الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجوداً كالريح .. متوفراً كالأنفاس

أحمد النجار

2011 / 11 / 7
الادب والفن



- تحية نقاءٍ
لكل عصفورٍ يصادفك
لكل نملةٍ ساهيةٍ
تُلقي على خيط حذاءك السلام
لكل فمٍ جائعٍ يأكل نظراتكٍ الحلوة
فيشبع
لكل يدٍ مرتعشةٍ
تطلب منكِ أقتات لقمةٍ سائغةٍ
فتهبيها دمعةً صغيرةً
فتضحك
تحية نقاءٍ
لكل لقاءٍ كان أصله بكاء
أوله بكاء
منتصفه بكاء
وأخره أنا ..!!

- كنّا حيثُ لا ندري
لو أننا أدركنا أين كُنّا
لمَاَ ذهبنا ثانيةً ..!!

- أي سعادةٍ تتشظى فيَّ
حين أرى ظلي
يتبعني مثل جروٍ أليف
أحب أن أُدللَ ظلي
لكي يقاسمني متعة الطريق
بؤس التأملِ
وألمَ الشرود ..
.....
لم أُفكر يوماً أن أكونَ سعيداً
إلا معي ..!!

- أنا رجلٌ بلا ماضٍ بلا ذاكرة بلا عيد ميلاد
منذ اللحظة أنت الماضي أنت الذاكرة
وأنت عيد ميلادي
أنفاسك فلكلور الريح
جدائلك حضارة البنفسج
رموشك نيازك مستعملة
وحضنك أفق الطبيعة ..!!

- أُحبُ وجهك الزمرديُ
إذ يلمعُ
في فُصِ خاتمي
كأنه لؤلؤةٌ كريمة ..!!

- أُحبُ كل شيءٍ يُذكرني بكِ
أُحبُ صوتكِ ...
إذ يصطك في عظامي
كأنه جرسٌ مقدسٌ
يتدلى
على خدّ كنيسة مهجورة ...!!


- أُحب تضاريسِ بسمتكِ
إذ تبزغُ
من تحت أظافري
كأنها ماردٍ ظريف ..!!

- عتمةٌ هو العالم
لا مصباح لديَّ
سوى صورتكِ
وحدها الآن
تضيءُ ليَّ الطريق ..!!

- حينما أقف أمام طهر صمتك
تُصاب أصابعي بالسكتة
تتعطل شاعريتي عن التأمل
وحينما ألعق حوارك كما قصب السكّر
تستيقظ من شقوق جروحي
أخر نبوءات الملح..!!

- عندما تضحك أمي
يزهرُ العالم
وعندما تبكي
يتحول إلى حطام ..!!

- المرضُ عدوٌ جاهل
لو كان يدرك الطريق
إلى الله
لمَا أصبح
في هبوب العافية
قاطع شفاء..!!


- في نهر أذنيَّ
أثبّتُ سماعة الجوال
ثم أنصت عميقاً
لنغمٍ متيبسٍ
في حلق المدى ..

- وجهي أغنيةٌ شاحبةٌ
تسير في الشوارع
لا أحد يستمع
لا أحد يلتفت
لا أحد ينتبه
لكنما عبوري صاخبٌ
وخطواتي نشاز ...!

- قلبي قبعةٌ فارغةٌ
في يد شحاذةٍ صغيرة ..
عبراتي إرثُ عزاءٍ
في جفن كمنجةٍ محطمة ..!!

- حين ينجو اشتياقي من مفازة الغربة
حين أهرق عبراتي في منديل بلادي
وأعود لأرشيف خطاي
لإرث خطاياي المنسية
سوف أستحم بتفاصيلي العذبة
وأحتضن رائحتي بحواس مترعةٍ بأسفٍ دامع
أستنشق تراب حارتي الذي بنكهة براءتي الأولى
ثم أهوي عميقاً فى قعر خوائي
مضرجاً بولاءاتي الخالدة
لوطنٍ أحبه كما لو كان نفسي.!!

- "دبي" مدينةٌ متنوعةُ الغُصص
برَّاقةٌ
كفقاعةِ صابونٍ ملونة
لازلتُ مكوراً بداخلها
كجنينٍ
قد تنفجر ذات لمسةِ انعتاقٍ

فأولد منها كائناً جديداً.....
كالعدم
جنياً منسياً
في ذاكرة نبيِّ ..

موجوداً كالريح
متوفراً كالأنفاس
أو مفقوداً كشيءٍ لا يخصُّ أحداً
أو كوجه يبحث عن ملامحه
كصوت لا يتذكر نبراته
يتنفس بأغان النت
يقتات دموعاً إلكترونية
يعيش على الفيسبوك
لو يغادر حسابه, يموت ..!

- ما الغريب أن تتآمر الريحٌ
ضدي
أن تتناول مقشتها
كخادمةٍ مأجورة
فتتولى محوي بهبوبها المثابر
أن ترصد تكتكة عبوري
فتقطف موسيقا أثري
كيما تُزهر عاطفة الدروب..!!

- حضوري شبحٌ لا يبين
طيفٌ سحريٌّ لا يُرى ..

صوتي وردةٌ ذابلة
على شرفة الضجيج ..

خطاي فُتات مواويلٍ
تلقمها مناقير عصافير..

شرودي نوبة صقيعٍ
الرصيف عنقود ضجرٍ
تتهرهر منه الأشياء
تتدحرج فيَّ
كآهاتٍ صفراء ..!!

- مثلما غيابي نبتة صبَّارٍ
في جفنَّ الفراغ
حضوري عنقودُ غُصصٍ
يتدلى
من حلق العالم ..!!

- مكسورُ كغصن سنبلة
لكنني كلما أعبر الطريق
أحدقُ عميقاً
في نتوءاتها الكثيرة
كي لا يفوتني عبور نملةٍ
شاردةٍ
فأدهسها بالخطأ ..!!


- كيف ارتبط بالعالم
وأنا مقطوعٌ عن الحياة ..!!

- قليلٌ أنا
في أعين الآخرين
كثيرٌ جداً
أمام المرآة ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا