الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد حان الوقت لنقول لا

اكرم بوتاني

2011 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك بان النوايا الطيبة هي الطريقة الوحيدة التي تقود البلد نحو الأمن والإستقرار ، وهذا ما لم نلمسه من الفرقاء السياسيين في لقاءاتهم الأخيرة ، بينما لمسنا عكس ذلك تماما ، حيث التجأ الفرقاء الى العشائر بدل التجائهم الى القانون والدستور ، واللجوء الى العشائر يعني بصورة او باخرى اللجوء الى القوة لأن منطق العشائر هو منطق القوة .
الخطاب الطويل للسيد المالكي أمام عشائر ذي قار قادنا الى نقطتين في غاية الأهمية حسب قراءتنا لذلك الخطاب ، النقطة الأولى هي اعتراف صريح من المالكي بان القوات الأمنية العراقية غير جاهزة لسد الفراغ الأمني الذي ستخلفه القوات الأمريكية بعد مغادتها العراق ، حيث أشار فخر وإعتزاز الى ان قواته الأمنية قد استلمت الملف الأمني منذ عام 2008 وهذا يعني احد أمرين إما .. أو ، إما انه اي السيد المالكي يقف وراء كل تلك العمليات الإرهابية منذ ذلك التاريخ والى هذه اللحظة وهذا قد لايكون معقولا ، او ان القوات الأمنية العراقية غير مستعدة فعلا لسد الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة بعد رحيل قواتها ، ونحن مع الرأي الاخير من حيث اننا لم نلاحظ اي تغيير او تحسن في الوضع الأمني منذ التاريخ الذي اشار اليه السيد المالكي ، هذا إن لم نقل بان الوضع الأمني قد ازداد سوءا ، اذا فالسيد المالكي يعترف ودون دراية منه بان القوات الأمنية غير جاهزة لسد الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية فيما بعد رحيلها من العراق ، والذي يدعونا الى الحيرة والقلق هو اننا لا نجد تفسيرا منطقيا لتأكيدات السيد المالكي واعوانه على جهوزية القوات الأمنية في سد الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة ويبقى تفسيرنا الوحيد لتلك التأكيدات هو الحلم الذي لايفارق مخيلة السيد المالكي في حكم العراق حكما دكتاتوريآ ، لنكون بذلك قد عدنا الى المربع الاول ، ولتكون الولايات المتحدة الأمريكية وما قدمته من تضحيات بشرية ومصاريف مالية باهضة قد حررتنا من دكتاتورية قومية لتسلمنا الى دكتاتورية دينية ، واذا ما كانت الدكتاتورية القومية تسمو وتطمح الى التطور والتحضر نوعا ما ، وتتظاهر بالتحدي للإلتحاق بالعالم المتقدم والمتمدن ، فالدكتاتورية الدينية وكل ما تحلم به هو العودة الى الوراء عدة قرون اي العودة الى زمن سلّ السيوف وقطع الرؤوس وزمن القتل والدمار والتخريب .
اما النقطة الثانية التي جعلتنا ان نتوقف عندها من خطاب السيد المالكي ومن المؤكد انتبه غيرنا من الناس لتلك النقطة وهي مقولته (لقد حان الوقت لنقول لا) ، هذه المقولة تدل و بدرجة كبيرة الى ان السيد نوري المالكي كان يعلم بكل الجرائم التي كان يقترفها شركائه في السلطة من ايتام صدام وكان يتستر على تلك الجرائم ويخفيها عن العراقيين لكسب الوقت ، وبما ان اللعبة شارفت على الانتهاء وحان الوقت الذي حدده السيد المالكي ، ظهرعلى حقيقته واستل سيفه من غمده ليذكرنا بالحجاج وافعاله ولسنا بحاجة الى ذكر افعال الحجّاج ونكتفي بذكر ما قاله (يأهل الكوفة أما والله إني لأحمل الشر بحمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإني لأرى أبصارا طامحة وأعناقا متطاولة ورءوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها وكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى تترقرق ) .
واذا ما كانت مقولة السيد نوري المالكي (لقد حان الوقت لنقول لا) هي تهديد صريح لشركائه في الحكم وهي بالكاد كذلك ، فمن حقنا ان نشك او على الاقل ان لانستبعد وجود ميليشيات عشائرية تحت امرة المالكي وقد تظهر عند الحاجة اليها ، لذلك نرى السيد المالكي يطمئن العراقيين دائما وفي كل خطبه على عدم وجود فراغ امني فيما بعد خروج القوات الامريكية من العراق ولاشك بانه يعتمد على تلك الميليشيات العشائرية التي ستظهر فجأة وهي تعمل تحت امرته بجانب القوات الامنية العراقية والتي يسيطر عليها السيد المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة ، وعلينا ان لاننسى بان غالبية التيارات والكتل السياسية لها ميليشيات مسلحة وهذا يعني باختصار بان الشعب العراقي كله مسلح ، ومن كل هذا يمكننا ان نقول بان نسبة انزلاق العراق الى الحرب الاهلية هي اكثر بكثير من توقعاتنا ونسبة انزلاق العراق نحو الدكتاتورية الدينية اكثر بكثير من توجه العراق نحو الديموقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو