الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اول الغيث قطرة

عزام يونس الحملاوى

2011 / 11 / 7
القضية الفلسطينية


لقد كان 31إكتوبر/ 2011 يوما مشهودا في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني بتصويت منظمة الأمم المتحدة -اليونسكو- لصالح قبول عضوية دولة فلسطين فيها لتصبح الدولة العضو195 وبهذا تكون فلسطين قد أصبحت كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة-اليونسكو- من خلال التصويت الذي جرى في مقر المنظمة في باريس بفرنسا0 ويعتبر هذا التصويت البداية لشعبنا وقيادته لوقف النهب والتهويد والتزوير,وإزالة الأماكن الأثرية والمقدسة ,وطمس التاريخ والثقافة والحضارة الفلسطينية في فلسطين والقدس, و كنيستي القيامة والمهد, والحرم الإبراهيمي, وقبة رحيل, خبث تعمل حكومة إسرائيل على طمسه وسرقته وعرضه في المحافل الدولية على انه تراث صهيوني0 وتعتبر عضوية فلسطين في اليونسكو انتصارا للحق الفلسطيني, وخطوة للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بسبب تأييد ومساندة دول العالم لحقوق شعب فلسطين المحتل, وسيكون لها نتائج مهمة في حماية الثقافة الفلسطينية وتاريخها وتراثها 0لم يكن لهذا الانجاز أن يتحقق إلا نتيجة لصمود شعبنا وقيادته وإصرارهم على نيل حقوقهم ودولتهم المستقلة، وهو دليل على قوة الإرادة السياسية للقيادة في التصدي لسياسة الغطرسة والابتزاز, ودرايتها في كيفية كسب وإشراك الشرعية الدولية من اجل حفظ التراث والمقدسات الفلسطينية 0إن اعتراف اليونسكو بعضوية فلسطين كان ضروريا ,لان الصراع الموجود بيننا وبين إسرائيل ليس حول الأرض فقط, بل أيضا حول الوجود الفلسطيني كله أرضا وثقافة وهوية وتاريخا ,لان ما يحدث من طمس وتزوير لثقافتنا وهويتنا وتراثنا لا يقل خطرا عن سرقة الأرض.لذلك فأن قبول فلسطين كاملة العضوية في اليونسكو يكتسب أهمية خاصة لأنه ينهي عقودا من الكذب الإسرائيلي بأحقيتها في المواقع الأثرية والدينية والتراثية في القدس وباقي المناطق الفلسطينية، ويمكن فلسطين بمساعدة اليونسكو من حماية تلك الحقوق من الانتهاكات الإسرائيلية, لأنها ستكون الإطار الشرعي والدولي الذي سيدافع عنها واستعادتها, وستمنع إسرائيل بالتوقف عن اعتداءاتها المتكررة على المواقع التاريخية والتراثية والأثرية الفلسطينية والأماكن المقدسة ,لأن الحفاظ على التراث الإنساني , وعدم السماح بتدميره, أو تزييف هويته من أحد أهداف اليونسكو 0إن حالة التخبط الكبيرة التي انتابت حكومة العدو الاسرائيلى تؤكد أن إسرائيل تعيش في مأزق لان التصويت جاء ضد رغبة إسرائيل, وبدأت تشعر بمدى الخطر الذي سينالها من وراء انضمام فلسطين إلى اليونسكو, وكذلك لأن الفلسطينيين بدءوا بتحول استراتيجي يهدف إلى إنهاء سياسة الاحتلال الإسرائيلي المحترف في الاستيلاء على الأرض, وطمس التراث الفلسطيني, وتحطيم حلم قيام الدولة الفلسطينية , لذلك قامت إسرائيل بالتهديد باغتيال الرئيس محمود عباس, وزيادة الاستيطان في القدس والضفة الغربية، وحجز أموال الجمارك الفلسطينية, وقصف قطاع غزة بالطائرات ، كما هددت بسحب بطاقات vip ، والمطالبة بنقل عاصمة اسرائيل إلى القدس, ومنع ممثلين اليونسكو من دخول الأراضي الفلسطينية 0اما الولايات المتحدة التي تثبت دائما إنها شريك غير نزيه في عملية السلام, فقد مارست الضغوط على القيادة الفلسطينية والدول الأعضاء في المنظمة, وتهديدها بالتوقف عن دفع حصتها المالية للمنظمة في حال التصويت لصالح فلسطين للانضمام إلى اليونسكو, واعتبرته قرار سابق لأوانه وسيعطى نتائج من شأنها إعاقة فرص استئناف عملية السلام0 لقد كشف التصويت لصالح فلسطين دكتاتورية وزيف وابتزاز أمريكا أمام العالم خصوصا بعد قرارها بقطع الدعم عن المنظمة ، الأمر الذي اثبت وبدون شك وقوفها مع الاحتلال الإسرائيلي, ليكشف الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية الكاذبة التي تتغنى بها أمام العالم .إن الشعب الفلسطيني يثمن مواقف الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم الحر التي صوتت لصالح قبول فلسطين عضوا في اليونسكو رغم تهديد الولايات المتحدة الأمريكية0 إن هذا الالتفاف الواسع من العالم حول قضيتنا العادلة, يدعونا بالتسريع لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية, والعمل على تطبيق اتفاق المصالحة, وبناء إستراتيجيتنا وفق أسس الصراع مع العدو الاسرائيلى, واستنهاض طاقات شعبنا ,والعمل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية بديلا عن المفاوضات الثنائية والمرجعية الأمريكية المنحازة دائما لإسرائيل و جرائمها ضد الشعب الفلسطيني, وهذا يتطلب من حركة حماس أن يكون موقفها مساندا وداعما للتحركات السياسية, وان تعمل على تحقيق المصالحة الوطنية لاستعادة الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني, وذلك خلال اللقاء القادم الذي سيجمع بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل لكي نستطيع مواجهة التحديات القادمة ، كالاستيطان والحصار, والتهويد والاعتداءات الاسرائلية, والانتخابات 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24