الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبعات العولمة الهجينة على مجتمعاتنا العربية

بن ورقلة نادية

2011 / 11 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


إن المتمعن في التاريخ الإنساني يلمس لا محالة أهمية التطور و التغير الإجتماعي المتلاحق للحياة و ما أسفر عنه التغير من تنامي الشعور بالإقصاء المتعمد لدى شعوب بعض المجتمعات النامية مما ألهم الشعوب و ساقها إلى إعادة النظر في وضعها الإجتماعي المتردي و الإلحاح و المطالبة بحقوقها فجرف سيل التغيير أكثر المجتمعات العربية التي عرفت تغييرات كثيرة على أكثر من صعيد. و إستطاعت الدولة أن تستند إلى أجهزة إعلامها لكبح أغوار البعض إستنادا إلى خطط إعلامية واثبة تمكنها من كبح غمار التغيير المتنامي ووأد بعض النوايا في مهدها و التي من شأنها ان ترفع من طموحات الرعية لأن حاجاتهم ما لبثت تعرف تنوعا في محاولة منها التعرف على مختلف المظاهر المستوحاة من واقع الشعب و معرفة ما إذا كان الجيل الجديد يأبى الخنوع و القبول بالحلول الجاهزة التي ستعرف ميوعة و تفسخ و محاولة إيجاد تركيبة معولبة من التمثيلات و التعليمات الجديدة المفبركة بتفكير عولمي ناضج و حديث يوهم الشعب أنه باستطاعته استدراك ما فات من خلال ابتداع منهاج تمكن المواطن من الخنوع و الرضوخ للواقع و الإستكانة إلى ما هو موجود في محاولة من النظام الحاكم لإرضاخه و دفعه إلى التأقلم مع الأوضاع الراهنة .رهانات كثيرة تنتظر المرورعلى قضيب المكاشفة و تعلن الرغبة في التصفيح و المهادنة و لا يمكن للأنظمة اليوم أن تقف في وجه العولمة التي تستبيح حرية الشعوب التي لا زالت ترضخ تحت نير الأنظمة البائدة التي تعرقل المشاريع الفكرية و تحكم القبض على مفكريها و تعمد الى انتهاج سياسة التحديث من خلال بعث روح الاستثمار الغير عقلاني في المجالات الإقتصادية من أجل حصد مبالغ مالية ضخمة بالعملة الصعبة ،لا يهم المالك و لكن المهم هو تداول المستثمرين و إغداقهم في العطاء و البذل لا وجود لعولمة تؤمن بحقيقة بائدة و تراهن على تحقيق الإستقلالية الكاملة و لكنها تبايع المبادئ و تطمس الضغوط مهما كان مصدرها في محاولة منها الى تغييب الجزء الأكبر من الحقيقة قل ما يتفطن إليه أصحاب العقول المتوهجة إذا كان حديثنا جار عن العولمة فلا يمكن اتيانها دون توفير سبل التعبئة المالية و السياسية و إذا كان العولمة كما يتخيلها البعض تتربع على عرش الإنجاز و العقار بامتياز فإنها قد تعد في نظر البعض الآخر بمثابة المعجزة التي قهرت جميع الصعاب كما من شأنها أن تكسر جميع الأصفاد و توقد وهج العزائم في مجال الاستثمارات الاقتصادية التي تبدو في أغلبها عادية إلا أن العولمة في سياقها الملتوتعلن المجاهرة و تضاجع الإعلام المستلب الذي تريد السطو عليه بهدف إخضاعه الى رغباتها و قد تنال أحيانا غالبية الدول التي رغبت في المهادنة و رفع مستواها بتبني سياسة المناورات لتغزو الأفق ولو بمستوى منحط و قد يتمظهر البعض من معتزمي البلوغ و أصحاب الرفعة و الدهاء الى التعبير عن استعدادهم دائما لرفع التحدي و التموقع في أي شبر من مساحات حرية التعبير و التحولات المضطربة التي تبقى مكسبا و حلما يساهم فيه كل الراغبين في الوصول الى تحقيق حلم التطور المسكون بروح العولمة الهجينة التي تتربع في الدهاليز على عرش القادة الذين يستبيحون سبل التقدم المهدور و يعتزمون الوصول الى سدة التقدم الواهي و ائتمان الأغراب على مستقبل أبنائهم بعد أن تربص بهم الأجانب و حملو إليهم العولمة الهجينة على كرسي يبعث على الوهن و التخاذل و الإستكان الى ملهمي العصر الذين بعثوا لهم بأضواء عاكسة تظهر لهم العيش الرغيد و تمعن التحديق في جوهر الحضارة و التمدن فتأخذ اللب و تترك لهم الفتات و هاهي العولمة اليوم تدفع بنا الى حقن شعوبنا بجرعات من الإستيلاب الثقافي و التجمهر الغائي و الاحتكام الى تطور لا ينبئ حقا بالتحضر بل يحمل سرابا واهي .فالتحضرفي علاقة ترابطية بالعولمة الحقة في الغرب و ليس عندنا منفذ آخرفكل المعطيات و النتائج تديننا فلا يمكن أن نراهن على فكرة أن العولمة هي السياسة الحكيمة التي بعثت لنا بظلالها الوفيرة و أغدقت في عطائها علينا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العولمة الحقيقية و العولمة الهجينة
س.سعدي ( 2012 / 1 / 10 - 15:35 )
أستاذة بن ورقلة، ان العولمة الهجينة ليست بالمستوى الخطير الذي ينبهنا اليه طرحك في هذه المقالة لأن التخوف الذي ينتاب مثقفينا من هذه العولمة مرجعه الى التهميش المقصود لهؤلاء المثقفين من مراكز القرار و قيادة و توجيه المجتمع مثلما يوجد هناك عند الدول النمتحضرة التي نخشى اللحاق بها . يمكن أن نقرأ تنبؤات بالعولمة الهجينة التي سببها سوء القيادة و ابعاد النخبة في كتابات المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي قدم منهجا ناجعا لبناء الدولة و الوصوةل الى المجتمع المثالي .... بعض دول أسيا أخذت بهذا النهج فحققت ما كانت تطمح اليه و صارت في مصاف الدول الغربية في ضرف قصير جدا. أما مجتمعاتنا العربية ربما بسبب طول سنوات الاستعمار أو بسبب الأنظمو التي جاءت بعد الاستعمار ما زلنا في نقطة الصفر من يوم خروج المستعمر و نحن نخشى العولمة رغم أن من نخشاهم لا يخشون عولمتنا لهم و الدليل الهجرة الكبيرة لأدمغتنا الى هناك حيت العولمة الكاملة و ليست الهجينة.

زميلك في قسم العلوم الانسانية
الأستاذ س.سعدي

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح