الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة الازمة الاقتصادية العالمية

اكرام الراوي

2011 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



كذبة الازمة الاقتصادية العالمية

يتحدث العالم منذ فترة عن ازمة اقتصادية عالمية بدأت تسري وتنشر ظلالها على جميع اصقاع الارض , ومنذ فترة ليست بالبعيدة بدأ رجال الاقتصاد والمختصون في امور المال يحذرون من تلك الازمة, وبدأت الدول الغنية (الذكية) اجراءات لتلافي وقوع نكبة اقتصادية تدمر اقتصادها وتنعكس على علاقاتها بالعالم وبشعوبها , وبالتالي استقرارها, اما الدول ( غير الذكية) او التي يستفحل فيها الفساد المالي والتخريب الاقتصادي من قبل الافراد وبعض الموؤسسات المالية الوهمية , فيبدو انها كانت قبل التحذير من وقوع الازمة تعيش ازمة اقتصادية الا انها كانت مختبأة تحت مظاهر خادعة توحي لشعوبها وللعالم انها تعيش بافضل حالة بالنسبة لاوضاعا الاقتصادية , اما الدول النامية(الفقيرة) والمنسحقة ليس اقتصاديا" فحسب بل انسانيا" , فكانت ومازالت وستظل الى الابد تعاني من تلك الازمة ومن الديون المالية الضخمة, لأن شعوبها وببساطة لاتحاسب حاكميها على الفساد او السرقات الهائلة لاموالها , او بالاحرى لاتجد شعوبها مساحة من الحرية لتعبر او تعترض او تحتج.
وبالرغم من انني لست خبيرة اقتصادية او محللة اقتصادية, الا ان التمعن بما جرى ويجري في العالم ككل , يبين الهوة الهائلة بين توفر الثروات واحتكارها من قبل فئة من البشر لاتتجاوز ال(10%) وبالتأكيد فتلك الفئة هي التي كانت وراء ما يسمى بالازمة الاقتصادية العالمية التي يدفع ثمنها ملايين العاملين الذين بنوا وساهموا لعقود في بناء اقتصادات العالم وتراكم ثرواته , فهؤلاء من يدفع الثمن اليوم , اذ خسر ويخسر الاف العاملين في الموؤسسات والشركات وقطاع الاعمال المختلفة في العالم اليوم وظائفهم , وخاصة في المجتمعات الغربية الرأسمالية التي تتعامل مع الفرد كوسيلة لادارة عجلة الانتاج وتنمية الاقتصاد وتراكم الثروات.
والسؤال المهم هنا , ترى ماهو سبب الازمة الاقتصادية العالمية ؟ هذا لو افترضنا ان هناك حقا" ازمة اقتصادية؟؟؟ والجواب ببساطة هو الثروات العالمية وادارتها !!
وقد يسخر البعض مني ويستغرب لما يقرأ , ويتسائل , كيف ذلك؟؟
الحقيقة , هي ان من يتحكم برأس المال سواء اكانت حكومات او رجال اعمال او تجار مخدرات , يعيشون حياة غير معقولة من البذخ والترف اللاانساني, ويهدرون الثروات العالمية , بامتلاكهم للسيارت خرافية الاسعار , والبنايات , والاسواق التجارية , وحسابات البنوك , والعاهرات والملذات , وتنمية سوق الروليت , وبقاء مراكزه قائمة في العالم , في حين يعيش ملايين البشر تحت خط الفقر لايجدون ما يوفر لهم ابسط مقومات الحياة الكريمة, فهذا الاحتكار السيء والانساني لثروات العالم , هو من يقف وراء الازمة الاقتصادية العالمية .
ولو اخذنا نموذجين في العالم لتأكيد ما اقول , اليونان والعراق, فاليونان كدولة اوربية سياحية غنية بالثروات الزراعية والطبيعية لم نكن ونذ سنتين بالتحديد نسمع عن تعرضها لازمة اقتصادية فلماذا اليوم , والازمة التي تمر بها اليونان ليس يسيرة , بل تهدد بقاء اليونان هذه الدولة العريقة التي مثلت للعالم منذ اكثر من الفين سنة الكثير الكثير والتي كانت مركزا" للعلوم والاقتصاد وللقوة الاقتصادية والسياسية , واذا فتست قليلا" في من يدير دفة هذا البلد اقتصادية وسياسيا" , تجدهم اشخاص مصابين بالتخمة من المال الذين يمتلكونه والحياة المترفة التي يعيشونها , ولو فكر هؤلاء قليلا" بان يعيشوا حياة بسيطة , مساوية لحياة شعوبهم لما اصاب هذه الدولة الافلاس وهددت بالانقراض , والخروج من اهم مجموعة سياسية واقتصادية العالمية هي الاتحاد الاوربي.
اما التجربة الثانية فهي (العراق) , فالعراق الذي كان ومازال وسيظل احد اغنى دول اسيا وربما دول العالم , الا ان نسبة الفقر التي يعيشها الشعب العراقي تكاد تكون واحدة من دول العالم التي تشكل اعلى نسبة فقر, واذا فتشت في تاريخ من يحتكر ثروة العراق ويديرها , لوجدت البنوك الخارجية تسجل اعلى حسابات مالية لهؤلاء, وتراهم يعيشون في مباني ومساكن تتجاوز قيمتها ميزانية وزارة لسنة كاملة, وهؤلاء يعيشون مع ذواتهم ويحاولون في كل الوسائل لمراكمتها , في حين يحيا السواد الاعظم من الشعب , تحت خط الفقر!!! فهل كان الاتحاد اوربي او صندوق النقد الدولي او تراجع اسعار البورصة العالمية او مقتل بن لادن وراء الازمة الاقتصادية العالمية؟؟؟؟؟
ما يحتاجه العالم ليعيش استقرارا" اقتصاديا وانسانيا, ان يتم توزيع عادل للثروات العالمية , وتخصص هئيات ومنظمات مستقلة عالمية لمراقبة ومحاسبة اي مجموعة او حكومة في العالم تعمل على تقسيم العالم الى فئة كبيرة فقيرة واعداد قليلة من سكان العالم يمتلكون كل ثروة العالم , حينها سيعم السلام والامن وتنتهي الفوضى من الكرة الارضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو