الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة السياسية

مصطفى الرافعي

2011 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أنا أولا و قبل كل أقول لستُ تشي قيفارا و لا الدلاي لا ما أو أي شخصية لها تاريخٌ ناصعٌ و مكتوبٌ بماء الذهب. أنا فقط رجل أو كائن بشريٌ له الحق في طرح أسئلةٍ يشاركني فيها الملايين من المغبونين في الأرض. أنا مواطن في أرض الله الواسعة حين أراد أن يتنفّسَ الصعداء ثارت ثائرة الزبانية و أعوانُهم ليثيروا السحب و الإشاعات الضبابية لخنق الخنافيس أمثالنا ، فهم الأباطرة و الساسة و فوق الساسة و هلم جرا. أما أنت أيها المواطن البسيط لا موضع لقدمك في دنياهم.
جئتُ اليوم لأُصحح عنوانَ حصة تلفزيونية تبثها قناة الجزيرة : الجريمة السياسية.
قلتُ طيب فهم يقصدون بالجريمة التي ذهب ضحيتها الملوك و الأمراء، و لكني أرى ـ قبل أن يتمَّ إعتقالُ قلمي ـ أنَّ الجريمة السياسية الحقيقية هي التي تُرْتَكبُ في حق كل المواطنين على وجه البسيطة و في عالمنا العربي على وجه الخصوص.
إنهم يشغلون الدنيا بخبر الرئيس الفلاني و الوزير العلاني و المطرب و المطربة الذين أنهكوا خزائن الدولة برقص لا يقدم بل يؤخر. ثم ما موقعك أيها المواطن و أيتها المواطنة وسط هذا الزخم ؟
من سيدفعُ إيجار البيت ؟ طبعا هم الأولى بعدم الدفع لأنهم مشغولون بإصدار القوانين و التشريعات المريضة التي تزيد الفقير فقرا و الرئيس مدة أطول ليخلد في كرسيه.
من سيدفعُ لنا تكاليف دراسة أولادنا ؟ طبعا أولادهم يدرسون تحت حماية الترسانة الديبلوماسية و على نفقة الدولة ـ حماها اللهُ من أمثالنا ـ طبعا
من سيدفعُ تكاليف علاج المرضى الفقراء ؟ طبعا رئيسنا المسكين يذهب للعلاج في الخارج و طبعا تحت نفقة الدولة السخية ـ حماها الله من أمثالنا ـ
فأكيدٌ أنها ليست الإنتخابات التي ستحولني من مغبونٍ في الأرض إلى إنسانٍ يعيشُ بكرامة قردٍ ـ في أحسن الأحوال ـ
بل الأدهى أن هؤلاء القوم ـ أقصد الفائزين في الإنتحابات ـ بحذف المقطة المعجمة فوق الخاء لتتعرى صنائعُهم أمام أعينِ المواطنين مثلي .
هم قد صنعوا من معاناتنا سفنا و جسورا لقضاءِ أوطارهم خلف أبواب الصالونات الفخمة و أغلقوا الأبواب دون آلامنا و باتوا يتقاسمون ما بقيَ من الكعكة و لا يصل المواطنين منها إلاَّ خبرٌ تذيعهُ هذه أو تلك القناة. ألستم ترون معي أنها جريمة سياسية ؟
يا قوم يا من سكنتم الأعالي أسمعتُم أنينَ المواطن المسكين ؟
لغتي بسيطةٌ غيرُ مرصعة القوافي و غير منمّقة العبارات لأني أردتها أن تكون كذلك لتحكي همَّ كل مواطن.
لسْتُ هنا لأدَّعِي أني الناطق الرسمي باسم المستضعفين و المغبونين و لكني جِئْتُ لأقول لجميع الساسة و الاحزاب و بهلوانيي المعارضة دعونا نقررُ مصيرنا بعيدا عن نفاقكم و دجلكم .. فقد ذبحتمونا بنفاقكم إذا نطقنا قلتم مشوشين..
فهل تشاطروني أن هذا هو الوجه الحقيقي للجريمة السياسية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو