الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غنِّ يا حمام النخل

عبد الفتاح المطلبي

2011 / 11 / 5
الادب والفن


غنِّ يا حمام النخل
عبد الفتاح المطلبي
نص مدور


ولو أني وقفتُ الآن فوق سطوع أسئلتي أنادي أيها النملُ ألذي طرقاته طرقي وطأطأة رأسه مثلي كطأطأتي، يدبُّ دبيبهُ مثلي ولكن ليس فيه من فَرَقي ولا يعرقَ من حمارة القيظ ولا يغرق من فيضٍ أنادي أيهذا النملُ مالي لا أجيدعبور أسيجتي و أنت أراك من نفق إلى نفقِ تكد مؤملاً في الصيف أن تجمعَ ما تأتي به للقر تسعى دونما فرقِ و إني هاهنا أسعى كما تسعى لأقطعَ فجوة النفقِ ولكني مللتُ مراكبي السكرى تتيه على بحار الهم لا تنوي سوى غرقي فتأخذني المفازة ُنحو تيهٍ آخرٍ والسيف فوق تهزه كفٌّ تجيد صناعة الوبقِ و آمالي التي أدمنتها كانت من الورقِ
وها أني أجالسُ نخلةً في السفحِ من أكناف* ميسانَ وفي قلبي كثيرٌُ من حكايا الوجد والآهات أطلقها حماماتٍ مطوقةً بكل حديد غرب الأرض قالت أين ماء الرافدين وأين قوافلَ البني و أينَ غرانق الأهوار تسأل همهمات الريح مالي لا أرى فيها صريخاً لا أرى إنساً ولا جني.
فقلتُ وقد غزاني الهمّ يا أختاه زيدي من هديلكِ واسمعي مني ، أنا ياجارة النخلات مثلك جئتُ مشتاقاً وملتاعاً و كنت تركتُ لي قلباً هنا مني وكنت ُ إذا تعالى القبح و اكتظّ المكانُ به أبادلُ شجوهُ أنّي* ولكني أراه غدى كقبض الريح غادر منذُ ذاك الأمس كلّ مدارج الظنّ و أيّ أسىً نما في الروح يا أختاه ،لا لن أبرحَ النخلات حتى تدركي أني غريبٌ صرت في وطني أعيش به على المنِّ فغنِّ يا حمام النخل لا يشفي غليل الصدر غير تأوه الموال من مكلوم قلبٍ يا حمام النخلِ لا تأبهْ لعسف الريح غنِّ لوعتي غنِّ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هامش
عبد الفتاح المطلبي ( 2011 / 11 / 5 - 15:28 )
إشارة لمطلع قصيدة مسلم بن الوليد والي جرجان في عهد المأممون التي مطلعها ألا يا نخلةً في السقح من أكناف جرجان*

اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل