيس المخلوع الى الحكم من جهة اخرى ما يقوم به الغنوشي من تصريحات تظهره وكأنه يمثل تونس بثوبها العلماني ولا تظهره وكانه يمثل حزبه الذي اوصله للحكم يبقى الباب مفتوحا على المستقبل ويبقى الامل بالربيع العربي متيقظا لاي زعامة تحيد عن دم الشهداء وتضحياتهم

10 - لو انك غيرت العنوان
ايار العراقي ( 2011 / 11 / 6 - 02:32 )
السيد شامل اتمنى ان يكون عودك احمد وكل عام وانت بخير
اراك خرجت وتوسعت في مقالك عن العنوان اعتقد لو انك غيرت العنوان لكان الامر اكثر فائدة
لنسال لماذا غابت التيارات العلمانية والشيوعية منها تحديدا بعد ان كانت متسيدة للساحة في الستينات والسبعينات
لعتقد الامر واضح ولايحتاج لتنظير وهو غياب الداعم الاساسي وهو الاتحاد السوفياتي العظيم والعظيم هنا على عنادك وعتاد رعد الحافظ وبعض الاصدقاء
غياب الاتحاد السوفيتي لم يكن وقعه مقصورا على واقع اليسار عموما وانما ادى وكنتيجة غير مباشرة الى تصاعد دور اليمين جماعة جاسم الزيرجاوي ومن لفه وترى اثره واضحا في المال السياسي وتصاعد نبرة الخطاب الديني والامبرياليو وكما هو معروف عنها تمتطي اية مطية سهلة الركوب وصولا الى غايتها
مسالة اخرى وهي تدخل ضمن تداعيات سقوط السوفيت هي قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي لعبت مع جارتها السعودية دورا قذرا في اشاعة الجهل والظلاميىة في مجتماعتنا

11 - تتمة
ايار العراقي ( 2011 / 11 / 6 - 02:41 )
ويضاف الى ذلك كله قيام هؤلاء الحكام الدكتاتوريين بالتضييق على منابع الفكر من مكتبات ودور نشر ومسرح وسينما وغيره في مقابل افساح المجال امام الجوامع والاهتمام بعمرانها وزيادة اعدادها وحملات الايمان بل ان صاحبنا اطلق على نفسه لقب عبد الله المؤمن هذه وغيرها من وسائل الكسب السريع والضحك على عقلية المواطن الغارق في الجهل اصر وفي مجتمعات غيبت نصفها بالكامل واقصد المراة وتهميشها ادت الى انحسار دور اليسار ولنكن واقعيين فليس هناك من صناع للوعي في الشرق غير اليساريين ياسيدي
ان الغنوشي وامثاله لو ظهروا في السبعينات لكانوا كيشوانية او سقائي سبيا في احسن الاخوال ولكن انحسار دور اليسار واللذي ادى الى تراجع الحركة التقدمية في المنطقة هو اللذي جعلهم يتنفسون

12 - المهم الحريات و كرامة الانسان..!؟
آمال صقر مدني ( 2011 / 11 / 8 - 17:00 )
الاستاذ العزيز شامل : ألف تحية لكم و أهلا و سهلا بعد غياب ، أمنى أن تكون قد مريت برحلة ممتعة ...وكل عام و أنتم بخير...التحليل في المقال رائع نتمنى أن ينجح النهضة في تونس ، و ان يكون الغنوشي قد تعلًم من الغرب و خاصة أثناء إقامته في بريطانيا ، شيء اسمه حقوق الانسان ...فاليحكم مين ما كان شريطة التقيًد بالحرية و العدالة الاجتماعية....مع الشكر

13 - شكراً للجميع
شامل عبد العزيز ( 2011 / 11 / 8 - 18:04 )
الصديقة أغصان
تحياتي شكراً لكِ وكل عام وأنتِ بخير
الأستاذ سيمون خالص تحياتي - اعتقد بأن هوى الغرب هذه المرة تجربة الفوضى الخلاقة وسوف نبقى في الانتظار - لا توجد إجابة محددة عند احد من الفقراء والمساكين من أمثالي
السياسة هي ما وراء الجدران والظاهر لنّا
خالص الشكر
العزيزة عبلة
تحياتي
الانتخابات نزيهة حسب تصريحات الغرب والباب سوف يبقى مفتوحاً وهذا مما لا شك فيه
كثيرة هي الدعايات والوسائل الانتخابية
الكرسي يبدو أنه يستحق كل شيء
إذا إسلام على غرار الأتراك سوف ينجح الغرب بضربة حجارة بعصفورين وهذا هو المحتمل في تونس
الأخ أيار
تحياتي
تعليقك ورد في المقال بنفس المضمون ولكن بأسلوب مختلف
التيارات جميعها تعرضت للإقصاء ولكن الإسلاميين كانوا اكثر صلابة ووصلوا
من قال لك بأن المستشار محسوب على اليمين هو في أقصى اليسار حسب معلوماتي
شكراً لك
العزيزة آمال قمر الحوار
شكراً للسؤال وهذا ما نتمناه جميعاً - حقوق الإنسان دون تفريق
آسف للتأخير
خالص تحياتي

اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما



.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟