الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان

الجيلاني الهمامي

2011 / 11 / 6
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 66 - سيكون مع الاستاذ الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان.
 
إن عالما آخر أفضل ممكن ...
عالم خال من استغلال الانسان للانسان


يمثل العرب استثناء العصر. وهو استثناء بكل المعاني، إيجابا وسلبا. كنا، كعرب، منذ مدة نعيش خارج وقع النسق العام الذي دخلته البشرية من عقود. كنا استثناء في الاقتصاد وفي مظاهر الحياة الاجتماعية العامة وفي الثقافة والعلم وفي الرياضة والفن. في كل شيء تقريبا. كان العالم من حولنا يسير بنسق تطور متفوق عن النسق الذي انحشرنا فيه. حتى إفريقيا – ما بعد الصحراء – التي جاءت لتوها للحضارة بالمعنى المتداول للكلمة، دخلت وتيرة تطور جديدة مدخلها ثورات سياسية وندوات وطنية وتغييرات مهمة في نظم حكم بلدانها. وظللنا نحن نراوح في ذات المكان. بل قل تقهقرنا إلى ما قبل حرب 67 .
وقد تتالت التقارير الدولية، وخاصة تقارير التنمية البشرية للأمم المتحدة لنفيق في كل مرة على فاجعة جديدة وأرقام حقائق تفقأ العين. العرب في مؤخرة العالم في جميع المجالات والميادين. تأحر اقتصادي وتخلف اجتماعي وثقافي وعلمي. كنا على حافة الامنهيار الحضاري. اقتصادياتنا متخلفة، مفككة، تابعة، غير منتجة، نورد ما نقتات ونفوت في ما تزخر به جوف أراضينا من خيرات. نكاد لا نصنع ولا نحوّل شيء منها إلى ما تحتاجه حياتنا العصرية. فلاحتنا بدائية وتقليدية لا تفي بحاجتنا المعيشية رغم أنها قادرة على ما يزيد عن حاجاتنا. كنا اكبر سوق للعطالة والتهميش تعليمنا مأزوم وإنتاجنا العلمي والثقافي لا يرقى لما تنتجه إسبانيا أو اليونان لوحدها.
وبهذا المعنى كنا استثناء العصر.
ومن جانب آخر كانت أراضينا مسرحا لأشنع الحروب، إما مهجوم علينا أو نحن لقمة سائغة لاقتتال داخلي عرقي او طائفي. بين ظهرانينا يعيش ويتوسع كيان بغيض لا يزال يحتل فلسطين وأجزاء من التراب السوري واللبناني. وما تزال القوات العسكرية الأمريكية ترابط على التراب العراقي. وبين الفينة والأخرى تشعل آلة الحرب الصهيونية حروبا مدمرة في غزة وفي جنوب لبنان. وما تنفك القوى الاستعمارية تذكي لهيب الاقتتال في أكثر من مكان، في الصحراء الغربية إلى السودان، بعد ان أشعلت فتائل حروبا اهلية في لبنان واليمن والجزائر...
كان هذا حالنا ولا يزال حتى بات كل مواطن في كل شبر من الوطن العربي يشعر اننا الضحية المفضلة لجميع أنواع المهانة والتدمير.
والحقيقة ان ما أنعمت به علينا الطبيعة من موقع استراتيجي رابط بين نواحي أنشط مناطق الدنيا، بحيرة المتوسط ونقطة التقاء أكثر من قارة، وما حبتنا به من خيرات جوفية، بترول وذهب، تحوّل إلى أكبر مجلبة للأطماع والغزوات والقهر.
خرجت بلداننا من عصر الاستعمارات المباشرة التي تم خلالها اقتسام بلداننا بين كبريات الأمبرياليات الرأسمالية، فرنسا وبريطانيا وإيطاليا لنبتلي بأنظمة تابعة وفاسدة، انظمة استبدادية متخلفة ومنغلقة. خرجنا من حصار لندخل في حصار أشد، ومن استعمار قديم لندخل تحت طائلة استعمار جديد.
لعقود وعقود ونحن على هذه الحال. جربنا النظم التي ادعت الاشتراكية والقومية والرأسمالية العصرانية. جربنا النظم الملكية والجمهوريات والنظم العسكرية ولم تتبدل حالتنا بل لقينا على أيديها جميعها نفس المصير. الجوع والفقر والأمية والبطالة والاستغلال والقهر ولا شيء غير ذلك.
هكذا كنا استثناء العصر بامتياز.
كان كل شيء يوحي بأن حتمية التاريخ تهيء لتغيير ما. فعناصر الأزمة التي تنخر مجتمعاتنا وأنظمتنا كانت تتفاقم وتعتمل بأشد درجات الحدة والتعقيد حتى ما عاد من المحتمل السكوت عنها فاندلعت الاحتجاجات هنا وهناك، إضرابات عمالية في مصر والأردن وانفجارات شعبية جهوية في الحوض المنجمي في تونس وبسيدي إفني بالمغرب أغرقت كلها في الدم وتم طمسها قبل أوان انتصارها.
ولكن ديناميك الغضب الخامد تحت رماد الصمت بدأ يبدد قيود خوف الجماهير المغلوبة وتملق وانتهازية الجزء الأكبر من النخب. لقد بات واضحا أن لا حل عدى " إسقاط النظام " هذا الشعار الذي اقتادت به الثورة في تونس ومنها انتشر الحريق إلى كل مكان تقريبا. انفجرت الثورة في تونس فجاة، رغم أنها لم تفاجئ أحدا، ولم تهدأ – ولو لحين – إلا بعد ان اجبرت الطاغية بن علي على الهرب إلى منفاه في السعودية. وفي الحين دوى صداها في مصر والجزائر والبحرين والمغرب واليمن وليبيا والعراق وسوريا وحتى في موريطانيا والسودان والكويت. طالت عدوى الثورة كل بقعة من بقاع الوطن العربي الفسيح. فالظروف الموضوعية المتشابهة حد التماهي كانت مهيّأة لذلك تماما. وبدأت رؤوس الطغاة تسقط الواحد تلو الآخر والبقية تأتي.
انبلج باب واسع أمام شعوب منطقتنا يفتح على عالم جديد ومختلف تماما عما عهدناه منذ عقود طويلة بل قل لم يسبق لنا أن عرفنا منه سوى صورا في الخيال أو الحلم. صار الحلم اليوم حقيقة. ولكن الحقيقة لم تتحقق بعد فالصورة ما تزال على درجة كبيرة من الضبابية وملتبسة بكثير من الاحتمالات.
لكن ومهما كان من امر انتقلنا من استثناء الأمس إلى استثناء اليوم. انتقلنا من استثناء التخلف والخنوع إلى استثناء الثورة. فالثورة العربية تمتد إلى ما وراء بحار المتوسط لتهز أركان اسبانيا حيث دعا الاسبان لاحتلال " ساحة الشمس " وإلى ما وراء بحر المانش ليعصف بهدوء ساحات لندن ومانشستير وأخيرا إلى ما وراء الأطلسي، إلى قلب الرأسمالية العالمية نيويورك وواشنطن.
" الشعب يريد إسقاط النظام " و" الشعب يريد إسقاط وول ستريت " ذاك هو الشعار الذي ابتدعه الشباب التونسي وتجوّل من " ساحة القصبة " إلى " ميدان التحرير " بالقاهرة فـ"ساحة الشهداء " بطرابلس الغرب ومنها إلى " ساحة الشمس " بمدريد وها هو اليوم يدوي في سماء المدن الأمريكية بلسان عربي ممتزجا بلكنة امريكية خالصة.
صار العرب استثناء من نوع جديد، استثناء مفعم هذه المرّة بالحرية والأمل.
نشأت الثورة في تونس نصفها احتجاج وغضب ونصفها الآخر صورة للمستقبل. دعت لاسقاط الاستبداد والحيف مطالبة في الآن بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وحيثما مرّت أضفت عليها الشعوب الثائرة هنا وهناك داخل الوطن العربي وخارجه مسحة أخرى من وضوح المطامح حتى بات الهدف اليوم إسقاط النظام الرأسمالي الذي لم تجن منه الانسانية غير أبشع أشكال استغلال الانسان للإنسان. لذلك علّق الشباب الأمريكي على لافتات احتجاجاتهم " لقد كان ماركس على حق "
فعلا لقد كان ماركس على حق حين قال ان لا خلاص للانسانية إلا بالقضاء على العبدوية الجديدة عبودية الأجرة. وفعلا كان لينين على حق حين قال " الامبريالية عشية الثورة الاشتراكية ".
وها هي الأوضاع تسير باتجاه تصديق هذه النبوءات. وإن غدا لناظره قريب.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانتخابات التونسية
احمد العبد ( 2011 / 11 / 6 - 13:24 )
الاستاذ الفاضل الهمامي
لما دخل اليسار التونسي الانتخابات بقوائم منفصلة؟
شكرا جزيلا


2 - رد الى: احمد العبد
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 6 - 23:28 )
لماذا فشل اليسار التونسي في انتخابات المجلس التأسيسي؟

فعلا دخلت فصائل اليسار التونسي، بالمعنى الضيق للكلمة أي اليسار الماركسي، ولكن أيضا بمعناها الواسع أي اليسار الماركسي والقومي، بصورة مشتتة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي الأخيرة. وهو ما قد يكون سببا من أسباب فشلها في الاحراز على عدد أكبر من المقاعد في هذه الهيئة.
وللتذكير، تجدر الإشارة إلى ان هذه الفصائل كانت أطلقت منذ شهر جانفي – يناير 2011 – أي بضعة أيام فقط إثر فرار بن علي، مبادرة للتوحد أطلقت عليها جبهة - 14 جانفي - التي ضمت إلى جانب - حزب العمال الشيوعي التونسي- و-حركة الوطنيين الديمقراطيين- و-حزب العمل الوطني الديمقراطي- مجموعات اخرى من الحركات الماركسية الصغيرة ( -الوطنيون الديمقراطيون- و-رابطة اليسار العمالي- و-اليسار المستقل- ) وفصائل قومية هي- حركة الشعب - الناصرية و-حركة البعث- و-حزب الطليعة العربية- ( البعثي أيضا). وقد تبنت هذه الجبهة أرضية عمل سياسية مشتركة تضمنت تحليلا سياسيا للمرحلة ورسمت أهدافا قدمتها لعموم مناضلي اليسار في تجمّع عام بتونس العاصمة يوم 12 فيفري ( فبراير ) 2011 .
وكانت - جبهة 14 جانفي - من الفاعلين الأساسيين في بعث - المجلس الوطني لحماية الثورة - وفي التحركات الميدانية وخاصة الاعتصامين - القصبة 1- و-القصبة 2- اللذين أطاحا بالحكومتين المتتاليتين برئاسة الوزير الأول، لبن علي، محمد الغنوشي.
وقد شكل انبعاث هذه الجبهة بارقة أمل كبيرة في نظر مناضلي اليسار التونسي الذي شهد لأول مرة في حياته تقريبا ميلاد مثل هذا التجمع من القوى اليسارية.
غير أنه وما أن أطيح بحكومة الغنوشي الثانية وفرض مطلب - المجلس التأسيسي - و- حل جهاز البوليس السياسي - وطائفة أخرى من مطالب الثورة حتى أعلنت دوائر بقايا النظام القديم عن بعث - الهيئة العليا لاستكمال مهام الثورة وتحقيق الانتقال الديمقراطي - التي جاءت في مسعى التفافي لتعوّض المجلس الوطني لحماية الثورة. ولم يكن موقف مكونات - جبهة 14 جانفي - حيال هذه المناورة متجانسا حيث ألتحق بها كل من - حركة الوطنيين الديمقراطيين و - حزب العمل الوطني الديمقراطي - دون استشارة بقية مكونات الجبهة فيما رفض -حزب العمال الشيوعي التونسي- والبعض من بقية الفصائل الدعوة التي وجهت لهم في هذا الاتجاه.
واحتدم الجدل داخل الجبهة بين من يستنكر هذا الموقف المهرول نحو مشاريع الالتفاف على أهداف الثورة وبين من يرى في الدخول للهيئة المذكورة عين الحكمة. ورغم ان -حزب العمال- حاول تهدئة الصراع وتجنب الانتقادات اللاذعة تجاه من دخل الهيئة في محاولة لثنيهم عن تكتيكهم الخاطئ فإنه لم يفلح لا في إقناع هؤلاء بالتراجع عن سلوكهم ولا في التخفيف من حدة النقد الموجه إليهم الذي ما انفك يزداد كل يوم حدة أكبر.
ولعلّ ما زاد الطين بلة هو التحاق هذين الحزبين اليساريين ( حركة الوكنيون الديمقراطيون وحزب العمل الوطني الديمقراطي ) في فترة لاحقة بتكتل جديد - القطب الديمقراطي - الذي بعثته - حركة التجديد - ( الحزب الشيوعي التحريفي القديم )، هذا القطب الذي ضم بعض التشكيلات السياسية الجديدة المنحدرة من - التجمع الدستوري - الحاكم في عهد بن علي. عندئذ بات تصدع جبهة 14 جانفي وشيكا إن لم يكن قد أصبح أمرا واقعا طيلة الأسابيع الموالية إلى غاية حلول موعد انتخابات المجلس التاسيسي واجال تقديم الترشحات.
لقد حاول -حزب العمال- جمع شتات اليسار بصرف النظر عن الاختلافات الحاصلة بخصوص القضايا والمنعرجات المذكورة فدعا لجبهة انتخابية يسارية موحدة يقينا منه من ان الساحة السياسية قد باتت تتميز بتشكل استقطابات سياسية كبرى وواضحة. قطب اسلامي وآخر ليبرالي وكان لا بد من مواجهتهما ببعث قطب يساري. وتمكنت الأطراف اليسارية من عقد سلسلة من الاجتماعات طوال شهر أوت ( أغسطس ) وسبتمبر ( أيلول ) تداولت فيها حول الصيغ الممكنة للتقدم في كل الدوائر الانتخابية بقوائم موحدة دون ان تفلح في ذلك. فقد حالت التقديرات الحزبية الضيقة دون التوصل لهذه الوحدة المنشودة. فـ-حركة الوطنيون الديمقراطيون - ظلت مصرة على التقدم بقوائم خاصة بها في بعض الدوائر مع استعدادها للدخول في قوائم مشتركة في بعض الدوائر الأخرى بانية موقفها هذا على تقديرها الخاص لقواها الانتخابية معولة على النجاح بمفردها في البعض ومستعدة للتنسيق مع غيرها من قوى اليسار حيثما كانت لا تثق كثيرا في قواها الخاصة. ونحا نحوها بعض الفصائل الأخرى مثل -حزب الطليعة- البعثي فيما تمسك -حزب العمال الشيوعي التونسي- و-حزب العمل الوطني الديمقراطي- بضرورة تشكيل قوائم موحدة في جميع الدوائر من أجل فرز قطب يساري يواجه بصورة شاملة وموحدة بقية الأقطاب الانتخابية الأخرى.
وتحت ضغط الأجال القانونية لتقديم القوائم وجدت القوى اليسارية نفسها مجبرة على الدخول في المعركة الانتخابية بصورة مشتتة.
هذا بصورة موجزة ومركزة شريط الأحداث. أما ما ينبغي قوله أيضا هو أن وراء ذلك تاريخ طويل من الصراع والتصادم بين قوى اليسار على قاعدة اختلافات أيديولوجية وسياسية أخذت في الغالب من الحالات طابعا فئويا، كان التسابق نحو المواقع في منظمات المجتمع المدني وفي النقابات العمالية على وجه الخصوص من العوامل التي أذكت هذه الصراعات. لذلك لم يكن من السهل الانتقال بسرعة من حالة الفرقة إلى التوحد ولو بصورة ظرفية وحول مهمة وقتية او جزئية.
ما من شك أن عجز اليسار عن خوض معركة الانتخابات الأخيرة بصورة موحدة يعكس فيما يعكس قصوره عن فهم الرهانات السياسية الكبرى التي تواجهها البلاد ويمثل واحدا من الأسباب التي تقف وراء فشله فيها.
بطبيعة الحال لم يكن ذلك هو السبب الوحيد أو الحاسم في الأمر، بل هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تفسر هذا الفشل. فاليسار التونسي يعاني مثله مثل كل فصائل اليسار في الوطن العربي وفي العالم من آثار التطورات السياسية والفكرية وحتى الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها عالمنا المعاصر. الصراعات التي شقت الحركة الشيوعية العالمية وفشل التجربة السوفييتية والتشويهات التي لحقت بالمثل الاشتراكي جراء تجارب اطلقت على نفسها كذبا صفة الاشتراكية والشيوعية إلى جانب الحملات الدعائية التي شنتها دوائر الدعاية البرجوازية في العالم ضد الماركسية هي كلها من العوامل التي جعلت اليسار بصفة عامة، بما في ذلك في تونس، يعاني من صعوبات منعته من ان يتقدّم للشعب التونسي كبديل مجتمعي قادر على استقطاب الجماهير الواسعة.
من جهة أخرى لا بد من الاعتراف أن اليسار خلال السنوات الأخيرة لم يسجل حضورا نضاليا كبيرا على الساحة العربية والتونسية بقدر ما سجلته الحركات الاسلامية على تنوع توجهاتها السياسية المدنية منها والجهادية. ففي تونس مثلا كانت حركة النهضة التونسية أكثر الحركات السياسية تضررا، كتنظيم سياسي، من نهج القمع الذي انتهجه بن علي. صحيح أن القمع الذي سلط على الشعب التونسي قد طال كل تعبيراته السياسية، الحزبية منها والجمعياتية، ولكنه طال أكثر ما طال ناشطي الحركة الاسلامية بالنظر لما كانت تمثله من ثقل ومن خطر عليه. فقد كانت هذه الحركة في بداية التسعينات تراهن على السلطة وكانت تتمتع بامتدادات شعبية وتأثير سياسي عام ومن ثمة نفهم حدة الهجوم عليها. وما ان خرج عناصرها من السجن، ثم ما ان سقط نظام بن علي وجدت هذه الحركة نفسها على درجة كبيرة من الجاهزية لتراهن من جديد على الحكم. وفي المقابل فإن اليسار خلال فترة حكم بن علي انقسم على نفسه بين شق لاذ بالاتحاد العام التونسي للشغل حيث شغل مناصب وانخرط في البرقراطية النقابية التي سيطرت على المنظمة الشغيلة برعاية السلطة وبدعم منها. وشق يكاد ينحصر في -حزب العمال الشيوعي التونسي- الذي استمر في مواجهة النظام مما كلفه خسائر وتضحيات جسيمة. لذلك فما ان سقط بن علي حتى وجد الشق الأول من اليسار صعوبة في إقناع أوساط واسعة من الشعب بشرعيتة في المراهنة على الحكم بينما وجد الشق الثاني نفسه منهكا جراء الضربات الموجعة التي لحقته رغم ما يتمتع به من احترام لدى عموم المواطنين.
وعلاوة على كل ذلك لا ينبغي أن ننسى أن الدوائر الامبريالية الأجنبية قد سارعت بعيد فرار بن علي لاختيار من يخلفه في الحكم حرصا منها على مصالحها فسارعت بربط صلات حوار وتفاهم مع -حركة النهضة- التي حج ممثلون عنها إلى واشنطن ولندن وباريس. و-حركة النهضة- التي تتمتع بانتشار شعبي وبدعم مالي كبير في تونس تلقى في نفس الوقت مباركة لدى اوساط رأس المال العالمي، الغربي والخليجي، لأنها لم تخف حيال هؤلاء جميعا استعدادها لصيانة مصالحهم. وقد أصدرت في هذا الصدد برنامجا من 365 نقطة تضمن تطمينات كثيرة ومتنوعة، صريحة وعلنية لعامل رأس المال.
في الجهة المقابلة تميز اليسار باختلاف تشكيلاته بالدفاع على شعارات ومواقف وطنية وديمقراطية راديكالية لا تروق لأوساط المال في الداخل والخارج.
ومن ناحية اخرى وظفت حركة النهضة خلال الحملة الانتخابية اعتمادات هائلة لا تقوى قوى اليسار على توظيفها للتأثير على اختيارات الناخبين. وبات من المعلوم لدى الجميع ما قامت به من اعمال - خيرية - لشراء الأصوات. وبموازاة لذلك وجهت الصراع الانتخابي وجهة عقائدية استعملت فيها المشاعر الدينية ودور العبادة ( الجوامع ) مغدقة وعودا كثيرة فيما كان ينبغي ان تتركز الحملة حول مشروع المجتمع والنظام المقبل لأن الحملة ليست حملة برلمانية بقدر ما هي حملة من اجل الفوز بالمجلس التأسيسي الذي سيضع دستور البلاد الجديد. وفوق كل هذا تجري اليوم في الساحة السياسية التونسية أحاديث كثيرة وتعاليق متعددة المصادر حول تدليس جانب من الانتخابات لصالح النهضة التي لقيت دعما خفيا من الجهاز الذي أشرف على الانتخابات علاوة ع


3 - سؤال
Jamil Nader ( 2011 / 11 / 6 - 13:32 )
هل نتم تروتسكين
وماهي مرجعيتكم الفكرية؟


4 - تحية للرفيق الجيلاني الهمامي
مكارم ابراهيم ( 2011 / 11 / 6 - 16:41 )
تحية طيبة رفيق الجيلاني
في الواقع اود ان اسالك حول رايك بالنتائج الاخيرة التي سارت عليها الانتفاضات في منطقتنا حيث يلاحظ ارتفاع حظ القوى والحركات الاسلامية الى كرسي الحكم مثل الاخوان المسلمين في مصر والنهضة في تونس وفي ليبيا ايضا بمباركة امريكا وفرنسا واسرائيل نفسها

فهل تعتقد ان هناك امل لتغيير الكفة من جهة الاسلاميين الى لصالح جهة اليسار على سبيل المثال خاصة وان اليسار في اوروبا وامريكا اليوم بدا يثير قلق الحكومات النيوليبرالية في امريكا واوروبا من خلال حركة احتلوا وول ستريت ويقية الحركات اليسارية في اوروبا؟
مع جزيل الشكر مقدما


5 - رد الى: مكارم ابراهيم
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 16 - 11:33 )
تحية حارة
إن ما شهدته منطقتنا العربية في المدة الأخيرة من ثورات (يريدون أن يلصقوا بها كلمة الربيع العربي ) لهو نتيجة طبيعية للمراكمات التي جرت على امتداد عقود من الزمن. إذ لا ينبغي أن ننسى أن شعوبنا لم تتوقف يوما عن محاولة التغيير، للتخلص من الأنظمة الطبقية الرجعية والعميلة والفاسدة، ولكن ضعف نخبها وقياداتها السياسية جعل كل هذه المحاولات تبقى مطلبية وإصلاحية وعفوية وتبوء بالتالي بالفشل ويقع في كل مرة الالتفاف عليها بعد إغراقها في الدم. نتذكر هنا حركة الفلاحين في تونس في 1969 وانتفاضة الشعب المصري في يناير 1980 وكذلك في المغرب والإضراب العام في تونس 1978 وثورة الخبز 1984 وثورات الجياع في السنوات الأخير ( الأردن، المغرب، مصر وتونس ). وهذا قليل من كثير حتى جدت الانتفاضات الأخيرة والتي مست تقريبا كل البلدان العربية ( تونس، مصر، الجزائر، المغرب، ليبيا، البحرين، اليمن، سوريا، العراق..).
الملاحظ أن كل هذه الانتفاضات جرت بصورة فجئية نسبيا دون أن يعني ذلك أنها لم تكن متوقعة. كما أنها جرت في غياب قيادات سياسية تؤطرها وتقودها وترسم لها برنامجها وأهدافها. وكانت القوى الثورية التقدمية هي الغائب الأبرز. أما الحركات الإسلامية التي لم تلعب فيها هي الأخرى دور المرشد والقائد فقد ظلت تتربص بأطوارها وتتحين الفرصة المناسبة للقفز في مقدمتها من اجل جني ثمارها. وبما أنها كانت القوى الأكثر جاهزية من حيث الاستعداد التنظيمي والحضور الميداني والعددي فقد تمكنت من ربح الانتخابات التي جرت في تونس وهي المرشحة قبل غيرها للفوز بها أيضا في مصر وسوريا واليمن. واستطاعت أن تكون القوة الأكثر تأثيرا في الثورة الليبية.
هناك أسباب تاريخية كثيرة مرتبطة بتاريخ النضال الثوري في المنطقة ولكن أيضا بالتطورات الحاصلة على الساحة الدولية.
إن فشل تجربة الماركسيين العرب والحركة القومية منذ بداية القرن الماضي حتى موفى الثمانينات منه فسح المجال للحركات الإسلامية للتربع على رأس حركة الاحتجاج والمقاومة. لكن انهيار الاتحاد السوفياتي وجدار برلين والهجوم الرأسمالي النيوليبيرالي وتصاعد نزعات الهيمنة والتدخل العسكري والصهيونية كانت هي الأخرى من الظروف المواتية لتصاعد تأثير الحركات الإسلامية في ربوع بلداننا حتى بدت وكأنها البديل الثوري لما لحق بنا من إهانات قومية ومن تعديات على كرامة شعوبنا الوطنية ومن استغلال طبقي مقيت وما خلف كل ذلك من فقر ومجاعة وتخلف وأمية وبطالة ... ومن إحساس بالغبن.
لقد كانت الظروف الموضوعية ناضجة لاندلاع ثورات في بلداننا بينما كانت الشروط الذاتية متخلفة بل وشبه مفقودة.
وهو السبب الرئيس في بروز الحركات الإسلامية كمستفيد أساسي من هذه الثورات.
ليس غريبا بالمرة أن تقع ثورة في بلد ما يقدم فيها الشعب والقوى الثورية والتقدمية تضحيات جسيمة من أجل إسقاط النظام الرجعي الحاكم ولكنها، أي الثورة، تؤدي في الأخير إلى نتائج رجعية لأن محدودية أو ضعف وزن وقلة جاهزية العنصر الذاتي هو الحاسم في طبيعة النتائج التي تؤدي إليها كل ثورة.
صحيح أن الأوضاع الدولية الراهنة في صالح الحركات الإسلامية ولكن التطورات التي هي بصدد الظهور في بلدان الرأسمالية التقليدية تبعث على الاعتقاد بأن هذه القوى الإسلامية لا تمثل البديل المستقبلي في المحيط الدولي المستقبلي.
إن الامبرياليات ( الأمريكية والأوروبية ) تقوم بكل ما في وسعها اليوم من أجل أن تتحكم في نتائج الثورات الجارية في بلداننا وقد وجدت في الحركات الإسلامية الأداة لتمرير مشاريعها في ثوب جديد وأصبحت تعول عليها في تمرير مشروع الشرق الأوسط الكبيرة في نسخة جديدة ذات قشرة اسلاموية بعد أن كانت تعول على الرجعيات ذات القشرة الحداثية. فلم تعد الامبريالية تستبعد القوى الإسلامية من أخذ السلطة عندما اتضح لها أن لا مفر من ذلك. ولكنها تعمل على ترويضها ودمجها في مشروعها بعلاقة بمستقبل المنطقة. وليس مستبعدا أن تضخ لها الأموال وتساعدها اقتصاديا ودبلوماسيا مقابل أن تحافظ لها على مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية في معناها العسكري. وليبيا خير مثال على ذلك. ونلاحظ أن حركة النهضة في تونس سائرة على نفس الدرب وسيكون الأمر كذلك في كل من مصر وسوريا واليمن وحتى المغرب.
لقد وجدت الامبريالية في الحركات الإسلامية ضالتها والبديل الأنسب لتمرير مشاريعها.
فما مستقبل الحركات اليسارية والتقدمية؟
بطبيعة الحال ستحاول القوة الامبريالية دوما استبعاد هذه القوى من لعب ادوار أساسية في حياة شعوبها وبالأخص استبعادها من الوصول للحكم. وليس أمام هذه القوى غير الاستفادة من الظروف الجديدة المستجدة بعد الثورات وتدارك أوضاعها لتحسين موقعها في النضال من أجل أن تفرض نفسها كبديل. وأعتقد أن الخيارات الرأسمالية التابعة التي ستواصل الحركات الإسلامية إتباعها - وهي في السلطة - بحكم أنها حركات لا تتناقض خياراتها مع الرأسمالية وبحكم أنها قوى غير قادرة على الإفلات من قبضة المنظومة الرأسمالية العالمية ( العولمة )، هذه الخيارات ستعيد إنتاج نفس المآسي التي بسببها ثارت شعوبنا في المدة الأخيرة.
لكن متى ستكون القوى الثورية قادرة على توظيف هذه الأوضاع لإزاحة الحركات الإسلامية فذلك مرهون بأمرين اثنين :
- أولا التطورات التي ستشهدها الساحة العالمية وخاصة تطور حركة الطبقة العاملة والشعوب ضد مآسي الرأسمالية التي تعيش الآن أزمة اقتصادية مرشحة لمزيد من التعقيد
- ثانيا تطور القدرات النضالية والتنظيمية للحركات والأحزاب الثورية في بلداننا وهو الأمر الذي لا يمكن الجزم فيه بشيء الآن.


6 - حول الوضع الراهن
سعد محمد حسن ( 2011 / 11 / 6 - 16:56 )

الاستاذ المحترم
ماهو تصوركم لافاق الربيع العربي
كيف تقيمون فوز حركة النهضه ة في الانتخابات الاخيره في تونس في ما لم يحصل حزبكم رغم تاريخه النضالي المعروف سوى ثلاثة مقاعد
ماهي رؤستكم لافاق التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تونس
تقبل تحياتي ومودتي


7 - رد الى: سعد محمد حسن
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 13 - 00:24 )
تحياتي الحارة
تمكنت حركة النهضة في تونس من الفور بما يقارب 90 مقعدا من أصل 217 مقعدا في المجلس التأسيسي إثر الانتخابات الأخيرة. ويوعز هذا الفوز إلى جملة من العوامل السياسية والتنظيمية والعملية الداخلية والخارجية. وقد كان من المتوقع ان تحقق هذه الحركة الفوز في الانتخابات ولكن ليس بهذا الحجم الذي قد تكون الحركة ذاتها بوغتت به. وكما قلنا هناك اسباب كثيرة تلاءمت جميعها لتكون النتائج لصالحها على هذا النحو. ويمكن تبوبها في ما يلي :
عوامل سياسية تاريخية :
ظهرت حركة النهضة في بداياتها منذ النصف الأول من سبعينات القرن الماضي بين أحضان الحزب الدستوري الحاكم في عهد بورقيبة. وانطلقت في نشاطها كحركة دعوة دينية شجع عليها مدير الحزب آنذاك محمد الصياح لمحاصرة حركة اليسار الجديد القوية التي اقلقت حكم بورقيبة واضطرته للحملات قمع واسعة النطاق ضدها. وقد اعتمد بورقيبة وحزبه على هذه الحركة لصد انتشار الفكار اليسارية والماركسية ففتح لها الجوامع والمعاهد الثانوية ومطابع الدولة لطباعة منشوراتها مجلاتها ( الدعوة الخ ... ) واغدق عليها رعايته. ولما اشتد عودها وبدأت تسجل حضورا هاما بين جماهير الطلبة وجزء من الموظفين ورجال التعليم تحوّلت هذه الحركة من حركة دعوية إلى حركة سياسية تحت اسم - الاتجاه الاسلامي - واعلنت عن نفسها بتلك الصفة في بداية الثمانينات مستفيدة من انتصار الثورة الاسلامية في إيران ومن انتشار الحركات الاسلامية في الوطن العربي.
عرفت حركة الاتجاه الاسلامي نوعا من الاعتراف من قبل حكومة مزالي في بداية الثمانينات فازدادت قوة حتى تحوّلت إلى قوة سياسية مقلقة في نظر الحكم الذي لم يتوان عن قمعها ومحاكمة عدد من رموزها خاصة في الأيام الأخيرة من عهد بورقيبة التي شهدت اهتراء أجهزة الحكم في ظل شيخوخة بورقيبة وتفاقم الصراعات الداخلية للقصر في ظل استشراء الأومة العامة التي غرقت فيها البلاد. وقد كشفت الأيام بعد ان انقلب بن علي على بورقيبة وأزاحه من الحكم ان حركة الاتجاه الاسلامي كان بصدد إعداد انقلاب عسكري بواسطة عناصر اندست في أجهزة المن والجيش لكن انقلاب بن علي استبقها وأفشل مخططها.
جاء بن علي معلنا بدء عهد جديد في تونس ومن جملة ما اتخذه من إجراءات آنذاك ان عفا على مساجين حركة الاتجاه الاسلامي فقابله هذا الأخير بالعلان عن مساندته ويذكر التاريخ في هذا الصدد التصريح الشهير لراشد الغنوشي زعيم الحركة حيث قال آنذاك - إن ثقتي في الله وفي بن علي كبيرة -.
عادت الحركة إذن إلى الحياة والعمل فغيرت اسمها من حركة الاتجاه الاسلامي إلى حركة - النهضة - للتطابق مع مقتضيات قانون الحزاب الجديد الذي وضعه بن علي والذي ينص على عدم الاعتراف بالأحزاب الدينية. فاتخذت الحركة هذا التغيير طمعا في الاعتراف بها.
وفسح المجال للحركة بالنشاط رغم انه لم يقع الاعتراف بها وتم تمكينها من جريدة علنية تحت عنوان - الفجر - ثم سمح لها بالمشاركة في الانتخابات التشريعية في بداية التسعينات وكانت أجهزة بوليس بن تترصد تحركاتها واستغلت شرط - التزكية - المشترط للتقدم للانتخابات لمعرفة شبكة علاقات الحركة. وقد تمكنت آنذاك من الفوز بما يقارب العشرين بالمائة من الأصوات دون ان تتمكن من دخول قبة البرلمان باتلنظر للشروط الموضوعة من قبل القانون الانتخابي آنذاك.
لم تلبث الهدنة ان ترجعت تاركة مكانها من جديد للتصادم بين الحركة التي رأت في نفسها قوة قادرة على مواجهة الحكم لانتشارها الشعبي ولكن أيضا للمواقع التي باتت تحتلها داخل الأجهزة المنية والعسكرية. ودخلت في حركة تصعيد بلغت اوجا العملية شبه العسكرية التي قامت بها ضد مركز للحزب الحاكم في قلب العاصمة تونس في باب سويقة، هذه العملية التي اتخذ منها بن علي لتنظيم هجوم شامل عليها فهرب من قياداتها من هرب للخارج وألقي القبض على البقية وطالت الضربات عشرات الألاف من منتسبيها وأنصارها. ومورست عليهم أشنع أشكال التعذيب بلغت درجة القتل.
أسدل الستار على فصل من فصول عمل الحركة التي أصبح الساسي من قواها في السجن أو في المنفى وتلاشى وجودها من الساحة السياسية والتحق عدد من عناصرها بالحزب الحاكم وبقي من يغادر السجن منهم تحت الرقابة البوليسية والادارية.
وظلت اوضاعها على هذه الحال حتى أواخر عهد بن علي.

يتبع


8 - ماذا تعني العرب
sirwan ( 2011 / 11 / 6 - 17:34 )
تحية رفاقية لجيلاني
لدي سؤال في محتوى تبيانك لتسلسل الزمني للحالة الموجودة في الدول العربية ..والتي هي تفسير فوق الطبقات تتحدث عن المجتمع في الاوطان العربية كانها بقعة وكمملكة لقوم ما, فتقول نحن العرب كنا هكذا هكذا عذبنا هكذا احتلالنا هكذا نهبونا ,لكن لم نعلم من هم العرب الم يكن بن علي عربيا والم يكن مبارك و القذافي وصدام عربيا الا يزال الاسد عربيا ..فكيف يثور العربي على العربي ياعزيزي ..لذلك يجب تصحيح القول ان هناك امة عالمية تكدح و تنهب ثروتها في كل انحاء العالم وهي امة العمال و هنك قلة متخمة كسولة مجرمة تنهب و تنبش على تلك الثروات ..والثئر الان بداء من اجل تدمير المجتمع الطبقي ..فانا اريد ان تجاوبني بهذا السؤال الجوهري المقطعي هل انت معي ومع طبقة العمال العالمي في هذا التفسير للثورة الموجودة ..فبعد ذلك يمكن بداء الحوار بشكل اخر


9 - رد الى: sirwan
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 6 - 23:53 )
المسألة لها وجهان ، وجه طبقي لا جدال فيه، ووجه ثان ذو طابع وطني : التحرر من هيمنة الامبريالية على بلداننا. وجه خاص بالمنطقة، منطقة الوطن العربي التي تعاني من الهيمنة الامبريالية بواسطة أنظمة عميلة وتعاني أيضا من التقسيم والتجزئة.
أولا لا اعتقد أننا نختلف في أن الوطن العربي كامتداد جغرافي وموطن لقومية مضطهدة منعها ولا يزال يمنعها الاستعمار العالمي ، المباشر وغير المباشر، من تحقيق وحدتها. ومن المهمات المطروحة على الثوريين بصفة عامة وعلى الشيوعيين بوجه خاص تحقيق وحدة شعوب هذه المنطقة بصفتها مهمة ديمقراطية يستوجبها السياق التاريخي العام لتشكل الأمة على درب التطور وباتجاه إنجاز المهمات الأخرى وأساسا بناء الاشتراكية.
ومن هذه الزاوية تحدثت عما يميز واقعنا في علاقة بالهيمنة الامبريالية علينا كعرب سواء كنا شعوبا مستغلة ومنهوبة ومقهورة أو كأنظمة تابعة وتعمل بالوكالة عن دوائر رأس المال الاحتكاري العالمي على الحفاظ على مصالحها وعلى مصالح أسيادها.
ووجه ثان يتعلق بالصراع الطبقي في المنطقة، وداخل كل بلاد منها. بطبيعة الحال تشق بلداننا كلها، وكل بلد منها، تناقضات رئيسية معروفة، التناقض بين رأس المال ( المحلي منه والعالمي الذي تسرب إلينا في أشكال متعددة، قروض واستثمارات الخ.. ) وبين الطبقة العاملة والشرائح والطبقات الاجتماعية الأخرى الكادحة الحليفة ( الفلاحون والبرجوازية الصغيرة في المدينة وجماهير المهمشين الخ... )
ولا أظن اننا نختلف في أن مصلحة هذه الطبقات الشعبية ( الطبقة العاملة وحلفاؤها ) في القضاء على الهيمنة الامبريالية على بلداننا لا تلتقي البتة مع مصلحة البرجوازية العميلة الماسكة بالسلطة.
فمجمل المهمات المطروحة على هذا التحالف الطبقي، التحرر من الاستعمار والوحدة والقضاء على نظام الاستغلال الطبقي هي كلها من مسؤولية العمال وعموم الكادحين ولا دخل للبرجوازيات العميلة فيها.
إن الطبقة العاملة هي التي موكول لها تاريخيا إنجاز المهام المطروحة عليها وكذلك إنجاز المهمات التي كانت فيما مضى مطروحة على البرجوازية مثل مهمة تحقيق توحيد الأمة وبناء الدولة القومية المركزية.
إن الحديث اليوم على برجوازية وطنية في عصر الامبريالية وخاصة في هذا الطور بالذات، طور العولمة، يصبح كلاما لا معنى له ذلك ان الاندماج الاقتصادي العالمي لكل الاقتصاديات لا يسمح لأي طبقة برجوازية محلية بالصمود او بالحفاظ على استقلالها عن دوائر رأس المال.
لقد استنفذت البرجوازية دورها ومسؤوليتها التاريخية لأنها تحوّلت بصورة نهائية إلى طبقة معرقلة لتطور التاريخ خاصة الآن في مرحلة الامبريالية وبالأخص في هذا التطور المتقدم من هذا العصر المعروف بنظام العولمة الكلية للنظام الراسمالي المتعفن.


10 - نقص في هذه الثورات
أكرم سعيد ( 2011 / 11 / 6 - 21:47 )
تحية لك رفاق جيلاني: انا أؤيد نقد الرفيق سيروان لك. من واضح إنكم تدورن في فلك نظريات يسار القديم حول: التخلف والتنمية ونظريات للتقدم الإقتصادي و خروج من تبعية الإمپريالية . يا رفيقي اليوم في ظل الإزمة الخطيرة التي اصابة الرأسمالية دخلت العالم مرحلة الإحتجاجات و الثورات من شرقها إلى غربها ضد نظام الرأسمالي لا لعدم نموئها أو نقص في تطوريها بل ضد سوء التوزيع ثرواتها و إستتغلالها للعمال والفقراء و ان نرى في بلدان العربية في ثوراتها بجانب العمال تشارك تقريبا كل طبقات و فيئات المجتمع ذلك لان الناس ليس يعانون فقط مين الظلم الإقتصادي بل يعانون ايضا من الظلم السياسي و المدني . النقص في هذه الثورات و الإحتجاجات هو : عدم ولوج الطبقة العاميلة في هذه الثورات و الإحتجاجات كطبقة ليذاتها ، أي كطبقة مستقلة ، واعية و منظمة لها مطالب و برنامج واضح للتغير تحت قيادة حيزبها الطبقي .هذه النقص يسمح لي حركات الإصلاحية او في أسوء الحالات يسمح لي الثورة المضادة ليسيطرة على الموقف او فوز في الإنتخابات . مين تونس و مصر الى حركة احتلوا وول ستريت و كل الدول الآخر نعاني نحن من نفس المشكلة ( عدم وجود احزاب الشيوعية العمالية ). امالنا ان يساهم هذه الظروف في تقدم الطبقة العاميلة و حيزبها الثوري لقيادة البشرية من كابوس العالم الرأسمالي الى العالم افضل


11 - هل حقآ أنتم تمثلون العمال والشیوعیة !!!!
نزار عقراوي ( 2011 / 11 / 6 - 23:52 )
عزیزي الجیلاني الهمامي ...تحیة رفاقية حارة
من یقرأ ما تطرقت الیه في مقالك أو مدخل بحثك ، یتراءی له بأنك تمثل حزبآ دیمقراطیآ وطنیآ ومتعلقآ بآذیال الیساریة علی نمط الأحزاب الیساریة البرجوازیة ماقبل أنهیار ماکان یسمی بالمعسکر الأشتراکي ، ولایعکس قید أنملة العنوان العریض الذي تحملونه ( المؤتمر الوطني لحزب العمال الشیوعي )..لم أری في تحلیلك أبسط تقارب الی وجهة نظر الشیوعیة في تحلیل ما حدث ویحدث في العالم العربي والغرب الأمبریالي ، ولم ألحظ حتی کلمة العامل والحرکة العمالیة ودورها في هذه الأحداث ، والأسباب التي أوصلت هذه الثورات وخاصة الثورة التونسیة الی ما آل ألیه .. أرجو أن تتطرق الی هذا الحدث التأریخي والأسباب التي حالت ( في نظرکم ) دون أضطلاع الشیوعیین وحزبکم بالدور القیادي في تحویر مسار الثورة لصالح الطبقة العاملة والجماهیر المضطهدة ...أین کانت حزبکم من ما جری في تونس؟ ..جزیل الشکر نزار عقراوي


12 - جناحان لبرجوازية ـ ألإمبريالية في الثورة
أكرم سعيد ( 2011 / 11 / 7 - 13:16 )
نرى في الثورات ما يسمى بالربيع العربي تحالف احزاب و قوى برجوازية داخلية مع برجوازية إقليمية و العالمية/ ناتوـ ، يشكلون محور( الثورة المضادة ) . هذا المحور في داخل كل بلد لها جناحان : جناح الإسلام السياسي و جناح اليبراليون و الإصلاحيون . هذين الجناحين حسب الظروف في كل بلد ، سواء هم في تحالف و تعاون او يمرون في صراع وتنافس من اجل استلام السلطه ، لكن في كل احوال يشكل هذين الجناحين جبهه رجعية واحيدة و خندق واحيد لثورة المضادة امام طبقة العاملة و جماهير الثورية . لكي ينتصر طبقة العاملة و جماهير الثورية متحاليفة معها في موجة الثورية هذه لا يكفي تسديد ضربات لإسقاط النظام الديكتاتوري فحسب ، بل يجب في نفس الوقت تسديد ضربات الى هذين الجناحين للبرجوازية في الثورة و تفويت الفرصة امامهم لاستلام السلطة . و تنفيذ هذه المهمات تكون صعبة في حالة النقص والمشاكل الذي نعاني منها في هذه الثورات و الإحتجاجات، اى عدم الولوج الطبقة العاملة في هذه الثورات و الإحتجاجات كطبقة لذاتها ، أي كطبقة مستقلة ، واعية و منظمة لها مطالب و برنامج وأفق إشتراكي الواضح للتغير، تحت قيادة حيزبها الطبقي .هذه النقص يسمح لحركات الإصلاحية او في أسوء الحالات يسمح لثورة المضادة لسيطرة على الموقف او فوز في الإنتخابات . من تونس و مصر الى حركة احتلوا وول ستريت في أمريكا و كل الدول الآخر نعاني نحن العمال من نفس المشكلة ( عدم وجود احزاب الشيوعية العمالية ).إذا لم نستطيع أن نكشف في المجتمع الحالي وفي الأوضاع الثورية الحالية، مصالح الإقتصادية للبرجوازية و برامج احزابهم السياسية و سيناريوهاتهم السوداء لحفاظ على النظام الراسمالية ، فإن أي محاولة لتغير -المجتمع الرأسمالي القائم- يشبه معركة دون كيشوتية مع طواحين الهواء . ولهذا اذا لم ننجح في إقصاء دور لهذين الجناحين في الثورة ، فإن ثمرة تضحيات طبقة العاملة و جماهير الثورية متحاليفة معها لم تكون سوى تسليم السلطة من جناح الى جناح الآخر، من قسم الى قسم الآخر من اقسام الطبقة الراسمالية نفسها و تغدو الثورة نفسها حجة و تبريرات جديدة للبرجوازية لقمع اليسار و العمال تحت اسم حفاظ على الثورة و منجزاتيها


13 - تحية لكم
جميل بكداس ( 2011 / 11 / 7 - 17:52 )
الرفيق المناضل
سمعت ان الحزب ينوي تغيير اسمه وازالة كلمة الشيوعية هل هذا صحيح؟ ولماذا
اسمك يشير في انك والرفيق حمه همامي من عائلة واحدة


14 - رد الى: جميل بكداس
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 9 - 13:55 )

طرح مؤتمر الحزب الذي انعقد أيام 22-23-24 جويلية / تموز الماضي بتونس العاصمة من جملة ما طرح للنقاش اقتراحا بتغيير اسم الحزب وبالتحديد حذف كلمة -الشيوعي- من اسمه الرسمي - حزب العمال الشيوعي التونسي -. غير أن هذا النقاش الذي قابل بين رافض وموافق على المقترح لم يتوصل إلى اتخاذ قرار في الموضوع. والحقيقة أن كل المؤتمرين كانوا على قناعة مشتركة وهي أن هذه المسألة لا يمكن أن تحسم بمثل تلك السرعة وأنها تتطلب نقاشا أعمق ووقتا أكبر لم يكن الوقت المخصص لحصص المؤتمر كافية. فاتخذ قرار بتأجيل المسألة لوقت لاحق سيقع خلاله فتح نقاش عام داخل الحزب يسمح بتشريك كل المناضلين والأصدقاء للتفكير سويا في الموضوع.
في المدة الخيرة وخلال الحملة الانتخابية للمجلس الوطني التأسيسي التي تقدم فيها الحزب بقوائم في جميع الدوائر ( 33 دائرة ) اصطدم المناضلون عند اتصالهم بالمواطنين بسؤال تردد بصورة مكثفة - هل انتم ملحدون؟ -. وللإجابة على ذلك كان الرفاق مضطرون لتمضية وقت طويل للتفسير والإقناع بأن الدين مسألة شخصية وان الحزب يرى المسألة كالتالي :

- فصل الدين عن الدولة والسياسة بما يضمن ممارسة المواطنين والمواطنات لشعائرهم الدينية وقناعاتهم بكل حرية وعدم توظيف الدين ودور العبادة لأغراض سياسية وحزبية.
- حماية الدولة لحرية العقيدة وتوفير مستلزمات ممارستها لكل المواطنين بكل حرية.
- إيكال الشؤون الدينية إلى هيئة مستقلة ومنتخبة، تنظمها وتسهر عليها دون تدخل في الشأن العام.

ومع ذلك لاحظنا أن الدعاية المضادة للشيوعية والأفكار المسبقة التي نشرتها الدعاية البرجوازية والتيارات الظلامية في بلادنا قد رسخت نظرة مشوهة لدى جماهير الشعب وحتى لدى جزء من النخبة المثقفة. ونحن نعتقد أن من أهم أسباب النتائج السلبية التي أحرزنا عليها في الانتخابات الخيرة هي الدعاية التي تم تنظيمها ضد الشيوعية لمحاصرة الحزب سياسيا وعزله انتخابيا. لا شك أن هناك أبسباب أخرى موضوعية وذاتية وراء هذه النتائج الهزيلة ولكن هذه المسألة أثرت تأثيرا شديدا.
لذلك هناك اليوم تطارح أكثر إلحاحية لدى كثير من المواطنين ولدى عامة الرفاق والأصدقاء الذين يطالبوننا بمراجعة الاسم وحذف كلمة الشيوعي إذا ما أراد الحزب أن يكون طرفا يراهن بجدية على مزاحة الأحزاب الإصلاحية والليبرالية والظلامية في المناسبات الانتخابية القادمة.
بطبيعة الحال ينظر الحزب لهذه الدعوات بكل جدية ويصغي إليها بانتباه ولكنه لم يطرح المسألة بعد للحسم بل سيتعامل معها تماما كما تقرر في المؤتمر عن طريق فتح نقاش عام وديمقراطي داخل الحزب لنقاش القضية بالعمق الكافي.
إن مسألة الاسم ليست في نظرنا قضية شكلية تتعلق بكلمة الشيوعي. فوراء ذلك أبعاد أيديولوجية وسياسية ترتبط بخط الحزب وهويته. ولكن السؤال المطروح هو هل يتوقف التشبث بالهوية وبالمرجعية الفكرية للحزب على التشبث بالسم وبكلمة الشيوعي فيه؟
لا اعتقد ذلك ولكن ينبغي في المقابل إجراء هذا النقاش حتى تقع مقاومة وصد كل النزعات التي قد تكون لدى الداعين للتخلي عن كلمة الشيوعي من منطلقات سياسية براغماتية وبعلاقة بالوزن الانتخابي للحزب الآن. وهز ما نحن بصدد الاستعداد له.


15 - هل بلداننا مهيئة لتلك الثورات؟
ابتسام يوسف الطاهر ( 2011 / 11 / 7 - 19:34 )
شكرا للاستاذ الهمامي.. في رده على التعليقات قد توسع بالتحليل وشرح وافي عن محنة اليسار العربي .. اود ان اعلق على ماذكرت في تعليقك -لقد استنفذت البرجوازية دورها ومسؤوليتها التاريخية لأنها تحوّلت بصورة نهائية إلى طبقة معرقلة لتطور التاريخ- اعتقد هذه رؤية انشائية خطابية.. فاختفاء الطبقة البرجوازية في بلداننا التي اصابها التخلف والفقر وانضمام البرجوازية لركب الفقراء والمعدمين، هو احد اسباب التراجع الفكري والسياسي والاقتصادي. والحقيقة موضوع (الطبقة العاملة) لم يعد يتماشى مع الواقع العربي باي شكل من الاشكال، لاسيما وتلك الطبقة معدمة لاحول ولاقوة لها. فكان اولى بقوى اليسار الاقتراب اكثر من الفقراء والمعدمين ومعرفة مايفكرون فيه لكي لايسمحوا لجحافل التخلف والتجهيل الاسلامي ليؤثروا عليهم ويغسلوا ادمغتهم. لكن الواقع يفجعنا بتشتت القوى الوطنية وتشرذمها وعدم وضوح رؤياها وتناحرها على شعارات لاتغني ولاتنفع..هو مادفع المتاسلمين المتحالفين مع الغرب الذي يدعمهم ليتقدمون بهذا الشكل. الاخ الهمامي.. الا ترى ان التاريخ يعيد نفسه !؟ الا ترى مايحصل الان في ليبيا والعراق وتونس هو نفسه ماحصل بالامس في ايران..حيث قاد حزب تودة والطلبة الثورة ضد الشاه وجاء (الاسلاميون) وتسلقوا رقابهم ليعتلوا العرش من ثم قتلوا كل اليساريين ومن اختلف معهم ؟


16 - رد الى: ابتسام يوسف الطاهر
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 9 - 15:09 )
تحياتي الحارة
إن قولي بأن البرجزاوية كفت من زمن عن أن تكون طبقة اجتماعية ثورية ليس بالكلام الإنشائي. وسأحاول أن أبيّن لك ذلك بمزيد الوضوح.
عندما ظهرت الطبقة البرجوازية في المجتمعات الأوروبية كانت هذه الطبقة ثورية على أكثر من صعيد. فاقتصاديا أدخلت البرجوازية على نمط الإنتاج الإقطاعي، كواحد من أنماط الانتاج الطبيعي، تغييرا جذريا وأحلت الإنتاج البضاعي الكبير الموجه للسوق محل الإنتاج الإقطاعي ذي الطابع العام العائلي. وقد نتج ذلك أساس على المكننة والتصنيع وتطوير سيرورة عملية الإنتاج. وفتح هذا العهد أبوابا كبرى على الاكتشافات والاختراعات الصناعية في جميع المجالات. وتناسب هذا مع الثورة الصناعية الأولى.
أما على الصعيد السياسي فإن الإنتاج الكبير استوجب خلق سوق للترويج والتبادل الواسع لوفرة الإنتاج واقتضت السوق توحيدها تحت نظام سياسي جديد أكثر تقدمية من النظم القديمة ( الامارت والمماليك والمقاطعات .... ). وقد تزامن هذا مع الثورات القومية التي وحدت القوميات المتناثرة فبرزت أمم موحدة ( الفرنسية والألمانية والايطالية ... ) تحت حكم دولة من نوع جديد الدولة القومية المركزية التي أدخلت على تنظيم الدولة تحويرات عميقة تمثلت في الدولة الديمقراطية التي فصلت السلطات وأقرت الحريات العامة والفردية التي كانت حركة التنوير قد مهدت لها.
وعلى الصعيد الاجتماعي فإن الإنتاج الكبير خلق طبقة اجتماعية جديدة هي طبقة العمال الذين أصبحوا يتمتعون بحرية بيع قوة عملهم وتخلصوا من قيد الإقطاع القديم الذي كان يحرمهم حتى من اختيار من يستغل قوة عملهم. ولكن هذه الحرية حولتهم من عبيد الإقطاع إلى عبيد الأجرة. فانقسم المجتمع الجديد حينئذ انقساما جديدا بين أقلية تملك وسائل الإنتاج ( المال والمصانع والعقارات الخ... ) وبين أكثرية لا تملك إلى قوة عملها ومجبرة على بيعها لمالكي وسائل الإنتاج حتى تضمن البقاء على قيد الحياة. هذا في المدن التي تمثل واحدة من المميزات التي رافقت ظهور النظام الرأسمالي. أما في الريف فمن الأعمال الثورية التي قامت بها البرجوازية هي الإصلاحات الزراعية التي أعادت تقسيم الأرض لتفكيك واحدا من أسس النمط الإقطاعي ووسعت من دائرة الانتاج البضاعي.
هذه الميزات التي ظهرت مع بروز الرأسمالية في البلدان التي شهدت ثورات برجوازية في البلدان الأوروبية وغيرها لم تظهر في بلداننا العربية لأسباب تاريخية. ففي حين كانت البلدان العربية تتهيّأ لدخول هذه المرحلة التاريخية من التطوّر صادف أن تتطورت الرأسمالية في حضنها الأصلي الأوروبي وتحوّلت إلى نظام استعماري. إن الانتاج البضاعي الكبير في أوروبا استوجب في تلك الظرفية بالذات خلق وفرة غير محدودة من الانتاج لم تعد السواق الوطنية قادرة على استيعابه المر الذي حدا بالبرجوازيات الأوروبية إلى البحث عن أسواق جديدة لتسويق فائض إنتاجها. لقد بدأت الرأسمالية في البحث عن نشر نمط مجتمعها، تصدير نظامها إلى كل أصقاع العالم. لقد بدأت الرأسمالية في العمل على خلق نظام عالمي على صورة نظامها. وهو الباعث الأساسي، إلى جانب عوامل سياسية واقتصادية وثقافية أخرى، لظهور موجة الاستعمارات المباشرة. وقد كانت البلدان العربية، بحكم عوامل جغرافية ولأسباب اقتصادية وتجارية ( التسليف، الصادرات الخ ... ) هي أول المناطق التي اتجهت لها الأطماع الاستعمارية الأوروبية.
وعندما شرعت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا في غزو بلدان المغرب العربي والمشرق ( في إطار اتفاقيات لتقسيم المستعمرات ) كانت عناصر تشكل النواتات الأولى للبرجوازيات العربية في بدايته وكانت أيضا عناصر التراكم الرأسمالي بصدد التشكل والظهور. وبحكم ضعفها لم يكن بمقدورها الصمود أمام رأس المال الاستعماري الزاحف عليها بتواطئ الأنظمة السياسية المتخلفة والتابعة للإمبراطورية العثمانية المترهلة.
وما أن دخل رأس المال الاستعماري لبلداننا دمّر هذه النوتات الرأسمالية الناشئة وألحقها به وحوّلها إلى نواة رأس مال تابع له يعمل في ركابه وخاضع له. بل وشجع على ظهور رأسمالية جديدة تابعة وخاضعة له لتسهيل عملية سيطرته على مجتمعاتنا. ولم يكن ذلك بطبيعة الحال بهدف تطوير القاعدة الاقتصادية بقدر ما كان لتوفير أفضل شروط استغلال مقدراتنا الاقتصادية وأسواقنا. فالسكك الحديد التي مدنا والمواني التي أنشأها والمكننة التي أدخلها على الفلاحة في بلداننا والمناجم التي اكتشفها كانت كلها خاضعة له وتحت سيطرته بصورة مباشرة ( المعمرون ) أو بواسطة عملاء يعملون في صالحه وتحت إمرته.
لذلك لم تظهر في بلداننا برجوازية وفق الصيرورة التي عرفتها مثيلتها في أوروبا.

( يتبع )

لذلك لم تظهر البرجوازية كطبقة نتاج تطور طبيعي للمجتمع وإنما وجدت في مسار مشوه وبتدخل خارجي وهو ما لم يسمح لها بإنجاز مهماتها التاريخية وإنما تولت القيام بدور الوكيل لإنجاز المهمات التي تخدم الأغراض الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للرأس المال الاستعماري الغازي ...
هذا هو المسار التاريخي لظهور البرجوازيات العربية الماسكة بالسلطة ( الدولة الاستبدادية ) والمهيمنة على وسائل الإنتاج ودواليب الاقتصاد. وتستمر هذه البرجوازيات في الحكم حتى اليوم في جميع بلداننا ( رغم كل التفاصيل المختلفة من بلد إلى آخر ) ولم تختف كما ذهبت أنت لقوله ( فاختفاء الطبقة البرجوازية في بلداننا ...) كما أنها لم تصب - بالفقر - ولم تنضم - لركب الفقراء والمعدمين - كما جاء في تعليقك لأن هذا البرجوازيات الكمبرادورية تكدس ثروات طائلة على حساب الكادحين وجماهير الشعب أو جماهير - الفقراء والمعدمين - كما قلت. ولا تزال هذه الطبقة تقمع شعوبنا وتستبد بالحكم مهما كان شكل الدولة التي تعتمده ( جمهوريات ومملكات ... ) وهي في تعارض تام وتناقض جوهري مع - الفقراء والمعدمين - من أبناء شعوبها ولم تنضم إليهم كما قلت. ربما تقصد انه في ظل سيرورة الاستغلال الرأسمالي الفاحش في بلداننا وفي ظل مسار مركزة رأس المال يقع تفقير طبقة البرجوازية المتوسطة والصغيرة أي الذين يملكون رأس مال مادي ( مؤسسات إنتاج أو خدمات صغيرة ومتوسطة الحجم ) ومعرفي ( موظفون وتقنيون وبرقراطيون في أجهزة الإدارة ومؤسسات الجيش والأمن الخ ... ) فهذا أمر واقعي ولا يمكن نكرانه بحكم عملية مركزية رأس المال التي تتم بصورة طبيعية في سيرورة التراكم الرأسمالي في كل مجتمع طبقي قائم على الملكية الفردية لوسائل الإنتاج.
أما المسألة الأخرى والتي أشرت إليها في تعليقك بشكل إنشائي هي قولك أن - موضوع الطبقة العاملة لم يعد يتماشى مع الواقع العربي ... لاسيما وتلك الطبقة معدمة لا حول ولا قوة لها..-. يبدو لي أنك تخلط بين أمرين هما الوجود الموضوعي لطبقة ما وحالة وعيها وقدرتها على الفعل والتغيير. فالقول بأن - موضوع الطبقة العاملة لم يعد يتماشى مع الواقع العربي - فهذا يعني أنها لم يعد لها وجود وهو خطأ فادح فكأنك تقول أن - الواقع العربي - أصبح خاليا من الطبقات. أي كأن مجتمعاتنا أصبحت خالية من الطبقات وتجاوزت التناقضات الطبقية. فأي من المجتمعات العربية لا يوجد ضمنه أغلبية من العمال الذين يعيشون على بيع قوة عملهم للعيش؟ فمن ذا إذن ينتج الخيرات في القطاعات الاستخراجية ( مناجم البترول والفسفاط والحديد ... )؟ ومن يشغل آلات المصانع التحويلية؟ ومن يعمل في حقول الفلاحة والصيد البحري؟
وأي من المجتمعات العربية لا يوجد فيه كادحون حتى إن ملكوا رأس مال صغير واستغلوا قوة عمل غيرهم ( حرفيون مضطرون للكدح إلى جانب عمال آخرين يعملون لصالحهم ) أو موظفون وفلاحين صغار الخ...
إن الحديث عن - فقراء ومعدمين - هكذا في المطلق لا يؤدي معنى دقيقا للتركيبة الطبقية لكل مجتمع ذلك أن الفقر خاصية يمكن أن تجمع العامل والفلاح الصغير والموظف والمستخدم في الورشات الحرفية والعاطل عن العمل. هؤلاء كلهم فقراء سواء كان لهم دخل قار أو ظرفي أو فقدوا كل دخل ومع ذلك لا ينتمون كلهم لنفس الطبقة أو الشريحة الاجتماعية.
إن مجتمعاتنا العربية كلها مجتمعات طبقية فيها ملاكون كبار لرأس المال الصناعي والخدماتي والفلاحي وملاكون متوسطون وصغار تنمو ملكياتهم وتتدهور بحسب ظروف عملية التراكم الرأسمالي في كل بلد على حدة وبحسب درجات الأزمة الاقتصادية التي يمر بها كل بلد على حدة وبدرجة تبعية كل اقتصاد من اقتصادياتنا وفيها في الجانب المقابل عمال وفلاحون صغار وأصحاب حرف وموظفون وعاطلون عن العمل الذين يمثلون على الدوام الجزء المهمش من الطبقة العاملة أو احتياطيها. وتبقى الطبقة العاملة بصفتها الطبقة الأكثر عددا والتي تتبوأ مكانة خاصة في عملية إنتاج الثروة هي الطبقة التي موكول لها لعب الأدوار الرئيسية في أي عملية تغيير سياسي ( السلطة ) واجتماعي ( ملكية وسائل وعلاقات الإنتاج ).
ومهما كان من أمر وبصرف النظر عن رغبتك فإن وجود هذا الانقسام الطبقي أمر موضوع خارج عن إرادتك وإرادة أي كان منا. وهو الذي يبرر ويفسر الصراعات الطبقية التي تشق مجتمعاتنا بدرجات متنوعة ومختلفة من الحدة.
وهنا أود أن اعلق بسرعة على قولك أن - موضوع الطبقة العاملة - أصبح أمرا غير متماش مع الواقع العربي لأنها - لا حول ولا قوة لها - فهذا وجه ثاني من أوجه الخلط عندك لأن وجود طبقة اجتماعية لا يتحدد بدرجة وعيها وقدرتها - وحولها وقوتها - على الفعل. لأن وعي الطبقة العاملة يمكن أن يكون في ظرف من الظروف رغم أنها الطبقة الأكثر عددا والأخطر دورا في عملية الإنتاج وعيا متخلفا ويمكن أن يكون نضالها من أجل مصالحها الخاصة كطبقة ضعيفا أو منعدما دون أن يعني ذلك أنها غير موجودة أو أن - موضوعها لم يعد يتماشى مع الواقع - العربي.
( يتبع )

ومن جانب آخر أنت لا تقدّر كما ينبغي النضالات الت


17 - الرفيق الهمامي
خالد عبد القادر احمد ( 2011 / 11 / 8 - 06:42 )
تحية طيبة:
يعود حجيجنا كل سنة لرجم نفس الشيطان المقيد الى ذات المعرفة, ونعود وكل حاج احضر معه شيطانه الخاص,
شيطاننا يا رفيقي هو خطاب حوارنا الذي يعكس رغباتنا ويرفض ان يعكس موضوعية الواقع. فجعلت ثقافتنا من الواقع عدوا بدل ان تجعل منه منطلق مسار تطور حضاري, ونعود فنلوم الواقع وهو يجرنا جرا في عملية التطور الحضاري
رفيقي العزيز:
كلنا سلفيون فلا غرابة ان يصبح امثال القرضاوي والغنوش ومصطفى عبد الجليل ائمتنا, فهؤلاء اولى بامامة السلفية فهم على تاهيل طبيعي لها,
ثقافيا لا اظن ان انتفاضة شعبية فوضوية, او مشروع ثورة قد نجح, فالنظام في اي من هذه المواقع لم يسقط, لانه وببساطة تكتمل صورة النظام اذا انطوت على ملمح المعارضة ( التقليدية) كجزء منها, وحتى اللحظة ومنذ دخول المنطقة عهد علاقات الراسمالية ولا زالت الملامح التقليدية السلطوية والاصلاحية هي مكون صورتنا
ان الثقافة الاستاتيكية هي معيق عملية التطور الحضاري ولا يفعل الواقع سوى ان يقدم للثقافة _ اذا كانت قابلة للاستجابة_ ادواتها وجديد افكارها, اما اذا رفضت الثقافة نفسها عملية التجديد فلا لوم على موضوعية الواقع
ما اقصده هو ان التطور الحضاري مسار تطور تاريخي يجب ان نراه كذلك ويجب ان نقر بنتائجه وان نخضع لها خضوعا حضاريا ثوريا, ونحن نرفض تفتيت كتلة ثقافتنا العرقية, وتحديثها الى ثقافات قومية متعددة التجليات بحسب خصوصية كل موقع, حيث لا ننطلف الا من ابجدية الامة خالدة الوجود والتي لا تبحث عن التجديد الثوري بل عن مجد التوسع الامبراطوري السابق فما الفرق اذن بين امين عام حزب شيوعي و امين عام حزب ديني سوى ان احدهما يظن ان الغاء الطبقات يحمل الخير والاخر يظن العكس
يا رفيقي ارجوا ان تصل فكرة ان الثوريون في المنطقة هم من يحتاجون الى التثوير وهم الاولى بالثورة على كلاسيكية ثقافتهم وان عليهم ان يبدأوا من مدخل قراءة التقلبات الموضوعي في اطر خصوصياتها, فترى ثقافتهم ان نهر النيل هو الاصل الموضوعي لوجود مسار تطور حضاري في مصر, وان موقع فلسطين على تقاطع اتصال قارات افريقيا واسيا والتقاء المتوسط بالاحمر هو الاصل الموضوعي لمسار التطور الحضاري الفلسطيني, وان دجلة والفرات هو الاصل الموضوعي لبدء مسار تطور حضاري في العراق, وان بعد قلب الجزيرة عن نشاط حركة الاتصال والصراع العالمي خلق تفاوتا في وتائر واتجاهات التطور بين هذه المسارات الحضارية
ان اي حركة ثورية ترفض الاقرار بخصوصية واقعها هي حركة اصلاحية ترفض منطق الثورية نفسه, وفي هذا الاطار تكتلت القوى الاقليمية التي تدعي الثوريةورفضت الخروج من منطق مقولة وحدة البرنامج الثوري الاقليمي, لذلك لا تستغرب اننا في فلسطين ننام على قناعة ان واجب تحريرنا يقع على عاتق عمقنا الاقليمي العرقي والروحاني لا يختلف عندنا في ذلك الشيوعي عن الشيخ والقسيس والحاخام
ان ثقافتنا للاسف ثنائية العوامل ولا اقصد ان مكونها هو الموضوع والذات فحينها ستكون سليمة ولكنني اقصد ان مكونها انا ومستنسخي في المراة الامر الذي اربكنا لدرجة فقدنا معها القدرة على التمييز بين الواقع والخيال ولم يعد غريبا ان يكون ظل الهمامي في المراة هو الغنوشي في تونس او القرضاوي في قطر او خالد مشعل في فلسطين
اعتذر عن المثال السابق وانت تعلم ان كل تشبيه ناقص, لكن الالم يدفع للتاوه, وكذلك اللذة, فاعذرني لاني لم اعد اعلم من منهما يحضرني في هذا التعليق,
فربما يعتصرني الالم وانا ارى ان انتفاضاتنا استعادت من الطائفية البغيضة من اشباح الماضي وهي تتحالف الان مع شكلا خاصا من اشكال رجعيتها تتمثله قوى الليبرالية
ان الغنوشي من وجهة نظري لم يحصل على 90 مقعدا فقط بل يجب ان نضيف لها مقاعد الليبرالية ايضا حيث سيتحالف الاتجاهان ضد الطبقات الشعبية وقوى اليسار في تونس,


18 - خارطة قوى سياسية
عارف معروف ( 2011 / 11 / 8 - 09:29 )
العزيز الجيلاني الهمامي
تحية ومحبة
1- هل يمكن لكم ان تمدونا بفكرة عن خارطة القوى السياسية في تونس ووزنها ومدى مساهمة كل منها في الثورة التونسية ؟ والى اي مدى يمكن ان تعكس .نتائج الانتخابات الاخيرة الوزن الحقيقي والتأثير الفعلي لهذه القوى


19 - رد الى: عارف معروف
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 16 - 13:24 )
شهدت الخارطة السياسية في تونس تغيرا بعد الثورة أي بعد 14 جانفي ( يناير ) 2011 .
تقليديا وككل البلدان العربية تقريبا تتوزع القوى السياسية المنظمة ( أحزابا وحركات ) على ثلاثة أقطاب كبير، اليمين والوسط واليسار. أي بلغة أخرى القوى الرجعية والقوى الاصلاحية والقوى الثورية. هذا التوزيع صالح لفترة ما قبل الثورة كما لما تلاها أيضا.
كل ما فعلت الثورة هو أنها حكمت على بعض الأحزاب اليمينية الرجعية التي كانت مرتبطة بالنظام السابق بالاضمحلال والاندثار وفسحت المجال لقوى جديدة بالظهور بعد 14 جانفي من كل الأقطاب تقريبا اليمينية والإصلاحية والثورية.
فبعد الثورة انحل الحزب اليميني الفاشستي الحاكم ( التجمع الدستوري ) ومعه انحلت كل الأحزاب الكرطونية التي كانت تمثل الديكور - الديمقراطي - مثل حزب - الاتحاد الوحدوي الديمقراطي - و- الحزب التحرري الاجتماعي - و- حزب الخضر - وباتت بعض الأحزاب الأخرى من نفس الفصيلة شبه منحلة مثل حزب - الاشتراكيين الديمقراطيين - وحزب - الوحدة الشعبية -.
لكن انحلال الحزب الحاكم السابق لم يمنع البعض من قادته بتواطئ من الحكومات التي تعاقبت بعد الثورة من العودة للحياة السياسية تحت يافطات جديدة وفي ما يزيد عن 30 حزب جديد ( حزب المبادرة وحزب الوطن الخ... ). وإلى جانب ذبك ظهرت أحزاب دينية متطرفة مثل - حزب التحرير - الذي يم يقع الاعتراف به بعد ( ومن المنتظر أن يقع الاعتراف به في حكومة النهضة ) وحركات أخرى ذات مرجعية دينية إسلامية هذا إلى جانب الاعتراف بحركة النهضة طبعا.
قبل 14 جانفي كانت كل الأحزاب الكرطونية موالية للنهضة أما حزب التحرير فلم يكن موجودا على الساحة رغم انه كان عرضة لبعض المحاكمات.
الحركة الوحيدة اليمينية المعارضة التي كانت معروفة بمعارضتها للحم هي حركة النهضة وشهدت علاقتها بالنظام عدة أطوار انقلبت من النقيض إلى النقيض، من الموالاة إلى المصادمات العنيفة.
على اليسار لم يكن متواجدا في صف المعارضة سوى حزب العمال الشيوعي التونسي الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث التضحيات، أي من حيث عدد المحاكمات والموقوفين. وإلى جانبه كان هناك حزب العمل الوطني الديمقراطي وهو جديد نسبيا حيث لم يتأسس كحزب سوى سنة 2005 . ومعهما كان هناك حركة التجديد ( الحزب الشيوعي التونسي القديم ) الذي يعتبره اليساريون حزبا تحريفيا يتميز بمواقفه الاصلاحية. وقد وقف عديد المواقف المساندة للنظام في عهدي بن علي ومن قبله بورقيبة.
وبعد 14 جانفي تم الاعتراف بحزب يساري جديد هو - حركة الوطنيين الديمقراطيين - الذي جمع شتات من المناضلين النقابيين والحقوقيين والطلاب.
بين اليسار واليمين هناك طائفة كبيرة من الأحزاب الوسطية ذات المرجعيات المختلفة ولكنها تتحد جميعها تقريبا في برامج ليبرالية لتحرير الحياة السياسية مع أنها لا تختلف كثيرا في برامجها الاقتصادية والاجتماعية الرأسمالية. من هذه الأحزاب من هو - اشتراكي ديمقراطي - ومنها من هو لبيرالي. عدد منهم قاوم نظام بن علي مثل - الحزب الديمقراطي التقدمي - و- التكتل - و -المؤتمر من أجل الجمهورية -. لكن إلى جانب هذه الأحزاب الوسطية ظهرت عدة أحزاب أخرى.
تعج الساحة السياسية الآن في تونس بالأحزاب والجمعيات وهو أمر مفهوم نتيجة لحالة الانغلاق التي كانت عليها من قبل. ولكن كثير من هذه الأحزاب سيغادر المشهد في غضون السنوات القادمة ولن يصحّ إلا الصحيح كما يقال.


20 - المهمات الموكولة تاريخيا
عارف معروف ( 2011 / 11 / 8 - 09:43 )
العزيز الجيلاني الهمامي
هل يمكن لكم ان توضح من اوكل هذه المهمات الواردة في عبارتكم التالية ؟ هل ؟ هو القضاء والقدر ؟ الله ؟ مقتضيات التطور الاجتماعي.؟وماهي وسيلتنا العلمية للتاكد من هذه المهمات ومصدرها .مع التقدير.



ان الطبقة العاملة هي التي موكول لها تاريخيا إنجاز المهام المطروحة عليها وكذلك إنجاز المهمات التي كانت فيما مضى مطروحة على البرجوازية مثل مهمة تحقيق توحيد الأمة وبناء الدولة القومية المركزية


21 - ارسلت سؤالين ؟
عارف معروف ( 2011 / 11 / 8 - 13:12 )
للعزيز الجيلاني الهمامي ارسلت سؤالين ضمن التعليقات منذ ساعات ، لكنهما لم يظهرا ، ولا اعرف السبب ، الاول يتعلق فيما اذا كان بامكان الاخ الجيلاني ان يمدنا بخارطة توزيع القوى السياسية التونسية التي ساهمت في الثورة واوزانها الحقيقية ومدى حضورها وهل عكست نتائج الانتخابات هذه الاوزان وذاك الحضور ؟ هذا اولا
العبارة التالية-SIRWANثانيا ترد في معرض اجابته على السيد
إن الطبقة العاملة هي التي موكول لها تاريخيا إنجاز المهام المطروحة عليها وكذلك إنجاز المهمات التي كانت فيما مضى مطروحة على البرجوازية مثل مهمات تحقيق توحيد الأمة وبناء الدولة القومية المركزية وهي عبارة تؤخذ كمسلمة علمية لديه ولدى غيره دون المزيد من التفكر ، هل بامكان العزيز الجيلاني ان يوضح لي من اين ينبع مصدر هذه المهام ومن يوكلها وما هو الدليل العلمي او القرائن التاريخية على صحة هذا التسليم ؟مع المحبة والشكر.-


22 - ألا يرى الشيوعيون من حاجة للمراجعة الآن؟
زيني محمد الأمين عبّاس ( 2011 / 11 / 8 - 14:28 )
تحية ملؤها المباركة بعيد الأضحى وبعد،
أغتنم فرصة هذا الحوار لتوجيه سؤال يخامرني منذ زمن بعيد الداعي إليه كل ما نتلقاه من خطابات الشيوعيين عموما المرتكزة في الأساس على الصراعات الطبقية والهيمنة الإمبريلية ونحو هذه اللغة التي ما تزال بصفة الثابت رغم كل التحولات التي مر بها المعسكر الشرقي عموما ومجال انتشار الفكر الشيوعي بشريا وجغرافيا.
هذا السوال على بساطته يحمل من معاني الفكر الإنساني الكثير:
ألا يرى الشيوعيون عموما والشيوعيون التونسيون بشكل خاص من حاجة ملحة لتغير جذري في الفكر وفي الخطاب الشيوعي؟
أنا من موقع المفكر العربي المسلم المستقل إيديولوجيا بحكم تجربة مبكرة في أحضان الفكر القومي العربي وما له من خلفية يسارية تحولت في بعض التجارب لشيوعية خالصة والنقد للإيديولوجيا والسياسة معا والميال أكثر في هذه المجالات كلها للنقد وللتنظير أرى أن أهداف الشيوعية المتمحورة حول فكرة العدالة الإجتماعية والمساواة... تتحقق بكل ثبات في المجتمعات الرأسمالية من خلال الشبكات الخدمية المتطورة والفعالة والبنية التحتية وجمعيات التكافل الإجتماعي المساعدة على تحقيق الرفاه. وأن الأهداف النظرية للرأسمالية من الهيمنة الإقتصادية وتنمية رأس المال واحتكار وسائل الإنتاج تتحقق بشكل جلي في كل التجارب الشيوعية للحد الذي أصبحت فيه كل محاولات التنظيم الشيوعي تفضي إلى رأسمالية الدولة وهيمنتها على الملكية وما يصحب ذلك من عدالة في إشاعة الفقر والخصاصة في الأوساط الشعبية وتدني مستوى المعيشة والخدمات.
ألا يحمل هذا الطرح وهذه القراءة المفكر والمثقف في مجتمعاتنا التابعة على الدوام على التماس طريق جديد في التفكير والتنظير سياسيا مصباحه التحرر من القيود الإيديولوجية المكبلة ومنهجه توخي الأهلية لتبصر مصالح الناس وطلبها بعيدا عن كل المحاذير في الخطاب والطرح الإيديولوجي؟


23 - الشعب والقوى الوطنية سبب صعود الاسلاميين
نبيل الربيعي ( 2011 / 11 / 8 - 14:30 )
تحية طيبة رفيقي العزيز : كل ما جال في مقالكم هذا هو بعيد عن التحليل لما حصل في البلدان العربية ودائماً مفهوم المؤامرة واسرائيل والصهيونية هي سبب تأخرنا , لكن سبب تأخرنا هو التخلف الفكري للشعوب العربية وصعود التيارات الاسلامية التي اتخذت من عقول المتخلفين سلم للصعود وابتعاد القوى اليسارية عن المواجهه والظهور في الشارع العربي وانحسارها في دكاكين وعقليات العيش في ضروف السبعينات , ولكن تفكك المعسكر الاشتراكي سبب هذا الانحسار وسيطرة القيادات اليسارية على الاحزاب وظهور التوليتاريه كمفهوم لهذه القيادات


24 - أنها مقدمه لم......
ابوالحسن شاذلى ( 2011 / 11 / 8 - 22:32 )
أتها مقدمة لم تكتمل بعدرجاء لكل المعلقين قليلا من الصبر حنى لا تخطلط التعليقات على التعليقات وحديث الرفبق الهمام لكى تكتمل رؤية الحزب لمختلف القصايا..لأنى ارى فى بعض التعليقات مالم يرد فى حديث الرفيق
ولذا ارجو التمهل ولكم فائق الشكر


25 - !إحذر ثالوث السرطان الأحمر..فهو منتهي صلاحيته
الكاتب والناقد السياسي/ ميمد شعلان ( 2011 / 11 / 9 - 06:56 )
اولا أشكرك ياأستاذنا علي وجودك معنا لنرثي بعض الجماعة فيما بيننا ويعلا معها مرمي الرؤية شاملا كاملا. ثانيا أعلم كل العلم كم معظم ما يقرأون لي...بأني صاحب نظرة ثاقبة وقلم رنان يهتف فلا ينام. فاعذرني علي تهافت كليماتي معبرة عن واقعية الحدث, فنحن نخاطب جمهورنا العربي العظيم ليدرك بأن المعرفة كنز لا يفني! الشاهد هنا ياأخي بأنك كما أسردت فعلا فإني أتفق معك وبشكل جزء من الكل...! في كون الأنظمة البرجوازية اليسارية من إشتراكية ديمقراطية والإمبريالية الرأسمالية حتي الليبرالية الإجتماعية ووجودها تحت مظلة الهيكلة الملكية كانت أو الجمهورية وصولا بالنظم العسكرية المتعنتة بأحكامها العرفية الزائفة. فيشهد الربيع الثوري العربي إنفتاحا هائلا في ضرب تلك الأنظمة الكاسحة بمقتل جعل منها شللا لرواد تلك الرؤي الصماء الشنعاء التي لم نري منها سوي أفكار -نيكولا مكيافيلي- كما أسردها في كتابه الأشهر -الأمير-.

وبالتوازي لذلك نجد ذات الشيوعية وللأسف...هي إمتداد لسابق الأنظمة بل أجدها هي أصل وفصل ضياع العالم العربي وتشتت قيمه ومعانيه المثلي, بل يخجل جبيني وتدمع عيناي وتهتز أوصالي ويرتعد لها بدني حينما أذكر لكافة القراء ونقاد العمل الفكري حقيقة (زيف الشيوعية المتحررة من نمط العبودية المدقعة). فيشهد التفكير بفلسطين من القضايا الكبرى التي شغلت رؤوس قادة الثورة البلشفية. ومنذ الأيام الأولى من الثورة; أصدر لينين في روسيا قرارا ذا شقين بحق اليهود...أولا: إعتبار العداء لليهود (للسامية) جريمة قانونية, أما الأخري: تأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. فيسرد لينين مشعوذا: (إن الدين أفيون الشعوب، ولكن المحافظة على الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب اليهودي المختار حتى ينالوا حقوقهم، لأنه لا يجمع بين إسرائيل إلا الدين)...إذا هناك مخطط حي نَشَعَ بالفعل للفتك بديموجرافية وجغرافية الدولة الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني تحت وطأة وعبودية الشيوعية! فأين هو الخلاص يامن تدعوا الخلاص والإخلاص؟! لكن القاريء إلي تلك اللحظة يظن أني أتملق عليه مخطأ في حق شيوعيتكم! نذكر في عام 1939 حينما أنشأ الشيوعيون -عصبة التحرر الوطني- لليهودي (بن فسكي) ومساعده (توفيق طوبي)، وكانت مطالب هذه العصبة جلاء بريطانيا من فلسطينية الدولة، ثم تشكيل حكومة مشتركة بين اليهود والعرب, ومع الوصول لحرب 1948 تحول أعضاء -عصبة التحرر الوطني- إلى قادة عصابات مسلحة، يذبحون الشعب الفلسطيني. فانسحب بعض الشباب المغرر بهم، في حين وقف الشيوعيون المتحمسون يدافعون عن اليهود ويقفون بجانبه...! وبالتالي نأتي هنا لنتسأل أفعلا وُجدت الشيوعية لتخدم عروبتنا؟! أجائت تخدم مسلما واحدا, أم جائت تعبر عنه مؤقتا حتي تلقي به في غيابة الجب بعد ذلك؟! وهل وجودها إلي مثل تلك اللحظة والتي تنشد بها تارة ياأستاذي وتتغازل بها تارة أخري..هل وجودها إيمانا بواقعيتها البائدة, أم هي كالميراث تتوارثونه جيل بعد جيل رمزا وشكلا فقط؟! الشيوعية لم تقف عند ذلك وحسب, وإن صح مجازا بعض ماقلته؛ فإن كيانها رسمت به خطوط حضارات الآخرين؟! بالفعل هذا مايقصد البعض فعلا مستفسرا عن بعض شهود عيان النظام الشيوعي ككل. فيستدل علي ذلك محدثا هاما في تلك الرؤية مخاطبا -شيوعية الأردن- حينما وصلت تتخبط في ربوع البلاد قائلا: (وقد ثبت بما يقطع كل شبهة قيام تنظيم موحد، وترابط عقائدي، وتخطيط، وتكامل في التخطيط والهدف، بين كل من الحزب الشيوعي الإسرائيلي والأحزاب الشيوعية العربية، ومن عانى متاعب الحكم في الأردن يعرف أن الكثير من المنشورات الشيوعية العربية كانت تأتينا عبر الحدود من إسرائيل، وإن كثيرا من قادة الحزب الشيوعي الأردني قذفوا علينا من إسرائيل بعد أن تتلمذوا وتدربوا على أيدي دهاقنة الحزب الصهيوني المضللين). ليس ذلك فحسب! بل عندما وصلت جحافل الشيوعية الماركسية تطرق أعتاب -بلاد الرافدين- حتي تصدت لها القومية العربية معلنة الحرب علي أحكامها السافرة المضنية, فيخبرنا ممن سئموا الأيديولوجية الماركسية: (كنا هناك نضرب على كل وتر تخرج نغمته موافقة لما نريد، بثثنا بين الطلاب الأكراد أن القوميين يكرهون الأكراد وقوميتهم، بينما نعتبرهم نحن إخواننا، وأخذنا نسب القومية العربية أمامهم، بل رحنا ننتقص من العرب، ونزعم أن التاريخ العربي ما هو إلا مجموعة من المذابح والمجازر، وزعماؤهم العظام ماهم إلا اقطاعيون جلادون إلى غير ذلك، ومررنا على إخواننا اليهود دون حاجة إلى دعوة، واستغللنا بعض الرفيقات للتأثير على بعض الطلبة ). ولهذا أيها الأخ الكريم والقاريء العزيز لم تكن الماركسية منارة الإنسان الطامح في النظر لحقه كما أحق البعض (النظرية الماركسية), بل تأسست علي نوع من الإنتهازية والرمق العنصري والتمييز الثائر في حتمية القرار...كقول برافدا: (نحن نؤمن بثلاثة: ماركس, لينين وستالين. ونكفر بثلاثة: الله, الدين والملكية الخاصة) أو كما يقال بالمختصر المفيد (أنا وابن عمي علي الغريب). فأنت شيوعي من ذوي الدماء الحرة الثائرة يعز ويعتز بك قلبا وقالبا وفخرا لثالوث (السرطان الأحمر), أم من خرجوا لرفض سياسات الماركسية حتي كُنس بـــ 11 مليون من مسلمي السوفيات تحت جنزرة ومجزرة الثورة البلشفية. لكن أرجع لأقول أخيرا- بقلم مطاع وحبر لايضاع- محدثا (رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي)بمقولة الشيوعي اليهودي الفرنسي (رودنسون) حينما صرح بالإطناب الشامل الكامل مشككا في حتمية إستمرار وإكتمال الماركسية إلي يوم قريب من زمانه, بل أقصد أيضا بأن نهاية الشيوعية شرفت نهايتها فعليا ومنهجيا بعد مظاهرات -ساحة القصبة- إلي -ميدان التحرير- فقال: (لم تتأسس أحزاب شيوعية ومنظمات متعاطفة إلا في الحلقات الأجنبية في البلدان العربية في مصر وفلسطين، ولم تجد إلا القليل من الأتباع وكانت مقطوعة عن واقع تلك البلاد، وانتهت دون أن تثير اهتماما كبيرا). إذا هي بالنسبة لهم وفي الأساس منتهية الصلاحية مضمونا. فما بال بعضكم اليوم وفي الغد وبعد غد! فأوجدوا نظاما آخرا أثابكم الله. تقبل تحياتي الحارة بالأشواق سيادة الرفيق.


26 - تحية اممية
دانا جﻻل ( 2011 / 11 / 9 - 12:20 )
تحية اممية للرفيق الجيﻻني
كيف تكون العﻻقة بين القوى الديمقراطية واليسارية من جهة مع القوى اﻻسﻻمية واحزابها التي حققت نتائج جيدة في اﻻنتخابات البرلمانية في تونس وهل يتكرر المشهد في مصر؟ وهل ان الموافقة اﻻميركية باشاعة النموذج التركي ان لم نقل اعطاء الضوء اﻻخضر لتركيا كي تعيد رسم الخارطة السياسية في منطقتنا وفق المصالح الغربية هي التي تنتصر ام ان الثورات الشبابية لم تكتمل بعد؟


27 - الخريف العربي و موقع / ويكيلكس/ ايةعلاقة ؟
ذ محمد كوحلال ( 2011 / 11 / 9 - 12:43 )
تحية إلى الأستاذ المناضل التونسي الجيلاني الهمامي
******
يشرفني أضع لحضرتكم استفسار و تعقيب , حول فشل قوى اليسار تلك الباقة التي ترعرعنا بين أحضانها من شيوعيين و اشتراكيين ..
سيدي ان فشل هذه القوى التي كانت تحمل سيراج رفع الظلم و القهر و تطالب بالمساواة و محاربة الاستغلال و الوحشية الرأسمالية . هذه الباقة النظيفة كانت لنا فيها الأمل في مغرب التمانايات دابت في صراعات و إيديولوجيات بفضل المخابرات كذالك تفرقة نجحت كل الأنظمة في زرعها فتحول اليساري و الشيوعي إلى خادم النظام..اذكر جيدا ما عاناه الشرقاء اللذين تشبثوا و نبهوا إلى مصير الشعوب فكانت المعتقلات مصيرهم و التعذيب ..نبه اليساريون و الشيوعيون دوما إلى ما سيؤول إليه العالم الإسلامي و ها هي أوضاعنا اليوم لا تحتاج إلى تحليل ..
صرنا كسرة خبز بين أنياب القوى العالمية و البقية تفضلت سيدي بذكرها..
أستاذي ما هو في رأيكم البلسم الذي سوف يداوي جروحنا و هل تعتقد ان الربيع العربي و الذي سميته في احد مقالاتي .. بالخريف العربي.. لأنها فقط من صنع أمريكا عبر موقع / ويكيلكس / ؟
ثورة تونس كانت بفعل خارجي أمريكي أيضا و قادها رئيس الأركان الجيش التونسي الوطني السيد خالد عمار الذي حصل على الضوء الأخضر من سفارة أمريكا في تونس لطرد بن علي تحت حماية طيران تونس .
مصر كذالك تحتاج إلى نورة أخرى لتصحيح الثورة السابقة , على رأي احد الكتاب المصريين على هذا الموقع..
أقول..
ثورة تونس تحتاج إلى ثورة سلمية لتصحيح الثورة السابقة لان عود الإسلاميين كان بمباركة قطر وأمريكا و هؤلاء قضوا جل حياتهم بالخارج و عادوا للركوب على أكتاف توار تونس و داسوا على اكفان شهداء تونس الأبية ..
اعتقد ان الثورة المصرية و التونسية يجب أن يعاد النظر
يجب أن تكون هناك ثورة أخرى تصحيحية في للثورتين السابقتين في تونس الأبية و مصر العظيمة ..و لكم واسع النظر سيدي الاستاذ الكريم الجيلاني ..
الثورتين السابقتين مصر / تونس ناقصتين و يحتاج الشعبين إلى ثورة أخرى تصحح الثورة السابقة. لان مصر لازالت تعيش على أزمة اقتصادية خانقة و الجيش لازال يسيطر على الأوضاع بقناع جديد بعد إزالة القناع القديم لمبارك..
تونس لا زالت هي الأخرى تعيش الأزمة الاقتصادية و البطالة ..و انتم اعرف مني بأحوال بلدكم العزيز على قلبي ..
ما هو في نظركم سيدي المفتاح الذي سوف يخرج هذه القوى لمحاربة طغيان الأنظمة المحلة حتى تستعيد الشعوب قوتها لتقوم بالحرب الكبرى سياسيا على القوى الدولية و تحرر؟
نحن سيدي الكريم نعيش تحت استعمارين . استعمار حكامنا و استعمار قوى الشر العالمية ..
تقبل سيدي فائق و التقدير و الاحترام دامت المحبة و المودة بين الشعوب

ذ محمد كوحلال / كاتب مدون و ناشط حقوقي مستقل / مراكش


28 - عالم خالٍ من الإستغلال؟ كيف؟
سنان أحمد حقّي ( 2011 / 11 / 9 - 15:17 )
ليس امامنا في البلدان تحت التنمية إلاّ أن نعترف بان السعي لبناء الإشتراكيّة أمرٌ صعب المنال بسبب عدم قيام صناعة متطوّرة وعدم نمو طبقة عاملة تشكّل طليعة اجتماعيّة وتتمكّن من إنجاز الثورة الإشتراكيّة كما أن الترابط الحيّ بين الأنظمة الإقتصاديّة المختلفة في العالم نتيجة تقدم وسائط النقل والإتصالات جعلت بناء نظام اشتراكي بمعزل عن التعاون الدولي وقضايا السلم ومبدأ التعايش السلمي أمرا يؤدّي لتربّص كل طرف بالآخر كما أن توجّه البناء الإشتراكي نحو رأسماليّة الدولة عقّد الأوضاع كثيرا وانحرف بمعنى الإشتراكيّة أضف إلى هذا أن مفهوم دكتاتوريّة البروليتاريا تحولت شيئا فشيئا إلى دكتاتوريّة أشخاص وعبادة شخصيّة ولم نعد نفهم معانيها وليس كما فهمناها من أنها نظام حكم الطبقة العاملة والحقيقة لم تكن هناك تفاصيل عمليّة مما جعل الإجتهادات كثيرة والنكسات أكثر فتدخّلت الدولة في كل شئ وتعب الجميع وليس هذا هو مفهوم الإشتراكيّة فضلا عن تحوّل الوظائف الحكوميّة وسيلة للتربّح والكسب على مختلف أشكاله وشاع الفساد بحيث أنه لم تنقضِ سوى فترة قصيرة على سقوط النظام السوفييتي حّتى ظهرت وبسرعة البرق فئة كبيرة من المليارديريّة ففي بضع سنوات أصبح هناك عدد كبير ممن يملكون شركات بترول ومؤسسات ضخمة ! كيف حصل بعد أن كان النظام السوفييتي يدير بمؤسسات الدولة حتّى التاكسيات والدكاكين الصغيرة؟ إن السيطرة على الفساد هو السرّ ومنع الإختلاسات والسرقات والحدّ من الفساد الإداري والمالي من شأنه أن يجعل المهمة أيسر وهذا أمر مطلوب في كل الأنظمة رأسماليّة كانت أم إشتراكيّة ، وهذه هي البداية لبناء عالم خالٍ من الإستغلال إذ أن الإستغلال بحد ذاته هو نوع من الفساد ، أنظروا من ظهر على المسرح السياسي الروسي بعد العهد السوفييتي؟ ييلتسين! وهو عضو اللجنة المركزيّة في الحزب الشيوعي ، كيف ؟ أليس هذا مضحكا ، إن كانت الإشتراكيّة ممكنة وإصلاح المسار ممكنا كيف ظهر غورباتشوف؟ ومن مهّد الطريق له ؟ أليس أندروبوف وهو الزعيم المخضرم لجهاز الكي جي بي وحامي النظام السياسي؟ أليس كل هذا يعني أن هناك مشاكل حقيقيّة وأن بناء الإشتراكيّة لا يسير بصورة حسنة ! أقول عند الكلام عن عالم خالٍ من الإستغلال يجب أن نبدأ بعالم خالٍ من الطمع والفساد


29 - تناقض
نجاة عباس ( 2011 / 11 / 9 - 16:20 )
احترامات .. إلى الأخ الجيلاني والأخوان المشاركين جميعا ..
حقيقة أني اطلعت في الموضوع والآراء المطروحة ولم يكن في نيتي التعليق أو المشاركة ولكن .. ما استوقفني بعد قراءتي وترددي في المشاركة ما يحتوي من رؤى بفكر الجميع .. وهو ذلك التناغم في التناقض الموجود بين الدعوة إلى الخلاص من الاستعمار والاحتلال المباشر والغير مباشر وتحرير الشعوب العربية من براثمهما وبين العمل بفكرهم التدبيري التدميري بتلك الدعوة .. فكيف يحدث ذلك ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إلا آن الأوان أن يستيقظ الجميع من أحلامهم النرجسية ونخرج من القواقع ونكسر الصمت ونشير إلى الحقائق بأصابع طويلة .. إلا آن الأوان أن نقتل النعامة فينا وننفض الرؤوس من الرمال ونتنفس الحرية ونرفع رؤوسنا ونقرأ الصحيح من الأمور الواقعة ونرى بوضوح مصالح شعوبنا ونعرف ما يجب بيه محاربة أعدائنا .. إلا آن الأوان ؟؟.. فكيف لنا أن نتحرر ونحن آلية عمل لفكرهم الهدام إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالعلمانية .. نتاج النظرية الداروينية .. نظرية التطور والارتقاء وهي ثورة الفكر اليهودي الصهيوني الماسوني واستمدت منها نظريات أخرى وهي النظرية الفرويدية في التحليل النفسي ونظرية برجسون في الروحية الحديثة ونظرية سارتر في الوجودية الملحدة ونظرية كارل ماركس في الشيوعية الملحدة وهي الوجه الاقتصادي للإلحاد والماسونية والصهيونية فجعل مطلب الإنسان في الحياة ينحصر في حصوله على الطعام والشراب والمسكن والجنس مثل الحيوان تماما ..
والعلمانية ..تعني آلا دينية والدنيوية ولها معنى سياسي واجتماعي هو الدعوة إلى إقامة حياة البشر في الدولة على غير الدين بواسطة العقل فقط بعيد عن كل الغيبيات .. وليس لها صلة بكلمة العلم أو المذهب العلمي وأن كان أنصار وأتباع العلمانية يحاولون إلصاق مفهوم العلمانية بأنها اعتناق المذهب العلمي في الحياة ويسمونها حاليا بالدولة المدنية .. وهي مطلب أساسي لغير المسلمين الذين يعيشون في بلاد المسلمين ويرفضون تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد .. و شاع استخدامها بين السياسيين والمثقفين حتى صارت إلها يقصد وشعارا يرفع ( العلمانية هي الحل ) والكل يعرف العلمانية بما يخدم مصالحه ويزينها بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة والناس المغلوب على أمرها ترجو شيئا من تلك الحقوق للإنسان وتحلم بعدالة اجتماعية وببريق من المساواة فمن رد فعل طبيعي تصفق الناس وتمجد لهم دون أن يعرفوا حقيقة ماهية العلمانية فهم يصفقون لما يسمعون مما يحلمون بيه والعلمانيون يصفون العلمانية بأنها ربيع دائم .
.. لقد وجد الماسون اليهود ضالتهم في داروين كما وجدوها في غيره ممن استخدموهم في نشر أفكارهم الإلحادية وهدم الأديان من أجل الوصول إلى أهدافهم البعيدة المنال وقد أعلنوا ذلك في بروتوكولاتهم حيث قالوا : ( لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا نجاح داروين وماركس وينتشة قد رتبناه من قبل والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات تلك العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحا لنا على التأكيد ) .
من المؤسف جدا أن نكون آلية عمل لفكرهم الماكر الخبيث ونمنحهم تلك الثقة في تدمير مجتمعاتنا العربية والإسلامية .. إلا يستحق التوقف عند هذا التناقض أم لا ؟؟؟؟؟!!!!!


30 - مداخلة
رعد الهلالي ( 2011 / 11 / 9 - 16:41 )
نحن نتحدث عن الاقتصاد والحضارة والى اخره من المصطلحات الرنانه ناسين اننا نعيش في وسط عربي يمتلك من الغباء ما يمتلك ،هناك التيار الاعلى الذي يسطر على الشارع العربي وهو التيار الاسلامي متى ما استطاع المواطن تنشطين فكره وعقله وبدأ يفرز ماهو الصالح والطالح نستطيع ان نتحدث بالاشتراكية


31 - النقد الذاتي ودعوة إلى حوار يساريّ وطنيّ
مصطفى بن إبراهيم القلعي: كاتب تونسيّ ( 2011 / 11 / 9 - 18:25 )
حبيبنا المناضل التقدّميّ الجيلاني الهمّامي
الحقيقة أنّي لا أحبّ جلد الذّات. وإنّما أرغب في ممارسة النقد الذاتيّ لغاية الفحص والتقييم والقدرة على التجاوز. نحن نريد أن نضع أدوات العمل، أقصد الآليّات المنهجيّة والإعلاميّة والبروباغانديّة والسياسيّة موضع نقاش وتجادل بين كلّ القوى الشيوعيّة والاشتراكيّة واليساريّة عموما في تونس. أعني لابدّ من مراجعة التمشّيات السّابقة قبل الثورة وبعدها، وقبل انتخابات المجلس التأسيسيّ وبعدها. فمثلا، الأطراف المنافسة الأخرى تعدّ جيّدا لظهور ممثّليها في وسائل الإعلام وللحوارات التي يقدّمونها لوسائل الإعلام. كما أنّ ممثّليها يتداولون على الظهور خلافا لحزب العمّال والوَطَد والعَوَد التي لم يمثّلها غير الرّفاق حمّة الهمّامي وشكري بلعيد وعبد الرزّاق الهمّامي بما يوحي للجمهور بتثبيت لنوع من الصنميّة المقيتة وبإعداد لديكتاتوريّة جديدة.
الإشكاليّة التي لابدّ أن تطرح هي: إلى أيّ مدى كان العمل السياسيّ الداخليّ، كاتّخاذ القرار الانتخابيّ وإصدار البيانات السياسيّة وغيرها، خاضعا لشروط الممارسة الديمقراطيّة داخل المكاتب السياسيّة للأحزاب اليسلريّة؟ ما علاقة اليسار السياسيّ باليسار غير السياسيّ؟ لماذا لم تصدر الأطراف اليساريّة بيانات اعتراف بالهزيمة الانتخابيّة فيها تعلن تحمّلها قياداتها لمسؤوليّاتها التاريخيّة؟
حبيبنا ورفيقنا الجيلاني
نطالبك بالدّعوة إلى حوار وطنيّ بين الأطراف اليساريّة لاسيما الاشتراكيّة والشيوعيّة منها لنقد الواقع السياسيّ ومناقشة الآفاق السياسيّة لليسار التونسي في ظلّ هذا الارتداد الرجعيّ نحو السلفيّة والأسلمة والمحافظة والتبعيّة والكرامات التي أفرزتها انتخابات المجلس التاسيسيّ. كما ندعوك إلى العمل على توفير فضاءات النشر والنقاش الماركسيّ العلميّ لترسيخ ثقافة النقد ونشر الفكر التقدميّ العلميّ ومواجهة المدّ السلفيّ الرجعيّ المزدهي بلحاه الطويلة التي أدخلت الاضطراب على مدنيّة شارع بورقيبة.
تحيّاتي الحارّة


32 - التعايش المستحيل
jaafer tiqadine ( 2011 / 11 / 9 - 21:26 )
تحية نضالية رفاقية صناديق الاقتاع لم تنصفكم والاسباب متعددة واهمها ان الشعب يريد التغيير فقط من اجل التغيير دون التفكير فيما قد يترتب عن قلب السفينة 360درجة اتظن ان الامر طبيعي من علماني مستبد والعودة الى عصر الانحطاط الظلامي
سيدي كيف ستتعايشون مع ظلامي متقلب بالامس خطاب واليوم خطاب غير مستقر. فهل يختلط الزيت بالماء؟علىكل حال انها معادلة مستحيلة الا ان كان لكم راي اخر؟


33 - سلخ الذات
عمد سالم ( 2011 / 11 / 10 - 00:04 )
حقا لم أجد ما يفيد في مقال الجيلاني الهمامي ولا ما فائدته. هو تكرار لنفس الأغنية في سلخ الذات اعتمادا على السفسطة. فما سمّاه -استثناء- لا يخصّ -العرب- أولا بل هو القاسم المشترك الوحيد بين دول ما يعتبر -العالم الثالث- في القارات الخمس. ثم تأخذ الفسطة بعد المغلطة عندما -العرب- في سلة واحدة. وتقارير المنظمان المختصة موجودة لتكذبه.
أما حديثه عن -الثورة- التونسية، فإنّه يعلم أنها ليست -ثورة- بالمفهوم الاصطلاحي والعملي ز هو انقلاب النظام على نفسه ليبعث نفسه من جديد كأسطورة طائر الفينق.فكلامه النرجسي في غير محله خاصة وأنه لا أثر لما ابتدعه الفرنسيون وأعلنوه -الربيع العربي-
فالمشكلة الحقيقية هي أن الحزب الشيوعي سواء أغير اسمه أم لا ظهر في قطيعة تامّة مع المجتمع التونسي في أغلبيته. وتبرير هذا الفشل بالحملة المضادة والظلامية وتلك المصطلحات الجوفاء والقوالب الجاهزة هو إلقاء مسؤولية الفشل على الغير.


34 - كلمة تقدير ونقد
حميد خنجي ( 2011 / 11 / 10 - 08:26 )

الاخ الفاضل الجيلاني الهمامي المحترم
تجدون هنا -اسفله- الرابط الذي يفيد باشتراط حزبكم ( منظمتك) في لقاء ( ندوة) مدريد في الشهر الفائت ضمن مجموعة اممية صغيرة تطلق على نفسها الاحزاب الشيوعية الماركسية- اللينينية، وهي مجموعة ثورية ( ثورجية) وماركسية حادة ( يسارية متطرفة - انعزالية) تعتقد ان أوان الثورات الاشتراكية قد حلّ، ويجب الشروع لاستلام السلطة والشروع في تأسيس دولة العمال والفلاحين (الاشتراكية)!... سؤالي... ياترى هل هذا بعينه برنامجكم الملح لخوضه وتطبيقه في تونس، ومنظمتكم بالكاد حصلت ( على ما اعتقد) على 3 مقاعد في الانتخابات التونسية الاخيرة؟!؟
ارجو الاجابة بصراحة وموضوعية ومنهجية، مع التركيز على برنامجكم -المرحلي والاستراتيجي- في حال وجوده، مع الاشارة للتناقض بين وجودكم في المجموعة -الاممية- المذكورة، وما تدعونه هنا من ضرورة الواقعية السياسية حول العمل المشترك مع مجمل اليساريين التونسيين، الأمر الذي لا يستقيم بين الاقوال والافعال
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=282749


35 - الجيلاني الهمامي
ناصر عجمايا ( 2011 / 11 / 11 - 01:03 )
تحية لك ولجميع قوى اليسار
تبين من حديثك انت مع اليسار الماركسي ، ومن الجانب الآخر تحمل حقدا وضغية على الحزب الشيوعي التونسي الذي سميته بالقديم وبالتحريفي ، الم ترى هناك تناقض صارخ وقوي متطرف ، لهذا النهج المتناقض بين تحالف اليسار وتونس محتاجة اليه اصلا ، لتغيير مسار العملية السياسية التونسية ، للعبور الى بر الامان لمعالجة الوضع الشعبي المتأزم ، والمطلوب أستغلال جميع المبادراة والعمل لخلاص الشعب ، من التخلف والعوز والفقر والجوع والمعاناة ، وانتم اليسار مطلوب منكم ، تغيير كفة الامور الى صالح اليسار والمدنية والتمدن ، للفوز بحكومة تعي مهامها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وضمن هذا النهج المتناقض ، كيف تعملون الى توحيد اليسار والاتفاق على قاسم مشترك اصغر ، لادارة الصراع العملي بين قواكم واليمين الديني ، وانتم خير العارفين بان هذا اليمين الرجعي لا يمكنه تحقيق مصالح الشعب التونسي ، اذن ماذا عليكم للاستمرا النضالي لتغيير الامور لصالح الشعب التونسي، اقول لا طريق لبناء الديمقراطية الشعبية الا بتوحيد اليسار لأدارة الصراع عمليا نحو غد مشرق لتونس
تحياتي


36 - رد الى: ناصر عجمايا
الجيلاني الهمامي ( 2011 / 11 / 12 - 23:45 )
تحية حارة وبعد
أتفق معك تمام الاتفاق أنه لا بد من - استغلال جميع المبادرات والعمل على خلاص الشعب من التخلف والعوز والفقر والمعاناة - وأتفق معك أيضا أنه لا بد من - توحيد اليسار لإدارة الصراع نحو غد مشرق لتونس - واتفق معك تمام الاتفاق أن - اليمين الرجعي لا يمكنه تحقيق مصالح الشعب التونسي -.
ولكن يا صديقي هذا الكلام الجميل يبقى كلاما عاما وسطحيا. ويتعين علينا أن ندقق الأمور قليلا حتى لا نظل نردد كلاما عاما كهذا لا يجدي ولا ينفع بالمرة.
إنني حينما تكلمت عن حركة التجديد -الحزب الشيوعي التونسي الذي سميته بالقديم والتحريفي - لم يكن ذلك من موقع - الضغينة- كما قلت وإنما من باب تسمية الأشياء بمسمياتها وهذا لا يعني البتة أنني أحمل - ضغينة - أو أني لا أرى مصلحة للشعب في البحث عن عمل مشترك مع هذا الفصيل من اليسار.
وقبل أن أدقق أوضح أكثر لا بد من تدقيق ما يلي:
تروج مفاهيم خاطئة حول مفهموم اليسار ومدلول هذه الكلمة. الكثير من الناس يطلقون كلمة يسار على كل تنظيم يطلق على نفسه هذه الصفة سواء لأنه يعتبر نفسه - ماركسيا - أو كان في فترة ما -ماركسيا- أو لأنه يطلق على نفسه صفة - الاشتراكي - أو -الديمقراطي - وما إلى ذلك.
والحقيقة ان هذه الكلمة التي باتت تطلق جزافا على الكثير من التنظيمات دون تحر ولا تدقيق وبالتالي تزرع الكثير من المغالطات والوهام على أطراف سياسية تصنف في اليسار وهي لا تمت لليسار بعلاقة.
فليس يساريا كل من يدعي انه يساري كما ليس ديمقراطيا كل من يدعي أنه ديمقراطي.
فما معنى يسار ؟
اليسار بنظري هو مضمون سياسي لخط فكري وسياسي، محتوى برنامج، أهداف ومواقف وممارسة سياسية. فاليسار سواء كانت له مرجعية ماركسية أو قومية هو في الأساس موقف منحاز لطبقات وفئات اجتماعية معينة ومدافع على مصالحها. وهو برنامج مشروع مجتمعي وممارسة سياسية واضحة لفائدة الطبقات والفئات الشعبية : العمال والفلاحون والموظفون وأصحاب الحرف الصغار والطلبة والتلاميذ والعاطلون عن العمل نساء ورجال في المدينة والريف. اليسار هو قوة التغيير الفعلي والحيقيقي لصالح هؤلاء جميعا. واليسار هو انتصار للقضايا العادلة في العالم وللمساواة وللحرية والديمقراطية. فكم من حزب سياسي يدعي اليسارية ولكنه يدافع على الرأسمالية التي هي نظام الملاكين الكبار والاحتكاريين الذين يمتصون عرق ودم الكادحين؟ وكم من حزب يدعي أنه يساري وينتصر للقوى الهيمنية والاستعمارية بل وللصهيونية؟ وكم من حزب يدعي أنه يساري ويدعم أنظمة رجعية ومحافظة ومستبدة ومعادية لشعوبها؟ فهل كل من يدعي أنه يساري هو بالفعل قوة تغيير ونصير لثورات الشعوب وتحررها؟ فهل مثلا الحزب الاشتراكي الفرنسي حزب يساري بحق؟ وهل الحزب الشيوعي الاسرائيلي حزب يساري بحق؟ وهل ان الحزب الاشتراكي الدستوري الذي تحوّل في عهد بن علي في تونس إلى التجمع الدستوري الديمقراطي هو حزب يساري بحق؟ وهل كان من الممكن ان يقع التحالف معه فقط لأنه يدعي أنه - اشتراكي - أو - ديمقراطي -؟
لقد سطت البرجوازية على كلمة - اشتراكي - و - ديمقراطي - وأطلقتها على الكثير من أحزابها للتمويه وللمغالطة لتعطيل وتمييع نضال الطبقة والشعب ضد البرجوازية ونظامها الرأسمالي. وسطت البرجوازية على هذه الكلمات وأطلقتها على أحزابها لمغالطة وجر العمال وجماهير الشعب تحت هيمنتها ولمنعها من بعث أحزابها الطليعية التي تناضل من أجل الاستقلال السياسي للطبقة عن التنظيمات البرجوازية. وعليه لا بد من التمعن في كل حزب لا فقط من منطلق ما يطلقه على نفسه من صفات بل وخاصة من منطلق ما يطرح بالضبط من برامج واهداف وما يرفعه من شعارات وما يصدر عنه من ممارسات على أرض الواقع.

يتبع


وفي هذا الصدد لا بد من النظر في ما إذا كان الحزب الشيوعي التونسي سابقا في تونس ( حركة التجديد الآن ) يساريا فعلا أم لا.
سوف لن أعود كثيرا لما تميّز به هذا الحزب تاريخيا من مواقف وممارسات منذ أن تأسس بل سأكتفي بعرض بعض مواقفه من القضايا التي طرحها نضال الشعب التونسي ضد النظام الدستوري في تونس في عهد بورقيبة كما في عهد بن علي.
فعلى سبيل التذكير فقط كان الحزب الشيوعي التونسي تبنى سلسلة من المواقف التي لا تمت للـ- يسار- بصلة ومنذ عقود طويلة. فقد وقف ضد شعار الاستقلال الوطني في تونس في الأربعينات من القرن الماضي تحت شعار - الاتحاد العالمي البروليتاري - الذي رفعه الحزب الشيوعي الفرنسي آنذاك بدعوى مواجهة الفاشية. ثم زكى صفقة الاستقلال الداخلي التي عقدها بورقيبة مع فرنسا معتبرا إياها خطوة على درب الاستقلال التام. وزكى سياسة التعاضد التي نفذها نظام بورقيبة طيلة الستينات تحت شعار المساندة النقدية هذه السياسة التي مولتها المؤسسات المالية العالمية ( البنك العالمي ) والتي لم تكن في صالح الشعب التونسي.
اما في عهد بن علي فقد انخرط الحزب الشيوعي التونسي الذي غيّر اسمه إلى حركة التجديد في اختيارات النظام ودخل حلبة الأحزاب الديكورية ونشط في البرلمان في قالب رشاوي انتخابية وساند بن علي في سياسته القمعية وقبل بالذهاب ضمن وفود بن علي للدفاع عليه لدى الاتحاد الأوروبي مدعيا ان الأمور في تونس - عال العال- وان ما يعانيه الشعب التونسي من قمع دموي ليس سوى - تجاوزات - قليلة يقوم بها من حين لأخر هذا العون او ذاك من البوليس ( السياسي ) وان الرئيس بن علي يقف لها بالمرصاد.
ولم يتجرّأ على بعض النقود المحتمشة لنظام بن علي إلا منذ سنوات فقط بعد مؤتمره الأخير.
وخلاصة القول لم يكن هذا الحزب حزبا يساريا بالمعنى الحقيقي للكلمة بقدر ما كان حزبا إصلاحيا يطالب باصلاحات سياسية ليبرالية وجزئية ( وفي قالب نصح للنظام ) دون المساس بجوهر النظام وباختياراته الاقتصادية والاجتماعية وبارتباطاته الدولية.
ومع ذلك لك يكن من المرفوض في نظر الثوريين في تونس وفي نظر حزب العمال الشيوعي التونسي بالتحديد، العمل المشترك معه في نضالات من أجل هذه الاصلاحات في عهد بن علي أيام كانت البلاد ترزح تحت نير القمع الأعمى، ولم يكن من المرفوض أبدا توحيد جهود الحركة الديمقراطية على قاعدة حد أدنى ديمقراطي بل بالعكس كان هذا الحزب في غالب الحالات رافضا لمثل هذه المحاولات كل مرة بعنوان من العناوين، إما برفض العمل مع - اليساريين المتطرفين - او بدعوى الموقف من الاسلاميين خاضعا لتعليمات السلطة التي لم تتدخر جهدا من اجل فرض سياسة فرق تسد.
وبعد الثورة كان هذا الحزب أول من زكى وانخرط في - الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي ...- التي يرأسها عياض بن عاشور والتي جاءت للالتفاف على - المجلس الوطني لحماية الثورة - بتدبير من بقايا النظام السابق بل وكان اكثر الأطراف الفاعلين فيها ووقف ضد أهداف الثورة وانخرط في هذه الهيئة جنبا إلى جنب مع حركة النهضة التي لطالما افشل محاولات الحركة الديمقراطية للتوحد بدعوى الموقف من هذه الحركة، واتخذ مواقف مضادة للثورة في مختلف المحطات إلى حين موعد الانتخابات الأخيرة.
وهو يحاول اليوم تجميع القوى - اليسارية - من أجل تشكيل جبهة أو قل في الحقيقة توسيع دائرة - القطب الديمقراطي - الذي شكله ودخل به الانتخابات الأخيرة على قاعدة أهداف حقوقية ديمقراطية ليبرالية مهملا بل ورافضا إدراج المطالب الاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي ينبغي لف الشعب حولها لمواجهة الاختيارات الليبرالية التي ستتبعها حركة النهضة، نفس الاختيارات التي كان يسير عليها نظام بن علي، اختيارات مملاة من الخارج، من أمريكا والاتحاد الأوروبي وقطر ودول البترودولار.
إن حزب - حركة التجديد - ( الحزب الشيوعي التونسي سابقا ) لم يشكل ولا يشكل اليوم طرفا في القوى اليسارية الحقيقية التي تحمل برنامج حد أدنى ديمقراطيا ووطنيا بمحتوى سياسي واقتصادي واجتماعي لصالح العمال والفلاحين وبقية فئات الشعب الأخرى. ولا يمكن بالتالي التعويل عليه في بناء جبهة وطنية ديمقراطية ثورية لمواجهة اليمين - حركة النهضة - التي تتهيّأ لإخضاع البلاد مرة أخرى لبرنامج لا يقل رجعية عن البرنامج الذي كان في عهد بن علي.
فالمسألة هي إذن سياسية وليست مسألة - ضغينة -، مسألة سياسية تخضع لتحليل طبيعة مواقف هذا الحزب في علاقة بالاستحقاقات القادمة المطروحة في نضال الشعب التونسي من أجل استكمال مهام الثورة ومنع العودة بها تحت حكم اليمين الديني إلى ما كانت عليه في عهد بن وربما لما هو أتعس.


37 - بداية السقوط هو التخلي عن كلمة الشيوعي
رائد عودة ( 2011 / 11 / 11 - 01:04 )
تحية رفاقية وبعد
رفيق الجيلاني أرى أن بداية التراجع هو التخلي عن كلمة الشيوعي في الحزب حيث بعد ذلك ستتبعه تنازلات في قضايا اخرى وسوف يكون السبب نفس السبب وهو عدم تقبل المحتمع لكلمة الشيوعي لا يجب علينا أن نتأثر بالناس بل علينا التأثير فهم وتوعيتهم وهذا هو جوهر العمل الشيوعي ولنا بالعديد من الاحزاب الشيوعية مثال وهي التي غيرت اسمها من أجل ان تعمل على توسيع قاعدتها لكن الذي حدث هو العكس حيث فقدت هذه الاحزاب ما كان لها من احترام وجماهيريه.
مع الاحترام


38 - بعد نتائج الإنتخابات
نزيهة العيادي ( 2011 / 11 / 11 - 10:48 )
من خلال نتائج الإنتخابات اتضحت الرؤية في مساندة الشعب بما فيه من مثقفين وجامعيين للتيارات المدافعة عن الهوية العربية الإسلامية .فهل ترى ضرورة في مراجعة التيارات العلمانية لمواقفها .وما هو موقف حزب العمال من استنجاد بعض الأسماء بفرنسا بعد فوز النهضة ؟


39 - كتلة برلمانية
سالم قبيلات ( 2011 / 11 / 11 - 11:39 )
تحية حارة
انتخابات المجلس التأسيسي في تونس اوصلت عددا كبيرا من اليساريين الى المجلس، فهل ينوي اليسار التونسي تشكيل كتلة برلمانية لمواجهة اليمن التونسي الذي حصل على ما يقارب نصف المقاعد؟.


40 - لم شمل اليسار لبناء نمط مجتمعي حر وديمراطي
زاوي محمد ( 2011 / 11 / 11 - 16:26 )
بالظرورة كل الأحزاب و القائمات اليسارية على ظعفها ونتائجها الهزيلة تمكنت من جمع عدد هام في مجملها من الأصوات .ويعد هذا الرقم بعشرات الألا ف وهذا ما يأكد أن جزءهام والذي يمثل الرقم الذي أعطى صته لهذا اليسار لا يطمح في اجاد نمط مجتمعي كالذي تدعو له حركة النهضة بل يطمح الى نمط مجتمعي تسود فيه الحرية و الديمقراطية من خلاليهما ينتقل الى دولة ديمقراطية عصرية وشعبية.من هنا لسائل أن يسأل هل بامكان دعوة كل هؤلاء وهم بالألاف الى الحضور و التجمع بأحد الولايات دخل الجمهورية كصفاقص مثلا ومن خلالها تصدر وثيقة ويتبنها الجميع و الالتزام بهاوجعلها أرضية للعمل المشترك من أجل صد الباب أمام هذا اليمين المتطرف و نضام حكمه الفاشي .


41 - ثوراتنا ايضا استثناء
خلدون ( 2011 / 11 / 11 - 17:21 )
استثناء لان من قام بالثورات العربية ليست هم من يقطف ثمارها بل يقطف ثمارها احزاب تقليدية امضت سنين من العداء الايديولوجي مع الانظمة البائدة حيث انصبت افكارها في كيفية القضاء على هذه الانظمةدون ان تتعب نفسها في اعداد كوادر بديلة ذات تفكير عصري في ادارة شؤون بلدانها في حال تسلمها السلطات وان رموز هذه الاحزاب هم نفسهم منذ عقود لاتغير في العقلية ولا في المنهج كما كانو رموز الانظمة البائدة وحيث ان الاحزاب اليسارية ستخسر المعركة امام الاحزاب الاسلامية فاني ارى ان تتوجة الاحزاب اليسارية الى اصحاب الثورات الفعليين وهم الشباب ذوي التطلعات العصريةوالتي يمكن ان تستوعبهاالافكار الماركسية وشكرا


42 - السلام عليكم
طلعت خيري ( 2011 / 11 / 11 - 18:05 )

..

شيئا مؤكد وليس متوقع فشل اليسار إمام الحركات الإسلامية .. والسبب فقدان الإدارة السياسية له والتركيز على الجانب الاقتصادي .. المفروض هناك تقيم للواقع السياسي في تونس يقوم به بعض المختصين في هذا المجال لمعرفة توجهات الشارع عن طريق دراسة للواقع العام وما تمتلكه القاعدة الجماهيرية من توجهات ..للخروج بنتيجة إن لم تكن أكيدة فهي شبه مؤكده على الأقل يمكن من خلالها وضع برنامج سياسي وفق لك الدراسة ... أنا اعتقد لو أن اليسار دخل في شركه سياسيه مع التيار الإسلامي لن يحسر شيا ولكن مشكلة التناحر بين التيارات اليسارية والدين .. على العموم التيارات اليسارية هي التي أضاعت على نفسها الفرصة بسبب خلافاتها على المناهج التطبيقية للنظم ألاقتصاديه فكان من الواجب ترك هذه أمور جانبا والتركيز على الجانب السياسي .... لن يصل اليسار إلى تولي القيادة أذا بقي بهذه العقلية فهل ينتظر وصول اليسار إلى أوربا وأمريكا وثم النظر في حل القضية فلسطين والقضايا العربية الأخرى كي تنتبه لكم القاعدة الجماهيرية ..هذا يستغرق زمن طويلا ..على العموم التيار الإسلامي لن ينجح في المرحلة المقبلة لأنه سيخضع جميع المؤسسات للدين وللطائفه وبالتالي تقع في إخفاقات كثير في مجالات عدة ربما تؤدي إلى تدهور البلاد .. فالفرصة إمامكم في التركيز على الجانب السياسي أولا حتى لو اضطر الأمر إلى الدخول في شراكة مع أقوى وتيارات سياسيه وان كانت دينية ومن ثم التركيز على النظم الكفيلة في إدارة مرافق الدولة


43 - اعادة النظام القديم باسم جديد
tiqadine jaafer maroc ( 2011 / 11 / 11 - 18:57 )
لماذا أخفقت البرامج التي طرحها اليسار التونسي في تحقيق التحولات المطلوبة على أرض الواقع ؟! ولماذا لم يصبح اليسار التونسي قوة تغيير حقيقية ؟! ولماذا بدأ هذا اليسار بالضعف بعد انهيار النظام السابق؟!
الا ترون ان حمم الثورة اخذت تبرد؟ وهل ستسمحون بفرض دكتاتورية جديدة تحت غطاء اسلاموي؟


44 - العرب نحو التغيير
عبدالوهاب كريشان ( 2011 / 11 / 11 - 19:52 )
من النتائج الايجابية للربيع العربي كسر حاجز الخوف الذي كان يعاني منه المواطن العربي نتيجة القهر والاستبداد الذي كان تمارسة الانظمة العربية وهنا اشكر الرفيق علي هذا التحليل الموضوعي وهذا يؤكد الرغبة الاكيدة لدي الشعب العربي في التغيير وانهاء حالة التخلف والانهزام وسؤالي للرفيق الكاتب المحترم هل تعتقد بان التنظيمات الاسلامية في الوطن العربي جادة في السير قدما مع هذه التحولات التي يشهدها الوطن العربي مع شكري وتقديري لكم


45 - أنت تحلم فقط يا سيدي
أ . د . حسين حامد ( 2011 / 11 / 11 - 23:01 )

الأستاذ الدكتور حسين حامد _ الولايات المتحدة
ألاستاذ جيلاني الهمامي :
جميل أن نحلم , وجميل اكثر ان تكون احلامنا كبيرة , كبر استحقاقاتنا في الحياة التي لم نبالي بها يوما بعد أن أستمرأت أنفسنا الاضطجاع في كهوفنا المنسية , نعب كؤوس الخدر ونتبادل طقوس الكسل والسبات. ويحلوا لنا التعلم من بعضنا البعض , فنون ذبح الحقيقة والاحتفاء بالقوة الغاشمة وسحق الكلمة الحرة واستمزاج الرأي. وبقينا هكذا في كهوف عزلتنا عن العالم , يفرض علينا الاخرون اجنداتهم ويوصدوا علينا ابواب الحرية . وخلف الاستار, يواصلون ابتساماتهم لهمجيتنا وافعالنا الشنيعة لاوطاننا وما كفرنا به من عشقنا للارض والانسان... نعم , يا سيدي العزيز , لقد كنا كل ذلك , وما نزال كما عهدتنا, نقتل انبيائنا ونفتري على الواقع .
واختلافي الاساسي معكم , أخي الكريم , من حيث تقولون: (انبلج باب واسع أمام شعوب منطقتنا يفتح على عالم جديد ومختلف تماما عما عهدناه منذ عقود طويلة بل قل لم يسبق لنا أن عرفنا منه سوى صورا في الخيال أو الحلم..... )
فأين هذا العالم الذي رسمته لنا ريشتك الحالمة هذه, وانت كواحد منا , تعلم اننا مللنا حتى احلامنا وأمانينا. واجبني بربك :
كيف تحركت هذه الجماهيرفي بلداننا العربية, ومن كان وراء حراكها؟ من يقودها والى اين يقودها؟ ما هي مصادر ثقتها بمن يقودها؟ ومن نصبهم عليها؟ وما هو هذا العالم الاخر الذي ولد بمخاض الجماهير التي تجهل اتجاه بوصلتها بعد , حتى تعتقدون أنه سيفرش الارض بالرياحين والزهور من اجل الانسان؟ وهل تعتقد ان من خسروا مواقعهم سوف يتهادنوا او يتفاوضوا او سيلقوا اسلحتهم؟ خذ العراق مثلا يا عزيزي وسترى انك تحلم وتبالغ قليلا في أمانيك . ربما هذه أماني العقيدة الشيوعية التي انهارت ولم تقطفوا من ثمارها سوى الايام. وربما هو مجرد حنين وعودة الى رفض الواقع عن طريق مشاكسة النفس حينما ترفض الاذعان والاقتناع بتبريرات ذاك السقوط المدوي للعقيدة.
أعتقد ان علينا ان نتمهل ولا نقفز هكذا مرة واحدة الى الخاتمة . المشهد سيطول يا صديقي , ولكل حدث ثمن , (ولكل نبأ مستقر , وسوف تعلمون).


46 - مجرد تعليق
منهال نصر الدين ( 2011 / 11 / 11 - 23:57 )
تحية إلى كل الشيوعيين في تونس
نحن العرب أيها الأصدقاء نعاني من الرأسمالية الذاتية رأسمالية أنظمتنا التي تتغلف بشعارات رنانة و اشتراكية مبطنة برأسماليين فجعانين و متكالبين على ثروات بلادنا
و هذا هو الشكل الأخطر من أشكال الرأسمالية
إحذروا أيها التونسيين من شيئين اثنين:
1- المد الخبيث للتيارات الإسلامية التي تدعي أنها تريد تحقيق كل ما هو جميل للبلاد و العباد و ستأتي الأيام و تثبت صحة كلامي أنهم سيقصون العلمانيين بالمقام الأول
2- إحذروا أنفسكم أيضاً فلكي تحافظوا على الصورة المشرقة للعلمانية لا تقصوا أحدا مهما كان على الطرف النقيض و عليكم احترام معتقدات الناس و إيمانهم بخالقهم و ليمارس كل فرد إيمانه بالشكل الذي يرضيه على ألا يؤذي إيمان الآخر


47 - متى نحتفي بالحقيقة؟
أ . د . حسين حامد ( 2011 / 11 / 12 - 02:47 )


(إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان)...

الأستاذ الدكتور حسين حامد _ الولايات المتحدة
ألاستاذ جيلاني الهمامي
:
جميل أن نحلم , والاكثر جمالا ان تكون احلامنا كبيرة , كبر استحقاقاتنا في الحياة التي لم نبالي بها يوما بعد أن طاب انا الاضطجاع في كهوف منسية , نعب كؤوس الخدر ونتبادل طقوس الكسل واللامبالات . ويحلوا لنا الحديث بين بعضنا البعض , عن فنون ذبح الحقيقة والاحتفاء بالقوة الغاشمة وسحق الكلمة الحرة ورفض استمزاج الرأي. وبقينا هكذا في كهوف عزلتنا عن العالم , يفرض علينا الغرباء اجنداتهم ويوصدوا علينا ابواب الحرية . وخلف الاستار, يواصلون ابتساماتهم لهمجيتنا وافعالنا الشنيعة لاوطاننا وكفرنا بعشقنا لارضنا وانساننا... نعم , يا سيدي العزيز جيلاني الهمامي , لقد كنا كل ذلك , وما نزال كما عهدتنا, نقتل انبيائنا ونفتري على الواقع .
ولا أدري كيف تكهنتم من انها قضية باب انبلج أمام شعوبنا كما تقولون؟ (انبلج باب واسع أمام شعوب منطقتنا يفتح على عالم جديد ومختلف تماما عما عهدناه منذ عقود طويلة بل قل لم يسبق لنا أن عرفنا منه سوى صورا في الخيال أو الحلم..... )
فبرأي ان الباب انبلج فعلا , ولكن من اجل مصائب وويلات كثيرة مقبلة . فأنى لهذا العالم الذي رسمته لنا ريشتك الحالمة , وانت واحد منا , وتعلم جيدا ان لا احد يستطيع التكهن بما يخفيه الغد لشعوبنا العربية. وأطلب منكم اجابتي على بعض الاسئلة التي لا اعتقدك قادر على الاجابة عليها, ولكن حاول على كل حال:

كيف تحركت هذه الجماهيرفي بلداننا العربية, ومن كان وراء حراكها؟ من يقودها والى اين يقودها؟ ما هي مصادر ثقتها بمن يقودها؟ ومن نصبهم عليها؟ وما هو (هذا العالم الاخر) الذي ولد من مخاض جماهير تجهل اتجاه بوصلتها , حتى تعتقدون أنه سيفرش الارض بالرياحين والزهور من اجل الانسان؟ وهل تعتقد ان من خسروا مواقعهم في الفريق المقابل , سوف يلقون اسلحتهم؟ أليس في العراق مثلا يحتذى به عن اجرام دول الجوار العربية التي اشترت بعض الذمم لتفجر العنف الطائفي حتى هذه اللحظة؟ ألا ترى يا أخي العزيز انك تحلم وتبالغ قليلا في أمانيك وتطلق لخيالك العنان؟ فبرأي أن ما تعتقدونه هو مجرد أماني كالنتائج المخيبة للامال لنظريات العقيدة الشيوعية التي انهارت ولم تقطفوا من ثمارها سوى الكتب والتنظيرات التي لم توصلكم لشي بعد ان بالغتم في تصوير الواقع العربي وكأنه بديل او رديف لواقع وخصائص المجتمعات الاوربية . فهذه هي احلامكم المترهلة هكذا دائما , مجرد حنين وعودة الى رفض الواقع ومشاكسة النفس حينما ترفض الاذعان والاقتناع بتبريرات ذاك السقوط المدوي للعقيدة وموتها.
أعتقد ان علينا ان نتمهل ولا نقفز هكذا مرة واحدة الى الخاتمة . المشهد سيطول يا صديقي , ولكننا سنظل نتطلع الى الحرية في كل اوطان شعبنا العربي , ولا نتمنى أن نرى انهارا اخرى من دماء اخوتنا تسيل في أوطان عربية كما نراها ما تزال تسيل في العراق بسبب بعض الانذال من عراقيين وعرب. نريد الحرية للجميع , ولكن نريدها بدون اجندات اجنبية , وشكرا .



48 - دمت معززا للثقة والامال
سعاد خيري ( 2011 / 11 / 12 - 09:01 )
فعصرنا مليء بالامكانيات وشبيبتنا مليئة بالطاقات والحيوية ولا تحتاج الشرية الا الى الثقة بنفسها وبحاضرها ومستقبلها


49 - نحو يسار موحّد
M.Ghabbech ( 2011 / 11 / 12 - 13:52 )
تحياتي استاذ جيلاني. ساستغل هذه الفرصة للتعبير عن اسفي للنتيجة الهزيلة التي تحصل عليها اليسار التونسي عامة وحزب العمال الشيوعي التونسي خاصة في انتخابات المجلس التاسيسي, وقد انتظرنا ان تكون النتائج افضل تتلاءم مع التاريخ النضالي للحركة اليسارية التونسية ولكن خاب املنا . المهم هو ان نستخلص الدرس وأن يتعلم الرفاق أن العمل السياسي الميداني يختلف كليا عن التنظير الايديولوجي والنقاش السياسي المثقف. نحن نعرف ان الحزب تعرّض لتشويه كبير من قبل جهات وافراد ولعل اخطر تشويه هو ذاك الذي تمثل في ربط اسم الحزب-شيوعي- بالكفر. قد لا يعني هذا شيئا بالنسبة للمثقف ولكن عدد كبير من الناخبين البسطاء نظرا لتدينهم الشعبي البسيط اتخذوا موقفا سلبيا من الحزب( قد يكون من اللازم اعادة النظر في الاسم اذا ما راهن الحزب على تحقيق نجاح ما في المستقبل وان كنت انا شخصيا لا
اتصوّر أي نجاح سياسي للحركة اليسارية في تونس إلا بشرط أن تتجاوز تشتّتها وانقسامها الذي لا أرى له سببا إلاّ -وهم الزعامة-. احلم بيوم تتوحد فيه فصائل اليسار الراديكالي التونسي ليساهم بالفعل في مواجهة الراسمالية المعولمة.


50 - المرحلة بعد الثورة
زاد محمود ( 2011 / 11 / 12 - 14:44 )
تحية طيبة للرفيق الجيلاني
انا اري بان ظهور الاسلاميين في مسرح السياسة العربية او اقليمية شي غير طبيعي و ياتي بعواقب غير ايجابية ,لان الاسلاميين ليس لديهم الالية الكافية لتمشية الامور و دخول في اللعبة السياسية و الاقتصادية العالمية الجديدة التي يتطلب اساليب و ديناميكية في النظرية و التطبيق وانسجام مع مطالب الفئات و الطبقات الاجتماعية المختلفة


51 - (إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلا
أ . د . حسين حامد ( 2011 / 11 / 12 - 20:14 )


ألآخ الاستاذ المحرر المحترم

أرسلت لكم في الامس تعليقا ولم يتم نشره فما السبب؟
وها أنا ذا اعيد ارساله , وتقبلوا شكري

(إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان)...
الأستاذ الدكتور حسين حامد _ الولايات المتحدة
ألاستاذ جيلاني الهمامي :
جميل أن نحلم , والاكثر جمالا ان تكون احلامنا كبيرة , كبر استحقاقاتنا في الحياة التي لم نبالي بها يوما بعد أن طاب انا الاضطجاع في كهوف منسية , نعب كؤوس الخدر ونتبادل طقوس الكسل واللامبالات . ويحلوا لنا الحديث بين بعضنا البعض , عن فنون ذبح الحقيقة والاحتفاء بالقوة الغاشمة وسحق الكلمة الحرة ورفض استمزاج الرأي. وبقينا هكذا في كهوف عزلتنا عن العالم , يفرض علينا الغرباء اجنداتهم ويوصدوا علينا ابواب الحرية . وخلف الاستار, يواصلون ابتساماتهم لهمجيتنا وافعالنا الشنيعة لاوطاننا وكفرنا بعشقنا لارضنا وانساننا... نعم , يا سيدي العزيز جيلاني الهمامي , لقد كنا كل ذلك , وما نزال كما عهدتنا, نقتل انبيائنا ونفتري على الواقع .
ولا أدري كيف تكهنتم من انها قضية باب انبلج أمام شعوبنا كما تقولون؟ (انبلج باب واسع أمام شعوب منطقتنا يفتح على عالم جديد ومختلف تماما عما عهدناه منذ عقود طويلة بل قل لم يسبق لنا أن عرفنا منه سوى صورا في الخيال أو الحلم..... )
فبرأي ان الباب انبلج فعلا , ولكن من اجل مصائب وويلات كثيرة مقبلة . فأنى لهذا العالم الذي رسمته لنا ريشتك الحالمة , وانت واحد منا , وتعلم جيدا ان لا احد يستطيع التكهن بما يخفيه الغد لشعوبنا العربية. وأطلب منكم اجابتي على بعض الاسئلة التي لا اعتقدك قادر على الاجابة عليها, ولكن حاول على كل حال:

كيف تحركت هذه الجماهيرفي بلداننا العربية, ومن كان وراء حراكها؟ من يقودها والى اين يقودها؟ ما هي مصادر ثقتها بمن يقودها؟ ومن نصبهم عليها؟ وما هو (هذا العالم الاخر) الذي ولد من مخاض جماهير تجهل اتجاه بوصلتها , حتى تعتقدون أنه سيفرش الارض بالرياحين والزهور من اجل الانسان؟ وهل تعتقد ان من خسروا مواقعهم في الفريق المقابل , سوف يلقون اسلحتهم؟ أليس في العراق مثلا يحتذى به عن اجرام دول الجوار العربية التي اشترت بعض الذمم لتفجر العنف الطائفي حتى هذه اللحظة؟ ألا ترى يا أخي العزيز انك تحلم وتبالغ قليلا في أمانيك وتطلق لخيالك العنان؟ فبرأي أن ما تعتقدونه هو مجرد أماني كالنتائج المخيبة للامال لنظريات العقيدة الشيوعية التي انهارت ولم تقطفوا من ثمارها سوى الكتب والتنظيرات التي لم توصلكم لشي بعد ان بالغتم في تصوير الواقع العربي وكأنه بديل او رديف لواقع وخصائص المجتمعات الاوربية . فهذه هي احلامكم المترهلة هكذا دائما , مجرد حنين وعودة الى رفض الواقع ومشاكسة النفس حينما ترفض الاذعان والاقتناع بتبريرات ذاك السقوط المدوي للعقيدة وموتها.
أعتقد ان علينا ان نتمهل ولا نقفز هكذا مرة واحدة الى الخاتمة . المشهد سيطول يا صديقي , ولكننا سنظل نتطلع الى الحرية في كل اوطان شعبنا العربي , ولا نتمنى أن نرى انهارا اخرى من دماء اخوتنا تسيل في أوطان عربية كما نراها ما تزال تسيل في العراق بسبب بعض الانذال من عراقيين وعرب. نريد الحرية للجميع , ولكن نريدها بدون اجندات اجنبية , وشكرا .



52 - العرب والتعصب القومي والديني وقراءه التاريخ,؟
نافذ الاسحاقي ( 2011 / 11 / 14 - 02:49 )
لقد كان دور اليسار العربي في المنطقه خجول منذ نشئته الى حد الان ,دعنا نلقي نضره الى مايسما خجلا بالربيع العربي ,انها تضاهرات ضد الفقر والجوع والضلم ,لم يكن للاحزاب اليساريه والماركسيه لها ائي شراره تنضيميه ابدا ,لقد كان اليسار العربي منذ تبينيه افكار الثوره الروسيه اللينينيه الماركسيه,كان يبقى ويدور في بودقه القوميه العربيه والاصول الدينه الاسلاميه وكان دئما يحاول عدم المساس بالمسلمات ,لذلك انا اسميه اليسار العربي القومي الاسلامي الخجول, ,حيث تبنى قبله كل شئ اولياته القضيه الفلسطينيه كاشعار اولي للدخول الى قلب وفكر المواطن العربي لكي يكسب تعاطفه القومي والديني من اجل كسب الانتماء الى هذا او ذاك من الاحزاب بمى تسمى اليساريه او الماركسيه او الشيوعيه التي كانت نسبه الاميه في الفكر الماركسي وما زالت فيه اكثر%75 لم يستطع هذا اليسار ان يخترق فكر المواطن العربي وتعريفه على تنوع الثقافات والحضارات العالميه ودورها في بناء الحضاره الانسانيه عبر التاريخ ,حيث كان التخوف من كل شئ اسمه غربي او الحضاره الغربيه ,وكانت تتصور على ان كل شئ من الغرب هو استعمار ,وفي نفس الوقت تم طمس اسس الحضاره الاصليه للشعوب المنطقه من اجل استعلاع اسم الحضاره العربيه الاسلاميه ,التي قضت على كل شئ اسمه تتطور علمي وفكري وادبي وخلقي وتفاعل حضاري مع الاخرين على اساس احترام الاخر والتعاون ما بين اقوام الارض من اجل حقوق البشر والتعلم من الاخر على انه فكر انساني يخدم البشريه جمعاء ,بعده سقوط الاتحاد السوفيتي تحولو اليسارين والماركسين العرب الى الاتحاد مع القو الاسلاميه والمتعصبين العرب واعطو زخما قويا للحركات الاسلاميه بعدم معاداتهم لهم بل بعض الاحيان كان اليسار العربي يقف صفا واحد مع الاسلامين ومبادئهم في اسس الدوله الاسلاميه العربيه


53 - انها البدداية
نجات حميد احمد ( 2011 / 11 / 15 - 18:13 )
اخي الجيلاني الهمامي
تحية طيبة
اعتقد بعدم وجود استثناءات مستقبلية للتغير في شكل النظام السياسي للدول العربية بعد هذه التغيرات ,لماذا ,بشر(مغيري النظام قي ليبيا) باْلغاء قانون منع تعدد الزوجات الذي اقره نظام معمر القذافي .وبداْت عملية توزيع المراتب بينهم وبشربوضع دستور تستند الى الشريعة الاسلامية؟اين العالم الخالي من استغلال البشر لاخيه واخواته بعد هذه التوجهات السلفية؟مغيري النظام في مصر مهدوا السبيل للحركات التطرفية والسلفية التي كانت كخلايا ميتة للتعبير عن ارادتهم وقوتهم,واهانوا الرئيس حسني مبارك امام ولديه ,كما اهان الشعب الليبي قائد ثورته الذي وفؤ الغذاء والعيش الكريم لشعبه بحيث لم يبقى جائعا واحدا في ليبيا .بالرغم من بعظ الاخطاء الجسيمة بحق شعبه,لم يبشر النظام الجديد في تونس باْية تغيرات جذرية في شكل النظام الذي حكمهم قبل التغيرات,وخاصة في التوجهات الديمقراطية.(لعوامل ذاتية)ان سر عدم التغير في شكل النظام السياسي لايعود الى ما قاله لينين وماركس حول التغير في النظام ,لان الانظمة السابقة لم تعمد الى استفلال شعوبهم من خلال الاجر,بل استعبدهم بواسطة فتل الفكر الحر للانسان واحترام اختياراته حسب فانون مدني وانساني وديمقراطي,واعتقد ان الفلسفة الديناميكية الدياليكتيكية الماركسة الثورية هي طريقة صحيحة لفهم الظاهرة الجديدة في الوطن العربي..لان التغير جاء من خلال الرد الفعل العفوي والتاريخي لسطوة السلطة على اسكات الاخرين وسد الطريق عنهم للتعبير الحقيقي عن انفسهم وبدات السلطة هي المتكلمة الوحيدة والنائبة الوحيدة عن التعبير عن الشعب وبالنيابة عنه وبالرغم منه,ان سلطة كتم لجام الاخرين هي حكاية تمتد الى اكثر من الف سنة مضت,انها عملية تاريخية في تحيد الاخر وتمثيله ,ولهذا جاءت التغيرات بدون قيادة سياسية واعية وبدون احزاب واعية,وانما عبرت بشكل عفوي عن نفسها ولياْتي بعد ذلك الممثلين الواهمين بالتغيير في توجيه الاخرين كما كانت السلطة تفعل سابقا.ما حجم الكارثة الفكرية بين العرب عندما يتحالف اقصى اليمين مع اقصى اليسار.وتحالف اشد السلفيين مع اشد الشيوعيين؟اين المبادىْ التي استند عليه التغير ؟اقول بالرغم من ذلك انها البداية لتغيرات اكثر جدية واكثر انسانية؟وانها بداية لكسر طوق المحرمات النصية والعرفية والسلفية,ليساْل الانسان العربي بعد كل شىْ عن مكانته وحقه في التعبير عن نفسه.ان الديناميكية التاريخية وبنيتها الفكرية تكمن في قوة التعبير عن النفس والمجاهرة بقول الحقيقة وكسر طوق الخوف من التغيير,والتي تحرك التاْريخ العربي والانسان العربي للسوْال المهم عن وجوده وتفكيره وفلسفته.اعتقد ان التغيرات الحاصلة اليوم.هي ليست الا ردود افعال عفوية ومهمة نحو التعبير عن النفس ومهمة للراْى الاخر في التعبير عن ارادته,لماذا ؟لان الشعب العربي اختبرت وعايشت شتى انواع الانظمة السياسية,من النظام الساسي الملكي,والقومي والماركسي والاسلامي.ولكنها لم تمارس النظام الديمقراطي بحق.فكيف تاْخر النظام الديمقراطي عن الانسان العربي؟ارى ان الارضية الملائمة للتغير لا وجود لها في الشعوب العربية الا النذر اليسير,فسلطة التاْريخ والدين والعرف والعادات والتاْثيرات النفسية في الخوف من التغير ومن الغد لا زالت تمثل قسوة التاْريخ وحكمه الديناميكي على صدرالانسان العربي,وان القوة التاْريخية لهذه المحركات الفكرية والفلسفية مهما كانت مبادئها واسسها الفكرية لم تجرب ممارسة ارادتها بالكامل.ان خطاب البكاء لماضي سحيق ملىْ بالانتصارات التي تحققت بحد السيف والغزو لازالت تحرك الملايين من الشعوب العربية,ان التحمس الاعمى لسطوة وقدسية القومية العربية وغيرتها على نفسها شلت من قوة التغيير الحقيقى لدى الانسان العربي وان عقلية انا اعرف كل شىْ وانا لي كامل الحق,وانا الاول في كل شىْ لازالت تهيمن على عقول معظم الحركات والشخصيات العربية,انا احس بالفرحة بانك كنائب شيوعي تمارس نشاطك في التونس بعد التغيرات,بالرغم من خلافي معك.اذا ماهي القوة التاْريخية للتغيير الحقيقي؟انه راْيى ليس الا,وربما اكون مخطئا في راْيى,بان التغيير الحقيقي تكمن في كيفية تغيير فكر الانسان.وكيفية النظر الى الاشياء من وحهة نظر انسانية وديمقراطية ومن قوة العمل المشترك وتقبل الاخرين كتقبل النفس لنفسه .لنمهد السبيل امام جميع الاطياف والالوان للتعبير عن نفسه دون معاداة الاخرين,ولكن مع الاسف ان هذه السمة الحضارية لا زالت خافية عن الاكثرية,اخيرا تمنياتي للشعب التونسي في الحياة الكريمة والحرة نحو غد اقضل


54 - ان وراء اليوم غدا
محمد عمر ( 2011 / 11 / 16 - 14:09 )
تحية
اتمنى التوفيق لكل الشعوب الى ما يحب الله ويرضى , ان الانسان يعلم علم اليقين ان هذا الكون الذى يعيش فيه ليس من صنعه ولا البشر الذين يعيش معهم من صنعه , ان الذى خلق الكون خلقه صالحا منظما على اجمل واروع حال , وهذا لا يخفى على اى بشر مهما كان انتماءه او دينه وعقيدته ..ان الله الذى خلق الانسان فى هذا الكون لم يخلقه عبثا , بل خلقه الله لكى يقوم بعبادة خالقه وهذه العبادة تكون فى شتى مجالات الحياة قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) وقال تعالى ( افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون ) فيجب ان نتقيد بما شرع الله لكى نكون منظمين كما اراد لنا الله عز وجل , فلا داعى ان ننكر فضل الله علينا وجميله سبحانه بان انترك شريعته ونتقيد بما صنع البشر من ايديولوجيات ومذاهب عقائدية وفكرية مخالفة لشرع الله , ان عداوة الله عواقبها وخيمة فى الدنيا والاخرة ولننظر الى سنن الله فى خلقه وكيف اهلك من عصاه ووفق من اهتدى بهداه , لماذا الانسان يكون اشتراكيا ويكون علمانيا وغير ذلك , والله قد شرع لنا افضل شرع واقوم طريق لا يبعد عنه الا هالك ..وانظروا الى التاريخ ..ايها الجمع : ان الاسلام هو طريق الخلاص وهو الذى يضمن للانسان كرامته وحقوقه وهو تشريع الله الذى يعلم كل شىء وهو العزيز الحكيم ..لماذا فصل الدين عن حياة الناس لكى يحكم بقانون البشر الضعيف المخلوق ؟ والله عز وجل يقول (ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ) ويقول (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكفرون ) ان الله يدعونا الى موالاته لا الى معاداته لكى نكون على الهدى فى الدنيا والاخرة ولكى ننجو من سخط الله ونقمته بسبب الكفر فالرضى بشرع غير شرع الله هو كفر بالله تعالى , والله غنى عنا فالى الله بدلا من البشر وقوانين البشر ..فالموت وراء كل حى والعذاب شديد فلننجو باذن الله ..واتمنى لكم التوفيق ..وتحية لكم


55 - حزب -العمال- -الشيوعي- التونسي
محمد المثلوثي ( 2011 / 11 / 17 - 17:58 )
حزب العمال الشيوعي التونسي...اذا كان من الصحيح أنه -حزب- وأنه بالفعل -تونسي- فمن الصعب تصديق كونه عماليا أو كونه شيوعي..فمن جهة فان أكبر جمهوره يتركب من شباب التلاميذ والطلبة وبعض الموظفين في قطاع التعليم خاصة..فعن أي عمالية تتحدثون..ومن جهة أخرى فان برنامج هذا الحزب لا يتجاوز حدود الاصلاحية البورجوازية ذات الطابع الراديكالي مثل الدعوة للتأميم، أو لإلغاء الديون الخارجية، وكل ألوان المطالب الديمقراطية..ولعله ليس غريبا أن يناقش مؤتمره الأخير موضوع تغيير اسم الحزب والتخلي عن صفة الشيوعية بالذات..وفي علاقة بالاسلاميين فان هذا الحزب يتحمل المسؤولية الأكبر في الترويج لهم واعادتهم للساحة السياسية بالتحالف معهم باسم محاربة الديكتاتورية..وها أنهم يعضون أصابع الندم..لكن بعد ماذا؟ لقد لقيتم ما تستحقون تماما


56 - في رد على المثلوثي مناضل المقاهي
وليد عافي ( 2013 / 4 / 9 - 11:22 )
السيد المحترم المثلوثي
الذي لم يتجاوز نضاله حدود مقهى الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس , كيف لك ان تتحدث عن الثورية وانت عقيم عمليا ... والثوري لا يمكن له ان يكون عقيما ... المزايدات الرديئة التي تتبناها انت ومجموعة من الفاشلين فكريا ونضاليا لا تغني عن جوع ولا يمكنها ان تجعل منك ثوريا هل تسطتيع التحدث عن مواقفك من النظام النوفمبري ... وعن نضالك السياسي ...فحدود نضالك هي حدود الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وتحديدا مشربته ... واتحداك ان يكون بمقدورك تقديم بدائلك للشعب... كفاك امراض الطفولية والمزايدة على حزب العمال ... ان كنت ثوريا فالتتجه نحو العمل والبناء والتغادر المقاهي الى العمل..
اخيرا حزب العمال لم تكن ولن تكون له تجربة في نضال المقاهي

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا