الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المؤتمر التأسيسس ل ( التيار الديمقراطي العراقي )

صباح البدران

2011 / 11 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عن المؤتمر التأسيسس لـ ( التيار الديمقراطي العراقي )

من طبيعة الاختيار الديمقراطي أن ينتج فعلاً ديمقراطياً . فهل حصل هذا؟
لقد تاسس التيار الديمقراطي العراقي من ثلاثة أحزاب بحسب مسمياتها ( الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحزب الوطني الديمقراطي الأول ) وعلى وفق المؤتمر التأسيسي لهذا التيار .
الذي يُلفت النظر هو أن يُعلن عن قيام تيار ديمقراطي خلف ابواب مغلقة ، خصوصاً وأن هذا التيار قد عقد مؤتمره التأسيسي مثل جماعة غنوصية . ولا ندري من أيّة زاوية يمكن مناقشة امر بهذه الأهمية والخطورة . لأننا ندرك أن الاستسهال في تناول هذه الأمور سوف يُعرِّض المشاريع الديمقراطية الجادة إلى الخطر ، ويفقدنا ثقة الجماهير بمشاريع التغيير الديمقراطي الحقيقية ، خصوصاً إذا تعرضت مثل هكذا مشاريع مستعجلة وغير مدروسة وقائمة على مصادرة الآخرين إلى الفشل والتشرذم . والتجربة العراقية تزخر بمثل تلك المشاريع التي فشلت .
* لا بد أن المؤتمرين الديمقراطيين وجدوا أنفسهم الاتجاه الوحيد الأوحد الذي يمكنه أن يمثل الديمقراطية ، واعتبروا الآخرين مجرد هامش لا حاجة لإشراكه بمشروع ديمقراطي . وفي ظننا أن هذا السلوك يأتي على حقيقة وجود مخالفة أولى لمفهوم الديمقراطية ، التي تتطلب الاستماع للرأي الآخر ، ومشاركة الآخر المختلف هموم القضية أو المشروع . إضافة إلى اننا جميعاً ندرك أن اجتماع حزبين أو أكثر أو منظمتين لا يعني قيام تيار . وإنما في الغالب يعني تنظيم اتفاقات حزبية ، وفي افضل الاحوال قيام جبهة معدنها الحساسيات السياسية المغلقة ، وبرؤيا ذات أفق محدد ، وفي النتيجة ، لاتعني بهموم الجماهير التي يجب أن تتوجه إليها مشاريع البناء الديمقراطي بكل أشكالها .
ثم أن إقامة مؤتمر لتأسيس تيارٍ ديمقراطي ، لابد للقائمين عليه من نشر وإذاعة رؤاه وبرنامجه على العلن ، لابد للمؤتمرأن يكون قد نشر مسوّدات برنامجه التي سوف تتحول إلى وثائق للتاريخ ، ولكي يفهم الجميع أيضاً إلى أين يمكن أن يؤدي هذا المؤتمر والتيار فيما بعد . ونحن ندرك أن هذا يوفر امكانية هائلة لالتفاف الجماهير ذات المصلحة حول المشروع والتيار أيضاً ، خصوصاً وأن وثائق المؤتمر تضمنت ( النظام الداخلي ) للتيار الذي سيكون مُلزِماً لمن يريد أن يحشر رأسه فيما بعد في هذا التيار، أو ليكن " خارجياً " .

* من باب آخر ، هناك سؤال لابد أن يراود ذهن كلّ وطني يحرص على نشوء تيار وطني يكفل له وللآخرين حرية الكلام والتعبير ، تيار ديمقراطي وطني يحمي العراق وقوانينه من التلاعب ويعمل على منع نشوء دكتاتوريات جديدة ؛ والسؤال هو : لماذا تستمر سياسة المصادرة والتهميش الأزلية أزاء الديمقراطيين الآخرين ، تلك السياسة التي تؤدي حتماً إلى التشرذم وتسبب غياب الديمقراطيين الوطنيين عن الساحة السياسية ؟ لماذا يُنظر إلى الأصوات الوطنية الأخرى المطالبة بترسيخ الديمقراطية باعتبارها قوى قاصرة لايجوز التوجه إليها بالدعوة للمشاركة في ارساء قواعد الديمقراطية ؟ أليست عملية ايجاد تقاليد ديمقراطية هو ما نواجهه كل يوم ونفشل في تحقيقه؟ هل يظن اقطاب المؤتمر التأسيسي أن على الآخرين أن يحشروا انفسهم حشراً فيما بعد ، قانعين بالفضل الذي يتيحه اقطاب المؤتمر التأسيسي لهم في المشاركة بمثل هذا المشروع على قاعدة السيد والتابع ؟
لا نعرف كيف يمكن أن نتحدث عن الديمقراطية تحت طائلة النظر من أعلى إلى الآخرين – الأعلى الكاذب طبعاً – لأن اقدام الجميع على أرض الواقع الذي تقرره الجماهير في النتيجة النهائية .
وبالنسبة لنا ؛ فأن الحديث للحزب الشيوعي العراقي لابد أن يجري على قاعدة ما تحدث به ماركس بخصوص كومونة باريس ، وهو يؤكد على أحزاب الطبقة العاملة وليس الحزب الوحيد للطبقة العاملة . وهو ما أُخذَ على ثورة اكتوبر حين ألغت حتى الكتل داخل الحزب في المؤتمر البلشفي بعد الثورة . فليس الحزب الشيوعي العراقي حزب الشيوعيين العراقيين كلهم ، وليس هو ممثلاً وحيداً للطبقة العاملة ، وليبحث كلٌ في أوراقه ، مع احترامنا لمسيرة طويلة من التضحيات اشترك في تقدميها على مذبح الحريات رعيلٌ واسعٌ من المناضلين الشيوعيين الذين حتماً لن يرضوا المصادرة والتهميش لو كانوا أحياء .
كذلك بالنسبة للحزب الوطني الديمقراطي ؛ فهو حتماً لا يمثل الديمقراطيين كلهم وليس هو حزب الديمقراطيين جميعهم مع احترامنا لسابقته التاريخية . ويكفي أنه الآن قد انقسم إلى حزبين يختلفان في التوجهات ( ولا نقول في البرامج ) والرؤية .
والواجب علينا جميعاً أن نحترم الآخر ، ونديم الحوار ونطيله على سعته لكي يشمل كل الأراء والأفكار ولكي تغنيه الحوارات الطويلة معرفة بالقادم والمطلوب من الحقائق ، ومواجهة اشكالات الحاضر بالشكل الذي يضمن قيام تيار لا تطوّقه المصالح الحزبية الضيقة ، ولكي يجد أيضاً من يضيق صدره بالجمع فرصة للابتعاد قدر المستطاع عن إلفة الجمع الديمقراطي المطلوب حضوره في الساحة السياسية .
إن ماطرحَته الاطراف المشاركة في المؤتمر التأسيسي يوحي بصدوره عن ذهنية (التحريم!!) الديمقراطي ، المؤسََسَ على فعاليات التوريث والابتعاد عن مصالح الجماهير ذات المصلحة في المشروع الديمقراطي .
نحن لانريد الحديث عن مشروع النظام الداخلي ولا عمّا جاء فيه من التأكيد على فروع الاحزاب المؤسسة الثلاث !! والتمثيل وما إليه . لأن رسالة الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك كفَتْ الأمر رأياً . لكن ما يهمنا هنا هو أن عقلية المصادرة والخوف من هيمنة الآخر تبدو واضحة ، وهي تنبني على فكرة (الأعلى والدون ) مثل مسمى ( اللجنة العليا ) وتداول رئاستها الذي يدل فيما يدل عليه فقدان الثقة الواضح فيما بين الأطراف المشاركة جميعها . وهي نتيجة منطقية لأنحراف تنظيم الديمقراطية عن مسارها الصحيح ، أي التوجه للجماهير بأوسع تنظيماتها وقطاعاتها . حيث تبدو عملية انشاء التيار مجرد فعالية تآمرية تتم خلف ابواب (... ) أو في قاعات وعقول مغلقة على فهم ديمقراطي ما !!
نحن نتفق مع رسالة الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك ونبارك لهم خطواتهم لتوسيع عمل هذا التيار الذي يعملون على نشره في أوربا كلها . ونحن معهم في الدعوة لانشاء تيار مفتوح داخل العراق وخارجه ، يقوم على قاعدة المواطنة والديمقراطية ورص صفوف اليسار العراقي، اضافة إلى فهم معنى احترام عقل الشعب ، ثم لتدفع الاحزاب صاحبة المشروع الديمقراطي بكل ثقل جماهيرها دونما خشية من الابتلاع ودونما رغبة في الاستحواذ ، دونما مطامع حزبية ضيقة ايضاً ، نعم حافظوا على تنظيماتكم . ولتقرر الجماهير طبيعة هذا التيار الديمقراطي في النتيجة ، فأن الساحة قد خلت تماماً من حضور أية توجهات ما عدا تياراً ظلامياً ينازع الموت وعرضة للتلف في كل يوم .
كان يمكن أن يحسب هذا المشروع للاحزاب المنظمة ، وعلى طول التاريخ لو أنها ابتعدت عن عقلية المصادرة والتهميش وسعت بعيداً عن الخوف من الآخرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التيار الديمقراطى
صلاح الساير ( 2011 / 11 / 6 - 05:16 )
الاخ صباح البدران المحترم
ان التيار الديمقراطي انشاء بحذر ودراسة مستفيضة ولازال دعاة الديمقراطية يصرخون ولا يفعلون
ان احد احزاب التيارات الديقراطية ومشتركا حاليا بالحكومة حضر احد جلسات التيار اليمقراطي
سهوا وخرج مسرعا وكانهم دخلوا بيت ابا سفيان اية قوى ديمقراطية نتكلم عنها لاوجود لها سوى
شخصيات فردية لا تحرك ساكن فى المد الديني الواسع والمؤثر والمطلوب منا جميعا دعم هذا التيار
والمشاركة الواسعة فى انشطتة عسى ان نوجد البذرة الحسنة للديمقراطية فى العراق
وشكرا مع التقدير


2 - هي البداية وسنرى ا
وليد يوسف عطو ( 2011 / 11 / 6 - 09:47 )
السيد صباح البدران المحترم . اتمنى ان تكون الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح . انا كتبت سابقا عن ضرورة تاسيس البيت الشيوعي حيث التيار الديمقراطي اساسه الاحزاب الشيوعية واذا لم يلتقوا بينهم كيف سيتم تاسيس تيار وطني ديمقراطي يساري . شكرا لك متمنيا النجاح لهذا التيار


3 - مؤتمر برعاية أقطاب ألأقطاع وألرجعية
طلال الربيعي ( 2011 / 11 / 6 - 12:28 )
مؤتمر للتيار ألديموقراطي برعاية أقطاب ألأقطاع وألرجعية وألد أعداء ألديموقراطية من طالباني وبرزاني وأعوانهم ومشاركة عناصر ذات علاقات مشبوهة مع النظام ألمقبور وحاليا تعمل صمن دولة أل(لا)قانون. أية ديموقراطية نأمل من هكذا مؤتمر أو تيار؟


4 - أحقاً تيار دمقراطي؟!أحقاً..(دمقراطيون) !؟
حازم محمود ( 2011 / 11 / 7 - 01:35 )
في كيان -دولة- العراق ، وسكانه -مجتمعه- العراقيين، ليس من المأمول أن ينشأ ويتطور وينمو تياردمقراطي حقيقي..ثم فاعل!..طالما كان القائمين عليه من أحزاب ديدنهاالهيمنة والإستحواذ والإبتلاع.. بسلوكياتها وممارساتها التي لايربطها رابط فعلي بالدمقراطيه منهجاً وممارسة. لذا، لست أرى فيما أعلن عن قيام تيار يتسمى ويتوهم ويوهم (الآخرين) بإرتداء (بدلة الإمبراطور) الدمقراطية؛ فيما هو، في واقع الحال، عارٍ من الثياب ! وهذا لا يعني ان واقع الناس لا يتطلب إيجاد هكذا إطار يلبي طموحاتهم ..بل أعتقد انهم في حاجة فعلية الى تحقيق هذا الشأن.وذلك لن يتأتى لهم إلا بعدم تدخل الأحزاب .. بكل تلاوينها. وطبعاً بإستبعاد كل الأطر والأحزاب التي تحوّل الدين الى ايديولوجية للتعبئة السياسية، حتى يتحقق ماهو خليق بهم..وحينها يمكن الحديث عن مشروع تيار دمقراطي بعيد عن ذهنية المصادرة والتهميشفي داخل العراق وخارجهوييستند على أرضية المواطنة والدمقراطية


5 - نية صادقة
هاشم مطر ( 2011 / 11 / 7 - 09:52 )
اخي صباح
بدا اشكرك على مداخلتك الهادئة فان ما نحتاجه اليوم هو ارساء ثقافة حوارية تتقبل الآراء بمضامينها وخصوصياتها. اما فكرة كل يدلو بدلوه ويرحل تاركا مقدار من الاراء او الضجيج دون تفاعل يذكر، وهو ما عهدناه طيلة اكثر من ثلاثبن عاما، فهو امر لانفع منه. انما يباعد الاراء ويكرس فكرة الانسحاب الى (القبيلة) وهو بحد ذاته لا يرقى بكل المقاسات الى نبل الفكرة وصدق الامنية. وبذلك اشكرك فانت تساهم اولا بخلق ثقافة الحوار الهادف
اما ما يتعلق الامر بطبيعة التيار العريض، فان مجموعة الدنمارك اي تيار الدنمارك، يلاحظ انه استفاد من مجموعة تجارب عظيمة واحدة منها هي حركة اليسار الديمقراطي في الغرب اضافة الى جملة المتناقضات والانكسارات التي اكتنفت تجارب اليسار في العراق. لذلك جائت التجربة على نحو ديمقراطي مفتوح لاتسمح للاحزاب بالتمثيل. بل تكون كما اكدت ان لها دورها ولذي سيحسب لها في المستقبل. وعلى هذا النحو يسير التيار صوب التشكيل الاشمل على اساس الاستقلالية. وبهذا يكون ان لنا سعيا مخلصا. ذلك ان فكرة التيار يجب ان تضع نصب عينها ملايين البشر وليس عدد من الاحزاب والشخصيات. شكري ومحبتي


6 - الباب مفتوح
احمد البغدادي ( 2011 / 11 / 10 - 06:12 )
مع كل احترامي لجنابك الكريم، فان الدعوة استمرت سنتين من التحرك على الاشخاص الديمقراطيين ولملمة صفوفهم، والتيار لا يمثل كل الديمقراطيين بل الشريحة المنظمة منهم، ولذلك الباب مفتوح لكل الديمقراطيين اللبيراليين واليساريين للانضمام للتيار فأهلا وسهلا بك وبالجميع.
ملاحظة ثانية على كلام احد الاخوة: التيار الديقراطي كيان بحد ذاته ولا يرتبط بالطالباني او البارزاني او غيره، وهو يستمد قوته المعنوية من مناضليين ديمقراطيين مستقليين-والباب مفتوح لاشخاص اخرين- ومن احزابه الثلاثة ونضالها -والباب مفتوح لاحزاب اخرى- ومن نضال كل العراقيين الوطنيين والديمقراطيين ضد الدكتاتورية وقمع الحرية، ومن اجل العرق الديمقراطي المزدهر.

محبتي

احمد البغدادي
شاب يبني آماله على صعود هذا التيار من اجل خير العراق واصلاح العملية السياسية والديمقراطية


7 - تحياتي استاذ صباح
وليد مهدي ( 2011 / 11 / 16 - 07:14 )
لم اقرا الموضوع إلا متاخرا للاسف

اتمنى لكم التوفيق ، البلد فعلا بحاجة إلى تنظيمات وعمل حزبي جديد يقود إلى رسم مستقبل جديد يستفيد من تجارب السابق

خالص المنى

اخر الافلام

.. المئات يفرّون من مناطق القتال في منطقة خاركيف وسط تقدم روسي


.. تقارير إسرائيلية: حزب الله يحضر لخوض حرب ضد إسرائيل قبل عام 




.. مدير مستشفى الكويت في رفح يطالب بحماية دولية بعد مطالبة الاح


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - إسرائيل تؤكد تنظيم حماس قواتها في




.. تحقيق يكشف غياب حدود واضحة لما سمته قوات الاحتلال المنطقة ال