الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحضيرات لضرب سوريا وسط تسريبات اسرائيلية حول هجوم جوي على ايران

خليل خوري

2011 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



اوردت وسائل الاعلام الاردنية تقارير مفادها ان المنطقة الجنوبية للاردن قد شهدت قبل ثلاث ايام مناورات عسكرية بالذخيرة الحية شاركت فيها قطاعات كبيرة من القوات البرية والجوية كما ذكرت نفس المصادر ان مقاتلات تابعة لسلاح الجوي الاردني ولدول شقيقة وصديقة قد قامت في نفس اليوم باجراء مناورات جوية حضرها عدد من كبار الضباط الاردنيين والاجانب . ولاحظ مراقبون سياسيون ان هذه المناورات قد تزامنت مع توجيه رئيس اللجنة الوزارية العربية المختصة بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم تحذيرات للنظام السوري بتطبيق المبادرة العربية بحذافيرها وبعد م اللف والدوران وخاصة حول البند المتعلق بسحب الجيش السوري من المدن السورية ويرى المراقبون ان الشيخ القطري لا يطلق تحذيراته جزافا في الهواء بل استنادا الى التحضيرات العسكرية الجارية في الدول المجاورة لسوريا والتي لا يستبعد المراقبون انها ستوظف في حال فشل مبادرة الجامعة العربية في فرض حظر جوى على سوريا فضلا عن اقامة مناطق محررة وخالية من اي قوات سورية في في المناطق الشمالية والجنوبية المحاذية للحدود الفاصلة مع الاردن وتركيا فيما ستقوم الجماعات المسلحة التابعة لجماعة الاخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الاسلامية المناهضة للنظام السوري ستقوم بدورها بشن حرب كر وفر ضد الجيش وافراد الامن السوري والمرافق العامة بهدف انهاك النظام واضعافه ومن ثم املاء شروط المعارضة الاسلاميىة عليه.
من هذه التحضيرات العسكرية التي لا تتم الا بضوء اخضر اميركي ومن دعوة الادارة الاميركية المتكررة للرئيس السوري بالتنحى عن السلطة وتحريضها في نفس الوقت للجماعات الاسلامية المسلحة بالاحتفاظ باسلحتها وبعدم الاستجابة لقرار العفو الذي اصدره وزير الداخلية السوري مقابل تسليم اسلحتها للسلطات السورية من كل هذه التحركات يبدو جليا ان هامش المناورة اخذ يضيق على النظام السوري ولم يعد ثمة متسع امامه للتهرب من الضغوط الاميركية ولا من ضغوط مماثلة لها في القوة تفرضها مشيخات النفط والغاز ولا حتى تاجيل الحملة العسكرية على سوريا , وعلى العكس من ذلك لا زال النظام السوري يراهن على الموقف الصيني الروسى متوهما ان هاتين الدولتين ستكبحان جماح الادارة الاميركية وستمارسان ضغوطا على الادارة الاميركية حتى لا تنفذ تهديداتها او ربما ستهبان لنجدتة في حال تعرضت سوريا غزو امبريالي وينسى النظام ان الصين لن تفرط بالسوق الاميركية ولا الاروبية الواسعة "كرمال عيون بشار الاسد " كما لن تفرط روسيا بعلاقاتها التجارية ولا الدبلوماسية مع هذه الدول ولا بعلاقاتها مع النظام السوري الجديد , كما لا زال بشار الاسد يعتقد ان سوريا لن تتعرض لمثل هذا الغزو في المستقبل القريب على الاقل لان الشغل الشاغل لاسرائيل وما يحتل سلم اولوياتها في المرحلة الراهنة هو توجيه ضربة جوية للمفاعل النووي الايراني مستندا في توقعاته الى تسريبات بعض المسئولين الاسرائيليين الى وسائل الاعلام الاسرائيلية وحيث يؤكدون ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد اتخذ قرارا بذلك ولم يبق امامه الا تحديد ساعة الصفر ويبدو من تصديق بشار لمثل هذه التسريبات انه قد نسى ان القيادة العسكرية الاسرائيلية قد سربت عبر وسائل اعلامهم قبل حرب حزيران سنة 1967 اخبارا ملفقة مفادها انها قد الغت حالة الانذار في صفوف جنودها وبانها منحتهم اجازات لمدة اسبوع لزيارة عائلاتهم وذويهم كما بثت عبر التلفزيون الاسرائيلي لقطات لجنود وضباط اسرائيليين وهم يستجمون على شواطىء البحر المتوسط ولمزيد من التضليل فقد ظلت تبث اخبارا عن زيارة مؤكدة لوزيرة الخارجية الاسرائيلية جولدا مائير لوشنطن للتباحث مع الادارة الاميركية حول تخفيف حدة التوتر ونزع فتيل الحرب التي كان متوقعا ان تندلع بين مصر واسرائيل ولقد تعمدت ذلك لتفاجىء القيادة المصرية في الخامس من حزيران بهجوم جوي اسرائيلي استهدف كافة القواعد الجوية واسفر عن تدمير معظم سلاح الجوي المصري كما حسم نتائج حرب حزيران لصالح اسرئيل ولهذا عندما نسمع ان نتنياهو قد اتخذ قرارا بتوجية ضربة جوية للمفاعل النووي الايراني فلا تفسير لهذه التسريبات في ظل الاستعدادات الاميركية لغزو سوريا سوى انها مجرد اكاذيب وعملية تضليل لصرف الانتباه عن الضربة الجوية التي سيتفذها سلاح الجو الاسرائيلي وبشكل مفاجىء لكافة القواعد الجوية والصاروخية السورية وما يعزز من احتمال حدوث هذا السيناريو ان الادارة الاميركية حين تتخذ قرارا بغزو سوريا لا يمكن باي حال من الاحوال ان تستفز ايران بل ستتخذ كافة التدابير لتحييدها واخراجها من حلبة الصراع ضمانا للاستفراد بالنظام السوري وللاطاحة به باعتباره هو وليس ايران الذي يشكل عقدة المنشار امام مشاريع الهيمنة الاميركية على منطقة الشرق الاوسط كما يقف حائلا امام ترتيباتها الموجهة لتسوية النزاع القائم منذ عقود بين سوريا و لبنان من جهة وبين اسرائيل من جهة اخرى مثلما يقف حائلا امام تحجيم ايران وتقليص نفوذها في لبنان والعراق واليمن .
كما قلنا الادارة الاميركية ومعها حلفاوءها من شيوخ النفط والغاز والاتراك قد استكملوا استعداداتهم العسكرية وجهزوا مسرح العمليات لغزو سوريا ولم يبق امامهم لتنفيذ مخططهم سوى ان يعلن الشيخ حمد بن جاسم فشل المبادرة العربية ثم توجيه الدعوة للمجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية للمدنيين السوريين الذين يتعرضون لبطش النظام , فهل يمكن القول ان النظام السوري قد استكمل بالمقابل استعداداته للدفاع عن سوريا , وهل هو قادر على دحر الغزو؟؟ جوابا على هذا السئوال نقول : اذا لم يبادر النظام الى تعزيز جبهته الداخلية عبر تشكيل حكومة وطنية تمثل كافة الاطياف التقدمية على الساحة السورية وتفويضها صلاحيات رئيس الجمهورية واشدد على هذه النقطة لفشل النظام في تصفية الجماعات المسلحة فما بالك عندما يواجه قوات تابعة لدول عظمى , وعبر تطهير اجهزة الدولة من العناصر الفاسدة واجهزة الامن من العناصر المتورطة في قمع المعارضة الوطنية السورية وقتل المدنيين السوريين واذا لم تبادر الحكومة الوطنية المشكلة الى تسليح العمال والفلاحين وغيرهم من الشرائح الاجتماعية المسحوقة للدفاع عن سورية ولمواجهة قوات الغزو , اضافة الى فضح الدول العربية المتواطئة والمشاركة في الغزو المتوقع على سوريا كسبا للتاييد الجماهيري العربي وتوظيفا له في الضغط على الدول العربية المشاركة في الغزو , فان الغزو سيحقق اهدافة وسيتجلى ذلك برحيل الاسد وربما بنهاية دموية له لا تختلف عن النهاية الماساوية للقذافى والمعتصم وبانتقال مقاليد السلطة الى ممثلي الجماعات الاسلامية المسلحة كونهم الاكثر تنظيما ودعما من جانب انظمة مشيخات النفط والغاز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه وتقدير
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 11 / 6 - 06:13 )
للمره الثانيه تكتب مثل هذاالسيناريو السياسي العسكري وهو قريب للواقع ومحتمل واكيد ان الدول المعنيه تخطط وابواق الاعلام تشترك والملك الاردني مستعد لانه مهدد بزوال عرشه ان لم يقبل
انه مرعب لكنه متوقع
وان تم اتخاذ قرار بذلك او تنفيذه لن توقفه اي اجرأات من بشار الاسد
اكرر التحيه


2 - خليل الخوري شكرا على التحليل
وليد يوسف عطو ( 2011 / 11 / 6 - 09:58 )
الكاتب خليل خوري المحترم . يبدو تحليلك واقعيا ومنطقيا وتم وضع ضرب سورية ضمن البرمجة الامريكية وهم لايستعجلون المشكلة ان الحكام يتشابهون فصدام والقذافي جلبا قوات الناتو وكذلك الاسد الان وكنت اتمنى ان يقوم هو بالتغيير ختاما لك خالص مودتي


3 - شو بشار
بو جاسم ( 2011 / 12 / 25 - 09:56 )
انا من راي الشخصي انو لا بشار ولاميه زي بشار بصمدو مع اي عدوان خارجي والشعب بكره النظام بعدين شو هلقوة الي عند سوريا والي عند ايران نحتى اسرائيل والدول العظمى تحسب الها حساب صدام حارب ايران ثمان سنين واحتل مناطق من ايران لا ضربو ابر النفط ولا اغلقوا مضيق هرمز


4 - الأخ المحترم خليل
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 12 / 25 - 11:07 )
إعكس السيناريو عندها سيكون سيناريو صحيحاً

اخر الافلام

.. مقارنة بين أقوى مواقع الذكاء الاصطناعي ChatGPT vs Gemini - س


.. فرنسا: سيوتي يتمسك بمنصبه كرئيس لحزب الجمهوريين رغم قرار طرد




.. وزير الدفاع الأميركي: الحرب في أوكرانيا وحّدت العالم ضد روسي


.. إسرائيل تحشد دبابات وتتقدم في رفح.. وسط معارك ضارية وقصف جوي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. حزب الله يعلن استهداف الاحتلال في مو