الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن الغالي الثمن

محمد خضير عباس

2011 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


نجحت الجهود المصرية في رعاية واتمام الاتفاق بين اسرائيل وحركة حماس في تبادل الاسير الاسرائيلي شاليط مقابل اطلاق سراح 1027 اسير فلسطيني بينهم 27 اسيرة وبالطبع قامت الاوساط الحكومية والشعبية الفلسطينية وكذلك العربية بالاشادة والاحتفال بهذا ( الانتصار) الفلسطيني على اعتبار انه ادى الى تحرير هذا العدد الكبير من المناضلين من سجون اسرائيل ونيلهم حريتهم وفي حقيقة الامر ان هذا الاتفاق في ظاهره يصب في صالح حركة حماس ولكن في نفس الوقت له مدلولات كبيرة حيث اعطى درسا كبيرا لكل القيادات الفلسطينية والشعوب العربية عن قيمة حياة الفرد الاسرائيلي سواء كان عسكريا او مدنيا لدى حكومته ويذكر ان شاليط لا يحمل رتبة عسكرية كبيرة او انه يمتلك اسرار المفاعل النووي الاسرائيلي وانما هومجند عادي في الجيش الاسرائيلي ونحن بدورنا نتسائل اما يخجل الحكام العرب من هذا الاتفاق على الاقل مع انفسهم اما يمثل هذا الاتفاق اهانة لكل المواطنين العرب بصورة غير مباشرة لانه يبين مدى رخص المواطن العربي بحيث يتم مبادلة اسرائيلي واحد مقابل 1027 فلسطينيا ان مقولة ( اليهود شعب الله المختار ) التي وردت في الكتب السماوية قد تجسدت فعلا في هذا الاتفاق من خلال بيان القيمه الانسانية العليا لهذا الفرد في نظر المجتمع والحكومة الاسرائيليه لا بل في نظر حتى شعوب العالم المختلفة ويذكران الحكومة الاسرائيلية كانت قد صوتت بالاغلبية المطلقة على هذا الاتفاق أي انه ليس قرارا فرديا من قبل القائد او الملك او الرئيس كما هو معمول به في الدول العربية ولا يهم كم من الفلسطينين كانوا ثمن حرية هذا الجندي وانما المهم ان ينال مواطن اسرائيلي حريته مع العلم ان هذا الاتفاق هو ليس الاول من نوعه الذي يعبر عن قيمة الفرد الاسرائيلي في نظر حكومته وانما سبقه اتفاق اخر جرى مع اطراف لبنانية ليس من اجل ان ينال مواطن اسرائيلي حريته هذه المرة وانما من اجل الحصول على رفاة اموات اسرائيليين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة مقابل اطلاق سراح 320 اسير عربي وايضا اعتبر هذا الاتفاق في حينها انجاز كبير للمقاومة اللبنانية ( وانتصارها على اعدائها ) لذا يجب على كافة الاوساط العربية من مثقفين وحقوقيين وناشطين في مجال حقوق الانسان ورؤساء احزاب ومنظمات المجتمع المدني ان تسلط الضوء لا بل تناضل من اجل الدفاع عن حياة الانسان العربي وصون كرامته والسمو بها خاصة ونحن نراها اليوم تزهق في الشوارع يوميا بدم بارد على ايدي قوات الامن والجيش المكلفة اصلا بحمايتها لا لشىء سوى مطالبتها بابسط حقوقها المدنية التي كفلتها القوانين الدولية والشرائع السماوية والضغط على الحكومات العربية من اجل اصدار القوانين الكفيلة بحماية حياة شعوبها وعلى الاقل تطبيق ما ورد في الشريعه الاسلامية بخصوص قيمة النفس البشرية والتي يدعون ان ا لدين الاسلامي هو مصدر التشريع للقوانين التي تتضمنها كل دساتيرهم الجامدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانتصار
انس احمد ( 2011 / 11 / 12 - 17:13 )
الكاتب الشجاع محمد خضير عباس
لا اظن ان هناك من يفهمن او يحاول استقراء افكارك على الاقل وسيعتبرك الجميع متعاطف مع شعب اسرائيل ولكن من يفهمك سيقدر مدا ما تصبوا اليه
ان كرامت الشعوب اصبحت لاقيمة لها وخصوصا الشعوب العربية المسلمة بسبب حكامها الاستبداين ومصالحهم فجميعهم باتوا بشعرات زائفة والقادم سيفضحهم لا محالة
ان الجندي الواحد هذا لايشكل اي شيء لدا الكيان الصهيوني من وجهة نضري لكن هو اعلام اسرائيلي لسياسة قد لايفهمها الجميع

اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل