الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو شئتِ قد يستريح جنوني

حيدر تحسين

2011 / 11 / 7
الادب والفن


أتنقذك من الخريف تلك الغيمة الشاردة؟
آه.. من نار أرهقها سبات الضباب
تخبز على الأفق اللهيب، وعلى السراب
أخشى من الماضي عليك، من ليلة باردة
يا ريشة وسط أوراق الخريف الهامدة
أخشى أن لا يحط على زنديك الصباح
فتستيقظ النجمة الراكدة
أخشى أن تلاقيك نهايات السماء
فيسرق غيمتان من بيتنا، طوق السحاب
لم تزل تلك النوارس في الصباح
تغتال أجنحة الفراشات،
كوني في مراسيم البحار شواطئي
كي تخضب النخلات ذاك الجناح
هربت فراشات الربيع، وبقى الجناح
علقته فوق ماكنتي،
وتركت بعض من قصاصات الذاكرة:-
... رفقا بالفراشات
كان يمكن أن تكون جمرة فتشعلها الرياح
أو نخلة تفطمها الشمس، فتبحث عن نخلة
كي تخصب أنوثتها، ولا تريد
كيف يمكن أن لا أريد؟
أعيديني إلى الأرض قبل الصباح
أن جئتني مثل الطيور.... إليك أطير
أو لن تعودي فأني اكتفيت بذاك المساء
يأتي الصباح وصوتك يهرب من جديد
ترى صوت المنبه يفزعك أو صراخ من حنيني
رأيتك في قلب السماء نزيف روحي
فكم يحتاج قلبي من صراخ كي لا احبك
وكم يحتاج ذبحي من دماء كي تعودي
هل يكفي أن لا احبك كي تسعديني؟
اذبحيني على خصرك سبعين مرة
من أين جئتِ، والمحطة لن تعود... لو لم تعودي
نسيت اصطباري، نسيت المطر يهرب من ذراعي
تلك الليالي تختفي قبل البكاء، نسيتها
ومشى الخريف..


من أين يسرقني الكلام؟
وقلادتي ستسرقها مناقير النوارس
لا تخشى حبيبي!
إن يختفي صوتك لن تفلس العاطفة
على صوتك تنضج جوزتان
ينقش على ذراعي ساعة راكدة
كي لا يهرب الوقت لو جئت إليك
أعود أعود، أو لا أعود
أحببت المطر لأن في رجولتك يخفى الوجود
صوتك مثل الرعود
إن الغيوم إناث، هل حقاً ستجمعها في صرخة واحدة؟


لو لم احبك، لما خفت الجفاف
لو لم احبك، لم اشق من حليب رجولتي
نهرا تغازله العاصفة، ولا يخاف
لو لم احبك كان يمكن أن تدوس أصابعي
أطراف من مصعد يسير ببطء،
كي يوصلني لشقتي، أملا بأنك آتية
ومقعد ينتظر بأنك لم ترحلين بعد
وطاولة يحاوطها الثلاث،
طفل ربما يأتي
امرأة سأكرهها..
ولست أنا جالس وسط أوراق عجاف
وشمعات ثلاث سيطفئها صوتك بأن يأتي الزفاف
على عجل،
يا لغيرتك، يا مناقير النوارس
يا لصوتك،
يا زهرة صفراء تحويها المزهرية وتهدى في الفراق
لو لم احبك كيف يمكن أن أكون؟
أحجية حين يجتمع الرفاق؟
أغنية سيكرهها الإله لو لم تبشرها الكنائس
وصحا ألآله وقال تلك العاطفة :-
لو لم اخلق الخمر فأنها لا محال فانية...
إني نجوت (لو لم احبك)... من ذكرياتي
آه... من ذكريات تصحو وتبكي في ثانية
على مهل أعيديني إلى تلك الكواليس
فلقد نسيت أني هناك خشيت الهاوية
صدقاً كيف سأحميك من اذرع راجفة.
إني احبك أخشى أن تعودي
كيف يسجنني حنيني في خطوة واقفة
إني احبك كي يهرب الوقت
أيرقد في مفكرتي؟.. وانوي أن يجاذبه الزحام
لأن جسمك يعتق الذكريات، ويشربها كالنبيذ
احبك كي اسكر، وأنسى أنني يوم ستوفقني
خطوتي الراجفة
أحاول ان استرق من نصوص الإنجيل
بعض من فصول نوح، وباخرة تبحث عن قافلة
أكلت إيمانهم عاشقات الفتات، أمواج تبحث عن ارض تلاطمها
متى ستأتي الضفاف وتأوي الذكريات،
لو لم احبك لا شيء سيعذرني
لا جرح سأعذره،
لا وحي من مخيلتي سأسمعه
وكل ما يقوله نبوءة فأكتبه
ولا أوراق ذاكرتي على بابها المرصود،
استلقي في ذراعي كأني لا املك الا السماء
جسمك مثل النجوم،
أنت عناوين روحي في بدايات الجراح
رأيتك روحي تعلقها مناقير النوارس
حين تغريها ترانيم البحار
إلى الجمرتين فوق الرخام أطير
إلى شعاع النجوم حول عينيك أطير
إلى المدينة فوق يديك، أطير.. بين أصابعك الصغيرة
اهرب من اغترابي
رأيتك الأيائل وأفراح الهدايا والسماء
وجئتك من دون قدماي اركض، من دون رجلي اركض
ومن دون طريق اجري
إليك أضيع
أعيديني إلى مدينتي قبل أن تصحو النوارس
قبل أن يحتل اذني صوت المكائن والخريف
قبل ان تصحو زهورك في الصباح اعود
كي لا تغار زهورك من بعضها
كي لا ينتظر نهدك العاري، ذراعي
أعيديني، إن البنفسج ستأكله الخزانة
أو لا تتركيه معلق، فقد جاء الخريف
إني احبك كي يستريح جنوني،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟