الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخوين والتكفير ليست من الديموقراطية

محمد رجب التركي

2011 / 11 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


المتامل لما يدور من نقاشات احوال الامة المصرية سواء كانت في ( برامج التوك شو ) او علي صفحات الجرائد لابد وان يصل الي حقيقة مؤلمة ...حقيقة مؤداها ان اغلب هذة النقاشات هي من صنف السجال وليس من صنف الحوار ...وان طبيعة الاختلاف لاتتجاوز في احسن احوالها طبقة المعارضة ...وان اغلبها يمكن تصنيفة بسهولة في طبقات سب الشخص.. ومهاجمة الشخص ..اومناقشةالتوجة العام ..او انها حالة من سيادة النغمة الواحدة في التفكير ..او هي حالة الاحساس بالعظمة
هذة هي اوضاع مجتمعنا عموما واحوال مثقفية سواء كانوا من مثقفي التجديد او مثقفي التقليد ...ومن يخرج عن هذا الاتجاة فكرا او عرفا ..هو في نظر مثقفي التجديد ( خائن او عميل ) ..وفي نظر مثقفي التقليد ( خارج عن الملة ودمة مستباح ) .
وفي ظل تسيد هذة النظرة علي عقول افراد مجتمعنا بشتي مستويات تعليمهم تزدهر وتشيع نظرية المؤامرة كمنهج لتفسير اسباب مايقع في الداخل او الخارج من احداث بان وراء كل حدث كيان خفي و اصابع خفية او حكومة اجنبية اوتنظيم او جماعة ذو نوايا خبيثة وحاقدة واجندات سرية تم التخطيط لة وعمل بطريقة سرية وماكرة علي وقوعة ..
وهذ المنهج يتعمد تشوية الحقائق ولايستخدم المنهج العلمي في التفكير وتحليل الشواهد وان تلك النظرية غير قابلة للنقد وان من لايعتقد في ذلك هو غافل او مخدوع علي اقل تقدير .
اما المجتمعات والدول المتقدمة والتي تأخذ بالمنهج العلمي في التفكير فانها تهتم بضرورة ادراك المجتمع لكافة جوانب مشاكلة التي يواجهها واسبابها الحقيقية لكي يتمكن صانع القرار من انتاج كافة البدائل لحلها والاختيار الامثل من بين البدائل المطروحة .
ولان الديموقراطية كلمة اصبحت كل الاحزاب وكل من يتحدث في الشأن العام يستخدمها حيث تستخدمها الاحزاب الدينية والاحزاب الليبرالية دون ان توضح مفهومها وكيفية ممارستها .. فانة من الواجب علينا توضيح ذلك المعني و وحتي تكون تكون القرارات صحيحة ( وخاصة من هم في السلطة ومراكز صنع القرار ) وحتي يكون مفهوم الديموقرطية واضحا عند الجميع فانة لابد من توافر مبادئ اربعة تقوم عليها الديموقرطية وثقافتها هي :
1- التعددية : سواء كانت في الرؤي او الافكار او الاعراق او الاديان وهو مايفرضة علينا تعقد المجتمع الحديث وما يواجهة من مشاكل
2- تشجيع الحوار وتجنب السجال : فالغاية من الحوار هو بناء موقف جديد اكثر تقدم ونضجا وعقلانية من الموقف الفكري السابق علي الحوار وهو مايتطلب قبول كل اطراف الحوار قبل ان يبدا بالترحيب بتعديل المواقف وذلك بدلا من السجال الذي غايتة هدم افكار الطرف الاخر وحيث ينتهي بالحرب والخصومة والقتال
3- تحقيق المساواة : وهي حق الانسان في ان يعامل علي قدم المساوا بغض النظر عن عرقة او جنسة او دينة او وضعة الاقتصادي
4- حماية الحرية : بكل ابعادها السياسية والدينية والاجتماعية حيث تشمل الحقوق السياسية الحق في التصويت والتنافس من اجل الحكم وتكوين الاحزاب ..اما الحقوق المدنية فتشمل الحرية الشخصية وضمان الامن والخصوصية والحرية الدينية وحرية مارسة الشعائر الدينية ..اما الحقوق الاجتماعية فهي تعني الحق في الملكية الخاصة والحقوق المتعلقة بالتوظف والاجر العادل والرعاية الصحية والحق في التعليم والسكن
وهذا المبدأ يعزز المفاضلة بين افضل البدائل واكثرها ملائمة لحل قضايا المجتمع
ملاحظات :
(1) سب الشخص : هي ادني اصناف الاختلاف حيث يعمد احد اطراف الحوار الي مجرد (2) شتم الطرف الاخر ..فهذا من المارينز ...وهذا عميل امريكاني ...وهذا رجعي ..والقائمة طويلة
(3) مهاجمة الشخص : حيث يقوم طرف من اطراف الحوار بتوجية انتقادات لاعلاقة لها بالموضوع لشخص الطرف الاخر ...كالقول بصغر سن الطرف الاخر او ديانتة او جنسة رجلا او امراة او بعدم تخصصة ...وهكذا تتم شخصنة الحوار وتحويلة عن موضوعة الاصلي
(4) مناقشة التوجة العام لموضوع الحوار دون الدخول في التفاصيل : حيث يطلق احد اطراف الحوار اوصافا عامة علي مايطرحة الطرف الاخر من افكار ...كالقول بانها ذو مرجعية اسلامية ..او انها من اوهام العلمانيين ...او انة ليبرالي زنديق وكافر
(5) المعارضة : وهي بداية النقاش الموضوعي ...حيث يقدم كل طرف افكارا مناقضةلافكار الطرف الاخر مصحوبة او حتي غير مصحوبة بالادلة علي صحتها
(6) النغمة الواحدة في التفكير : مثل التفكير الثنائي الذي يتبني منطق ( اما ...او )..فاما انت معي علي طول الخط او انت ضدي علي طول الخط
(7) الاحساس بالعظمة او النرجسية : هو احساس يجعلنا ننظر الي انفسنا بوصفنا محور كوكب الارض ...بل محور الكون كلة ..فحن ( خير امة اخرجت للناس )...والكل ماعداها اما حاقد عليها او متآمر ضدها ....بينما نحن في حقيقة الامر لاشيئ

الاسكندرية في 2 نوفمبر 2011
مراجع :
- ثقافة الدولة المدنية .د.سيد نصر الدين . دار العين
- احوال مصرية . مكتبة مدبولي
- قلادة و.ملدأ المواطنة . المركز القبطي للدراسات الاجتماعية
- السيد ن. ثقافتنا المعاصرة .دار المحروسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة